المشاركات الشائعة

الجمعة، 17 ديسمبر 2010


دســـتــــور
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
الجريدة الرسمية رقم 76 المؤرخة في 8 ديسمبر 1996
معدل بـ :
القانون رقم 02-03 المؤرخ في 10 أبريل 2002 الجريدة الرسمية رقم 25 المؤرخة في 14 أبريل 2002
القانون رقم 08-19 المؤرخ في 15 نوفمبر 2008 الجريدة الرسمية رقم 63 المؤرخة في 16 نوفمبر 2008

ديباجــة
الشعب الجزائري شعب حر، ومصمم على البقاء حرا.
فتاريخه الطويل سلسلة متصلة الحلقات من الكفاح والجهاد، جعلت الجزائر دائما منبت الحرية، وأرض العزة والكرامة.
لقد عرفت الجزائر في أعز اللحظات الحاسمة التي عاشها البحر الأبيض المتوسط، كيف تجد في أبنائها، منذ العهد النوميدي، والفتح الإسلامي، حتى الحروب التحريرية من الاستعمار، روادا للحرية، والوحدة والرقي، وبناة دول ديمقراطية مزدهرة، طوال فترات المجد والسلام.
وكان أول نوفمبر 1954 نقطة تحول فاصلة في تقرير مصيرها وتتويجا عظيما لمقاومة ضروس، واجهت بها مختلف الاعتداءات على ثقافتها، وقيمها، والمكونات الأساسية لهويتها، وهي الإسلام والعروبة والأمازيغية. وتمتد جذور نضالها اليوم في شتى الميادين في ماضي أمتها المجيد.
لقد تجمع الشعب الجزائري في ظل الحركة الوطنية، ثم انضوى تحت لواء جبهة التحرير الوطني، وقدم تضحيات جساما من أجل أن يتكفل بمصيره الجماعي في كنف الحرية والهوية الثقافية الوطنية المستعادتين، ويشيد مؤسساته الدستورية الشعبية الأصيلة.
وقد توجت جبهة التحرير الوطني ما بذلـه خيرة أبناء الجزائر من تضحيات في الحرب التحريرية الشعبية بالاستقلال، وشيدت دولة عصرية كاملة السيادة.
إن إيمان الشعب بالاختيارات الجماعية مكنه من تحقيق انتصارات كبرى، طبعتها استعادة الثروات الوطنية بطابعها، وجعلتها دولة في خدمة الشعب وحده، تمارس سلطاتها بكل استقلالية، بعيدة عن أي ضغط خارجي.
إن الشعب الجزائري ناضل ويناضل دوما في سبيل الحرية والديمقراطية، ويعتزم أن يبني بهذا الدستور مؤسسات دستورية، أساسها مشاركة كل جزائري وجزائرية في تسيير الشؤون العمومية، والقدرة على تحقيق العدالة الاجتماعية، والمساواة، وضمان الحرية لكل فرد.
فالدستور يجسم عبقرية الشعب الخاصة، ومرآته الصافية التي تعكس تطلعاته، وثمرة إصراره، ونتاج التحولات الاجتماعية العميقة التي أحدثها، وبموافقته عليه يؤكد بكل عزم وتقدير أكثر من أي وقت مضى سمو القانون.
إن الدستور فوق الجميع، وهو القانون الأساسي الذي يضمن الحقوق والحريات الفردية والجماعية، ويحمي مبدأ حرية اختيار الشعب، ويضفي الشرعية على ممارسة السلطات، ويكفل الحماية القانونية، ورقابة عمل السلطات العمومية في مجتمع تسوده الشرعية، ويتحقق فيه تفتح الإنسان بكل أبعاده.
فالشعب المتحصن بقيمه الروحية الراسخة، والمحافظ على تقاليده في التضامن والعدل، واثق في قدرته على المساهمة الفعالة في التقدم الثقافي، والاجتماعي، والاقتصادي، في عالم اليوم والغد.
إن الجزائر، أرض الإسلام، وجزء لا يتجزأ من المغرب العربي الكبير، وأرض عربية، وبلاد متوسطية وإفريقية تعتز بإشعاع ثورتها، ثورة أول نوفمبر، ويشرفها الاحترام الذي أحرزته، وعرفت كيف تحافظ عليه بالتزامها إزاء كل القضايا العادلة في العالم.
وفخر الشعب، وتضحياته، وإحساسه بالمسؤوليات، وتمسكه العريق بالحرية، والعدالة الاجتماعية، تمثل كلها أحسن ضمان لاحترام مبادئ هذا الدستور الذي يصادق عليه وينقله إلى الأجيال القادمة ورثة رواد الحرية، وبناة المجتمع الحر.
البـاب الأول
المبـادئ العـامـة التـي تـحكم المـجتـمع الجـزائـري
الفـصـل الأول : الجـزائـر
المادة الأولى : الجزائر جمهورية ديمقراطية شعبية.وهي وحدة لا تتجزأ.
المادة 2 : الإسلام دين الدولة.
المادة 3 : اللغة العربية هي اللغة الوطنية والرسمية.
المادة 3 مكررالتعديل الدستوري المؤرخ في 10 أبريل 2002
المصادق عليه حسب الإجراء الوارد
في المادة 176 من الدستور. : تمازيغت هي كذلك لغة وطنية.
تعمل الدولة لترقيتها وتطويرها بكل تنوعاتها اللسانية المستعملة عبر التراب الوطني.

المادة 4 : عاصمة الجمهورية مدينة الجزائر.
المادة 5التعديل الدستوري المؤرخ في 15 نوفمبر 2008. : العلم الوطني والنشيد الوطني من مكاسب ثورة أول نوفمبر 1954 وهما غير قابلين للتغيير.
هذان الرمزان من رموز الثورة، هما رمزان للجمهورية بالصفات التالية:
1- علم الجزائر أخضر وأبيض تتوسطه نجمة وهلال أحمرا اللون.
2- النشيد الوطني هو "قسما" بجميع مقاطعه.
يحدد القانون خاتم الدولة.

الفـصـل الثـانـي : الشـعب
المادة 6 : الشعب مصدر كل سلطة.
السيادة الوطنية ملك للشعب وحده.

المادة 7 : السلطة التأسيسية ملك للشعب.
يمارس الشعب سيادته بواسطة المؤسسات الدستورية التي يختارها.
يمارس الشعب هذه السيادة عن طريق الاستفتاء وبواسطة ممثليه المنتخبين.
لرئيس الجمهورية أن يلتجئ إلى إرادة الشعب مباشرة.

المادة 8 : يختار الشعب لنفسه مؤسسات، غايتها ما يأتي:
- المحافظة على الاستقلال الوطني، ودعمه،
- المحافظة على الهوية، والوحدة الوطنية، ودعمها،
- حماية الحريات الأساسية للمواطن، والازدهار الاجتماعي والثقافي للأمة،
- القضاء على استغلال الإنسان للإنسان،
- حماية الاقتصاد الوطني من أي شكل من أشكال التلاعب، أو الاخـتـلاس، أو الاستحواذ، أو المصادرة غير المشروعة.

المادة 9 : لا يجوز للمؤسسات أن تقوم بما يأتي:
- الممارسات الإقطاعية، والجهوية، والمحسوبية،
- إقامة علاقات الاستغلال والـتبعية،
- السلوك المخالف للخُلُق الإسلامي وقيم ثورة نوفمبر.

المادة 10 : الشعب حر في اختيار ممثليه.
لا حدود لتمثيل الشعب، إلا ما نص عليه الدستور وقانون الانتخابات.

الفـصل الثـالـث : الدولة
المادة 11 : تستمد الدولة مشروعيتها وسبب وجودها من إرادة الشعب.
شعارها : " بالشعب وللشعب".
وهي في خدمته وحده .

المادة 12 : تُمارَس سيادة الدولة على مجالها البري، ومجالها الجوي، وعلى مياهها.
كما تُمارِس الدولة حقها السيد الذي يقره القانون الدولي على كل منطقة من مختلف مناطق المجال البحري التي ترجع إليها.

المادة 13 : لا يجوز البتة التنازل أو التخلي عن أي جزء من التراب الوطني.
المادة 14 : تقوم الدولة على مبادىء التنظيم الديمقراطي والعدالة الاجتماعية .
المجلس المنتخب هو الإطار الذي يعبر فيه الشعب عن إرادته، ويراقب عمل السلطات العمومية.

المادة 15 : الجماعات الإقليمية للدولة هي البلدية والولاية.
البلدية هي الجماعة القاعدية.

المادة 16 : يمثل المجلس المنتخب قاعدة الـلامركزية، ومكان مشاركة المواطنين في تسيير الشؤون العمومية.
المادة 17 : الملكية العامة هي ملك المجموعة الوطنية.
وتشمل باطن الأرض، والمناجم، والمقالع، والموارد الطبيعية للطاقة، والثروات المعدنية الطبيعية والحية، في مختلف مناطق الأملاك الوطنية البحرية، والمياه، والغابات.
كما تشمل النقل بالسكك الحديدية، والنقل البحري والجوي، والبريد والمواصلات السلكية والـلاسلكية، وأملاكا أخرى محددة في القانون.

المادة 18 : الأملاك الوطنية يحددها القانون.
وتتكون من الأملاك العمومية والخاصة التي تملكها كل من الدولة، والولاية، والبلدية.
يتم تسيير الأملاك الوطنية طبقا للقانون.

المادة 19 : تنظيم التجارة الخارجية من اختصاص الدولة.
يحدد القانون شروط ممارسة التجارة الخارجية ومراقبتها.

المادة 20 : لا يتم نزع الملكية إلا في إطار القانون. ويترتب عليه تعويض قبلي عادل، ومنصف.
المادة 21 : لا يمكن أن تكون الوظائف في مؤسسات الدولة مصدرا للثراء، ولا وسيلة لخدمة المصالح الخاصة.
المادة 22 : يعاقب القانون على التعسف في استعمال السلطة.
المادة 23 : عدم تحيز الإدارة يضمنه القانون.
المادة 24 : الدولة مسؤولة عن أمن الأشخاص والممتلكات، وتتكفل بحماية كل مواطن في الخارج.
المادة 25 : تنتظم الطاقة الدفاعية للأمة، ودعمها، وتطويرها، حول الجيش الوطني الشعبي.
تتمثل المهمة الدائمة للجيش الوطني الشعبي في المحافظة على الاستقلال الوطني، والدفاع عن السيادة الوطنية.
كما يضطلع بالدفاع عن وحدة البلاد، وسلامتها الترابية، وحماية مجالها البري والجوي، ومختلف مناطق أملاكها البحرية.

المادة 26 : تمتنع الجزائر عن اللجوء إلى الحرب من أجل المساس بالسيادة المشروعة للشعوب الأخرى وحريتها.
وتبذل جهدها لتسوية الخلافات الدولية بالوسائل السلمية.

المادة 27 : الجزائر متضامنة مع جميع الشعوب التي تكافح من أجل التحرر السياسي والاقتصادي، والحق في تقرير المصير، وضد كل تمييز عنصري.
المادة 28 : تعمل الجزائر من أجل دعم التعاون الدولي، وتنمية العلاقات الودية بين الدول، على أساس المساواة، والمصلحة المتبادلة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وتتبنى مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وأهدافـه.
الفـصـل الرابــع : الحقوق والحريات
المادة 29 : كل المواطنين سواسية أمام القانون. ولا يمكن أن يُتذرّع بأي تمييز يعود سببه إلى المولد، أو العرق، أو الجنس، أو الرأي، أو أي شرط أو ظرف آخر، شخصي أو اجتماعي.
المادة 30 : الجنسية الجزائرية، معرفة بالقانون.
شروط اكتساب الجنسية الجزائرية، والاحتفاظ بها، أو فقدانها، أو إسقاطها، محددة بالقانون.

المادة 31 : تستهدف المؤسسات ضمان مساواة كل المواطنين والمواطنات في الحقوق والواجبات بإزالة العقبات التي تعوق تفتح شخصية الإنسان، وتحول دون مشاركة الجميع الفعلية في الحياة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية.
المادة 31 مكررالتعديل الدستوري المؤرخ في 15 نوفمبر 2008. : تعمل الدولة على ترقية الحقوق السياسية للمرأة بتوسيع حظوظ تمثيلها في المجالس المنتخبة.
يحدد قانون عضوي كيفيات تطبيق هذه المادة.

المادة 32 : الحريات الأساسية وحقوق الإنسان والمواطن مضمونة.
وتكون تراثا مشتركا بين جميع الجزائريين والجزائريات، واجبُهم أن ينقلوه من جيل إلى جيل كي يحافظوا على سلامته، وعدم انتهاك حُرمته.

المادة 33 : الدفاع الفردي أو عن طريق الجمعية عن الحقوق الأساسية للإنسان وعن الحريات الفردية والجماعية، مضمون.
المادة 34 : تضمن الدولة عدم انتهاك حُرمة الإنسان.
ويُحظَر أي عنف بدني أو معنوي أو أي مساس بالكرامة.

المادة 35 : يعاقب القانون على المخالفات المرتكَبة ضد الحقوق والحريات، وعلى كل ما يمس سلامة الإنسان البدنية والمعنوية.
المادة 36 : لا مساس بحُرمة حرية المعتقد، وحُرمة حرية الرأي.
المادة 37 : حرية التجارة والصناعة مضمونة، وتمارس في إطار القانون.
المادة 38 : حرية الابتكار الفكري والفني والعلمي مضمونة للمواطن.
حقوق المؤلف يحميها القانون.
لا يجوز حجز أي مطبوع أو تسجيل أو أية وسيلة أخرى من وسائل التبليغ والإعلام إلا بمقتضى أمر قضائي.

المادة 39 : لا يجوز انتهاك حُرمة حياة المواطن الخاصة، وحرمة شرفـه، ويحميهما القانون.
سرية المراسلات والاتصالات الخاصة بكل أشكالها مضمونة.

المادة 40 : تضمن الدولة عدم انتهاك حُرمة المسكن.
فلا تفتيش إلا بمقتضى القانون، وفي إطار احترامـه.
ولا تفتيش إلا بأمر مكتوب صادر عن السلطة القضائية المختصة.

المادة 41 : حريات التعبير، وإنشاء الجمعيات، والاجتماع، مضمونة للمواطن.
المادة 42 : حق إنشاء الأحزاب السياسية معترف به ومضمون.
ولا يمكن التذرع بهذا الحق لضرب الحريات الأساسية، والقيم والمكونات الأساسية للهوية الوطنية، والوحدة الوطنية، وأمن التراب الوطني وسلامته، واستقلال البلاد، وسيادة الشعب، وكذا الطابع الديمقراطي والجمهوري للدولة.
وفي ظل احترام أحكام هذا الدستور، لا يجوز تأسيس الأحزاب السياسية على أساس ديني أو لغوي أو عرقي أو جنسي أو مهني أو جهوي.
ولا يجوز للأحزاب السياسية اللجوء إلى الدعاية الحزبية التي تقوم على العناصر المبينة في الفقرة السابقة.
يُحظَر على الأحزاب السياسية كل شكل من أشكال التبعية للمصالح أو الجهات الأجنبية.
لا يجوز أن يلجأ أي حزب سياسي إلى استعمال العنف أو الإكراه مهما كانت طبيعتهما أو شكلهما.
تحدد التزامات وواجبات أخرى بموجب قانون.

