المشاركات الشائعة

الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

مرايا
راسم المدهون
راسم المدهون
1
تعالي
نستعير من البحر زرقته..
من التوت شغفه بالسرّ الأخير..
ومن أصابع الماء
بريقها الفضيّ..
يتموّج صاعدا
نحو عطش يشبه شوكة
لا تنام..
أنا لغة العصافير
في مناماتك..
سهرها المثخن بالفضول
عند نافذتك
تنصت لرنين قبلاتك
في فمي..
وحين أنتحي جانبا قصيّا
بلهاثك
تصفق بأجنحة الرّغبة
فتأتيها الحبيبات
بأجنحة من الضوء
ترسم في زاوية مرآتك
نهارا صغيرا
وجدول ماء.
تعالي
نؤجّل ذلك كلّه..
العصافير..
وأجنحة حبيباتها..
الضوء
والنهار الصغير..
نخبيئها للشتاء
ونفترض معا
أننا في الهزيع الأخير من ليل حقيقي..
وأنك تمنحين قميصك الأزرق للبحر..
رنين قبلاتك
لفمي..
وأنني أنا صيف مرآتك
أنتحي جانبا
بعصافير قلبك
وأطلقها
رفا
وراء رف
في حرائقي
كي تتعلم رقصة الجحيم.


2

تتقدمك الموسيقى..
أأقول أكاد أراها ؟
تتقدمك النار..
ألسنة من لهب التفاح..
وضفائر شعرك تنحلُ
على مهل
وتطير
تهشُ النوم من صفحة المرآة
وترشُ نعاسا
غجريا
فأراك تميلين
في ردهات النعاس
ويختال صدرك
هل هذا غنج غجري ؟
أم موسيقى امرأة
مائلة وتميل
وتأخذ سقف الأرض بيدها اليمنى
فتميل ؟
تتقدمك الموسيقى..
يتقدمك الوهج الأزرق..
هل هذا عيدك سيدتي
أم عيد الغنج العالمي
تميل به الأرض
ويميل بها
سيدتي
دعي الموسيقى تتقدمك
دعي العالم مائلا
ودعيه يميل.


3

الشعراء الذين سهروا دهرا طويلا
هنا
عند نوافذ مرآتك..
ها أنا أتأمّلهم..
طالت لحاهم..
وتهلهلت ثيابهم..
وأنت كما في الليلة الأولى
تتثنّين
في قميص التثاؤب
وتطلقين في اتجاههم
ريح النعاس..
الشعراء الذين سهروا دهرا طويلا
نسوا في ذبولهم
لماذا يسهرون
ومن أتى بهم
ليظلّوا تماثيل بشرية
تنصت لكل نأمة
وتلتفت مذعورة
لكل رنّة من قدمك الصغيرة
على فضة المرآة.
دعيهم يسهرون ذابلين في ذهولهم..
دعي الماء يمشي من تحتهم..
لأنني في هذه الساعة بالذات..
سوف أجتازهم
بخفة الثعالب
وعناد الذئاب..
وأقفز بخفة غزال حالم
لأقف هناك
هناك تماما
حيث تزرعين عند وسادتك
شتلة القبل.


4

في مساء كهذا
كلُ كلام يشتهي أن يصمت..
أن يصير قبلة
تحوم كنحلة
غادرت زهرة للتوّ
وتبحث لاهثة عن سريرها
في شفتيك..
في مساء كهذا
أميل لكي أمسح بأصابع النعاس
ما تراكم في ليالي المرايا
من غبار يقظتي
في قوامك..
أمسحه
وأنثر غبارا جديدا..
ساخنا
تترجرج من لسعه القبتان..
تميلان
حتى يضيق الممرُ الفضيُ بينهما
وتندلع الموسيقى..
سأنصت لموسيقى الغبار..
أحدّق في أنغامها
واهنة..
تتجوّل
حيث لا موج في البحار
ولا ماء في النهر..
أنا من يعدُ الغبار الآدميّ
لنوم طويل
يشبه النوم
لكنه يحتمي بالغبار

ليست هناك تعليقات: