المشاركات الشائعة

الاثنين، 20 ديسمبر 2010

مخطَّط لاختطاف امرأة أحبها..

1

فكل السنوات تبدأ بك..

وتنتهي فيك..

سأكون مضحكاً لو فعلت ذلك،

لأنك تسكنين الزمن كله..

وتسيطرين على مداخل الوقت..

إن ولائي لك لم يتغير.

كنت سلطانتي في العام الذي مضى..

وستبقين سلطانتي في العام الذي سيأتي..

ولا أفكر في إقصائك عن السلطه..

فأنا مقتنعٌ..

بعدالة اللون الأسود في عينيك الواسعتين..

وبطريقتك البدوية في ممارسة الحب..

2

ولا أجد ضرورةً للصراخ بنبرةٍ مسرحيه:

فالمسمى لا يحتاج إلى تسميه

والمؤكد لا يحتاج إلى تأكيد..

إنني لا أؤمن بجدوى الفن الإستعراضي..

ولا يعنيني أن أجعل قصتنا..

مادة للعلاقات العامه..

سأكون غبياً..

لو وقفت فوق حجرٍ..

أو فوق غيمه..

وكشفت جميع أوراقي..

فهذا لا يضيف إلى عينيك بعداً ثالثاً..

ولا يضيف إلى جنوني دليلاً جديداً...

إنني أفضل أن أستبقيك في جسدي

طفلاً مستحيل الولاده..

وطعنةً سرية لا يشعر بها أحدٌ غيري..

3

لا تبحثي عني ليلة رأس السنه

فلن أكون معك..

ولن أكون في أي مكان

إنني لا أشعر بالرغبة في الموت مشنوقاً

في أحد مطاعم الدرجة الأولى..

حيث الحب.. طبقٌ من الحساء البارد لا يقربه أحد..

وحيث الأغبياء يوصون على ابتساماتهم

قبل شهرين من تاريخ التسليم..

4

لا تنتظريني في القاعات التي تنتحر بموسيقى الجاز..

فليس باستطاعتي الدخول في هذا الفرح الكيميائي

حيث النبيذ هو الحاكم بأمره..

والطبل.. هو سيد المتكلمين..

فلقد شفيت من الحماقات التي كانت تنتابني كل عام

وأعلنت لكل السيدات المتحفزات للرقص معي..

أن جسدي لم يعد معروضاً للإيجار..

وأن فمي ليس جمعيه

توزع على الجميلات أكياس الغزل المصطنع

والمجاملات الفارغه..

إنني لم أعد قادراً على ممارسة الكذب الأبيض

وتقديم المزيد من التنازلات اللغويه..

والعاطفيه.....

5

إقبلي اعتذاري.. يا سيدتي

فهذه ليلة تأميم العواطف

وأنا أرفض تأميم حبي لك..

أرفض أن أتخلى عن أسراري الصغيره

لأجعلك ملصقاً على حائط..

فهذه ليلة الوجوه المتشابهه..

والتفاهات المتشابهه..

ولا تشبهين إلا الشعر..

6

لن أكون معك هذه الليله..

ولن أكون في أي مكان..

فقد اشتريت مراكب ذات أشرعةٍ بنفسجيه..

وقطاراتٍ لا تتوقف إلا في محطة عينيك..

وطائراتٍ من الورق تطير بقوة الحب وحده..

واشتريت ورقاً.. وأقلاماً ملونه

وقررت.. أن أسهر مع طفولتي....

ولا تشبهين إلا الشعر..

6

لن أكون معك هذه الليله..

ولن أكون في أي مكان..

فقد اشتريت مراكب ذات أشرعةٍ بنفسجيه..

وقطاراتٍ لا تتوقف إلا في محطة عينيك..

وطائراتٍ من الورق تطير بقوة الحب وحده..

واشتريت ورقاً.. وأقلاماً ملونه


وقررت.. أن أسهر مع طفولتي...


نزار قباني
==========
همسة حب
لو تعلمين كم أحبك
وكم أغار عليكي

اغار عليكي
من احلامى
من لهفتى واشتياقى
ومن خفقات قلبى

اغار عليكي
من لحظة صمت بيننا
قد تبعدك بافكارك عنى

أغارعليك
من لفتة نداء
قد تبعد عينيك عن عيونى

أغار عليكي
من كل كلمة تقوليها
إذا لم أكون انا
حروفها و ابجديتها

أغار عليكي
من اصابع الناس
إذا إلتقت بأصابعك
في سلام عابر


أغار عليكي
من فكرة
تخطر ببالك
من حلم
لا أكون انا فيه


أغار عليكي
لأني احبك

وأحبك

وأحبك
========
لو أن حبك
لو أنَّ حبَّكِ كانْ
في القلبِ عاديَّا
لمَلَلْتُهُ مِن كَثرةِ التَّكرارْ
لكنَّ أجملَ ما رأيتُ بِحبِّنا
هذا الجنونُ ، وكثرةُ الأخطارْ
حينًا يُغرِّدُ
في وَداعةِ طِفلةٍ
حينًا نراهُ
كمارِدٍ جبَّارْ
لا يَستريحُ ولا يُريحُ فدائمًا
شمسٌ تلوحُ وخَلفَها أمطارْ
حينًا يجيءُ مُدمِّرًا فَيضانُهُ
ويجيءُ مُنحسِرًا بِلا أعذارْ
لا تعجَبي ..
هذا التَّقلُّبُ مِن صَميمِ طِباعِهِ
إنَّ الجنونَ طبيعةُ الأنهارْ
مادُمتِ قد أحببتِ يا مَحبوبتي
فتَعلَّمي أن تلعبي بالنارْ
فالحبُّ أحيانًا يُطيلُ حياتَنا
ونراهُ حينًا يَقصِفُ الأعمارْ