المادة 43 : حق إنشاء الجمعيات مضمون.
تشجع الدولة ازدهار الحركة الجمعوية.
يحدد القانون شروط وكيفيات إنشاء الجمعيات.

المادة 44 : يحقّ لكل مواطن يتمتع بحقوقـه المدنية والسياسية، أن يختار بحرية موطن إقامته، وأن يتنقل عبر التراب الوطني.
حق الدخول إلى التراب الوطني والخروج منه مضمون له.

المادة 45 : كل شخص يُعتبر بريئا حتى تثبت جهة قضائية نظامية إدانـته، مع كل الضمانات التي يتطلبها القانون.
المادة 46 : لا إدانة إلا بمقتضى قانون صادر قبل ارتكاب الفعل المجرم.
المادة 47 : لا يُتابع أحد، ولا يُوقف أو يُحتجز، إلا في الحالات المحددة بالقانون، وطبقا للأشكال التي نص عليها.
المادة 48 : يخضع التوقيف للنظر في مجال التحريات الجزائية للرقابة القضائية، ولا يمكن أن يتجاوز مدة ثمان وأربعين (48) ساعة.
يملك الشخص الذي يوقف للنظر حق الاتصال فورا بأسرته.
ولا يمكن تمديد مدة التوقيف للنظر، إلا استثناء، ووفقا للشروط المحددة بالقانون.
ولدى انتهاء مدة التوقيف للنظر، يجب أن يُجرى فحص طبي على الشخص الموقوف، إن طلب ذلك، على أن يُعلم بهذه الإمكانية.

المادة 49 : يترتب على الخطإ القضائي تعويض من الدولة.
ويحدد القانون شروط التعويض وكيفياته.

المادة 50 : لكل مواطن تتوفر فيه الشروط القانونية أن يَنتَخِب ويُنتخَب.
المادة 51 : يتساوى جميع المواطنين في تقلد المهام والوظائف في الدولة دون أية شروط أخرى غير الشروط التي يحددها القانون.
المادة 52 : الملكية الخاصة مضمونة.
حق الإرث مضمون.
الأملاك الوقفية وأملاك الجمعيات الخيرية مُعترَف بها، ويحمي القانون تخصيصها.

المادة 53 : الحق في التعليم مضمون.
التعليم مجاني حسب الشروط التي يحددها القانون.
التعليم الأساسي إجباري.
تنظم الدولة المنظومة التعليمية.
تسهر الدولة على التساوي في الالتحاق بالتعليم، والتكوين المهني.

المادة 54 : الرعاية الصحية حق للمواطنين.
تتكفل الدولة بالوقاية من الأمراض الوبائية والمعدية وبمكافحتها.

المادة 55 : لكل المواطنين الحق في العمل.
يضمن القانون في أثناء العمل الحق في الحماية، والأمن، والنظافة.
الحق في الراحة مضمون، ويحدد القانون كيفيات ممارسته.

المادة 56 : الحق النقابي مُعترَف به لجميع المواطنين.
المادة 57 : الحق في الإضراب معترف به، ويُمارَس في إطار القانون.
يمكن أن يمنع القانون ممارسة هذا الحق، أو يجعل حدودا لممارسته في ميادين الدفاع الوطني والأمن، أو في جميع الخدمات أو الأعمال العمومية ذات المنفعة الحيوية للمجتمع.

المادة 58 : تحظى الأسرة بحماية الدولة والمجتمع.
المادة 59 : ظروف معيشة المواطنين الذين لم يبلغوا سن العمل، والذين لا يستطيعون القيام به، والذين عجزوا عنه نهائيا، مضمونة.
الفصل الخـامس : الواجبات
المادة 60 : لا يعذر بجهل القانون.
يجب على كل شخص أن يحترم الدستور وقوانين الجمهورية.

المادة 61 : يجب على كل مواطن أن يحمي ويصون استقلال البلاد وسيادتها وسلامة ترابها الوطني وجميع رموز الدولة.
يعاقب القانون بكل صرامة على الخيانة والتجسس والولاء للعدو، وعلى جميع الجرائم المرتكَبة ضد أمن الدولة.

المادة 62التعديل الدستوري المؤرخ في 15 نوفمبر 2008. : على كل مواطن أن يؤدي بإخلاص واجباته تجاه المجموعة الوطنية.
التزام المواطن إزاء الوطن وإجبارية المشاركة في الدفاع عنه، واجبان مقدسان دائمان.
تضمن الدولة احترام رموز الثورة، وأرواح الشهداء، وكرامة ذويهم، والمجاهدين.
وتعمل كذلك على ترقية كتابة التاريخ وتعليمه للأجيال الناشئة.

المادة 63 : يمارس كل واحد جميع حرياته، في إطار احترام الحقوق المعترف بها للغير في الدستور، لا سيما احترام الحق في الشرف، وستر الحياة الخاصة، وحماية الأسرة والشبيبة والطفولـة.
المادة 64 : كل المواطنين متساوون في أداء الضريبة.
ويجب على كل واحد أن يشارك في تمويل التكاليف العمومية، حسب قدرته الضريبية.
لا يجوز أن تُحدَث أية ضريبة إلا بمقتضى القانون.
ولا يجوز أن تُحدَث بأثر رجعي، أية ضريبة، أو جباية، أو رسم، أو أي حق كيفما كان نوعه.

المادة 65 : يجازي القانون الآباء على القيام بواجب تربية أبنائهم ورعايتهم، كما يجازي الأبناء على القيام بواجب الإحسان إلى آبائهم ومساعدتهم.
المادة 66 : يجب على كل مواطن أن يحمي الملكية العامة، ومصالح المجموعة الوطنية، ويحترم ملكية الغير.
المادة 67 : يتمتع كل أجنبي، يكون وجوده فوق التراب الوطني قانونيا، بحماية شخصه وأملاكه طبقا للقانون.
المادة 68 : لا يُسلّم أحد خارج التراب الوطني إلا بناء على قانون تسليم المجرمين وتطبيقا له.
المادة 69 : لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يُسلّم أو يُطرد لاجئ سياسي يتمتع قانونا بحق اللجوء.
الباب الثاني
تنـظـيم السلطـات
الفـصـل الأول : السلطـة التـنفيذية
المادة 70 : يجسد رئيس الجمهورية، رئيس الدولة، وحدة الأمة.
وهو حامي الدستور.
ويجسد الدولة داخل البلاد وخارجها.
له أن يخاطب الأمة مباشرة .

المادة 71 : يُنتخَب رئيس الجمهورية، عن طريق الاقتراع العام المباشر والسري.
يتم الفوز في الانتخاب بالحصول على الأغلبية المطلقة من أصوات الناخبين المعبر عنها.
ويحدد القانون الكيفيات الأخرى للانتخابات الرئاسية.

المادة 72 : يمارس رئيس الجمهورية، السلطة السامية في الحدود المثبتة في الدستور.
المادة 73 : لا يحق أن يُنتخَب لرئاسة الجمهورية إلا المترشح الذي:
- يتمتع، فقط، بالجنسية الجزائرية الأصلية،
- يدين بالإسلام،
- يكون عمره أربعين (40) سنة كاملة يوم الانتخاب،
- يتمتع بكامل حقوقه المدنية والسياسية،
- يُثبِت الجنسية الجزائرية لزوجه،
- يُثبِت مشاركته في ثورة أول نوفمبر 1954 إذا كان مولودا قبل يوليو 1942،
- يُثبِت عدم تورط أبويه في أعمال ضد ثورة أول نوفمبر 1954 إذا كان مولودا بعد يوليو 1942،
- يقدم التصريح العلني بممتلكاته العقارية والمنقولة داخل الوطن وخارجه.
تحدد شروط أخرى بموجب القانون.

المادة 74التعديل الدستوري المؤرخ في 15 نوفمبر 2008. : مدة المهمة الرئاسية خمس (5) سنوات.
يمكن تجديد انتخاب رئيس الجمهورية.

المادة 75 : يؤدي رئيس الجمهورية اليمين أمام الشعب بحضور جميع الهيئات العليا في الأمة، خلال الأسبوع الموالي لانتخابه.
ويباشر مهمته فور أدائـه اليمين.

المادة 76 : يؤدي رئيس الجمهورية اليمين حسب النص الآتي:

المادة 77التعديل الدستوري المؤرخ في 15 نوفمبر 2008. : يضطلع رئيس الجمهورية، بالإضافة إلى السلطات التي تخولها إياه صراحة أحكام أخرى في الدستور، بالسلطات والصلاحيات الآتية:
1 - هو القائد الأعلى للقوات المسلحة للجمهورية،
2 - يتولى مسؤولية الدفاع الوطني،
3 - يقرر السياسة الخارجية للأمة ويوجهها،
4 - يرأس مجلس الوزراء،
5 - يعين الوزير الأول وينهي مهامه،
6 - يمكن رئيس الجمهورية أن يفوض جزءا من صلاحياته للوزير الأول لرئاسة اجتماعات الحكومة، مع مراعاة أحكام المادة 87 من الدستور،
7 - يمكنه أن يعين نائبا أو عدة نواب للوزير الأول بغرض مساعدة الوزير الأول في ممارسة وظائفه، وينهي مهامهم،
8 - يوقع المراسيم الرئاسية،
9 - له حق إصدار العفو وحق تخفيض العقوبات أو استبدالها،
10 - يمكنه أن يستشير الشعب في كل قضية ذات أهمية وطنية عن طريق الاستفتاء،
11 - يبرم المعاهدات الدولـية ويصادق عليها،
12 - يسلم أوسمة الدولـة ونياشينها وشهاداتها التشريفية.

المادة 78 : يعين رئيس الجمهورية في الوظائف والمهام الآتية :
1 - الوظائف والمهام المنصوص عليها في الدستور،
2 - الوظائف المدنية والعسكرية في الدولـة،
3 - التعيينات التي تتم في مجلس الوزراء،
4 - رئيس مجلس الدولة،
5 - الأمين العام للحكومة،
6 - محافظ بنك الجزائر،
7 - القضاة،
8 - مسؤولو أجهزة الأمن،
9 - الولاة.
ويعين رئيس الجمهورية سفراء الجمهورية والمبعوثين فوق العادة إلى الخارج، وينهي مهامهم، ويتسلم أوراق اعتماد الممثلين الدبلوماسيين الأجانب وأوراق إنهاء مهامهم.

المادة 79التعديل الدستوري المؤرخ في 15 نوفمبر 2008. : يعين رئيس الجمهورية أعضاء الحكومة بعد استشارة الوزير الأول.
ينفذ الوزير الأول برنامج رئيس الجمهورية، وينسق من أجل ذلك، عمل الحكومة.
يضبط الوزير الأول مخطط عمله لتنفيذه، ويعرضه في مجلس الوزراء.

المادة 80التعديل الدستوري المؤرخ في 15 نوفمبر 2008. : يقدم الوزير الأول مخطط عمله إلى المجلس الشعبي الوطني للموافقة عليه. ويُجري المجلس الشعبي الوطني لهذا الغرض مناقشة عامة.
ويمكن الوزير الأول أن يكيف مخطط العمل هذا، على ضوء هذه المناقشة، بالتشاور مع رئيس الجمهورية.
يقدم الوزير الأول عرضا حول مخطط عمله لمجلس الأمة مثلما وافق عليه المجلس الشعبي الوطني.
يمكن مجلس الأمة أن يصدر لائحة.

المادة 81التعديل الدستوري المؤرخ في 15 نوفمبر 2008. : يقدم الوزير الأول استقالة الحكومة لرئيس الجمهورية في حالة عدم موافقة المجلس الشعبي الوطني على مخطط عمله.
يعين رئيس الجمهورية من جديد وزيرا أول حسب الكيفيات نفسها.

المادة 82 : إذا لم تحصُل من جديد موافقة المجلس الشعبي الوطني ينحل وجوبا.
تستمر الحكومة القائمة في تسيير الشؤون العادية إلى غاية انتخاب المجلس الشعبي الوطني وذلك في أجل أقصاه ثلاثة (3) أشهر.

المادة 83 : ينفذ الوزير الأول وينسق مخطط العمل الذي يصادق عليه المجلس الشعبي الوطني.
المادة 84 : تقدم الحكومة سنويا إلى المجلس الشعبي الوطني بيانا عن السياسة العامة.
تعقُب بيان السياسة العامة مناقشة عمل الحكومة.
يمكن أن تختتم هذه المناقشة بلائحة.
كما يمكن أن يترتب على هذه المناقشة إيداع مُلتمَس رقابة يقوم به المجلس الشعبي الوطني طبقا لأحكام المواد 135 و136 و137 أدناه.
للوزير الأول أن يطلب من المجلس الشعبي الوطني تصويتا بالثقة. وفي حالة عدم الموافقة على لائحة الثقة يقدم الوزير الأول استقالة الحكومة.
في هذه الحالة، يمكن رئيس الجمهورية أن يلجأ، قبل قبول الاستقالـة، إلى أحكام المادة 129 أدناه.
يمكن الحكومة أن تقدم إلى مجلس الأمة بيانا عن السياسة العامة.

المادة 85التعديل الدستوري المؤرخ في 15 نوفمبر 2008. : يمارس الوزير الأول، زيادة على السلطات التي تخولها إياه صراحة أحكام أخرى في الدستور، الصلاحيات الآتية :
1 - يوزع الصلاحيات بين أعضاء الحكومة مع احترام الأحكام الدستورية،
2 - يسهر على تنفيذ القوانين والتنظيمات،
3 - يوقع المراسيم التنفيذية، بعد موافقة رئيس الجمهورية على ذلك،
4 - يعين في وظائف الدولة بعد موافقة رئيس الجمهورية، ودون المساس بأحكام المادتين 77 و78 السابقتي الذكر،
5 - يسهر على حسن سير الإدارة العمومية.

المادة 86 : يمكن الوزير الأول أن يقدم استقالة الحكومة لرئيس الجمهورية.
المادة 87التعديل الدستوري المؤرخ في 15 نوفمبر 2008. : لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يفوض رئيس الجمهورية سلطته في تعيين الوزير الأول وأعضاء الحكومة وكذا رؤساء المؤسسات الدستورية وأعضائها الذين لم ينص الدستور على طريقة أخرى لتعيينهم.
كما لا يجوز أن يفوض سلطته في اللجوء إلى الاستفتاء، وحل المجلس الشعبي الوطني، وتقرير إجراء الانتخابات التشريعية قبل أوانها، وتطبيق الأحكام المنصوص عليها في المواد 77 و78 و91 ومن93 إلى 95 و97 و124 و126 و127 و128 من الدستور.

