المشاركات الشائعة

الخميس، 26 مايو 2011

فلماذا تتركها أنت ..؟!!الصلاة كلهم لم يتركوها

لماذا ..!!

ألم تعلم بأنها أحب الأعمال ؟!

وأعظم الطاعات

وأفضل القربات إلى الله

فإن لم تحافظ على هذه الصلاة

وتصلي كما أمرك ربك

فسيأتي اليوم الذي يصلى عليك

ولن تستطيع ذلك الوقت أن تقضي ما فاتك ..

 حتى (الأطفال) لم يتركوها
 حتى (الشباب) لم يتركوها
 حتى ( الشيوخ ) لم يتركوها
 حتى ( المعاقين ) لم يتركوها
 حتى بعد ( أسرهم ) لم يتركوها
 حتى تحت ( القصف ) لم يتركوها
 حتى على ( الأرصفة ) لم يتركوها
 حتى على ( الدرج ) لم يتركوها
 حتى على ( السيارات ) لم يتركوها
 حتى على ( الصخور ) لم يتركوها
 حتى في ( البحر ) لم يتركوها
 حتى في ( الثلوج ) لم يتركوها
 حتى في ( الزحام ) لم يتركوها
 حتى في ( الشوارع ) لم يتركوها
 حتى في ( الطرقات ) لم يتركوها
 حتى في ( الملاعب ) لم يتركوها
 حتى في بلاد ( الفساد ) لم يتركوها
 حتى وهم ( يبحثون عن أرزاقهم ) لم يتركوها
فلماذا تركتها أنت ؟

الأحد، 27 فبراير 2011

زعماؤنا العرب...
  
   منذ بدأ الحرب على غزة الجريحة، وزعماؤنا المبجلون، كل يدلي بدلوه ويشيد بالجهود المبذولة إزاء المقاومة، كأن المقاومة ليست لها قائمة دون جهودهم ومساعداتهم التي يتغنون بها، وأي مساعدات هي؟...
لكن أحدا منهم لم يقم بمبادرة كتلك التي قام بها الرئيس الفينزويلي، ذلك الرئيس الذي لا يمت للقضية الفلسطينية بأية صلة ولا للعروبة، ولا حتى للدين الإسلامي. كان بالإمكان أن يكون كغيره من الغربيين المساندين لإسرائيل، والذين يعتبرون ما تقوم به في غزة هو مجرد دفاع عن النفس وحصانة لها من أسلحة حماس! أو على الأقل أن يأخذ موقفا محايدا، غير أنه لم يتحمل قلبه ولا ضميره كغيره ممن يمتلكون ضميرا حيا أن يرى صور الأطفال والجثث الممزقة الأشلاء ولا صور معاناة شعب مسه الجوع والفقر والأوبئة. كل من شاهد تلك الصور أصابه الذهول وتحركت عواطفه مثلما شاهدنا في دول العالم برمتها، إلا زعماؤنا العرب الذين لم تهزهم كل تلك المشاهد المروعة. فأي قلوب يمتلكون هؤلاء؟
إن الجبال والأشجار والجماد اهتزت لدى رؤية تلك المشاهد الدامية. إلا زعماؤنا فهل تراهم يملكون قلوبا أكثر تحجرا، أم أنهم لا يملكونها إطلاقا؟
إن صمتنا حين حرب أمريكا على العراق كان ثمنه موت البطل الشهيد    شهيد الأضحى- الرئيس الزعيم "صدام حسين"، فماذا سيكون ثمنا لصمتنا اليوم على الحرب على غزة وكل فلسطين؟..