عبد العزيز جويدة
=======
كلنا عاشقون
(1)
لَحظَةُ الصَّمتِ كانتْ كَلامًا..
بيننا ،
لُغَةً ليسَ يَفهَمُها في الوجودِ
سِوانا
إنَّها أبْجَدِيَّةُ مَن يَعشَقونَ
ومَنْ يَنزِفونْ
إنَّهُ النُّطقُ مِنْ حَدَقاتِ العُيونْ
كُلُّنا مُغْرَمونْ
كلُّنا عاشِقونْ
بَصْمَةُ العِشْقِ لا تَتشابَهُ
بينَ الأحبَّةِ
حتى يَكونوا
بِنفسِ البراءَةِ ،
نَفسِ الطَّهارَةِ
نفسِ الجُنونْ
(2)
ليسَ للحبِّ آخِرْ
رِحلَةُ العِشقِ أطوَلُ
مِن سَنَواتِ العُمُرْ
ومِن هَمَساتِ الظُّنونْ
أنتِ كلُّ المَرافئِ لو يَعلَمونْ
أنتِ عَصرُ النُّبوءَةِ
أنتِ الخُصوبَةُ
أنتِ التَّوَحُّدُ
أنتِ الزَّمانُ الحَنونْ
كلُّ أَزْمِنَةِ الحبِّ تَرحلُ
إلا زَمانَكِ
مازالَ يَنبِضُ
رَغْمَ السُّكونْ
كلُّ شيءٍ جميلٍ تَوارَى
ولَكِنْ ..
عُيونُكِ تَزدادُ حُسْنًا ،
وتَزدادُ عُمْقًا
وأزدادُ عِشقًا لِهَذي الفُتُونْ
لَمْ يَعُدْ لي سِواكِ
امْنَحيني الهُويَّةْ
أدْخِليني لِحضْرَةِ عَينيكِ
كلُّ الصِّعابِ أمامي تَهونْ
ليسَ لي مِن مَكانٍ ،
ولا من زَمانٍ
وحَيثُ تَكونينَ
قَلبي يَكونْ
(3)
أيُّها الجاهِلونَ ..
مَعاني المَحَبَّةْ
ليسَ لِيَ أنْ أُبَرِّرَ هذا الشُّعورَ
فلنْ تَفهَموني
ولن تَعذُروني
لحْظَةُ الحبِّ أروَعُ ما في الوجودِ
فهل ..
تُنكِرونْ ؟
وهل .. تَهْرُبونْ ؟
أيُّها الكافرونَ
بِدينِ المَحَبَّةِ
لا تَسألوني
عَنِ الحُبِّ حتَّى
تَذوقوهُ مِثليَ
أو ..
تُؤمِنونْ




عبد العزيز جويدة

===============
شعر حب , اشعار حب , شعر الحب , قصائد حب , قصيدة حب , كلمات حب , كلمات الحب , كلام حب , شعر رومانسي , اشعار رومانسية , كلام رومانسي , كلام غزل , شعر عشق , خواطر

===============
========
وجهك مثل مطلع القصيدة

وجهك ... مثل مطلع القصيدة

يسحبني...

يسحبني...

كأنني شراع

ليلا إلى شواطئ الإيقاع

يفتح لي أفقا من العقيق

ولحظة الإبداع

وجهك ... وجه مدهش

ولوحة مائية

ورحلة من أبدع الرحلات

بين الآس ... والنعناع



وجهك

هذا الدفتر المفتوح ما أجمله

حين أراه ساعة الصباح

يحمل لي القهوة في بسمته

وحمرة التفاح ...



وجهك ... يستدرجني

لآخر الشعر الذي أعرفه

وآخر الكلام

وآخر الورد الدمشقي الذي أحبه

وآخر الحمام ...



وجهك يا سيدتي .

بحر من الرموز ولأسئلة الجديدة

فهل أعود سالما ؟

والريح تستفزني

والموج يستفزني

والعشق يستفزني

ورحلتي بعيدة ...

وجهك يا سيدتي

رسالة رائعة

قد كتبت ..

ولم تصل بعد إلى السماء . . .



نزار قباني

========
من قال لا أحبك

أحبك من قال أني لا أحبك
حبيبتي من قال أنك حبيبتي
إنك بعض من أحرفي
بعض من كلماتي...بعض من حبري
بعض من امتداداتي
فافهميني...وافهمي أني من صلب الشعراء...ولدت
افهميني...وافهمي أني من مزاج الجنون جئت
فأنتِ لي ...كما كل النساء
من قال أني لا أحبك؟
فأنا لكل حب النساء أرغب
من قال أنك المرأة التي أريد؟
فأنتِ كأي أي قصيدة أكتب


إنك بعض من امتداد الغروب
إنك بعض من امتداد القمر
إنك في قصائدي بعض من ألواح القدر
ألف أنثى...ألف أنثى
داخل قصائدي...وألف حب

ألف عشق داخل دمي
ألف امرأة لها أنتمي
فافهميني...وافهمي
أنك لست حباً أول وأخير
وأنك لست في قلبي عشقاً أثير
إنك-حبيبتي- كما كل لوحاتي
وكما كل محطاتي
كألف ألف قصيدة أكتب

=========

يا ملاكي


جئت في كفي غصون وسنابل

بين أضلاعي ورود وجداول

أحمل الدفء بهامات المشاعل

وفمي ردد لحنا

من أهازيج الخمائل

والتقينا نرسم البسمة في وجه المقاتل

ننثر الأفراح من أحلى البساتين

على كل المحافل

عائدا..

خلفي هموم ومعاول

عندما ألقاك كل الهم زائل

وأرى الساعات لحظات قلائل

=============

أنت أحلى قصائدي

أحلى .. قصائدي .... أنت..

أنثى ... رقيقة ...

لا تغيب عن خاطري .... وتبقى ... معي خلف .... الصخور ..



صوتك .... أحلى .... من .. تغريد .... الطيور

نظراتك .... قاموس .... للبهجة .. والسرور ..


ثغرك ..... سيدتي ... أعذب .. من رحيق .. الزهوووور

--------------------------------------

كتبت .. فيك أحلى .... قصائدي ...