المادة 88 : إذا استحال على رئيس الجمهورية أن يمارس مهامه بسبب مرض خطير ومزمن، يجتمع المجلس الدستوري وجوبا، وبعد أن يتثبت من حقيقة هذا المانع بكل الوسائل الملائمة، يقترح بالإجماع على البرلمان التصريح بثبوت المانع.
يُعلِن البرلمان، المنعقد بغرفتيه المجتمعتين معا، ثبوت المانع لرئيس الجمهورية بأغلبية ثلثي (2/3 ) أعضائه، ويكلف بتولي رئاسة الدولة بالنيابة مدة أقصاها خمسة وأربعون (45) يوما رئيس مجلس الأمة الذي يمارس صلاحياته مع مراعاة أحكام المادة 90 من الدستور.
وفي حالة استمرار المانع بعد انقضاء خمسة وأربعين (45) يوما، يُعلَن الشغور بالاستقالة وجوبا حسب الإجراء المنصوص عليه في الفقرتين السابقتين وطبقا لأحكام الفقرات الآتية من هذه المادة.
في حالة استقالة رئيس الجمهورية أو وفاته، يجتمع المجلس الدستوري وجوبا ويُثبِت الشغور النهائي لرئاسة الجمهورية.
وتُبلّغ فورا شهادة التصريح بالشغور النهائي إلى البرلمان الذي يجتمع وجوبا.
يتولى رئيس مجلس الأمة مهام رئيس الدولة مدة أقصاها ستون (60) يوما، تنظم خلالها انتخابات رئاسية.
ولا يَحِقّ لرئيس الدولة المعين بهذه الطريقة أن يترشح لرئاسة الجمهورية.
وإذا اقترنت استقالة رئيس الجمهورية أو وفاته بشغور رئاسة مجلس الأمة لأي سبب كان، يجتمع المجلس الدستوري وجوبا، ويثبت بالإجماع الشغور النهائي لرئاسة الجمهورية وحصول المانع لرئيس مجلس الأمة. وفي هذه الحالة، يتولى رئيس المجلس الدستوري مهام رئيس الدولة. يضطلع رئيس الدولة المعين حسب الشروط المبينة أعلاه بمهمة رئيس الدولـة طبقا للشروط المحددة في الفقرات السابقة وفي المادة 90 من الدستور. ولا يمكنه أن يترشح لرئاسة الجمهورية.

المادة 89 : في حالة وفاة أحد المترشحين للانتخابات الرئاسية في الدور الثاني أو انسحابه أو حدوث أي مانع آخر له، يستمر رئيس الجمهورية القائم أو من يمارس مهام رئاسة الدولة في ممارسة مهامه إلى غاية الإعلان عن انتخاب رئيس الجمهورية.
في هذه الحالة، يمدد المجلس الدستوري مهلة إجراء هذه الانتخابات مدة أقصاها ستون (60) يوما.
يحدد قانون عضوي كيفيات وشروط تطبيق هذه الأحكام.

المادة 90التعديل الدستوري المؤرخ في 15 نوفمبر 2008. : لا يمكن أن تُقال أو تعدل الحكومة القائمة إبان حصول المانع لرئيس الجمهورية أو وفاته أو استقالته حتى يَشرَع رئيس الجمهورية الجديد في ممارسة مهامه.
يستقيل الوزير الأول وجوبا إذا ترشح لرئاسة الجمهورية، ويمارس وظيفة الوزير الأول حينئذ أحد أعضاء الحكومة الذي يعينه رئيس الدولة.
لا يمكن، في فترتي الخمسة والأربعين (45) يوما والستين (60) يوما المنصوص عليهما في المادتين 88 و89، تطبيق الأحكام المنصوص عليها في الفقرتين 9 و10 من المادة 77 والمواد 79 و124 و129 و136 و137 و174 و176 و177 من الدستور.
لا يمكن، خلال هاتين الفترتين، تطبيق أحكام المواد 91 و93 و94 و95 و97 من الدستور، إلا بموافقة البرلمان المنعقد بغرفتيه المجتمعتين معا، بعد استشارة المجلس الدستوري والمجلس الأعلى للأمن.

المادة 91 : يقرر رئيس الجمهورية، إذا دعت الضرورة الملحة، حالة الطوارئ أو الحصار، لمدة معينة بعد اجتماع المجلس الأعلى للأمن، واستشارة رئيس المجلس الشعبي الوطني، ورئيس مجلس الأمة، والوزير الأول، ورئيس المجلس الدستوري، ويتخذ كل التدابير اللازمة لاستتباب الوضع.
ولا يمكن تمديد حالة الطوارئ أو الحصار، إلا بعد موافقة البرلمان المنعقد بغرفـتـيه المجتمعتين معا.

المادة 92 : يحدد تنظيم حالة الطوارئ وحالة الحصار بموجب قانون عضوي.
المادة 93 : يقرر رئيس الجمهورية الحالة الاستثنائية إذا كانت البلاد مهددة بخطر داهم يوشك أن يصيب مؤسساتها الدستورية أو استقلالها أو سلامة ترابها.
ولا يتخذ مثل هذا الإجراء إلا بعد إستشارة رئيس المجلس الشعبي الوطني ورئيس مجلس الأمة والمجلس الدستوري، والاستماع إلى المجلس الأعلى للأمن ومجلس الوزراء.
تخول الحالة الاستثنائية رئيس الجمهورية أن يتخذ الإجراءات الاستثنائية التي تستوجبها المحافظة على استقلال الأمة والمؤسسات الدستورية في الجمهورية.
ويجتمع البرلمان وجوبا.
تنتهي الحالة الاستثنائية، حسب الأشكال والإجراءات السالفة الذكر التي أوجبت إعلانها.

المادة 94 : يقرر رئيس الجمهورية التعبئة العامة في مجلس الوزراء بعد الاستماع إلى المجلس الأعلى للأمن واستشارة رئيس المجلس الشعبي الوطني ورئيس مجلس الأمة.
المادة 95 : إذا وقع عُدوان فعلي على البلاد أو يوشك أن يقع حسبما نصت عليه الترتيبات الملائمة لميثاق الأمم المتحدة، يُعلِن رئيس الجمهورية الحرب، بعد اجتماع مجلس الوزراء والاستماع إلى المجلس الأعلى للأمن واستشارة رئيس المجلس الشعبي الوطني ورئيس مجلس الأمة.
ويجتمع البرلمان وجوبا.
ويوجه رئيس الجمهورية خطابا للأمة يُعلِمُها بذلك.

المادة 96 : يُوقَف العمل بالدستور مدة حالة الحرب ويتولى رئيس الجمهورية جميع السلطات.
وإذا انتهت المدة الرئاسية لرئيس الجمهورية تمدد وجوبا إلى غاية نهاية الحرب.
في حالة استقالة رئيس الجمهورية أو وفاته أو حدوث أي مانع آخر له، يخول رئيس مجلس الأمة باعتباره رئيسا للدولـة، كل الصلاحيات التي تستوجبها حالة الحرب، حسب الشروط نفسها التي تسري على رئيس الجمهورية.
في حالة اقتران شغور رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الأمة، يتولى رئيس المجلس الدستوري وظائف رئيس الدولة حسب الشروط المبينة سابقا.

المادة 97 : يوقع رئيس الجمهورية اتفاقيات الهدنة ومعاهدات السلم.
ويتلقى رأي المجلس الدستوري في الاتفاقيات المتعلقة بهما.
ويعرضها فورا على كل غرفـة من البرلمان لتوافق عليها صراحة.

الفـصـل الثـانـي : السـلطـة التـشـريـعـيـة
المادة 98 : يمارس السلطة التشريعية برلمان يتكون من غرفتين، وهما المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة.
وله السيادة في إعداد القانون والتصويت عليه.

المادة 99 : يراقب البرلمان عمل الحكومة وفقا للشروط المحددة في المواد 80 و84 و133 و134 من الدستور.
يمارس المجلس الشعبي الوطني الرقابة المنصوص عليها في المواد من 135 إلى 137 من الدستور.

المادة 100 : واجب البرلمان، في إطار اختصاصاته الدستورية، أن يبقى وفيا لثقة الشعب، ويظل يتحسس تطلعاته.
المادة 101 : يُنتخَب أعضاء المجلس الشعبي الوطني عن طريق الاقتراع العام المباشر والسري.
يُنتخَب ثلثا (2/3) أعضاء مجلس الأمة عن طريق الاقتراع غير المباشر والسري من بين ومن طرف أعضاء المجالس الشعبية البلدية والمجلس الشعبي الولائي. ويعين رئيس الجمهورية الثلث الآخر من أعضاء مجلس الأمة من بين الشخصيات والكفاءات الوطنية في المجالات العلمية والثقافية والمهنية والاقتصادية والاجتماعية.
عدد أعضاء مجلس الأمة يساوي، على الأكثر، نصف عدد أعضاء المجلس الشعبي الوطني.
يحدد القانون كيفيات تطبيق الفقرة الثانية السابقة.

المادة 102 : يُنتخَب المجلس الشعبي الوطني لمدة خمس (5) سنوات.
تحدد مهمة مجلس الأمة بمدة ست (6) سنوات.
تجدد تشكيلة مجلس الأمة بالنصف كل ثلاث (3) سنوات.
لا يمكن تمديد مهمة البرلمان إلا في ظروف خطيرة جدا لا تسمح بإجراء انتخابات عادية.
ويُثبِت البرلمان المنعقد بغرفتيه المجتمعتين معا هذه الحالة بقرار، بناء على اقتراح رئيس الجمهورية واستشارة المجلس الدستوري.

المادة 103 : تحدد كيفيات انتخاب النواب وكيفيات انتخاب أعضاء مجلس الأمة أو تعيينهم، وشروط قابليتهم للانتخاب، ونظام عدم قابليتهم للانتخاب، وحالات التنافي، بموجب قانون عضوي.
المادة 104 : إثبات عضوية النواب وأعضاء مجلس الأمة من اختصاص كل من الغرفتين على حدة.
المادة 105 : مهمة النائب وعضو مجلس الأمة وطنية، قابلة للتجديد، ولا يمكن الجمع بينها وبين مهام أو وظائف أخرى.
المادة 106 : كل نائب أو عضو مجلس الأمة لا يستوفي شروط قابلية انتخابه أو يفقدها، يتعرض لسقوط مهمته البرلمانية.
ويقرر المجلس الشعبي الوطني أو مجلس الأمة، حسب الحالة، هذا السقوط بأغلبية أعضائهما.

المادة 107 : النائب أو عضو مجلس الأمة مسؤول أمام زملائه الذين يمكنهم تجريده من مهمته النيابية إن إقترف فعلا يُخلّ بشرف مهمته.
يحدد النظام الداخلي لكل واحدة من الغرفتين، الشروط التي يتعرض فيها أي نائب أو عضو مجلس الأمة للإقصاء، ويقرر هذا الإقصاء، حسب الحالة، المجلس الشعبي الوطني أو مجلس الأمة بأغلبية أعضائهما، دون المساس بجميع المتابعات الأخرى الواردة في القانون.

المادة 108 : يحدد قانون عضوي الحالات التي يقبل فيها البرلمان استقالة أحد أعضائه.
المادة 109 : الحصانة البرلمانية مُعترَف بها للنواب ولأعضاء مجلس الأمة مدة نيابتهم ومهمتهم البرلمانية.
ولا يمكن أن يتابعوا أو يوقفوا. وعلى العموم لا يمكن أن ترفع عليهم أية دعوى مدنية أو جزائية أو يسلط عليهم أي ضغط بسبب ما عبروا عنه من آراء أو ما تلفظوا به من كلام، أو بسبب تصويتهم خلال ممارسة مهامهم البرلمانية.

المادة 110 : لا يجوز الشروع في متابعة أي نائب أو عضو مجلس الأمة بسبب جناية أو جنحة إلا بتنازل صريح منه، أو بإذن، حسب الحالة، من المجلس الشعبي الوطني أو مجلس الأمة الذي يقرر رفع الحصانة عنه بأغلبية أعضائه.
المادة 111 : في حالة تلبس أحد النواب أو أحد أعضاء مجلس الأمة بجنحة أو جناية، يمكن توقيفه، ويخطر بذلك مكتب المجلس الشعبي الوطني، أو مكتب مجلس الأمة، حسب الحالة، فورا.
يمكن المكتب المخطَر أن يطلب إيقاف المتابعة وإطلاق سراح النائب أو عضو مجلس الأمة، على أن يعمل فيما بعد بأحكام المادة 110 أعلاه.

المادة 112 : يحدد قانون عضوي شروط استخلاف النائب أو عضو مجلس الأمة في حالة شغور مقعده.
المادة 113 : تبتدئ الفترة التشريعية، وجوبا، في اليوم العاشر الموالي لتاريخ انتخاب المجلس الشعبي الوطني، تحت رئاسة أكبر النواب سنا، وبمساعدة أصغر نائبين منهم.
ينتخب المجلس الشعبي الوطني مكتبه ويشكل لجانه.
تطبق الأحكام السابقة الذكر على مجلس الأمة.

المادة 114 : ينتخب رئيس المجلس الشعبي الوطني للفترة التشريعية.
ينتخب رئيس مجلس الأمة بعد كل تجديد جزئي لتشكيلة المجلس.

المادة 115 : يحدد قانون عضوي تنظيم المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة، وعملهما، وكذا العلاقات الوظيفية بينهما وبين الحكومة.
يحدد القانون ميزانية الغرفتين والتعويضات التي تدفع للنواب وأعضاء مجلس الأمة.
يعد المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة نظامهما الداخلي ويصادقان عليهما.

المادة 116 : جلسات البرلمان علانية.
وتدون مداولاته في محاضر تنشر طبقا للشروط التي يحددها القانون العضوي.
يجوز للمجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة أن يعقدا جلسات مغلقة بطلب من رئيسيهما، أو من أغلبية أعضائهما الحاضرين، أو بطلب من الوزير الأول.

المادة 117 : يشكل المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة لجانهما الدائمة في إطار نظامهما الداخلي.
المادة 118 : يجتمع البرلمان في دورتين عاديتين كل سنة، ومدة كل دورة أربعة (4) أشهر على الأقل.
يمكن أن يجتمع البرلمان في دورة غير عادية بمبادرة من رئيس الجمهورية. ويمكن كذلك أن يجتمع باستدعاء من رئيس الجمهورية بطلب من الوزير الأول، أو بطلب من ثلثي (2/3) أعضاء المجلس الشعبي الوطني.
تُختَتَم الدورة غير العادية بمجرد ما يستنفذ البرلمان جدول الأعمال الذي استدعي من أجله.

المادة 119 : لكل من الوزير الأول والنواب حق المبادرة بالقوانين.
تكون اقتراحات القوانين قابلة للمناقشة، إذا قدمها عشرون (20) نائبا.
تعرض مشاريع القوانين على مجلس الوزراء، بعد الأخذ برأي مجلس الدولة، ثم يودعها الوزير الأول مكتب المجلس الشعبي الوطني.