                                                                                                                                                                         محمد لعزيب
من بلد المليون ونصف المليون شهيد
                                                                        إلى فلسطين الصمود...
ذلك هو جيش إسرائيل الذي لا يقهر...
  إسرائيل تزعم أنها القوة الثانية في العالم بعد أمريكا، وأن جيشها هو الجيش الذي لا يقهر بعد جيش أمريكا! وربما يكون هذا رأي الأغلبية، لما تملكه إسرائيل من آليات قتال وأسلحة فتاكة وطائرات وأسلحة دمار شامل نووية، لا تملكها غيرها من الدول سوى أمريكا! وهذه حقيقة لا مفر منها! لكنني بعدما رأيته في عديد القنوات الإخبارية العربية، أيقنت أنه صحيح أن إسرائيل تملك ذلك الكم الهائل من العتاد الحربي، وكل تلك الأسلحة الفتاكة والتكنولوجيا العسكرية الحديثة، لكنها لا تملك جيشا حربيا! لا تملك جيشا جريئا! لا تملك جنودا لا يقهرون كما تزعم! لا تملك رجالا بواسل! فكل ما تملكه إسرائيل، مجرد أرانب، لا تملك سوى جبناء، أراذل! وحق عليهم قول العزيز الجبار: " (لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) (سورة الحشر: 14) إن قولي هذا عن جيش إسرائيل ليس مجرد قول محض، ولا لأنني أريد به تهوين الأمر عن إخواني في فلسطين، بل إني متأكد مما أقوله. إبان حرب إسرائيل الآنية على غزة! وإثر موجة الغضب على ما يحصل من مجازر في غزة الصمود ضد أهلنا في فلسطين وخاصة الغزاويون، حيث كانت تدور مظاهرة في بلدة "بلعين" الفلسطينية، وكان جل المتظاهرين من الشباب، فقام جنود الاحتلال من قمع تلك المظاهرة، فرد عليهم أولئك الشباب برشقهم بالحجارة فرأيت حوالي عشرة من جنود الاحتلال مدججين بالأسلحة الثقيلة وقذائف للقنابل المسيلة للدموع، يختبئون وراء جدار والشباب يمطرونهم بوابل من الحجارة، ثم يقوم جندي بقذف القنابل المسيلة للدموع عليهم، ثم يعود ليختبأ وراء الجدار.
وهناك مشهد آخر، حيث يقف شاب فلسطيني وقفة رجل لا يهاب الموت! وحيدا في الشارع، وبيديه يحمل الحجارة، وهناك مجموعة من جنود الاحتلال يختبئون وراء جدار أحد المنازل، كانوا حوالي الخمسة مدججين بالسلاح. لقد ظنوا أن ذلك الشاب مع مجموعة أخرى من إخوانه، لذا كان من يتقدمهم يطل برأسه من حين إلى آخر فيقوم الشاب برميه بالحجارة. ولما تأكدوا بأنه وحيد وأن ما كان لديه من حجارة قد نفذ، خرجوا يركضون نحوه وما إن وصلوا عنده، حتى انهالوا عليه بالضرب!!.
هاتان الصورتان تبينان بأن ذلك الجيش الذي تتحدث عنه إسرائيل، ما هو إلا جيش من الجبناء الخوافين، الذين يهابون كل شجاع، يملك الجرأة لمواجهة الموت، ولا يخاف سوى ربه، وقد يكون القتال من وراء جدر  كما وصفهم الله، الحماية التي تهبهم إياها أمريكا، فهم يحتمون تحت لواءها، وكل أعمالهم مباركة من عندها.
فإذا كانت إسرائيل تملك جيشا كهذا، فمن السهل التغلب عليها. لا أنكر أنها تملك عتادا لا تقدر عليه أقوى الدول العربية، لكن العتاد دون الرجال لا يساوي شيئا. كذلك لأنه معنا من هو أقوى من إسرائيل و أمريكا، و أي سلاح فتاك في الكون كله إلا أننا لا نؤمن بهذا!!.
معنا الله، والله أقوى من إسرائيل ومن أمريكا ومن يقف في حزبهما، إلا أننا نسيناه وتخلينا عنه فتخلى عنا هو! بأيدينا نحن فقط أن نهزم عدونا وعدو الله. فقط لو توكلنا عليه، وفقط إذا عدنا إلى الإسلام عودا حميدا.

                                                        محمد لعزيب
              من بلد المليون ونصف المليون شهيد إلى فلسطين...
أبعاد الصمت العربي...