نسجتك ... أبياتا .... في خواطري

كل ما أحاول .... العبور .... أقابل ... طيفك .. ويأسرني جمالك الفتاان

فأصبح سجينا .. لأجمل .... سجان ..


ويبقى .... حبي لك ..... يغرد ... في كل الأوطان .


لا تتركيني ... لدوامة الذكريات ..

أصارع الماضي .. وكل .. ما فات

فأنا سجين ... عينيك ... تحن شجوني إليك .. وتصرخ الأهااات

-----------------------


أنت .. أحلى ... قصائدي ...

لك ..... وحدك .... أكتب ....


لماذا ... أنت ... وفي الدنيا .. نساء غيرك ...

ربما لأنك صادقة المشاعر

لذلك .. أحبك .

م ن ق و ل
أيها الجسد
رضوان أبو غبرة


نفَسُ الصدى على المرايا
وحلمتاكِ زفيرانِ ماسيّان
وأنا طفلُ الرغبةِ
شفتي مأخوذة بولادة شفيفة
ويدي محكومة ٌ بالتوجّسِ
أيّها الجسد المثقلُ بالتداعيات
اِحتكمْ للصهيل
الظِّلُ والجسد
تجيئين عارية كالحصى بعد وجبة موج
وأنا مفردٌ في رغبتي
يتقدمني انبهاري
بقدمين من زَبَدْ
لا أصِلُكِ إلا هاجساً
زرقةٌ... زرقةٌ... أتقصَّى تقاطيعكِ
أسبقُ جسدي بشهوة
ويسبقني بنشوة
الظِّلُّ والجسد يتقاسمان اشتهاءكِ
وجسمكِ سيّدُ القِسمةِ العادلة..
الإنسان صديق و محب الحكمة
أو في "الهومو فيلو صوفوص"
إدريس كثير


"إن الذي بلغ تحرر العقل، ولو بقدر معين، لن يشعر على الأرض بشيء آخر سوى كونه مسافرا".
نيتشه