المادة 120 : يجب أن يكون كل مشروع أو اقتراح قانون موضوع مناقشة من طرف المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة على التوالي حتى تتم المصادقة عليه.
تنصب مناقشة مشاريع أو اقتراحات القوانين من طرف المجلس الشعبي الوطني على النص المعروض عليه.
يناقش مجلس الأمة النص الذي صوت عليه المجلس الشعبي الوطني ويصادق عليه بأغلبية ثلاثة أرباع (3/4) أعضائه.
وفي حالة حدوث خلاف بين الغرفتين، تجتمع، بطلب من الوزير الأول، لجنة متساوية الأعضاء تتكون من أعضاء كلتا الغرفتين من أجل اقتراح نص يتعلق بالأحكام محل الخلاف.
تعرض الحكومة هذا النص على الغرفتين للمصادقة عليه، ولا يمكن إدخال أي تعديل عليه إلا بموافقة الحكومة.
وفي حالة استمرار الخلاف يسحب النص.
يصادق البرلمان على قانون المالية في مدة أقصاها خمسة وسبعون يوما (75) من تاريخ إيداعه، طبقا للفقرات السابقة.
وفي حالة عدم المصادقـة عليه في الأجل المحدد سابقا، يصدر رئيس الجمهورية مشروع الحكومة بأمر.
تحدد الإجراءات الأخرى بموجب القانون العضوي المذكور في المادة 115 من الدستور.

المادة 121 : لا يُقبَل اقتراح أي قانون، مضمونه أو نتيجته تخفيض الموارد العمومية، أو زيادة النفقات العمومية، إلا إذا كان مرفوقا بتدابير تستهدف الزيادة في إيرادات الدولة، أو توفير مبالغ مالية في فصل آخر من النفقات العمومية تساوي على الأقل المبالغ المقترح إنفاقـها .
المادة 122 : يشرع البرلمان في الميادين التي يخصصها له الدستور، وكذلك في المجالات الآتية:
1) - حقوق الأشخاص وواجباتهم الأساسية، لا سيما نظام الحريات العمومية، وحماية الحريات الفردية، وواجبات المواطنين،
2) - القواعد العامة المتعلقة بقانون الأحوال الشخصية، وحق الأسرة، لا سيما الزواج، والطلاق، والبنوة، والأهلية، والتركات،
3) - شروط استقرار الأشخاص،
4) - التشريع الأساسي المتعلق بالجنسية،
5) - القواعد العامة المتعلقة بوضعية الأجانب،
6) - القواعد المتعلقة بالتنظيم القضائي، وإنشاء الهيئات القضائية،
7) - قواعد قانون العقوبات، والإجراءات الجزائية، لا سيما تحديد الجنايات والجنح، والعقوبات المختلفة المطابقة لـها، والعفو الشامل، وتسليم المجرمين، ونظام السجون،
8) - القواعد العامة للإجراءات المدنية وطرق التنفيذ،
9) - نظام الالتزامات المدنية والتجارية، ونظام الملكية،
10) - التقسيم الإقليمي للبلاد،
11) - المصادقة على المخطط الوطني،
12) - التصويت على ميزانية الدولة،
13) - إحداث الضرائب والجبايات والرسوم والحقوق المختلفة، وتحديد أساسها ونسبها،
14) - النظام الجمركي،
15) - نظام إصدار النقود، ونظام البنوك والقرض والتأمينات،
16) - القواعد العامة المتعلقة بالتعليم، والبحث العلمي،
17) - القواعد العامة المتعلقة بالصحة العمومية والسكان،
18) - القواعد العامة المتعلقة بقانون العمل والضمان الاجتماعي، وممارسة الحق النقابي،
19) - القواعد العامة المتعلقة بالبيئة وإطار المعيشة، والتهيئة العمرانية،
20) - القواعد العامة المتعلقة بحماية الثروة الحيوانية والـنباتية،
21) - حماية التراث الثقافي والتاريخي، والمحافظة عليه،
22) - النظام العام للغابات والأراضي الرعوية،
23) - النظام العام للمياه،
24) - النظام العام للمناجم والمحروقات،
25) - النظام العقاري،
26) - الضمانات الأساسية للموظفين، والقانون الأساسي العام للوظيف العمومي،
27) - القواعد العامة المتعلقة بالدفاع الوطني واستعمال السلطات المدنية القوات المسلحة،
28) - قواعد نقل الملكية من القطاع العام إلى القطاع الخاص،
29) - إنشاء فـئات المؤسسات،
30) - إنشاء أوسمة الدولة ونياشينها وألقابها التشريفية.

المادة 123 : إضافة إلى المجالات المخصصة للقوانين العضوية بموجب الدستور، يشرع البرلمان بقوانين عضوية في المجالات الآتية:
- تنظيم السلطات العمومية، وعملها،
- نظام الانتخابات،
- القانون المتعلق بالأحزاب السياسية،
- القانون المتعلق بالإعلام،
- القانون الأساسي للقضاء، والتنظيم القضائي،
- القانون المتعلق بقوانين المالية،
- القانون المتعلق بالأمن الوطني،
تتم المصادقة على القانون العضوي، بالأغلبية المطلقة للنواب وبأغلبية ثلاثة أرباع (3/4) أعضاء مجلس الأمة.
يخضع القانون العضوي لمراقبة مطابقة النص مع الدستور من طرف المجلس الدستوري قبل صدوره.

المادة 124 : لرئيس الجمهورية أن يشرع بأوامر في حالة شغور المجلس الشعبي الوطني أو بين دورتي البرلمان.
ويعرض رئيس الجمهورية النصوص التي اتخذها على كل غرفة من البرلمان في أول دورة له لتوافق عليها.
تُعَدّ لاغية الأوامر التي لا يوافق عليها البرلمان.
يمكن رئيس الجمهورية أن يشرع بأوامر في الحالة الاستثنائية المذكورة في المادة 93 من الدستور.
تتخذ الأوامر في مجلس الوزراء.

المادة 125 : يمارس رئيس الجمهورية السلطة التنظيمية في المسائل غير المخصصة للقانون.
يندرج تطبيق القوانين في المجال التنظيمي الذي يعود للوزير الأول.

المادة 126 : يُصدِر رئيس الجمهورية القانون في أجل ثلاثين (30) يوما، ابتداء من تاريخ تسلمه إياه.
غير أنه إذا أخطَرت سلطة من السلطات المنصوص عليها في المادة 166 الآتية، المجلس الدستوري، قبل صدور القانون، يوقف هذا الأجل حتى يفصل في ذلك المجلس الدستوري وفق الشروط التي تحددها المادة 167 الآتية.

المادة 127 : يمكن رئيس الجمهورية أن يطلب إجراء مداولـة ثانية في قانون تم التصويت عليه في غضون الثلاثين (30) يوما الموالية لتاريخ إقراره.
وفي هذه الحالة لا يتم إقرار القانون إلا بأغلبية ثلثي (2/3) أعضاء المجلس الشعبي الوطني.

المادة 128 : يمكن رئيس الجمهورية أن يوجه خطابا إلى البرلمان.
المادة 129 : يمكن رئيس الجمهورية أن يقرر حل المجلس الشعبي الوطني، أو إجراء انتخابات تشريعية قبل أوانها، بعد استشارة رئيس المجلس الشعبي الوطني، ورئيس مجلس الأمة، والوزير الأول.
وتجري هذه الانتخابات في كلتا الحالتين في أجل أقصاه ثلاثة (3) أشهر.

المادة 130 : يمكن البرلمان أن يفتح مناقشة حول السياسة الخارجية بناء على طلب رئيس الجمهورية أو رئيس إحدى الغرفتين.
يمكن أن تتوج هذه المناقشة، عند الاقتضاء، بإصدار البرلمان، المنعقد بغرفـتيه المجتمعتين معا، لائحة يبلغها إلى رئيس الجمهورية.

المادة 131 : يصادق رئيس الجمهورية على اتفاقيات الهدنة، ومعاهدات السلم والتحالف والاتحاد، والمعاهدات المتعلقة بحدود الدولـة، والمعاهدات المتعلقة بقانون الأشخاص، والمعاهدات التي تترتب عليها نفقات غير واردة في ميزانية الدولـة، بعد أن توافق عليها كل غرفـة من البرلمان صراحة.
المادة 132 : المعاهدات التي يصادق عليها رئيس الجمهورية، حسب الشروط المنصوص عليها في الدستور، تسمو على القانون.
المادة 133 : يمكن أعضاء البرلمان استجواب الحكومة في إحدى قضايا الساعة.
يمكن لجان البرلمان أن تستمع إلى أعضاء الحكومة.

المادة 134 : يمكن أعضاء البرلمان أن يوجهوا أي سؤال شفوي أوكتابي إلى أي عضو في الحكومة.
ويكون الجواب عن السؤال الكتابي كتابيا، خلال أجل أقصاه ثلاثون (30) يوما.
وتتم الإجابة عن الأسئلة الشفوية في جلسات المجلس.
إذا رأت أي من الغرفتين أن جواب عضو الحكومة، شفويا كان أو كتابيا، يبرر إجراء مناقشة، تجري المناقشة حسب الشروط التي ينص عليها النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة.
تنشر الأسئلة والأجوبة طبقا للشروط التي يخضع لها نشر محاضر مناقشات البرلمان.

المادة 135 : يمكن المجلس الشعبي الوطني لدى مناقشته بيان السياسة العامة، أن يصوت على ملتمس رقابة ينصب على مسؤولية الحكومة.
ولا يقبل هذا الملتمس إلا إذا وقعه سُبُع (1/7) عدد النواب على الأقل.

المادة 136 : تتم الموافقة على ملتمس الرقابة بتصويت أغلبية ثلثي (2/3) النواب.
ولا يتم التصويت إلا بعد ثلاثة (3) أيام من تاريخ إيداع ملتمس الرقابة.

المادة 137 : إذا صادق المجلس الشعبي الوطني على ملتمس الرقابة، يقدم الوزير الأول استقالة الحكومة إلى رئيس الجمهورية.
الفـصل الثـالـث : السـلـطـة القـضـائـيـة
المادة 138 : السلطة القضائية مستقلة، وتُمارَس في إطار القانون.
المادة 139 : تحمي السلطة القضائية المجتمع والحريات، وتضمن للجميع ولكل واحد المحافظة على حقوقهم الأساسية.
المادة 140 : أساس القضاء مبادئ الشرعية والمساواة.
الكل سوا سية أمام القضاء، وهو في متناول الجميع ويجسده احترام القانون.

المادة 141 : يصدر القضاء أحكامه باسم الشعب.
المادة 142 : تخضع العقوبات الجزائية إلى مبدأي الشرعية والشخصية.
المادة 143 : ينظر القضاء في الطعن في قرارات السلطات الإدارية.
المادة 144 : تعلل الأحكام القضائية، ويُنطَق بها في جلسات علانية.
المادة 145 : على كل أجهزة الدولة المختصة أن تقوم، في كل وقت وفي كل مكان، وفي جميع الظروف، بتنفيذ أحكام القضاء.
المادة 146 : يختص القضاة بإصدار الأحكام.
ويمكن أن يُعِينهم في ذلك مساعدون شعبيون حسب الشروط التي يحددها القانون.

المادة 147 : لا يخضع القاضي إلا للقانون.
المادة 148 : القاضي محمي من كل أشكال الضغوط والتدخلات والمناورات التي قد تضر بأداء مهمته، أو تمس نزاهـة حكمه.
المادة 149 : القاضي مسؤول أمام المجلس الأعلى للقضاء عن كيفية قيامه بمهمته، حسب الأشكال المنصوص عليها في القانون.
المادة 150 : يحمي القانون المتقاضي من أي تعسف أو أي انحراف يصدر من القاضي.
المادة 151 : الحق في الدفاع معترف به.
الحق في الدفاع مضمون في القضايا الجزائية.

المادة 152 : تمثل المحكمة العليا الهيئة المقومة لأعمال المجالس القضائية والمحاكم.
يؤسس مجلس دولة كهيئة مقومة لأعمال الجهات القضائية الإدارية.
تضمن المحكمة العليا ومجلس الدولة توحيد الاجتهاد القضائي في جميع أنحاء البلاد ويسهران على احترام القانون.
تؤسس محكمة تنازع تتولى الفصل في حالات تنازع الاختصاص بين المحكمة العليا ومجلس الدولة.

المادة 153 : يحدد قانون عضوي تنظيم المحكمة العليا، ومجلس الدولة، ومحكمة التنازع، وعملهم، واختصاصاتهم الأخرى.
المادة 154 : يرأس رئيس الجمهورية، المجلس الأعلى للقضاء.
المادة 155 : يقرر المجلس الأعلى للقضاء، طبقا للشروط التي يحددها القانون، تعيين القضاة، ونقلهم، وسير سلمهم الوظيفي.
ويسهر على احترام أحكام القانون الأساسي للقضاء، وعلى رقابة انضباط القضاة تحت رئاسة الرئيس الأول للمحكمة العليا.

المادة 156 : يبدي المجلس الأعلى للقضاء رأيا استشاريا قبليا في ممارسة رئيس الجمهورية حق العفو.
المادة 157 : يحدد قانون عضوي تشكيل المجلس الأعلى للقضاء، وعمله، وصلاحياته الأخرى.
المادة 158 : تؤسس محكمة عليا للدولة، تختص بمحاكمة رئيس الجمهورية عن الأفعال التي يمكن وصفها بالخيانة العظمى، والوزير الأول عن الجنايات والجنح، التي يرتكبانها بمناسبة تأديتهما مهامهما.
يحدد قانون عضوي تشكيلة المحكمة العليا للدولة وتنظيمها وسيرها وكذلك الإجراءات المطبقة.

البـاب الـثـالـث
الـرقـابـة والـمؤسسـات الاسـتشـاريـة
الفـصـل الأول : الرقـابـة
المادة 159 : تضطلع المجالس المنتخبة بوظيفة الرقابة في مدلولـها الشعبي.
المادة 160 : تقدم الحكومة لكل غرفة من البرلمان عرضا عن استعمال الاعتمادات المالية التي أقرتها لكل سنة مالية.
تُختَتم السنة المالية فيما يخص البرلمان، بالتصويت على قانون يتضمن تسوية ميزانية السنة المالية المعنية من قِبَل كل غرفة من البرلمان.

المادة 161 : يمكن كل غرفة من البرلمان، في إطار اختصاصاتها، أن تنشئ في أي وقت لجان تحقيق في قضايا ذات مصلحة عامة.
المادة 162 : المؤسسات الدستورية وأجهزة الرقابة مكلفة بالتحقيق في تطابق العمل التشريعي والتنفيذي مع الدستور، وفي ظروف استخدام الوسائل المادية والأموال العمومية وتسييرها.
المادة 163 : يؤسس مجلس دستوري يكلف بالسهر على احترام الدستور.
كما يسهر المجلس الدستوري على صحة عمليات الاستفتاء، وانتخاب رئيس الجمهورية، والانتخابات التشريعية، ويعلن نتائج هذه العمليات.

