ذرة حب
أمال موسى

الربّ يملؤني بذرّة حبّ

فِضتُ عليه،
إلى حين تكلّمَتْ خطُوطُ الكفِّ
ولَبِسْنَا المَاء
فَأَسْرَى بي إلى الحرير.
أَصْحَرْتُ فيه
صاعدةً إلى حيثُ العَرْش أمامي
طَيْرٌ مِن الأقاصِي،
على ظهره وشمُ الشَّهْوَةِ
وَرَغْبَةُ أُمِّهِ المُتَحَقِّقَة.
مُلْتَحِفًا بالنُّور،
بِالقَيُّومِ مُخْتَمِرًا
فارِغَ الفؤاد.

مَدَّ يَدَهُ إِلَي بَاطني
وأوقَدَ بالماءِ فَحْمِي.
تَقَلَّبْتُ على جَنَبِِي وبَيْنَنَا برزخ..
واحدًا كُُنَّا،
صَاحِبُ اليمين وصاحبتُه
خيرُ البريّة وخَيرتُها
كُلُّه يُوجعُ كُلِّي
كُلِّي يراقصُ كُلّه
كُلُّه يقولُ لشتاتي : “ اقرأ".
كُنْتُ أُحَاوِلُ
أَنْ أُحِبّهُ أَكْثَرَ مِنْ حُبَّيْن
وأمْسَكَ ذات العُلى
حِينَ تَفَرَّسْتُ فْي جبينهِ الفِضِّي.
ولا زلْتُ أتوسّلُني قبلاً
أَنْ أَرْتَدَّ بنيةَ أو حفنةَ ماء
كلّمَا خبّأتُ أوراقَ التوتِ فِي مُقْلتَيْهِ.
خُيِّلَ لِي
أَنِّي أرَى الزَّمنَ جَالسًا على أريكةٍ قُدَّتْ مِن أبدٍ
والمَوتُ خائفًا
والرَبُّ يملؤني بِذَرَّةِ حُبّ.

كَأَنّهُ حفيدُ الأعْشَى فِي رَكْبٍ مرتحلٍ
حَمَامًا، أَبْصَرْتُه
يَمَامةً أَبْصَرَنِي
ضَاقَ بِنَا المجازُ
فَنزِلْنَا إلى “ أمّ الوليد "
مُقَدِّسين يَسْجُدُ لنا النّجمُ والشّجرُ
لَمْ يَبْقَ ساعتها،
مِنْ العادياتِ سوى الضّبح
ومِنْ المُوريات غيرُ القدح.
كَمَا لو أنّ
عاشِقي اكتملْ
كما لو أني
اكتفيتُ بزخّةِ مطر
شاهدتُني في ارتعاشِه
على شفاه اللغة كرماً وتمرًا.
ثَوْبِي تَحرُسه العنكبوت
أرْضُ تُحدثُ عشقَها
صَدْري مُنشرحٌ
والروحُ تلْهو بينَ الزرقةِ والشجَر.