المسافر الذي يلم بهذا العنوان أو المفهوم المركب من ثلاث دلالات تداولية كبرى ينهل من اللغتين الإغريقية واللاتينية. "فهومو" تشير إلى الإنسان، و"فيليا" إلى الحب أو الصداقة، و"صوفوص" إلى الحكمة والذائقة... وهي الدلالات التي يمكن ترجمتها إلى اللغة العربية بالإنسان صديق أو محب للحكمة.
للهومو (Homo) في اللفظ والتشقيق دلالات عدة، علاوة على أنه يعني الشبيه (Semblable) والهو نفسه (Le même) فهو يشير إلى النوع الإنساني برمته Homo sapiens ويشير إلى الوسط العائلي Home ويشير إلى الإنسان الصغير أو القزم (Homoncule) كما يشير إلى المترجلة من النساء (Hommasse).. وإذا اعتمدناه كجذر لكلمات أخرى تتنوع دلالته كالمركز المشترك (homo centre) ونفس الشكل (homo morphe) والزواج من نفس المستوى الاجتماعي (homo gamie) وفوبيا المثلية (homo phobie) وحب الغلمان (homo philie) والفضاء الحيوي للإنسان (homo sphére ) إلخ...
إذا كانت الأنتروبولوجيا هي العلم الذي في مقدوره أن يقدم لنا الصورة الحقيقية "للهومو" فإن الثقافة الإغريقية ولغتها هما اللتان يمكنهما تحديد العلاقة فيما بين المحبة والحب والصداقة والصديق (فيليا) من جهة، والحكمة أو صوفيا من جهة أخرى.
كل ذلك باللغة العربية وانطلاقا أيضا من الثقافة العربية خاصة تلك الثقافة ذات النزعة الإنسانية والفلسفية.
فمن هو الإنسان؟ والإنسان المحب للفلسفة أو صديقها؟
يعتبر "إدغار موران" بأن عمر الكون هو سبعة مليارات من السنين وعمر الأرض هو خمسة مليارات من السنين، وعمر الإنسان العالم Homo Sapiens هو مائة ألف إلى خمسين ألف سنة، وعمر الفلسفة ألفان وخمس مائة سنة، أما عمر علوم الإنسان فصفر سنة، ومعنى هذا التقدير أن الإنسان لم يعرف نفسه بعد.
فالنظرية السائدة على مستوى الأنثروبولوجيا في تعريف الإنسان هي تلك التي تفصل بل تقابل بين مفهوم الإنسان والحيوان، بين الثقافة والطبيعة، وكل ما لا يلائم هذا التقسيم يعد "نزعة بيولوجية" أو "نزعة طبيعية" أو "تطورية" (إ.موران، ص، 11).
وفي نظره، يجب الكف عن اختزال الإنسان في الهوموفابر، أو الهوموشابيانس. فالإنسان الصانع أو العارف لا يمكنه أن يحدد حقيقة وجوهر الإنسان، ذلك أن هذا الأخير هو في العمق إنسان عاقل وفاقد لعقله، حكيم (Sage) و شيطان (Démon) في آن واحد. وعليه يجب تصور الإنسان في كليته وتركيبته، فهو نوع إنساني وفرد ومجتمع.Espèce individu Société
في هذا المثلث يجب إبراز الأسطورة والاحتفالات، والرقص والغناء والإنشاء، والحب والموت، والمغالاة، والحرب (ص، 218، نفسه) أكثر مما يجب التركيز على الصناعة وعلى المعرفة، فالذي يتلاشى الآن بعد تطور كل هذه العلوم (البيولوجيا، السبيرنطيقا..) ليس هو مفهوم الإنسان (Homo ) ولكن ذلك المفهوم المنعزل عن الإنسان. وذلك التأليه الذاتي له. تقرع أجراس الموت الآن على الأنتروبولوجيا التجزيئية، وعلى التصورات التي لا تتحمل التعقيد، وتقرع على النظريات المنغلقة، لتعلي الأفراح والأتراح من شأن الإنسان باعتباره كائنا ثقافيا من حيث الطبيعة لأنه كائن طبيعي ثقافيا (ص، 100 نفسه).
ويبقى "الهومو" هو البراديغم المفقود في نظر إ.موران لأنه مفتاح الثقافة في الطبيعة ومفتاح الطبيعة في الثقافة. (ص، 163).
هذا التداخل الإشكالي بين الطبيعة والثقافة لا نعثر عليه لدى الإنسان (هومو) فقط بل نجده أيضا لدى الهانومان أو القرد النحوي (أ.باث) ، "هكذا فالقرد الفاشل الذي ينحني في المعركة ويولي بدبره للقرد المسيطر يقلد الأنثى ويمثل المثلية ليعبر عن إحساساته الأكثر احتراما وخنوعا للقوي (ص، 59، إ.موران).
أليست هذه الوضعية هي نفسها تلك التي تحدث عنها مالك شابل في كتابه "عقلية السراي" خاصة في الفصل الأول المتعلق بالمثلية (homo) الانحراف والخنثى، (ص 19 م.شابل).
لا يخلو العالم العربي والمغرب العربي على الخصوص من الممارسات الجنسية الهامشية: كالمثلية (homo) واللواط، والانحراف... وذلك طيلة تاريخ هذه البقعة من الجغرافيا. إلا أن الظاهرة تعاني من كبت مضاعف، فهي أولا محاربة من طرف التقليد أكان دينيا أم اجتماعيا، وهي ثانيا مواجهة بصمت مريب.
لكن الهومو المثلي المغاربي يبقى موجودا. فهو في نظر ابن خلدون تجسيد لفساد العادات الاجتماعية والثقافة الحضرية، ذلك الفساد الذي يتجلى في تنويع المأكولات والمشروبات وفي تنويع الشهوات والأفراح والمناكح والزنى، واللواط، (ص، 25. م.شابل).
هناك إذن بين الأخلاق التقليدية والواقع هوة لا يمكن ذرعها إلا بالصمت والكبت أو بالتسامح والمفارقة، وهذا هو واقع الهومو في المغرب العربي بشتى أشكاله، المخصي، والمخنث، والغلام والأنثى والأمرد،... أشكال يجسدها امتدادا المغني "طويس المعاصر للخلفاء الراشدين: لقد كان مخنثا من أشأم خلق الله: لأنه ولد ليلة وفاة الرسول (عليه السلام) وفطم ليلة موت أبي بكر وبلغ سن المراهقة ليلة مقتل عمر، وتزوج ليلة مقتل عثمان، وزرق مولودا ليلة مقتل علي، وكان عمره أربعين سنة(1).
يميز فوكو بين الفن الإيروسي Ars erotica وبين العلم الجنسي scientia sexualis) ويعتبر الصين واليابان والهند (كماسوترا) والعالم العربي الإسلامي من الحضارات التي أبدعت في المجال الأول أما المجال الثاني فكان من تخصص العالم الأوروبي.
أما الإيرو/تيكا أو المجون فهو هذا الفن الذي يوغل الوصف في الأعضاء الجنسية ويكثر الحديث عن أنواع الجماع، وأضرب النكاح وأنواع النساء والغلمان... قصد المتعة والغرابة والذكاء... سواء في شكل حكايات وطرائف أو في قالب شعري...
وللحديث عن الأيرو/تيكا العربية الإسلامية سأكتفي بثلاثة مؤلفات(2) يمكن إدراجها في سياق الإيروسية العربية الإسلامية، تم اختيارها جزافا ودون تمثيلية صارمة، لكنها تملك شرعية ودلالة أدبية، لا تمتحها من التشريعات الدينية فقط وإنما من تفشيها الواضح في المجتمع وتعاطيها بنوع من التساهل والأمر الواقع...