  إن صمت الزعماء العرب إزاء ما يحدث في غزة من جرائم حرب، وعدم أخذهم أي خطوة أو إجراء لوقف هذا العدوان، ليس خوفا من غضب أمريكا وليس بجبن، بل هو مراعاة لاقتصادهم ومصالحهم الاقتصادية، التي يخافون من أن تنهار إن هم تحركوا لوقف العدوان على فلسطين. كما أن تحاملهم على حركة حماس ومحاولتهم القضاء عليها من خلال دعم إسرائيل بشتى أنواع القرارات التي من شأنها القضاء على المقاومة، وبالتالي حماس!
الكل يعلم أن أكبر الشركات التجارية التي تستثمر في العالم وكذا في الشرق الأوسط ملك لرجال أعمال يهود، وحين نتكلم عن اليهود فنحن نعني بذلك إسرائيل، وحين نتحدث عن الاستثمار، نعني به الاقتصاد، لأن الاستثمار في أيامنا هذه، هو الذي ينعش اقتصاد أي دولة، وكذا الحال بالنسبة للدول العربية التي تتعامل مع إسرائيل وعلى رأسها مصر والسعودية .
أما تحاملهما على حركة حماس وإرادة القضاء عليها، فلأنها تشكل خطرا حقيقيا على إسرائيل، وخاصة في هذه الحرب، فلو أن حماس تخرج منتصرة من هذه الحرب وهذا ما لا تتمناه الدولتان- واندحرت إسرائيل من القطاع، فهذا يؤثر على العلاقات الاقتصادية بين هاتين الدولتين وإسرائيل، وهذا ما لا تريدانه، أما إن انتصرت إسرائيل وقضي على حركة حماس لا سمح الله- فسيزدهر الاقتصاد في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي في الدول التي تبني علاقات اقتصادية وسياسية مع الكيان الصهيوني.
فأي اقتصاد هذا الذي نبيع من أجله قوميتنا، ونبيع من أجله إخواننا إلى أعدائنا. إن زعيما الدولتين لم يبيعا ولم يخونا بذلك، الشعب الفلسطيني فقط، بل خانا شعبيهما، وخانا جميع العرب والأمة الإسلامية برمتها، بل خانا نبي هذه الأمة والله.
مثل هؤلاء والذين يقفون معهم يستحقون الشنق والقتل أمام الملأ، حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر.

                                                                    محمد لعزيب
من بلد المليون ونصف المليون شهيد...
إلى فلسطين بلد العزة والكرامة والشموخ
                                                               غزة الصمود.

السبت، 22 يناير 2011


ذرة حب
أمال موسى

الربّ يملؤني بذرّة حبّ

فِضتُ عليه،
إلى حين تكلّمَتْ خطُوطُ الكفِّ
ولَبِسْنَا المَاء
فَأَسْرَى بي إلى الحرير.
أَصْحَرْتُ فيه
صاعدةً إلى حيثُ العَرْش أمامي
طَيْرٌ مِن الأقاصِي،
على ظهره وشمُ الشَّهْوَةِ
وَرَغْبَةُ أُمِّهِ المُتَحَقِّقَة.
مُلْتَحِفًا بالنُّور،
بِالقَيُّومِ مُخْتَمِرًا
فارِغَ الفؤاد.

مَدَّ يَدَهُ إِلَي بَاطني
وأوقَدَ بالماءِ فَحْمِي.
تَقَلَّبْتُ على جَنَبِِي وبَيْنَنَا برزخ..
واحدًا كُُنَّا،
صَاحِبُ اليمين وصاحبتُه
خيرُ البريّة وخَيرتُها
كُلُّه يُوجعُ كُلِّي
كُلِّي يراقصُ كُلّه
كُلُّه يقولُ لشتاتي : “ اقرأ".
كُنْتُ أُحَاوِلُ
أَنْ أُحِبّهُ أَكْثَرَ مِنْ حُبَّيْن
وأمْسَكَ ذات العُلى
حِينَ تَفَرَّسْتُ فْي جبينهِ الفِضِّي.
ولا زلْتُ أتوسّلُني قبلاً
أَنْ أَرْتَدَّ بنيةَ أو حفنةَ ماء
كلّمَا خبّأتُ أوراقَ التوتِ فِي مُقْلتَيْهِ.
خُيِّلَ لِي
أَنِّي أرَى الزَّمنَ جَالسًا على أريكةٍ قُدَّتْ مِن أبدٍ
والمَوتُ خائفًا
والرَبُّ يملؤني بِذَرَّةِ حُبّ.