المادة 164 : يتكون المجلس الدستوري من تسعة (9) أعضاء : ثلاثة (3) أعضاء من بينهم رئيس المجلس يعينهم رئيس الجمهورية، واثنان (2) ينتخبهما المجلس الشعبي الوطني، واثنان (2) ينتخبهما مجلس الأمة، وعضو واحد (1) تنتخبه المحكمة العليا، وعضو واحد (1) ينتخبه مجلس الدولة.
بمجرد انتخاب أعضاء المجلس الدستوري أو تعيينهم، يتوقفون عن ممارسة أي عضوية أو أي وظيفة أو تكليف أو مهمة أخرى.
يعين رئيس الجمهورية رئيس المجلس الدستوري لفترة واحدة مدتها ست (6) سنوات.
يضطلع أعضاء المجلس الدستوري بمهامهم مرة واحدة مدتها ست (6) سنوات، ويجدد نصف عدد أعضاء المجلس الدستوري كل ثلاث (3) سنوات.

المادة 165 : يَفصِل المجلس الدستوري، بالإضافـة إلى الاختصاصات التي خولتها إياه صراحة أحكام أخرى في الدستور، في دستورية المعاهدات والقوانين، والتنظيمات، إما برأي قبل أن تصبح واجبة التنفيذ، أو بقرار في الحالة العكسية.
يبدي المجلس الدستوري، بعد أن يُخطِره رئيس الجمهورية، رأيه وجوبا في دستورية القوانين العضوية بعد أن يصادق عليها البرلمان.
كما يَفصِل المجلس الدستوري في مطابقة النظام الداخلي لكل من غرفتي البرلمان للدستور، حسب الإجراءات المذكورة في الفقرة السابقة.

المادة 166 : يُخطِر رئيس الجمهورية أو رئيس المجلس الشعبي الوطني أو رئيس مجلس الأمة، المجلس الدستوري.
المادة 167 : يتداول المجلس الدستوري في جلسة مغلقة، ويعطي رأيه أو يصدر قراره في ظرف العشرين (20) يوما الموالية لتاريخ الإخطار.
يحدد المجلس الدستوري قواعد عمله.

المادة 168 : إذا ارتأى المجلس الدستوري عدم دستورية معاهدة أو اتفاق، أو اتفاقية، فلا يتم التصديق عليها.
المادة 169 : إذا إرتأى المجلس الدستوري أن نصا تشريعيا أو تنظيميا غير دستوري، يفقد هذا النص أثره، ابتداء من يوم قرار المجلس.
المادة 170 : يؤسس مجلس محاسبة يكلف بالرقابة البعدية لأموال الدولة والجماعات الإقليمية والمرافق العمومية.
يعد مجلس المحاسبة تقريرا سنويا يرفعه إلى رئيس الجمهورية.
يحدد القانون صلاحيات مجلس المحاسبـة ويضبط تنظيمـه وعملـه وجزاء تحقيقاتـه.

الفـصـل الثـانـي : المـؤسـسـات الاسـتـشـاريـة
المادة 171 : يؤسس لدى رئيس الجمهورية مجلس إسلامي أعلى، يتولى على الخصوص ما يأتي:
- الحث على الاجتهاد وترقيته،
- إبداء الحكم الشرعي فيما يُعرَض عليه،
- رفع تقرير دوري عن نشاطه إلى رئيس الجمهورية.

المادة 172 : يتكون المجلس الإسلامي الأعلى من خمسة عشر (15) عضوا منهم الرئيس، يعينهم رئيس الجمهورية من بين الكفاءات الوطنية العليا في مختلف العلوم.
المادة 173 : يؤسس مجلس أعلى للأمن يرأسه رئيس الجمهورية، مهمته تقديم الآراء إلى رئيس الجمهورية في كل القضايا المتعلقة بالأمن الوطني.
يحدد رئيس الجمهورية كيفيات تنظيم المجلس الأعلى للأمن وعمله.

البـاب الـرابـع
التـعـديـل الدسـتـوري
المادة 174 : لرئيس الجمهورية حق المبادرة بالتعديل الدستوري، وبعد أن يصوت عليه المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة بنفس الصيغة حسب الشروط نفسها التي تطبق على نص تشريعي، يعرض التعديل على استفتاء الشعب خلال الخمسين (50) يوما الموالية لإقراره.
يصدر رئيس الجمهورية التعديل الدستوري الذي صادق عليه الشعب.

المادة 175 : يصبح القانون الذي يتضمن مشروع التعديل الدستوري لاغيا، إذا رفضه الشعب.
ولا يمكن عرضه من جديد على الشعب خلال الفترة التشريعية.

المادة 176 : إذا إرتأى المجلس الدستوري أن مشروع أي تعديل دستوري لا يمس البتة المبادئ العامة التي تحكم المجتمع الجزائري، وحقوق الإنسان والمواطن وحرياتهما، ولا يمس بأي كيفية التوازنات الأساسية للسلطات والمؤسسات الدستورية، وعلل رأيه، أمكن رئيس الجمهورية أن يصدر القانون الذي يتضمن التعديل الدستوري مباشرة دون أن يعرضه على الاستفتاء الشعبي، متى أحرز ثلاثة أرباع (3/4) أصوات أعضاء غرفتي البرلمان.
المادة 177 : يمكن ثلاثة أرباع (3/4) أعضاء غرفتي البرلمان المجتمعين معا، أن يبادروا باقتراح تعديل الدستور على رئيس الجمهورية الذي يمكنه عرضه على الاستفتاء الشعبي.
ويصدره في حالة الموافقة عليه.

المادة 178التعديل الدستوري المؤرخ في 15 نوفمبر 2008. : لا يمكن أي تعديل دستوري أن يمس:
1 - الطابع الجمهوري للدولـة،
2 - النظام الديمقراطي القائم على التعدديـة الحزبـيـة،
3 - الإسلام باعتباره دين الدولـة،
4 - العربية باعتبارها اللغة الوطنية والرسميـة،
5 - الحريات الأساسية وحقوق الإنسان والمواطن،
6 - سلامة التراب الوطني ووحدتـه،
7 - العلم الوطني والنشيد الوطني باعتبارهما من رموز الثورة والجمهورية.

أحـكـام انـتـقـالـيـة
المادة 179 : تتولى الهيئـة التشريعية القائمة عند إصدار هذا الدستور وإلى غاية انتهاء مهمتها وكذا رئيس الجمهورية بعد انتهاء هذه المهمة وإلى غاية انتخاب المجلس الشعبي الوطني، مهمة التشريع بأوامر بما في ذلك في المسائل التي أصبحت تدخل ضمن القوانين العضوية.
المادة 180 : ريثما يتم تنصيب المؤسسات المنصوص عليها في هذا الدستور:
- يستمر سريان مفعول القوانين التي تتعلق بالمواضيع التي تخضع لمجال القوانين العضوية، إلى أن تعدل أو تستبدل وفق الإجراءات المنصوص عليها في الدستور،
- يمارس المجلس الدستوري بتمثيله الحالي الاختصاصات المسندة إليه بموجب هذا الدستور، حتى تاريخ تنصيب المؤسسات الممثلة فيه. وكل تغيير أو إضافة يجب أن يتم مع مراعاة الفقرة 3 من المادة 164 من هذا الدستور، مع استعمال القرعة عند الحاجة،
- يمارس المجلس الشعبي الوطني المنتخَب السلطة التشريعية كاملة حتى تنصيب مجلس الأمة. ويمكن رئيس الجمهورية وقف إصدار القوانين المتخذة بمبادرة من النواب إلى غاية المصادقة عليها من قِبَل مجلس الأمة.

المادة 181 : يجدد نصف (1/2) عدد أعضاء مجلس الأمة أثناء مدة العضوية الأولى عقب السنة الثالثة عن طريق القرعة. ويُستخلَف أعضاء مجلس الأمة الذين وقعت عليهم القرعة وفق الشروط نفسها وحسب الإجراء نفسه المعمول به في انتخابهم أو تعيينهم.
لا تشمل القرعة رئيس مجلس الأمة الذي يمارس العهدة الأولى مدة ست (6) سنوات.

المادة 182 : يصدر رئيس الجمهورية نص التعديل الدستوري الذي أقره الشعب، وينفذ كقانون أساسي للجمهورية.