الشاعر المعني في "رقة الكائن النائم" هو راشد بن إسحاق المكنى ب"أبي حكيمة" شاعر عباسي مجهول توفي سنة 240هـ، أنفق كل شعره في رثاء أيرة (أيروتيكا) فهل أصيب حقا بالعنة؟ أم أنه كان يموه على تهمة اللواط؟ ولماذا التمويه وهو ليس تهمة؟ لقد عاش هذا الشاعر في عصر الخليفتين الأمين والمأمون وكان الأول يحيط نفسه بالغلمان وقيل انه كان يهيم بغلام يدعى "كوثر" قال فيه شعرا:
كوثر ديني ودنياي وسقمي وطبيبي
وكان للثاني قاضي قضاة يدعى يحيى بن أكثم، اشتهر بلواطه وكان "لا يستخدم في داره إلا المرد الملاح" يقال إنه "هو الذي زين للمأمون اللواط وحبب إليه الولدان وغرس في قلبه فضائلهم ومحاسنهم وخصائصهم وقال : "إنهم بالليل عرائس والنهار فوارس وهم للفراش والهراش و للسفر والحضر..." في هذا الإطار بزغت مجونية أبي حكيمة.
"إلا أن ذكر الأعضاء لا يؤثم، وإنما الإثم في ذكرها عند شتم الأعراض وقول الرفت في أكل لحوم الناس وقذف المحصنات"، بمثل هذا القول تستهل عادة شرعية الوصف الأيرو/تيكي وترفع الكلفة.
فرثاء الشاعر أيره قريب الصلة باللواط (الهومو) هو الذي قال فيه جملة وتفصيلا "ومنتبه بين النداء من رأيته " (القصيدة ص 69 رقة الكائن النائم)، لذا يجوز اعتبار أن شعر الشاعر سار بالعنة وكان "أهب من تيس"، مثلما صار شعر أبي العتاهية بالزهد وكان على الإلحاد، وسار اسم أبي نواس باللواط وكان أزنى من قرد.
الهومو إيروتيكا كانت أمرا متفشيا بين الناس آنذاك. جسدها أبو نواس أيما تجسيد! هو الذي انتقل من غلام إلى هومو بويطيقا (شاعر)، فما هو الخطاب الأخلاقي الذي كان ينظم سلوك الناس إذن؟ إنه خطاب الأخلاق التي تتأسس على الشريعة الإسلامية. ففي النكاح تحصي السيدة عائشة(رضي اللع عنها) أربعة أنواع سادت في الجاهلية، نكاح الناس اليوم، الخطوبة فالصداق، ونكاح الاستبضاع حيث ترسل زوجة الرجل إلى آخر ليصيبها لأجل النسل الجيد ونكاح الرهط ما دون العشرة يصيبون المرأة ولما تلد تختار الأب، ونكاح البغايا.
لما بعث محمد (ص) بالحق هدم نكاح الجاهلية إلا النكاح الأول. والحال يقول محقق كتاب التيفاشي جمال جمعة هناك أنواع أخرى كنكاح البدل (تبادل الزوجات) ونكاح المصامدة إضافة إلى الزوج تتخذ المرأة خليلا أو خليلين، ونكاح السر (اقتران سري) ونكاح الشغار وهو تزوج امرأة بأخرى كمهر للزوج ونكاح المساهاة هو أخذ أخت أو بنت الأسير كفدية، ونكاح الضيزن والمحارم والزنا... إلا أن هناك نكاحين لابد من الوقوف عندهما قليلا الأول يسمى نكاح المخادنة والمخادنة هي الصداقة "والرقة في كل أمر philia والخدين هو الصاحب أو الصديق. جاء في القرآن الكريم "محصنات غير مسافحات ولا متخدات أخدان"(3) وهو صداقة المرأة مع رجل آخر غير زوجها، يكون لها صديقا يحدثها ويواسيها ويصادقها وقد يحصل الاتفاق ليكون للصديق النصف الأعلى من السرة إلى قمة الرأس، والنصف الآخر لبعلها". والثاني هو اللواط طبعا، وقد قسمه الفقهاء إلى اللواط الأكبر واللواط الأصغر، الأكبر هو جماع الرجل مع الرجل (هومو) والأصغر هو وطأ المرأة في الدبر. و قد تشدد الإسلام في عقوبة اللواط الأكبر. قال الرسول (ص) "من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به"(4)، أما الأصغر فقد حصل بصدده خلاف في التأويل. لقد كان الخطاب الأخلاقي الإسلامي صارما في زجره ومنعه، لكن لماذا تفشت كل المظاهر الإيروتيكية فيما بعد في العالم الإسلامي؟ لا يكفي في الجواب أن نشير إلى العوامل الاقتصادية والاجتماعية وتداخل الأجناس إلخ.. بل ربما يكفي أن نشير الى يحيى بن أكثم حين قال:
"لولا أنتم (يقصد الغلمان) لكنا مؤمنين "(5) (ص، 68 رقة للكائن...) إن المسألة ليست ثقافية أو دينية بل هي أيضا وأساسا طبيعية، وما يؤكد طبيعتها وصف سهل بن مهيدار لطبيعة المخنثين ببغداد وشبقهم وشغفهم على لسان شيخ من شيوخهم (ص، 269 إلى 285) وحديثه عن السحاقيات قائلا: ذكر الأطباء أن أهل هذا الدار خلقة (الفطرة والهيأة) (ص، 235 التيفاشي). ليس صحيحا أن الإيرو/تيكا العربية كانت فاقدة للعلم وللوصفات العلمية الطبية، فكل هذه الكتب المعتمدة في هذا التحليل تتضمن وصفات طبية وتحليلية وعلاجية لشتى الأمراض، المرتبطة بالجنس وممارسته، اعتمادا على ما ابتكره الطبيب يوحنا بن ماسويه في أحد كتبه. تتضمن الوصفة :".... ثلاثة أوراق من دهن الورد الفارسي، ومن الزنبق السابوري الرصاني أوقيتين، ومن دهن البنفسج أوقيتين... "للتطبيب ومعالجة العنة (ص 35/36 رقة الكائن) أما سبب الخنثAndrogyne وعلاجه على رأي محمد بن زكريا الرازي فقد أورده التيفاشي في مؤلفه المذكور (ص302 -308) تحت عنوان (مقالة في الأبنة) ويسمى هذا الداء بالداء الخفي ": الذكورة والأنوثة هي نتاج الحنين وغلبة احداهما على الأخرى، فإذا كان مني الرجل هو المحيل كان المولود ذكرا، وإذا كان العكس كان المولود أنثى وقد يكون المولود قوي التذكير أو قوي الأنوثة حسب قوة وحدة مني الأب أو الأم في الإحالة والعكس صحيح، إلا أن المثير للانتباه هو حين يتكافأ المنيين ويكون للمولود ذكر وفرج وهو الخنث، ولد ليس في غاية التذكير وأنثى ليست في غاية التأنيث.
ويشرح الرازي الأعراض قائلا: الخنثى الذكر تميل أعضاؤه (الذكر البيضتان مجاري المني وأوعيته) إلى الداخل إلى ناحية العانة والخنثى الأنثى تميل أعضاؤها إلى الخارج صغيرة متعرجة متحجرة، ويجد /تجد اللذة هناك بسبب الدغدغة في ناحية المعاء المستقيم. هذه الطبيعة الفيزيولوجية هي التي تفسر لنا الخنث واللذة والغلمان واللواط وما شابه. ولهذا السبب لا يمكن احترام الثقافة ولا الانصياع لها. لكن كان أبو حاتم السجستاني مولعا بالغلمان فيذهب فيهم مذهب الاستمتاع بالنظر في قضاء الوتر، وكان المبرد يحضر حلقته يقرأ عليه وكان أجمل أهل زمانه فقال فيه:
ماذا لقيت اليوم مـن
مستحسن خنث الكــلام
وقف الجمال بوجهـه
فسمت له حدق الأنــام
حركاته وسكونـــه
يجني بها ثمر الأثـــام
فإذا خلوت بمثلــــه
وعزمت فيه على اعتزام
لم أعد أفعال العفــاف
وذاك أؤكد للغــــرام
نفسي فداؤك يا أبا الـع
باس حل بك اعتصــام
فارحم أخاك فإنـــه
نزر الكرى بادي السقـام
وأفله ما دون الحـرام
فليس يطمع في الحــرام