كَأَنّهُ حفيدُ الأعْشَى فِي رَكْبٍ مرتحلٍ
حَمَامًا، أَبْصَرْتُه
يَمَامةً أَبْصَرَنِي
ضَاقَ بِنَا المجازُ
فَنزِلْنَا إلى “ أمّ الوليد "
مُقَدِّسين يَسْجُدُ لنا النّجمُ والشّجرُ
لَمْ يَبْقَ ساعتها،
مِنْ العادياتِ سوى الضّبح
ومِنْ المُوريات غيرُ القدح.
كَمَا لو أنّ
عاشِقي اكتملْ
كما لو أني
اكتفيتُ بزخّةِ مطر
شاهدتُني في ارتعاشِه
على شفاه اللغة كرماً وتمرًا.
ثَوْبِي تَحرُسه العنكبوت
أرْضُ تُحدثُ عشقَها
صَدْري مُنشرحٌ
والروحُ تلْهو بينَ الزرقةِ والشجَر.
وأرشُّ من زيتي المقدّسِ فوقَ نارِكِ..
عباس حيروقة


ولأنَّكِ الآنَ القصيدةُ
حينَ تلقيها الكرومُ
بُعيدَ صيفٍ
في جرارٍ
من رؤايْ ،
إنِّي سأكتبُ تحتَ
وقعِ البرقِ عن
بعضِ العناقيدْ
التفرِّطُها..
يدايْ ،
وأرشُّ من زيتي
المقدّسِ
فوقَ نارِكِ ..
أنحني لتلفَّني ريحٌ
.. تزنّرَني لتزرَعني
رباباً في أعالي
الشهقةِ الأولى ..
ونايْ .
لا..لم تكُنْ من
مفرداتِ اللهِ
فينا الانطفاءْ ،
أو ما يسمى ..
الارتواءْ
كانت رياحُكِ ترشقُ
النخلاتِ فينا كي
نهزَّ بجذعِها
فنثورُ مثلَ زوابعِ الصحراءِ
إذْ كمْ حارَ في أمدائها
قدرُ الفناءْ .!
كنَّا ..
وكانت دائماً
... ...
كانت عيونُ
اللهِ ترقُبنا
وكانت تأخذُ
الأنَّاتِ مِنَّا كي
توزّعَها نجوماً
أو دروباً
للسماءْ .
لكِ أن تنادي باسمِ
خالقنا قليلاً
أو كثيراً
كي يعيدَ لكِ المزيدَ
من الهواءْ .
لكِ جلُّ هذا ..
الاشتهاءْ.. ،
من وحشةٍ
تستأنسينَ بهِ ،
ومن ظمأ تهزِّينَ
الغمامَ على
.. الغمامْ .
تاه الكلامْ .
إنِّي رأيتُ جميعَ
أعضائي تزنِّرُها ..
تراقصُها..
تغنِّيها شفاهٌ
تَسكنُ الأنَّاتُ
في أقداحِها
فتبوحُ لي ..
أن لا أنامْ ،
تاه الكلامْ ..
فأصومعُ الجسدَ
الحريرْ ،
وككاهنٍ أجثو قبالتَهُ
طويلاً ..
ثمَّ أبدأُ بالتراتيلِ
التي جاءَت
بأنكيدو المدجَّجِ
بالمناسكِ
نحو أرضٍ من فراتٍ
.. حورِ عينٍ
بعضِ غلمانٍ
وفاكهةِ
السريرْ .
سأصومعُ الجسدَ
الحريرْ .
لكأنَّما أنتِ القصيدةُ
حينَ تنزعُ كلَّ
قمصاني اشتياقاً
وابتهالاً ،
غيرَ عابئةٍ
بما يرمي إليها
.. أو إليَّ
الله من حُجُبٍ
وفيرْ ..
سأصومعُ الجسدَ
الحريرْ ،
وسأغرسُ الريحانَ
في أمدائهِ ،
أدعو بأوقاتِ الأذانِ
.. فهلْ أقمتِ
صلاتَنا ..
ليعرِّشَ اليقطينُ
فوقَ مداكِ ،
و البحرُ المتاخمُ
كلَّ أسئلتي
مدايْ .
إنِّي سأكتبُ ..
أنتشي .. وأراكِ
ترتعشينَ
..تنتشرينَ
سرباً من غماماتٍ
تهدهدُها سماؤكِ
في سمايْ .
إني سأكتبُ ،
لا سأرسمُ
نهدَها ماءً
..وفجراً صاعداً
يستمطرُ الشهواتِ
غيماً في
.. رؤايْ .