ولا فقع الثديُ أو عربدا
فكلمتا " فقع " و " عربد " تشبهان بجرسهما أمواجالتيار الصخّابة
وتريانك – ولو آنت تجهل اللسان العربي – تكوُّرَ الثدي وحرآته ...
٢- شاعرنا غريزي أو هو على الأقل يدعي ذلك . ألم يقل لنا :
بأعراقيَ الحمر ... إمرأة ...
تسير معي في مطاوي الردا
تفحٌّ .. وتنفتحُ .. في أعظمي
فتجعل من رئتي موقدا ..
هو الجنس احمل في جوهري
هيولاهُ ، من شاطيء المبتدا
بترآيب جسميَ " جوعٌّ " يحنُّ
لآخرَ .. جوعٌ يمدُّ اليدا ..
وإنك لتجده يصف الشهوة في غير قصيدة واحدة وصفاً لا يخلو من القوة:
عبثاً جهودك بي الغريزة مطفأهْ
إني شبعتك جيفة متقيهْ ..
مهما آتمت .. ففي عيونك رغبة تدعو ، وفي شفتيك تحترق امرأهْ ..
انا لا تحرآني العجائز .. فارجعي
لك أربعونَ ..وأي ذآرى سيئه ..
ولكنه لم يستطعْ أن ينزل مع الشهوانيين إلى قرارة الجحيم الذي يسكنونه.
فحسبنا وحسبه المدى الذي بلغه . ولعل الأتقياء يجدون سبيلاً إلى الطعن ،
وإن يكن أحاط نفسه في آل قصيدة بطلاسم يستنكر فيها الإثم ، ولكنه في
الواقع إنما يستنكر الجريمة ، آزواج فتاة من شيخ مثلاً ، لأنه إنما ينظر
إليها بعيون الفن لا بعيون الفضيلة . ةهذا دليل آخر على شاعريته .
على أن شاعرنا إن لم يكن منحَلاً في الشهوة ، فقد وُفق في وصف
الجمال ، والحب البكرْ توفيقاً بعيداً ، حتى لتكاد تشعر وأنت تنشد بعض
قصائده أنك في عرس من أعراس الآلهة ، وأنها تخاطب بلسانه .
أما جمال حسنائه فقد صنع له صورة لا تختلف عن صورة الرسام إلا
بأنها تتكلم .. وإلا بأنها شاعرة وعاشقة :
قميصك الأخضرُ .. من يا ترى
باعك هذا اللون ، قولي .. اصدقي
أمنْ ضفاف " السين " خياطتهُ
واللونُ .. من " دانوبه الأزرق "
أم من صغير العشب لملمتهِ ..
في سلةٍ بيضاء من زنبق ..
أو هذه الأغنية في شقرائه :
شقراءُ .. يا فرحة عشريننا
ونكهة الزقّ .. وهزجَ الفراشْ
نمشي .. فيندى العشب من تحتنا
وفوقنا للياسمين اعتراشْ ..
ونشربُ الليلَ صدى " مَيْجنا "
وصوت فلاح .. وعَوْدَ مَواشْ
يا لهذه الصورة .. ما أحلاها .. وما أنداها .. وما أحياها .. ألا ترى من
خلالها فتنة العيون الخضر .. وتشرب مناجاة العاشقين آما يشربان هما
صوت " الميجنا " ..
٣- نزار عفويّ . يريد بذلك أنه لا يتكلف صناعة الشعر تكلفاً ، ولا يكتب
ليلقن أستاذ في مدرسة صغارَ التلاميذ أشعاره :
عزفتُ .. ولم اطلب النجمَ بيتاً
ولا آان حلميَ أن اخلدا ..
إذا قيل عني " أحس " آفاني
ولا أطلبُ " الشاعر الجيدا " ..
شعرتُ " بشيء " فكونت " شيئاً "
بعفوية دون أن أقصدا ...
ولعل نزاراً بعد هذا ، لا يعتذر عن عفويته ، فالشاعر آما يقول "
فرنسيس جامس " طفل ، وإذا لم يكن طفلاً ، ساذجاً ، بريئاً يتكلم من قلبه
بطل أن يكون شاعراً عظيماً .
أما أسلوب نزار ، من ناحية اللغة ، فقد نستطيع أن نسميه " السهل
الممتنع " . وربما استعمل تراآيب عامية ، ولكن هذا قليل جداً . والألفاظ
العامية التي اختارها فيها قوة وإغراء . ولولا هذه القوة في آلمات الشعب
ما استعارها شاعر آشكسبير مثلاً .
وبعدُ .. وبعدُ .. ماذا أذآر من قصائد هذا الديوان وماذا أدع ؟.. لو سئلت
عن محاسنها لأجبتُ آما أجاب بودلير شيطانه :
" إنها تشبه نعنعة الماء ، لا يفضل بعضها على بعض ، تنفث السحر
آالفجر ، وتغدقُ السلوى آالليل ، نفسها يتصاعد موسيقى ، وصوتها يضوع
طيباً .."
* * *
نزار !
لا أسألكَ .. لا أسألُ الله إلا شيئاً واحداً .. أن تبقى آما أنتَ ، طفلاً
يصور.. ويغني .. ويعشق ..
آأنه ملاكٌ يمشي على الأرض ويعيش في السماء .. لا يطلب " الشاعر
الخالد " .
فإن " الشاعر الخالد " الذي يعيش في المجامع العلمية والمكتبات
الأثرية.. يجر وراءه في الطريق الصحراءَ القاحلة .. وعفونة جماعة من
أغبياء المعلمين ..
أما أنتَ .. فغنك تمر مرورَ الموآب الملكيِّ .. أو الملائكي :
مررت .. أم نوار مر هنا
لولاك وجه الأرض لم يُعْشب
تمهلي في السير .. هل رغبة ظلتْ بصدر الدرب .. لم ترغبِ ..
شارعنا .. أنكر تاريخهُ ..
والتف بالعِقْد .. وبالجَوْرَبِ
أذرعنا .. أذرع أشواقنا
تهتفُ بالذهاب .: لا تذهبِ ..
دوسي .. فمنْ خطوك قد زرّرَ
الرصيفُ .. يا للموسم الطيب ..
يا للموسم الطيب !
ما أجد أحلى من هذه الكلمة في تحية ديوانك .
أيلول ( سبتمبر ) ١٩٤٤ منير العجلاني
ورقة إلى القارئ
آميس الهوادج .. شرقية ترش على الشمس حلو الحِدا ..
آدندنة البدو .. فوق سرير من الرمل ، ينشف فيه النِدا
ومثل بكاء المآذن .. سرت
إلى الله ، أجرح صحو المَدَى
أعبيء جيبي نجوماً .. وأبني
على مقعد الشمس لي مقعدا
ويبكي الغروب على شرفتي
ويبكي لأمنحه موعدا..
شراعٌ انا .. لا يطيق الوصول
ضياعُ أنا .. لا يريد الهدى
حروفي ، جموع السنونو ، تمد
على الصحو معطفها الأسودا
أنا الحرف . أعصابه . نبضه .
تمزقه قبل أن يولدا ..
أنا لبلادي .. لنجماتها
لغيماتها .. للشذا .. للندى
سفحت قوارير لوني نهواراً ..
على وطني الأخضر المفتدى
ونتفت في الجو ريشي صعوداً
ومن شرف الفكر أن يصعدا
تخيلتُ حتى جعلت العطور ترى
ويشم إهتزاز الصدى ..
* * *
بأعراقي الحمر .. امرأةُ
تسير معي في مطاوي الردا
تفح .. وتنفخ في أعظمي
فتجعل من رئتي موقدا ..
هو الجنس أحمل في جوهري
هيولاه من شاطيء المبتدا
بترآيب جسمي .. جوع يحن
لآخر .. جوع يمد اليدا
أتحسب أنك غيري ؟ ضللت
فإن لنا العنصر الأوحدا
جمالك مني .. فلولاي لم تك
شيئاًَ ... ولولاي لن توجدا
ولولاي ما انتفحت وردةُ
ولا فقع الثدي أو عربدا
صنعتك من أضلعي .. لا تكن
جحوداً لصنعي أو ملحدا
أضاعك قلبي ، ولما وجدتك
يوما بدربي .. وجدت الهدى
عَزَفْتُ ولم أطلب النجم بيتاً
ولا آان حلمي أن أخلدا
إذا قيل عني " أحس " آفاني
ولا أطلب " الشاعر الجيدا "
شعرت " بشيء " فكونت " شيئأً "
بعفوية ، دون ان أقصدا
* * *
فيا قارئي .. يا رفيق الطريق
أنا الشفتان .. وأنت الصدى
سألتك بالله .. آن ناعماً
إذا ما ضممت حروفي غداً ..
تذآر .. وأنت تمر عليها
عذاب الحروف .. لكي توجدا ..
* * *
سأرتاح .. لم يكُ معنى وجودي
فضولاً .. ولا آان عمري سدى
فما مات من في الزمان ..
أحب .. ولا مات من غردا
مذعورة الفستان
مذعورة الفستان .. لاتهربي
لي رأي فنان ، وعينا نبي
شارعنا أنكر تاريخه
والتف بالعقد .. وبالجورب
والتهم الخيط .. وما تحته
وأتعب الخصر ولم يتعب
واقتحم النهد .. وأسواره
ولم يعد من ذلك الكوآب
شارعنا يمشي على شوقه
يمشي على جرح هوى مرعبِ
يمشي بلا وعي ولا غاية
مثلك ، يا مبهمة المطلب
حرآت بالإيقاع أحجارهُ
فاندفعت في عزة الموآبِ
فديت يا ساحبة خلقها
شيئاً من الليل .. من المغربِ
أهذه أنت ؟ صباحي رضا
أعمارنا قبلك لم تكتب .
تمهلي في السير .. هل رغبة ظلت بصدر الدرب لم ترغب ؟
هل حجر - إذا لحت - لم يلتفت
لم ينسجم . لم يبك . لم يطرب
تسلسلي ، مفتاح رصدٍ ، ثبي
فراشة بيضاء ، في ملعبي
* * *
مخضرة الخطوة .. لا تجفلي
هل نغضب الوردة .. آي تغضبي ؟
مشى بكِ المقهى .. مشى حيُنا
خلف حفيف المئزر المطربِ
نحن افتكارُ الجرح في نفسهِ
حلم طيور البحر بالمرآبِ
أذرعنا . أذرع أشواقنا
تهتف بالذهاب : لا تذهب .!
نحن ! دعي نحن .. أيا واحة يحلم فيها آل مسترطب ..
مررتِ .. أم نوار مر هنا ؟
لولاكِ وجهُ الأرض لم يعشبِ
دوسي . فمن خطوك قد زرر
الرصيف . يا للموسم الطيب ..
مكابرة
تراني أحبك ؟ لا أعلم سؤال يحيط به المبهم وان آان حبي افتراضاً . لماذا ؟
إذا لحت طاشَ برأسي الدمُ
وحار الجواب بحنجرتي
وجف النداء .. ومات الفم
وفر وراءَ ردائك قلبي
ليلثم منك الذي يلثم تراني أحبك ؟ لا . لا . محالٌ
أنا لا أحب .. ولا أغرمُ
* * *
وفي الليل . تبكي الوسادة تحتي
وتطفو على مضجعي الأنجم وأسأل قلبي : أتعرفها ؟
فيضحك مني ولا أفهم تراني أحبك ؟ لا . لا . محالٌ
أنا لا أحب .. ولا أغرم
* * *
وإن آنتُ لستُ أحبُّ .. تراهُ
لمنْ آل هذا الذي أنظمُ ؟
وتلكَ القصائدُ أشدو بها
أما خلقها امرأة تلهم ؟
تراني أحبك ؟ لا . لا . محال أنا لا أحب .. ولا أغرم * * *
إلى أن يضيقَ فؤادي بسري
ألِح . وأرجو . وأستفهم
فيهمسُ لي : أنتَ تعبدُها
لماذا تكابرُ .. أو تكتم ؟
الموعد الاول
.. ويمنحني ثغرها موعدا
فيخضر في شفتيها الصدى
وأمضي إليها .. أنا شهقات القلوع تغازلُ لونَ المدى ..
وأين القرارُ ؟ سبقت الزمانَ
سبقتُ المكانَ .. سبقتُ غدا
أخوضُ في الصبح .. ملءَ طريقي
أريجٌ .. وملء قميصي ندى
يدي في ذراعك .. أين الضياع
تخافينه ؟ نحن نهدي الهدى
أحبك فوق التصور .. فوقَ
المسافاتِ .. فوق حكايا العدا
جرخت الأزاميل فيكِ .. حملتُ
إلى شعركِ القمرَ الأسودا ..
وشجعتُ نهديكِ .. فاستكبرا
على الله حتى .. لم يسجدا !!
أكتبي لي
إلي أآتبي ما شئت .. إني أحبه
وأتلوه شعراً .. ذلك الأدب الحلوا
وتمتص أهدابي انحناءات ريشةٍ
نسائية الرعشات .. ناعمة النجوى
عليَّ اقْصُصي أنباءَ نفسكِ .. وابعثي
بشكواكِ ، من مثلي يشارآكِ الشكوى ؟
لتفرحُني تلك الوريقاتُ حُبرتْ
آما تفرحُ الطفلَ الألاعيبُ والحلوى
وما آان ياتي الصبرُ .. لولا صحائفٌ
تسلمُ لي سراً .. فتلهمني السلوى
أحن إلى الخط المليس .. ورقعةٍ
تطاير آالنجماتِ أحرفها النشوى
أحِسُّكِ ما بين السطور ضحوآة تحدثني عيناك في رقةٍ قصوى
تغلغلتِ في بال الحروف مشاتلاً
وصتا حريريُ الصدى ، وداعاً ، حلوا
رسائلك الخضراءُ .. تحيا بمكتبي
مساآب وردٍ تنشر الخير والصحوا
زرعت جواريري شذاً وبراعماً
وأجريتِ في أخشابها الماء والسروا ..
إليَّ اآتبي إما وُجدت وحيدة تدغدغك الأحلامُ في ذلك المأوى
ومرتْ على لين الوسادة صورتي
تخضبها دمعاً .. وتغرقها شجوا
وما بك ترتابين ؟ هل من غضاضة
إذا آتبت أخت الهوى للتي تهوى ؟
ثقي بالشذا يجري بشعرك أنهراً
رسائلك النعماء في أضلعي تُطوى
فلستُ أنا منْ يستغل صبية ليجعلها في الناس أقصوصة تُروى
فمازالَ عندي – برغم سوابقي –
بقيةُ أخلاق .. وشيءٌ من التقوى
أمام قصرها
متى تجيئين ؟ قولي
لموعدٍ مستحيل يعيش في الظن .. فوقَ
الوقوع .. فوق الحصول وأنت . لا شيء إلا
وعد ببال الحقول وأنت خيط سراب يموتُ قبل الوصول ظل التصاميم تمشي
في جبهة الإزميل ..
* * *
أنا على الباب .. أرجو
انزياح سترٍ صقيل
يلهو الشتاء بشَعري
ومعطفي المبلول أشقى .. وأنتِ استليني
ريش الوساد النبيل طيف تثلج .. خلفَ
الزجاج .. هيا افتحي لي ..
* * *
من أنتَ ؟ وارتاعَ نهدٌ
طفلٌ .. آثير الفضول من أنتَ ؟ أوجعتَ حتى
تفتا إلى القميص الكسول أوجعتَ أآداس لوز فديتَ منْ مجهول ..
أنا بقايا البقايا
من عهد جر الذيول أهواكِ مُذ آنتِ صُغْرى
آصفحة الإنجيل ومن زمان .. زمان ومن طويل .. طويل ..
وآنتُ أغمسُ وجهي
في شعركِ المجدول في شكل وجهك أقرا
شكل الإلهِ الجميل ..
* * *
متى ؟. وُردّتْ صلاتي
مع انهمار السدول دفاع ￿ إ
أريدك أعرفُ أني أريد المحالْ
وأنك فوق إدعاء الخيالْ
وفوق الحيازةِ ، فوق النوالْ
وأطيبُ ما في الطيوب وأجملُ ما في الجمالْ
* * *
أريدك أعرفُ أنكِ ، لا شيءَ غيرُ إحتمالْ
وغيرُ افتراضِ وغير سؤالٍ ، ينادي سؤالْ
ووعدٍ ببال العناقيدِ
بالِ الدوالْ
* * *
أريدك أعرف أن النجومْ
أرومْ
ودونَ هوانا تقومْ
تخومْ
طِوالٌ .. طِوالْ
آلون المحالْ
آرجْع المواويل بين الجبالْ
ولكنْ .. على الرغم مما هوَ
وأسطورةِ الجاهِ والمستوى