هذه "الصداقة" تذكرنا بسقراط وربما لهذا الغرض قيل :"الغلام هو الرفيق في السفر والصديق في الحضر والمعين على الشغل والنديم عند التراب وهو سبب الأنس".
أما الوصفة الطبية حسب الرازي فتخضع لشروط منها: إذا تمادت الأبنة لم يكن من الممكن برء صاحبها، لاسيما إذا كان ظاهر التأنيث لديه يحب التشبه بالنساء، أما إذا كان صاحبها لا يألفها ويحب أن يخلو منها فهذا يمكن أن يعالج(...) وينوع الرازي الوصفة، في عدة أماكن في مقالته يمكن الرجوع إلى التيفاشي والإحالة المذكورة سابقا للاطلاع على ذلك.
كل هذه الأيروتيكا قدمت لنا في أسلوب لا يخلو من حكي وطرائف وعلم وشعر...أما العلم فمثل هذه الوصفات الطبية للرازي أو قبله لابن سينا أو غيرهما... كانت تستثمر المعلومات الطبية المترجمة عن اليونان أو تلك التي توفرها التجربة والممارسة اليومية للعالم الحكيم.


هوامش
1 - طويس تصغير الطاووس: ويكنى بأبي عبد النعيم وهو أول من غنى في الإسلام. التيفاشي، ص، 255
2 - انظر المراجع في آخر المقال.
3 -القرآن: سورة النساء، الآية: 25
4 - صحيح سنن ابن ماجة، تأليف الألباني مجلد 2، ص، 83، ذكره جمال جمعة)
5- وردت القولة أيضا على لسان أبي نواس ص 181 لدى التيفاشي وهذا قد يشير إلى دور التخييل في سرد هذه المعطيات.



العلم الثقافي
3/10/2010

----------------

* انظر الجزء الثاني في ص 50 من هذا المتصفح
او
العلم الثقافي
7/10/2010
أريدكِ في اللا وسط
علي الجلاوي


أُريدكِ
أنْ تغسلي في دمي شعركِ فرساً
وتغادرَ في دفئكِ الأشرعةْ



أريدكِ
كي أكتبَ الشعرَ
لا يُكتبُ الشعرُ إلا على صدرِ أنثى
ليدخلها البحرُ
تحبلُ باللغةِ اللاذعةْ



أحبكِ
يتحدُ الجسدانِ
وتكتبُ عيناكِ شِعراً جميلاً
أمزّقكِ لذةٌ
وأعلِّمكِ الموتَ،
تبكي بحضرةِ شهوتهِ المُوجِعةْ



فلا تطلبي
أنْ يكونَ احتضاري بطيئاً
وفي شفتيكِ أر الثورةَ الجائعةْ



دعيني أفكُ الحروفَ على ناهديكِ
دعيني أصلّي
ألامسُ فيكِ أنوثتكِ الرائعةْ



أنا رجلٌ
لستُ أؤمنُ بالنصفِ بينَ الحلولِ
فإما البرودةَ كوني
وإما تكوني الأعاصيرَ والزوبعةْ



وأنا رجلٌ بأصابعهِ رغبةٌ
أنْ تقيمَ على خصركِ دولةً
ثم تنسلُّ
تعبثُ بالتينِ تكتشفُ الجهةَ الرابعةْ



***
كيفَ يختصرُ الصمتُ كلَّ انحناءاتهِ
كيفَ كنتِ على النارِ
كيفَ تُردُّ عليَّ خيولي
وأنتِ بها المولعةْ



إنْ في دمنا لغةً
كيفَ نكتمها
وعيونكِ تعترفُ الآنَ بالنارِ
فلتحسمي أمركِ إنها اللحظةُ القاطعةْ



أحبكِ خيلاً طليقَ الرؤى
يتهجَّى الكتابةَ والنارَ في جسدي
وأحبكِ تنتشرينَ عليَّ
صهيلاً ، مُلبيةً ، خاشعةْ



دعيني
أُعلمكِ الرقصَ من جملةِ اللمسِ
حتى التوحّدِ
أُدخلكِ إن تشائي إلى مُدُني الضائعةْ



دعيني
أُحركُ فيكِ الأنوثة
أشعلُ في رئتيكِ دمي
إنَّ أدواركِ لمْ تعدْ مُقنِعةْ



***
كيفَ نُسْكِتُ في روحنا الروحَ
كيفَ نُصادرُ كلَّ البلابلِ
كيفَ نرى بعضنا كغريبينِ تجمعنا لحظةٌ
وتواري مشاعرنا الأقنعةْ؟



آهِ .. كمْ كنتُ مشتعلاً
حينَ لامسني الحزنُ في صوتكِ والبساتينُ
كمْ كانَ صوتكِ يختزنُ القمحَ
عيناكِ تطرحُ نارَ السؤالِ
على جنتي الفارعةْ



أنا رجلٌ
قد أقودُ انقلاباً لأفتحَ كلَّ المرافئِ
والجزرِ المتعبةْ



فإياكِ أنْ تقربي لهبي
سوفَ تُهوي فراشاتِ تفَّاحكِ
الجذوةُ اللاهبةْ



وإياكِ إياكِ
أنْ تُسلمي شفةً لفمي
لستُ مِمنْ يردُّ الأمانةَ
لا تسألي
إنّ مِن لمستي تولدُ الأجوبةْ



أريدكِ أنْ تغسلي في دمي شعركِ فرساً
وأريدكِ
تنفلتُ الروحُ منكِ حضوراً
على ركبتيهِ تحطُّ المرافئُ و الأمتعةْ.