* موقع ال
هوشنك أوسي
ألبوم إيروتيكي




خندقُ الآلهة

هل أوشكتِ المعركةُ على نهايتها، أم أنها لم تبدأ بعد؟.
تُرى، لمن ستكونُ الغلبةُ هذهِ المرَّة؟.
للدمِ المندلعِ على الحافةِ اليمنى، أم للنارِ الداميةِ على الحافةِ اليسرى؟.
ألهذا السيلِ الجارفِ الزاحفِ صوبنا، دورٌ في وجودنا هنا؟.
هكذا كانتِ الآلهةُ تتهامسُ في خندقها الطري طراوة الفجر.

فخ الملائكة

قد نصبناهُ لآدم.
لكننا استعذبنا الوقوعَ فيه.

عش النيازك


قد تكونُ النيازكُ، هي التي أدمنتْ إراقةَ خيالها فيه.
وقد يكونُ هو منْ يتلقَّفُ النيازيكَ، بمهارةِ أغاني الكرد، تلقُّفَ الماءِ للماء.
في كلتا الحالتين، سيبقى عُشَّاً أبدعتهُ مشيئةُ الجسد.

خليج النجوم

لا هو نداءُ الليلِ لليل، ولا ثكنةٌ لليعاسيب.
لا هو بأحجيةِ الثلج الدافئ، ولا طلسمُ الخلق.
ببساطة، هو كهفٌ يُريحُ فيه الله ظِلَّه، بعد تفقُّدهِ لخلقه.

واحة الجمر

هنا وحدهُ، يتفيَّأ الجسدُ جمره.
هنا وحدهُ، يبوحُ الجسدُ للجسد، ما لم يبح بهِ لغيره.
وهنا فقط، تختزلُ الأساطيرُ نفسها رقصاً.

قصيدة المحارب الصلصال

كلما أوشكَ على إنهائها، يُدرِكُ بأنهُ لم يبدأ بكتابتها بعد.

امتحان الطين

لكلِّ طينٍ مجتهدٍ منهُ نصيب.
فهو الذي يُثبت، هل سيجدي مع ترابه، ثورةُ المطر، أم مقدورهُ القفرُ الآبد؟.
أرقصهُ خصبٌ، أم للريحِ بكاءه؟.

مِرآة الكينونة

تشعٌّ منها أغاني أعالي الجسد.
تشعُّ منها ذاكرةُ الدم.
يشعُّ منها الغيب المقفول بنا علينا.
نشعُّ منهُ إشعاعَ الذات على الذات.
تعكسنا لنا أطيافاً من الكينونات المتواريةِ عن أسرارها.
ترينا ما لا ترِنا حقائقنا الغافلةِ عنَّا.
تذرينا في مهبِّ لُهاثنا.
تُشكِّلنا في مهبِّ لهاثنا.

قِبلة الجن

قالوا: إنَّ الجنَّ يتجهون صوبها، عندما يبدؤون تضرُّعهم لها، فلم أصدِّق.
قالوا: إنَّهم يطوفون بها حجَّاً، فلم أصدِّق.
قالوا: إنَّهم يقصدونها في كلِّ أمرٍ يستعصي على خاليهم، فلم أصدٌِّق.
قالوا: إنَّهم لا مرئيون، لأنَّهم يعشقون الكلام عنها وعنَّا، حولها وفيها، فلم أصدِّق.
لكن، حينما رأيتها، لم أصدِّق.

مِحرابُ الدم

بعد أن بايعَ الدَّم إماماً يُنبئُ بخصوبته، باتت السِّيَرُ الكُبرى والصُغرى للدم، مكنونةٌ فيه.
براهين الدم وقرائنهُ على أنه الدم، لا غيره، مودعةٌ لديه.