أجوبُ عليكِ الذرى والتلالْ
وأفتحُ عنكِ
عيونَ الكُوى
وأمشي .. لعليَ ذاتَ زوالْ
أراكِ .. على شقرة الملتوى
ويوم تلوحينَ لي
على لوحة المغربِ المخملي
تباشيرَ شالْ ..
يجر نجوماً
يجر آروماً
يجر غلالْ
سأعرفُ أنكِ أصبحتِ لي
وأني لمستُ حدودَ المحالْ
ا محرومة ￿ أ
لا أُمُهُ لانتْ .. ولا أمي
وحبه ينامُ في عظمي
إن خبأتْ أمي بصندوقها
شالي . فلي شالٌ من الغيم أو أوصدوا الشُباك آي لا أرى
فَتحت شباآاً من الوهم ما أشفقَ الناسُ على حبنا
وأشفقتْ مساندُ الكرم أحِبُّ عطرَ الجُرح من أجلهِ
فهلْ تراهمْ عطروا همي
أما بذرنَا الرصدَ والمَيجنا
هناك في جنينة النجم ..
قوافلُ الأقمار من رسمه
وما تبقى آله رسمي ..
وقَبلنا لا شالَ شالٌ .. ولا
أدرك خصرٌ نعمةُ الضم
من فضلنا ، من بعض أفضالنا
أنا اخترعنا عالم الحُلم ..
في المقهى
بجواري اتخذت مقعدها
آوعاء الورد في اطمئنانها
وآتابٌ ضارعٌ في يدها
يحصد الفضلة من إيمانها
يثب الفنجان من لهفتهِ
في يدي ، شوقاً إلى فنجانها
آه من قبعةِ الشمس التي
يلهثُ الصيف على خيطانها
جولة الضوء على رآبتها
زلزلت روحي من أرآانها
هي من فنجانها شاربة وأنا أشربُ من أجفانها
قصة العينين .. تستعبدني
من رأى الأنجم في طُوفانها
آلما حدقتُ فيها ضحكتْ
وتعرى الثلج في أسنانها
* * *
شارآيني قهوة الصُبح .. ولا
تدفني نفسكِ في أشجانها
إنني جارُك يا سيدتي
والربى تسألُ عن جيرانها
من أنا ؟ خلي السؤالات . أنا
لوحة تبحثُ عن ألوانها
* * *
موعداً ، سيدتي ! وابتسمتْ
وأشارتْ لي إلى عنوانها ..
وتطلعت فلمْ ألمحْ سوى
طبعةِ الحمرة في فنجانها
إسمها
إسمُها في فمي .. بكاءُ النوافير رحيلُ الشذا .. حقولُ الشقيق حزمةٌ من توجع الرصدِ .. رفٌ
من سنونو يهم بالتحليق آنهور الفيروز يهدرُ في روحي
وينساب في شعوري العميق
آلُهاث الكروم ، آالنشوةِ الشقراءِ
غامتْ على فمِ الإبريق آمرور الطيور مبتلة الريش على آل منحنى ومضيقِ ..
آحريرِ النهد المُهزهِز .. فيهِ
علقَ الله قطرةً من عقيق ..
آقطيع من المواويل .. حطت
في ذ رى موطني الأنيق الأنيق إسمُها .. رآضةُ النبيذ بأعصابي
وزحف النسور طي عروقي
شفتى ، آالمزارع الخضر ، إن مرَّ
آنيسان ، آالربيع الوريق أحرفٌ خمسةٌ آأوتار عودٍ
آترانيم معبدٍ إغريقي ..
أحرفٌ خمسة .. أشفُّ من الضوءِ
وأشهى من نكهةِ التطويق * * *
إسمُك الحلو .. أي دنيا تناغيني
وتهدي إلى النبوغ طريقي !
غرفتها
في الحجرة الزرقاء .. أحيا أنا
بعدك ، يا أخت ، أصلي الرياشْ
وأمسح المهد الذي لفنا
وفيه برعمنا الحرير افتراشْ
ليلات ذرذرنا تشاويقنا
فساح بالأطياب منا الفراشْ
وثديك الفلي .. آوم سنا
يغمى على البياض منه القماشْ
* * *
شقراء .. لا أعدمها لثغة يعيا بها ثغرك عند النقاشْ
شقراء .. هل أحيا على صورة
ومن على الألوان والظل عاشْ ؟
منديلك الخمري .. أحيا به
ففيه من طيبك بعض الرشاشْ
وها هنا رسالة .. نثرك الغالي .. بها
أخفيه عن آل واشْ
أعز ما خلفت لي خصلة حبيبةٌ تهتز فوق الفراشْ
تظل .. إما جئت ألثمها
تهفو إلى منبتها في ارتعاشْ
شقراء .. يا فرحة عشريننا
ونكهة الزقُ .. وهزج الفراشْ
شقراء .. يا يوما على المنحنى
طاش به ثغري .. وثغرك طاشْ
نمشي فيندي العشب من تحتنا
وفوقنا للياسمين اعتراشْ
ونشرب الليل ، صدى ميجنا
وصوت أجراس .. وعود مواشْ
قولي .. ألا يغريك لون الدنا
لعود .. فالطير أتت للعشاش زيتية العينين
زيتية العيني .. لا تغلقي
يسلم هذا الشفق الفستقي
رحلتنا في نصف فيروزة
أغرقت الدنيا ولم تغرق ..
في أبد . يبدأ ولا ينتهي
في ألف دنيا ، بعد ، لم تخلق في جزر تبحث عن نفسها
ومطلق يولد من مطلق وتنتهي الدنيا ولا ينتهي
تشردي في غابة الفستق * * *
قميصكِ الأخضرُ .. من يا ترى
باعك هذا اللون .. قولي . اصدقي
أمن ضفاف ( السين ) خياطه
واللون من دانوبه الأزرق أم من صغير العشب لملمته في سلة بيضاء من زنبق بحيرة خضراءُ في شطها
نامت صبايا النور .. لم تتقي
آأنما عينك وسط الضيا
صفصافة تحت الضحى الزنبقي
عريشة آسلى على سفحها
عنقودها بالشمس لم يحرق * * *
شباآي الصغيرُ .. يفضي إلى
فسقية .. يفضي إلى المشرق إلى نوافير رمادية
تبكي بصوت أزرق .. أزرق يفضي إلى لا حيثُ .. شباآنا
يفضي إلا لا منتهى شيق من ألف عام وأنا مبحرٌ
ولم أصل .. ولم يصل زورقي
أمضي على زمرد دافىء
يرهقني .. فديت يا مرهقي
وشوشة المياه مسموعة من خلف خلف الهدب المطرق
قطراتُ فيروز على جبهتي
منك ، على شعري .. على مفرقي
يا مطر العينين .. لا تنقطع
أنا حنين الطيب للدَوْرَقِ لا تنقطع ثانية .. إنني
جوع الربى للأخضر المورق يا مرفأ الفيروز .. يا متعباً
سفينتي . لابد أن نلتقي
حبيبة وشتاء
.. وآان الوعد أن تأتي شتاء
لقد رحل الشتا .. ومضى الربيعُ
وأقفرت الدروبُ ، فلا حكايا
تطرزها ، ولا ثوبٌ بديعُ .
ولا شالٌ يشيلُ على ذرانا
ولا خبرٌ .. ولا خبرٌ يشيعُ
وهاجرَ آل عصفور صديق
وماتَ الطيبُ ، وارتمت الجذوعُ
حبيبة .. قد تقضى العامُ عنا
ولم يسعد بك الكوخُ الوديعُ
ففي بابي يُرى أيلولُ يبكي
وفوق زجاج نافذتي دُمُوعُ
ويسعل صدرُ موقدتي لهيباً
فيسخنُ في شراييني النجيع
تلتفتُ الستائرُ في حنين وتذهل لوحة .. ويجوع جوع * * *
أحبكِ .. في مراهقة الدوالي
وفيما يضمر الكرمُ الرضيعُ
وفي تشرينَ ، في الحطبِ المغني
وفي الأوتار عذبها الهجوعُ
وفي آرم الغمائم في بلادي
وفي النجمات في وطني تضيعُ
أحبك .. مقلة وصفاء عين
إليها قبلُ .. ما اهتدت القلوع أحبك .. لا يحد هواي حد
ولا ادعت الضمائر والضلوع
أشم فيكِ رائحة المراعي
ويلهث في ضفائرك القطيع ..
أقبل إذ أقبله حقولاً
ويلثمني على شفتي الربيعُ
أنا آالحقل منكِ .. فكل عضو بجسمي ، من هواك ، شداً يضوعُ
* * *
جهنمي الصغيرة .. لا تخافي
فهل يطفي جهنم .. مستطيع ؟
فلا تخشي الشتاءَ ولا قواهُ
ففي شفتيكِ يحترقُ الصقيعُ
مساء
قفي .. آستنائية الحصلاتِ ..
معي ، في صلاةِ المسا التائبهْ
نَرَ الليلَ يرصفُ نجماتهِ
على آتف القرية الراهبهْ
ويرسمُ فوقَ قراميدها
شريطاً من الصور الخالبه
قفي .. وانظري ما أحب ذرانا
وأسخى أناملها الواهبه
مواويل تلمسُ سقفَ بلادي
وترسو على الأنجم الغاربهْ
على آرز الأفق قام المساءُ
يعلق لوحاته الشاحبهْ
وتشرين شهرُ مواعيدها
يُلوحُ بالديم الشاآبه
بيادرُ آانت مع الصيف ملأى
تنادي عصافيرها الهاربهْ
وفضلات قشٍّ .. وعطرٌ وجيع وصوتُ سنونوة ذاهبهْ
شحوبٌ .. شحوبٌ على مَدِّ عيني
وشمسٌ آأمنيةٍ خائبهْ
إطارٌ حزين لأحبكِ فيهِ
وفي الحرْج يستنظر الحاطبهْ
وفي عبق الخبز في ضيعتي
وطفرات تنورةٍ آيبهْ ..
وفي جرَس الدير يبكي .. ويبكي
وفي الشوح ، في ناره اللاهبهْ
وفي النهد يعلك طوقَ الحرير
وفي نخوة الحلمة الغاضبهْ ..
أحبكِ .. حرفاً ببال الدواةِ
ووعداً على الشفة الكاذبهْ
وخضراً يعيش بنعمى يدٍ
ويحلمُ بالراحة الغاضبهْ
وفي اللون .. في الصوت .. في آل شيء
وفي الله .. في دمعة الراهبهْ
أحبك أوسعَ من آل دنيا
ومن مدعى الريشة الكاتبهْ
خاتم الخطبة
ويحك ! في إصبعك المخملي
حملتِ جثمان الهوى الأول تهنئني .. يا من طعنتِ الهوى
في الخلف .. في جانبه الأعزل قد تخجل اللبوة من صيدها
يوماً ، فهل حاولتِ أن تخجلي ؟
بائعتي بزائفات الحلى
بخاتم في طرفِ الأنمل بوهج أطواق خرفيةٍ
وبالفراء ، الباذخ ، الأهدل * * *
أعقدُ ماس وانتهى حبنا ؟
فلا أن منكِ .. ولا أنتِ لي ..
وآلُّ ما قلنا . وما لم نقلْ
وبوحنا في جانب المنقل تساقطتْ صرعى على خاتم آالليل ، آاللعنة ، آالمنجل ..
* * *
آيف تآمرتِ على حبنا
وعامه الأول .. لم يكمل ..
جذلى .. وفي مأتم أشواقنا ؟
جذلى .. ونعشُ الحب لم يقفل ؟
والخاتم الزاهي ، خريف المنى
يرصدني آالقدر المنزل
يخبرني أن زمانَ الشذا
راح ، وغاضتْ صيحة البلبل * * *
بائعتي .. بائعة نفسها
ماذا تمنيت ولم أفعل ؟
نصبت فوق النجم أرجوحتي
وبالدما رسمت مستقبلي
وبيتنا الموعودُ .. عمرتهُ
من زهرات اللوز ، آي تنزلي
قلعتُ أهدابي .. وسورتهُ
ورداً على الشرفة .. والمدخل أرقبُ أن تأتي آما يرقبُ
الراعي طلوعَ الأحضر المقبل ..
* * *
صدفتِ عني .. حين ألفَيْتَني
تجارتي الفكرُ .. ولا مالَ لي
أبني بيوتي في السحاب القصي
فيكتسي الصباحُ من مغزلي
جواهرٌ تكمنُ في جبهتي
أثمنُ من لؤلؤك المُرسل * * *
سبية الدينار ، سيرى إلى
شاريك بالنقود .. والمخمل لم اتصور أن يكون على
اليد التي عبدتها .. مقتلي !!
ية على الرصيف ￿ سمفو
سيري .. ففي ساقيك نهرا أغاني
أطرى من الحجاز .. والأصبهاني
بكاءُ سمغونيةٍ حلوةٍ
يغزلها هناك .. قوسا آمان
أنا هنا .. متابع نغمة
قادمة من غابة البيلسان
أنا هنا .. وفي يدي ثروةٌ
عيناك .. والليل .. وصوت البيان
لا تقطعي الإيقاع .. لاتقطعي
ودمري حولي حدود الثواني
وأبحري في جرح جرحي .. أنا
لشهوتي صوتٌ .. لجوعي يدان
* * *
اليوم .. أصبحنا على ضجةٍ
قبل اختفت من حُرجنا .. سروتان
قبل اختفت أطول صفصافة
أطول ما في السفح من خيزران
سارقة أغنى حواآيرنا
سارقة اللبلاب والأقحوان
مدينتي قد ضيعت نفسها
وهاجرت مع الحرير اليماني
وودعت تاريخ تاريخها
وضيعت زمانها من زمان
وداعبت نهداً آألعوبة
تصبح إن دغدغها إصبعان ..
نهداً لجوجاً فيه تيه الذرى
وما لدى ربي من عنفوان
مدينتي ! لم يبق شيء هنا
لم يبتفض ، لم يرتعش من حنان
* * *
شيري .. فإني لم أزل منصتاً
لقصة تكتبها فلتان ..
نحن انسجام آامل .. واصلي
عزفك .. ما أروع صوت البيان
إلى مصطافة
أأنت على المنحنى تقعدين ؟
لها رئتي هذه القاعدهْ ..
مشاوير تموزَ .. عادت وعدنا
لننهب دالية راقدهْ ..
لنسرق تيناً من الحقل فجاً
لننقفَ عصفورة شاردهْ
لأفرط حباتِ توتِ السياج
واطعمَ حلمتكِ الناهدهْ
لأغزل غيمَ بلادي شريطاً
يلف جدائلك الراعدهْ
لأغسل رجليك يا طفلتي
بماء ينابيعها الباردهْ
* * *
سماوية العين .. مصطافتي
على آتف القرية الساجدهْ
أحبك .. في لهو بيض الخراف
وفي مرح العنزة الصاعدهْ
وفي زمر السرو والسنديان
وفي آل صفصافة ماردهْ
وفي مقطع من أغاني جبالي
تغنيه فلاحة عائدهْ
* * *
صديقة . إن العصافير عادتْ
لتنقر من جعبة الحاصدهْ
أحبك أنقى من الثلج قلباً
وأطهر من سبحة العابدهْ
حلمتِ اندفاعة هذا الصبي
آما احتملت طفلها الوائدهْ
أحبك .. زوبعة من شباب بعشرين لا تعرف العاقبهْ
جموع السنونو على الأفق لاحتْ
فلوحي .. ولو مرةً واحدهْ ..
فم
في وجهها يدور .. آالبرعم بمثلهِ الأحلامُ لم تحلم آلوحةٍ ناجحةٍ .. لونها
أثارَ حتى حائط المرسم آفكرةٍ .. جناحها أحمرٌ
آجملة قيلتْ .. ولم تفهم آنجمةٍ قد ضيعتْ دربها
في خصلات الأسود المعتم زجاجة للطيب مختومة ليتَ أواني الطيب لم تختم * * *
من أين يا ربي عصرتَ الجنى ؟
وآيف فكرتَ بهذا الفم وآيف بالغتَ بتدويره ؟
وآيفَ وزعتَ نقاط الدم ؟
وآيف بالتوليبِ سورتهُ
بالورد ، بالعناب ، بالعندم ؟
وآيف رآزتَ إلى جنبهِ
غمازة .. تهزأ بالأنجم ..
آم سنة .. ضيعتَ في نحتهِ ؟
قل لي . ألمْ تتعبْ .. ألم تسأم ؟
* * *
منضمة الشفاهِ .. لا تفصحي
أريدُ أن أبقى بوهم الفم ..
أحبكِ
أحبكِ .. لا أدري حدود محبتي
طباعي أعاصيرٌ .. وعاطفتي سيلُ
وأعرف أني متعبٌ يا صديقتي
وأعرف أني أهوج .. وأنني طفلُ
أحبُ بأعصابي ، أحب بريشتي
أحب بكلي .. لا اعتدالٌ ، ولا عقلُ
أنا الحبُّ عندي جدةٌ وتطرفٌ
وتكسير أبعاد .. ونارٌ لها أآلُ