2
من كتاب :

نزهة الجلساء في أشعار النساء
السيوطي



مهجة بنت التياني القرطبية
مهجة بنت التياني القرطبية. قال في المغرب: من أهل المائة الخامسة. كان أبوها يبيع التين، وكانت من أجمل نساء زمانها. وعلقت بها ولادة، ومن شعرها في ولادة:
ولادة قد صرت ولادة
من غير بعل فضح الكاتم
حكمت لنا مريم لكنما
نخلة هذى ...... قائم
فلو سمع ابن الرومي هذا لأقر لها بالتقدم. ومن شعرها:
لئن جلت عن ثغرها كل حائم
فما زال تحمى عن مطالعها الثغر
فذلك تحميه القواضب والقنا
وهذا حماه من لواحظها السحر

وأهدى لها بعض من كان يهيم بها خوخا فكتبت إليه:
يا متحفاً بالخوخ أحبابه
أهلاً به مثلج في الصدور
حكى ثدي الغيد تفليكه
لكنه أخزى رؤوس الأيور

نجيبة القحطانية
نجيبة القحطانية: قال ابن النجار: كانت شاعرة حسنة الشعر فصيحة. ومن شعرها:
إذا أصبح المرء في عيشة
من المال والأمن في سربه
أتى عرض جد في موته
فصاح الفنا به: سر به

نضار بنت الأمير أثير الدين بن حيان محمد بن يوسف الأندلسي
نضار بنت الأمير أثير الدين بن حيان محمد بن يوسف الأندلسي. كانت كاتبة قارئة، تنظم الشعر، وخرجت لنفسها جزءاً حديثيا. وكان والدها يثني عليها كثيراً ويقول: ليت أخاها حيان كان مثلها!!. ماتت سنة ثلاثين وسبعمائة ووجد عليها والدها وجداً عظيماً وقال الصلاح الصفدي يرثيها:
بكينا باللجين على نضار
فسيل الدمع في الخدين جاري
فيالله جارية تولت
فنبكيها بأدمعنا الجواري

نزهون بنت القلاعي الغرناطية
زهون بنت القلاعي الغرناطية - قال في المغرب: من أهل المائة الخامسة ذكرها الحجاري في المسهب، ووصفها: بخفة الروح، وانطباع النادرة، والحلاوة، وحفظ الشعر، والمعرفة بتصريف الأمثال مع جمال فائق وحسن رائق. وكان الوزير أبو بكر بن سعيد أولع الناس بمحاضرتها ومذاكرتها ومراسلتها، فكتب إليها مرة هذين البيتين:
يا من له ألف خل
من عاشق وصديق
أراك خليت للنا
س منزلاً في الطريق
فأجابته:
حللت أبا بكر محلاً منعته
سواك وهل غير الحبيب له صدري؟
وإن كان لي كم من حبيب فإنما
يقدم أهل الحق فضل أبي بكر

ولما قال فيها الأعمى المخزومي:
على وجه نزهون من الحسن مسحة
وتحت الثياب العار أو كان باديا
قواصد نزهون توارك غيرها
ومن قصد البحر استقل السواقيا
قالت:
إن كان ما قلت حقاً
من نقض عهد كريم
فصار ذكرى ذميماً
يعزى إلى كل لوم
وصرت أقبح شيء
في صورة المخزوم

وقال لها بعض الثقلاء: على من أكل معك خمسمائة سوط فقالت:
وذى شقوة لما رآني رأى له
تمنيه أن يصلى معي جاحم الضرب
فقلت: كلها هنيئاً وإنما
خلقت إلى لمس المطارف والشرب
ونظرت إلى رجل عليه غضارة صفراء وهو أشقر أزرق كبير البطن فقالت يا أستاذ، أصبحت اليوم مثل بقرة بني إسرائيل، ولكن لا تسر الناظرين!!. ودخل الكندي الشاعر على المخزومي وهي تقرأ عليه، فقالت: أجز يا أستاذ:
لو كنت تبصر من تكلمه ... ............
فأنعم وأطال الفكر، فما وجد شيئاً!!.
فقالت:
لغدوت أخرس من خلاخله
البدر يطلع في أزرته
والغصن يمرح في غلائله

ولادة بنت المستكفي
ولادة بنت المستكفي بالله محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الناصر بن عبد الرحمن بن محمد المرواني. كانت واحدة زمانها، المشار إليها في أوانها، حسنة المحاضرة، مشكورة المذاكرة. كتبت بالذهب على طرازها الأيمن:
أنا ... والله أصلح للمعالي
وأمشي مشيتي وأتيه تيهاً
وكتبت على الطراز الأيسر:
أمكن عاشقي من صحن خدي
وأعطى قبلة من يشتهيها
وكانت مع ذلك مشهورة بالصيانة والعفاف، وفيها خلع ابن زيدون عذاره، وله فيها القصائد والمقطعات. وكانت له جارية سوداء بديعة القوام، ظهر لولادة من ابن زيدون ميل إليها فكتبت إليه:
لو كنت تنصف في الهوى ما بيننا
لم تهو جاريتي ولم تتخيرِّ
وتركت غصناً مثمراً بجماله
وجنحت للغصن الذي لم يثمرِ
ولقد علمت بأنني بدر السما
لكن ولعت لشقوتي بالمشتري

وكانت ولادة تلقب ابن زيدون بالمسدس وفيه تقول:
ولقبت المسدس وهو نعت
تفارقك الحياة ولا يفارق
فلوطي، ومأبون، وزان
وديوث، وقواد، وسارق

وقلت فيه أيضاً:
إن ابن زيدون له نقمة ... تعشق ...... السراويل
لو أبصرت ...... على نخلة ... صارت من الطير الأبابيل

وقالت تهجو الأصبحي
يا أصبحي اهنأ فكم نعمة
جاءتك من ذي العرش رب المنن
قد نلت ... ابنك ما لم ينل
بوران أبوها الحسن

وقال في المغرب: مرت بالوزير أبي عامر بن عبدوس وأمام داره بركة من كثرة الأمطار فقالت به:
أنت الخصيب وهذه مصر
فتدفقا فكلاكما بحر

قال: وكانت ولادة في بني أمية بالمغرب كعلية في بني أمية بالمشرق. إلا أن هذه تزيد بمزية الحسن الفائق!! وذكرها ابن بشكوال في الصلة فقال: كانت أديبة شاعرة، جزلة القول، حسنة الشعر، وكانت تخالط الشعراء، وتساجل الأدباء، وتعرف البرعاء، وعمرت طويلاً، ولم تتزوج قط.