مَعينُ اللذَّة

ينهلُ منه الزمان ما يشتهي، وما لا يشتهي.
ينهلُ منهُ الكلامُ ما يشتهي، وما لا يشتهي.
ينهلُ من الخيالُ ما يشتهي، وما لا يشتهي.
أما هو، فينهلُ منهم ومن غيرهم ما يشتهي فقط.

مِعراجُ الوحل

قد تكونُ سماواتٍ غائرةٌ في ملتقى نهرين عاجيين في بحرٍ من اللجين الدافئ.
قد يكونُ عرشاً رفعتهُ اللذَّةٌ لعليائها المضرَّجةِ برحيق الشفق.
قد يكونُ بئراً حفرهُ الاشتهاءُ لنفسهِ في نفسه.
لكنه نقشٌ مضيءٌ يَعرُجُ إليهِ الوحل، كلما تثاءب التراب، وجُنَّ المطر.

حانةُ الأزل

يرتادها ثملاً من التوق للقاءِ نفسه.
يرتادها طعنةً طنعة، تُأججهُ أكثر في إلقاءِ وصاياه المائية في جوفِ الغيب.
يرتادها، ليرى ما حلَّ بإرثهِ الشقيّ الذي شقَّهُ في منتصف دربهِ إلى حتفه، لخندقٍ للآلهة.

بوصلةُ اليقين

بها فقط أضحى اليقينُ يقيناً.
بها فقط يقتفي اليقينُ مداركَ الجنون.
بها، يستعذب اليقينُ مقارعةَ نفسهِ على حوافِ التيه. بها فقط ينهزمُ اليقينُ أمام نفسه، وينتصرُ على نفسه.


منجم الأحلام

غَورٌ مرصَّعٌ بالرؤى، يفضي إلى غَورٍ تفترشهُ الأحلامُ الشاهدةُ على عناقِ الماءِ للماء.
منجمٌ زاخرٌ بودائعِ المنتهى الغائر فينا.
منجمٌ، كلما ازددتَ الإيغال فيهِ مكتشفاً نفسك، ازددتَ تيهاً يعرِّيكَ منك. فتكتشف بأنك لم تكن إلا حلماً ضلَّ منجمه.

مضيقُ الخمر

الصيفُ والكرمُ شريكان في منحكَ نشوةَ دمعةِ العنب.
أما هو، فينفردُ بحصاره المُستعِر الذي يضربهُ حول رمحكَ، ملتمساً خمرك.
وما أن يرتشفَ خمرك، يمنحكَ السموَّ. ويفكُّ حصاره عن رمحكَ المعقوفِ عليك، أيها الطينُ المهووسُ به.

جهةُ الألق والأرق

أيُ ألقٍ سرمديٍّ يهبُّ منها؟!.
أيُ أرقٍ ليلكيٍّ يهُبُّ منها؟!.

مَعبرُ الكائن

نفقٌ يُوصِلُ الكائنُ من ردهةِ معلومه إلى هوَّةِ مجهوله.
ويُخرِجُهُ من بهوِ مجهولهِ إلى فضاءِ معلومه، ليس كما كان، بل كما ينبغي أن يكون.

رئةُ الزمن

نافذةُ الزمن على ماضيه وآتيه.
فكلما نأى الزمن بنفسهٍ عن الاحتقان، لاذ برئته الرّءوم.

منجلُ الأبد

نحن حصيدهُ الأوحدُ، الأكثر هشاشةً أمامَ منجلهِ الذي يُشكِّلُ أهم تضريس من تضاريس الأنثى.

موطئ الخرافة


عليها وطئت أول شطحةٍ مسجَّاةٍ بالتأوّه اللذيذ.
وعليها وطئت آخرُ شحطةٍ من شهقاتِ العويل.
فاستحقَّ أن يكونَ موطئ الخرافةِ وموئلها ومآلها.

خارطة الكنز

لا تخشَ شيئاً..
هيا، تتبعها.
ستجد بأنها الكنز والخارطة في آن.
وستجدُكَ الخارطةَ والكنز في آن.


دمشق – 8 /3 / 2005
الماد