وتحطيمُ أسوار الثواني بلمحةٍ
وفتحُ سماءٍ آلها أعينٌ شهلُ
وتخطيط اآوان ، وتعمير أنجم ورسم زمان .. مالهُ .. مالهُ شكلُ
أنا ما انا .. فلتقبليني مغامراً
تجارتهُ الأشباحُ ، والوهمُ ، والليلُ
* * *
أحبكِ تعتزينَ في خمسَ عشرةٍ
ونهدك في خير .. وخصركِ معتل
وصدرك مملوءٌ بألف هديةٍ
وثغرك دفاقُ الينابيع مبتلُّ
تعيشينَ بي آالعطر يحيا بوردةٍ
وآالخمر في جوف الخوابي لها فعلُ
وقبلك لم أوجدْ .. فلما مررت بي
تساءلت في نفسي : ترى آنتُ من قبلُ ؟
بعينيكِ .. قد خبأتُ أحلة قصائدي
إذا آان فضلُ الغنا .. فلك الفضلُ
مسافرة
جئتها نازف الجراح ، فقالتْ :
شاعرَ الحب والأناشيد .. ما بكْ ؟
ذاك منديليَ الصغيرَ .. فكفكفْ
قطرات الأسى على أهدابكْ
نمْ على زندي الرحيم .. وأشفقْ
يا رفيقَ الصبا .. على أعصابكْ
إرفع الرأسَ ، والتفتْ لي قليلاً
يا صغيري ، أآأبتني باآتئابكْ
ممكنٌ أن نظل بعدُ صديقين تفاءلْ .. ألم تزلْ في ارتيابكْ ؟
* * *
ما تقولينَ ؟ آيفَ أحمل جرحي
بيميني .. آيف احتمال اغترابكْ
أين تمضينَ ؟ آيفَ تمضينَ .؟ ردي
وأغاني ضارعاتٌ ببابكْ
وببيتي من ضوء عينيكِ ضوءٌ
وبقايا من رائعاتِ ثيابكْ
أنت لي رحمة من الله بيضاءُ
أحس السلامَ في أعتابكْ
أنت آوخُ الأحلام آوي إليهِ
أشربُ الصمتَ في حمى أعشابكْ
أنت شط اغفت عليه الهنا اتُ
وقلعي حيران فوق عبابكْ
أنت حاولتُ خمرتي إن طغى الدهرُ
وجدتُ السلوانَ في أآوابكْ
أنت آرمي الدفيقُ .. لو يُعبدُ الكرمُ
عبدت النيرانَ في أعنابكْ
* * *
مسحتْ جبهتي .. بأنملها الخمس
وفكت لي شعري المتشابكْ
يا صديقي وشاعري : لا تمكنْ
قبضة اليأس من طموح شبابكْ
أنتَ للفن .. قد خلقتَ وللشعر ..
سيهدي الدنيا بريقُ شهابكْ
أنا دعني أسيرُ .. هذا طريقي
وامش يا شاعري إلى محرابكْ
ما خلقنا لبعضنا .. يا حبيبي
فابق للفن .. للغنا .. لكتابكْ ..
القرط الطويل
جاران للساالفِ .. من ذا رأى
على بساطٍ .. رزمتيْ جوهر قد فُكَّتا .. فانفرطتْ أنجمٌ
على طريق معشبٍ .. مزهر ..
حبلا بريق .. رافقا جيدَها
واستأنسا بالهُدْبِ والمحجر
وشوشةُ المياه .. مسموعة من مقعدي ، وضجة الأنهر
يا طيب شلالين من فضةٍ
سالا على مقالع المرمر آم غلغلا خلفَ ذؤاباتها
وخوَّضا في المسكِ والعنبر ..
ما تعِبَا رقصاً على جيدها
ولا انتهى الهمسُ مع المئزر أرجوجة من قلقي خيطها
من نزق المدور الأسمر ..
أسلاآها تمضي على آيفها
تمضي .. وتمضي .. في مدى مقمر تحط إن شاءت على شعرها
أو .. لا .. ففوق البؤبؤ الأخضر ..
يردني القرط آأني به ..
يخافُ أن أعلقَ بالأحمر رغمَ امتناع القُرط .. اجتاحهُ
أشرسَ من عصفورة البيدر ..
رافعة النهد
تزلقُ فوق ربوتيْ لذةٍ
ناعمة .. دارت على ناعم خمرية آلون عاطفتي
واهمة مثلُ غدي الواهم تنشقُ من مزرعتيْ زنبق زَرَّرتا .. للموسم القادم تؤويهما .. تحميهما من أذىّ
من الهوى .. من الشتا الهاجم وتغزلُ الغَزْلَ لكي يدفأ
آي يهنآ .. في المخبأ الحالم
وتطعمُ الإثنين .. من قلبها
من لحمها .. من خيطها الفاغم تذاعبُ الواحدَ .ز إما صَحَا
وتُسْدلُ السِتْرَ على النائم * * *
رافعة النهد .. احيطي بهِ
آوني لهُ أحْنَى من الخاتم قد يَجْرَحُ الدنْتيلُ إحساسهُ
فخففي من قيدك الظالم ..
هذا الذي بالغتِ في ضمهِ
أثمن ما أخرجَ للعالم ..
نهداك
سمراءُ .. صبي نهدك الأسمرَ في دنيا فمي
نهداكِ نبعَا لذة حمراء تشعل لي دمي
متمردان على السماء ، على القميص المنعم
صنمان عاجيان ... قد ماجا ببحر مضرم
صنمان .. إني أعبدُ الأصنامَ رغم تأثمي
فكي الغلالة .. واحسري عن نهدك المتضرم
لا تكبتي النارَ الحبيسة ، وارتعاشَ الأعظم
نار الهوى ، في حلمتيكِ ، أآولة آجهنم خمريتان .. احمرتا بلظى الدم المتهجم ..
محروقتان .. بشوةٍ تبكي ، وصبر ملجم
نهداكِ وحشيان .. والمصباح مشدوه الفم
والضوء منعكس على مجرى الحليب المعتم
وأنا أمدُّ يدي .. وأسرقُ من حقول الأنجم
والحلمة الحمقاءُ .. ترصدني بظفر مُجرم
وتغط إصبعها وتغمسها بحبر من دمي ..
يا صلبة النهدين .. يأبى الوهم أن تتوهمي
نهداك أجملُ لوحتين على جدار المرسم ..
آرتان من زغب الحرير ، من الصباح الأآرام
فتقدمي ، يا قطتي الصغرى ، إلي تقدمي ..
وتحرري مما عليك .. وحطمني .. وتحطمني ..
مغرورة النهدين .. خلي آبرياءك وانعمي
بأصابعي ، بزوابعي ، برعونتي ، بتهجمي
فغداً شبابك ينطفي مثل الشعاع المضرم
وغداً سيذوبني النهد والشفتان منك .. فأقدمي
وتفكري بمصير نهداك .. بعد موتِ الموسم
لا تفزعي .. فاللثم للشعراء غيرُ محرم فكي أسيري صدرك الطفلين .. لا .. لا تظلمي
نهداك ما خلقنا للثم الثوب .. لكن .. للفم
مجنونة من تحجب النهدين .. أو هي تحتمي
مجنونة .. من مرَّ عهد شبابها لم تلثم ..
.. وجذبتُ منها الجسمَ ، لم تنفرْ ولم تتكلم مخمورة .. مالتْ عليَّ بقدها المتهدم ومضتْ تعللني بهذا الطافر المتكوم وتقول في سكر ، معربدة ، بأرشق مبسم " يا شاعري .. لم ألقَ في العشرين مَنْ لم يفطم .. "
أفيقي ..
أفيقي .. من الليلة الشاعلهْ
وردي عباءتك المائلهْ
أفيقي .. فإن الصباحَ المطلَّ
سيفضح شهوتكِ الشافلهْ
مغامرة النهد ردي الغطاءَ
على الصدر والحلمةِ الآآلهْ
وأينَ ثيابكِ بعثرتِها
لدى ساعة اللذةِ الهائلهْ
آفاكِ فخيخاً بصدر السريرْ
آما تنفخُ الحية الصائلهْ
* * *
أفيقي فقد مرَّ ليلُ الجنونْ
وأقبلتِ الساعة العاقلهْ
هو الطينُ .. ليس لطين بقاءٌ
ولذاتهُ ومضة زائلهْ ..
لقد غمرَ الفجرُ نهديكِ ضوءاً
فعودي إلى أمكِ الغافلهْ
* * *
ستمضي الشهورُ .. وينمو الجنينُ
ويفضحكِ الطفلُ والقابلهْ ..
إلى عجوز
عبثاً جهودكِ .. بي الغريزة مطفأهْ
إني شبعتك جيفة متقيئهْ
مهما آتمتِ .. ففي عيونك رغبة تدعو .. وفي شفتيكِ تحترق امرأهْ
إني قرفتك ناهداً متدلياً
وقرفتُ تلك الحلمةُ المهترئهْ
أنا لا تحرآني العجائزُ .. فارجعي
لكِ أربعونَ .. وأي ذآرى سيئهْ
* * *
أخت الأزقةِ .. والمضاجع .. والغوى
والغرفةِ المشبوهةِ المتلألئهْ ..
شفتاكِ عنقودا دم وحرارةٍ
شفة أقَبِّلُ أم أقبل مدفأه ؟
والإبط .. أية حفرةٍ ملعونةٍ
الدودُ يملأ قعرها والأوبئهْ ..
صيرتُ للزوار ثديكِ مورداً
إما ارتوت فئة .. عصرتِ إلى فئهْ
فبكل ثغر من حليبك قطرة وقرابة في آل عرق .. أو رئهْ
إلى زائرة
حسبي بهذا النفخِ والهمهمهْ
يا رعشة الثعبان .. يا مجرمهْ
زلقتِ من أهلكِ لم تستحي
زحفاً إلى غرفتي الملهمهْ ..
مفكوآة الازرار عن جائع يصبو إلى النجم لكي يقضمهْ
وشعركِ المسفوحُ .. خصلاتهُ
مهملة ، لا تعرف اللملمهْ
أفي قميص النوم ، يا ذئبتي ؟
تائهة آالفكرة المبهمهْ
ونهدك الملتف في ريشهْ
آأرنب إلى يدني فمهْ
آالأرنب الأبيض في وثبهْ
الله .. آم حاولتُ أن أرسمهُ
هذا الذي يطفرُ في مخدعي
هل ظل شيء بعد ما حطمهْ ؟
آمنتُ باللذات مسلولة تفورُ من مقلتكِ المضرمهْ
وآم لدى المرأة من مطلبٍ
في جوع عينيها له ترجمهْ
شهية العطر . أنا ماردٌ
محاذري أن تكسري قمقمهْ
ما أنتِ ؟ ما نهداكِ ؟ إن قَهْقَهَتْ
عواطفي ، وشهوتي الملجمهْ
لا يعرفُ الطوفانُ في جرفِهِ
ما حلل اللهُ .. وما حرمهْ ..
سة الحليب ￿ مد
أطعميهِ .. من ناهديكِ اطعميهِ
واسكبي أعكرَ الحليبِ بفيهِ
إتقي اللهَ .. في رخام معرَّى
خشبُ المهد آاد أن يشتهيهِ
نشفتُ فورةُ الحليب بثدييكِ
طعاماً لزائر مشبوهِ ..
زوجكِ الطيبُ البسيطُ .. بعيدٌ
عنكِ ، يا عرضهُ وأمَّ بنيهِ
ساذجٌ ، أبيضُ السريرةِ ، أعطاكِ
سوادَ العينين آي تشربيهِ ..
يتركُ الدارَ خاليَ الظنِّ .. ماذا ؟
أيشكُّ الإنسانُ في أهليهِ ؟
أو آذاكِ يالئيمة .. حتى
في قداسات نسلهِ تؤذيهِ ؟
آم غريبٌ أدخلتِ للمخدع الزوجي
يأبى الحياءُ أن تدخليهِ
إستغلي غيابهُ .. رُبَّ بيتٍ
هدمتهُ تلك المقمة فيهِ
* * *
والرضيعُ الزحّافُ في الأرض يسعى
آلُّ أمر من حولهِ لا يعيهِ
أمهُ في ذراع هذا المسجى
إن يبكي الدهرَ سوفَ لا تأتيهِ
أأبو الطفل .. ذلك الزائرُ الفظ العميقُ العاهاتِ والتشويهِ ؟
أأبوهُ هذا ؟ ويا رُبَّ مولودٍ
أبوهُ الضجيعُ .. غير أبيهِ ..
* * *
إن هذا الغذاء يفرزهُ ثدياكِ
مُلكُ الضغير .. لا تسرقيهِ
إنْ سقيت الزوار منه .. فقدماً
لعقَ الهرُّ من دماء بنيهِ ..
البغي
علّقتْ في بابها قنديلها
نازفَ الشريان ، محمر الفتيله
في زقاق ضَوأت أو آارهُ
آل بيتٍ فيه ، مأساةٌ طويلهْ
غرفٌ .. ضيقة .. موبوءة وعناوين لِ ( ماري ) و ( جميله )
وبمقهى الحي .. حاكٍ هرمٌ
راح يجتر أغانيه الذليله
وعجوز خلف نرجيلتها
عُمْرُها أقدم من عُمر الرذيله
إنها آمِرة البيت هنا ..
تشتم الكسلى .. وتسترضي العجوله
وأمام الباب .. صعلوك هوى
تافه الهيئة ، مسلوب الفضيله
يعرضُ اللحم على قاضِمِه ..
مثلما يعرض سمسارٌ خيوله
" هذه .. جاءت حديثاً .. سيدي
ناهدٌ ما زال في طور الطفوله ..
أو إذا شئتَ .. فرافق هذه
إنها أشهى من الخمر الأصيله .. "
أي رقٍّ .. مثل أنثى ترتمي
تحت شاريها ، بأوراق ضئيله
قيمة الإنسان ، ما أحقرها
زعموه غاية .. وهو وسيلهْ ..
* * *
لو ترى الردهة فيها اضجعت
آل بنتٍ آانفتاح الزهره
نهدها منتظرٌ جزاره
صابر حتى يلاقي قدره
هذه المذهبة السن .. هنا
ترقب الباب بعين حذره
حسرت عن رآبةٍ شاحبةٍ
لونها لون الحياة المُنكره
من سيأتي ؟ من سيأتي معها ؟
أي صعلوك . حقير ، نَكِرَهْ ؟
وهناك .. انفردت واحدة عطرنا أرخص من أن أذآره ..
حاجب بُولغَ في تخطيطه
وطلاء آجدار المقبره ..
وفمٌ .. متسِعٌ .. متسِعٌ
آغلافِ التينة المعتصره
الفضوليون من خلف الكوى
أعينٌ ، جائعة مستعرَه
وشجارٌ دائرٌ في منزل وسُكارى .. ونكات قذره ..
من رآهُن قواريرَ الهوى ؟
آنعاج بانتظار المجزره
آم صَبَايا ، مثل ألوان الضحى
أفسدتهن عجوزٌ خطرهْ
* * *
هذه المجدورة الوجه انزوتْ
آوباءٍ .. آبعير نتن
أخرجت ساقاً لها معروقة
مثل ميتٍ خارج من آفن ..
حفرٌ في وجهها مُرعبة تَرَآتها عَجَلات الزمن ..
نهدها حبة تين .. نشفت
رَحِمَ الله زمان اللبن ..
فالعصافير التي آانت هُنا
تتغذى بالشذا والسوسن
آلها طارت بعيداً .. عندما
لم يعدْ في الأرض غير الدِمَن إنها الخمسونَ .. ماذا بعدها ؟
غير أمطار الشتاء المحزن
إنها الخمسون .. ماذا ظل لي ؟
غير هذا الوَحْل ، هذا العفن غير هذي الكأس أستهلكها
غير هذا التبغ يستهلكني
غير تاريخ مُدَمى .. حيثما
سرتُ ، ألقى ظله يتبعُني
غيرُ أقدام الخطايا .. رجعتْ
تُحْرقُ الغرفة بي .. تُحْرقني
غيرُ ربٍّ .. آنتُ لا أعرفه
وأراه الآن .. لا يعرفني ..
* * *
يا لصوص اللحم .. يا تُجارهُ
هكذا لحمُ السبايا يؤآلُ
منذ أن آان على الأرض الهوى
أنتُمُ الذئب .. ونحن الحمل
نحن الآتُ هوىً مجهَدة تفعلُ الحُبَّ ، ولا تنفعلُ ..
أنْبُشُوا في جثثٍ فاسدة
سارق الأآفان لا يختجل
وارقصوا فوق نهودٍ صُلبَتْ
مات فيها النورُ .. مات المخمَل
من أنا ؟ إحدى خطاياآم أنا
نعجة في دمكمْ تغتسل
أشتهي الأسرة والطفلَ .. وأن
يحتويني ، مثل غيري ، منزلُ
أرجموني .. سددوا أحجارآم
آلكم يوم سقوطي بطلُ
يا قضاتي ، يا رماتي ، إنكمْ
إنكمْ أجبن من أن تعدلوا ..
لن تخيفوني ففي شرعتكمْ
يُنصرُ الباغي ، ويرمى الأعزل
تُسْأل الأنثى إذا تزني .. وآم
مجرم دامي الزنا .. لا يُسأل
وسريرٌ واحدٌ .. ضمهما
تسقط البنتُ ، ويحمى الرجلُ ..
************************
********** النهاية **********
************************