ماتت لليلتين خلتا من صفر سنة ثمانين، وقيل سنة أربع وثمانين وأربعمائة. وكانت قد كتبت في طراز جعلته في إحدى عاتقيها:
أنا والله أصلح للمعالي
وأمشي مشيتي وأتيه تيهاً
وكتب في الطراز الآخر:
أمكن عاشقي من صحن خدي
وأمنح قبلتي من يشتهيها
وهي التي أولع بحبها أبو الوليد بن زيدون فكتبت إليه تعد طول تمنع:
ترقب إذا جن الظلام زيارتي
فإني رأيت الليل أكتم للسرِّ
وبي منك ما لو كان بالشمس لم تلح
وبالبدر لم يطلع، وبالنجم لم يسرِ

ووفت له بما وعدت، ولما أرادت الانصراف ودعها بهذه الأبيات:
ودع الصبر محب ودعك
ذائع من سره ما استودعك
يقرع السن على أن لم يكن
زاد في تلك الخطا إذا شيعك
يا أخا البدر سناء وسناً
حفظ الله زماناً أطلعك
إن يطل بعدك ليلي .. فلكم
بت أشكو قصر الليل معك

وكتبت إليه:
ألا هل لنا من بعد هذا التفرق
سبيل؛ فيشكو كل صب بما لقي
وقد كنت أوقات التزاور في الشتا
أبيت على جمر من الشوق محرقِ
فكيف وقد أمسيت في حال قطعة
لقد عجل المقدار ما كنت أتقي
تمر الليالي لا أرى البين ينقضي
ولا الصبر من رق التشوق معتقي
سقى الله أرضاً قد غدت لك منزلاً
بكل سكوب هاطل الوبل مغدق

الشاعرة الغسانية البجانية
كذا ذكرها في المغرب، وقال من أهل المائة الرابعة. ومن شعرها قولها من أبيات:
عهدتهم والعيش في ظل وصلهم
أنيق، وروض الوصل أخضر فينانُ
ليالي سعد لا يخاف على الهوى
عتاب ولا يخشى على الوصل هجرانُ

عمة السلامي الشاعرة
وهي ابنة محمد بن محمد بن يحيى
كذا ذكره ابن النجار، ثم روى بسنده عن الحسن بن علي الجوهري قال: أنشدنا السلامي لعمته قال: وكنت ألعب في أيام الحداثة مع بعض جوارنا، فعضت خدي فازرق موضع العضة، فقالت عمتي في ذلك:
ماذا صنعت بنا يا عاشق عبث
في صحن خد يبيح الشعر وهاجِ
زرعت إذ عضيته غير مشفقة
روض البنفسج فيروض من الزاجِ

المخزومية ابنة خال السلامي
المخزومية ابنة خال السلامي الشاعر - كذا في تاريخ ابن النجار. ثم روى عن أبي علي التنوخي قال: أخبرني محمد بن عبيد السلامي أنه كانت له ابنة خال بغدادية مخزومية تقول الشعر. وقال: أنشدتني لنفسها من قصيدة لها إلى سيف الدولة، وأنها توفيت سنة سبع وستين وثلثمائة:
لولا حذاري من ألام علي
عتاب يوم منه وأعتابه
لسرت والليل هودجي
وذباب السيف في نحره إلى بابه


حكايات ونوادر امرأة وزوجها
وقابلت الكمال الأوفر حكى لي شرف الدين محمد عبد المحسن الأرميني قال: حكى لي بعض عدول البهنسا أن امرأة حضرت مع زوجها للطلاق فرأينا الزوج لا يريد ذلك، فكلمناها فلم تقبل. وأنشدت:
لما غدا الأليد عهدي ناقضا
وأراد ثوب الوصل أن يتمزقا
فارقته وخلعت من يده يدي
وتلوت لي وله " وإن يتفرقا "

المعتمد والرميكية
وقال صاحب المغرب: قال الحجاري في المسهب: ركب المعتمد بن عباد في النهر ومعه ابن عمار وزيره وقد زردت الريح النهر. فقال ابن عباد لابن عمار: أجز:
صنع الريح من الماء زرد
فأطال ابن عمار الفكرة، وأفحم، ولم يأت بشيء!! فقالت امرأة من الغاسلات:
أي درع لقتال لو جمدْ
فتعجب ابن عباد من حسن ما أتت به مع عجز ابن عمار، ونظر إليها فرأى صورة حسنة، فأعجبته، فسألها: أذات زوج؟ قالت لا. فتزوجها، وهي الرميكية.

الشافعي وجارية له

في الطبقات الكبرى للسبكي من طريق الربيع بن سليمان قال:سمعت الشافعي يقول: اشترين جارية مرة، وكنت أحبها فقلت لها:
أو ما شديد أن تحب
ولا يحبك من تحبه؟!
فقالت لي الجارية:
ويصد عنك بوجهه
وتلح أنت فلا تغبه

إبراهيم بن محمد إدريس وزوجته
وأخرج ابن أبي حاتم في مناقب الشافعي وابن عساكر في تاريخه من طريقه قال ابن سعيد بن محمد البيروتي قاضي بيروت: حدثنا أحمد بن محمد المكي قال: سمعت إبراهيم بن محمد بن إدريس الشافعي يقول: كانت لي امرأة وكنت أحبها فكنت إذا رأيتها قلت:
أليس شديداً أن تحب
ولا يحبك من تحبه؟
فتقول هي:
ويصد عنك بوجهه
وتلح أنت فلا تغبه

والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.