المشاركات الشائعة

الجمعة، 10 ديسمبر 2010

شغب الجماع
عقل العويـط

ما من غابةٍ تستحقّ الشجر، ما من شجرةٍ تستحقّ الغصن، ما من غصنٍ يستحقّ الثمرة، ما من ثمرةٍ تستحقّ تؤكل، ما من سهلٍ يستحقّ أعشابه وهسيس نداه، ما من جبلٍ، ما من تلةٍ، ما من هاويةٍ، ما من قمرٍ يستحقّ نهرَ النجوم، ما من نجومٍ تستحقّ، ما من توسّلٍ يستحقّ الاشتعال، ما من شبقٍ يستحقّ الشبق، ما من يدٍ، ما من نهدين يستحقّان، ما من سريرٍ يستحقّ خرابَ السرير، أقول ما من جماعٍ يستحقّ إذا لم تهرع شمسٌ الى خطأ الظلّ.
ترفعين اللقاء الى ما قبل نصابه الأول
حين الرجل نسمةٌ مشتقّةٌ من نظرة امرأة
وحين المرأة ماءٌ مراقٌ من صخرة ذكورة.
كفمٍ أعمى على تفاحة عمياء.
لأجل المائدة سنكون جوعاً يُطعم الجوع
وسنكون تفاحةً لفم
باباً متفتحاً على بيت
وبيتاً لا يشبع من هاوية.
نهتك وحدكِ معاً
كانضمام غيمةٍ على غيمة
كشجرةٍ تعود الى أغصان المراهقة
وستظلّين تسابقين الحافة الى الوقوع
وسنظلّ نلوذ بالنزول
شغباً أرعن على نافذة رعناء
لأنه لن ينفع رشدٌ في مهبّ التهلكة
ولن يفوز ضوءٌ في الضوء
ولأنه لن تطالب شمسٌ برأفة الظلّ
إذا لم ترشدها غريزة العطش الى جشع الابتراد
ولن يُؤتى على نهر إنما على أنوثة ينبوعه
ولن يكون أبدٌ إنما رغبة الأبد
ولن تكوني ناراً إنما جزية احتكاك الحطب بالنار
ولن تكوني صباحاً إنما كسل الصباح
ولن تكوني تكراراً إنما غريزة ابتداء
ولن أستجير بجمرٍ إذ أنتِ ستكونينه
لكنْ معتماً
ولن أشعل صيفاً إذ أنتِ ستُنضِجينه
لكنْ غيمةً لليلة صيف
ولن ألوّح بنافذة إذ أنتِ ستفتّحينها
لكنْ شهوةً لنافذة.
تفضّلين الجوع لأنه يظلّ يجوع
وتفضّلين جموح الغيم لكي تربحي دموع المطر.
في أوصاف النساء
لابن قيم الجوزية



فاسمع صفات عرائس الجنات ثم اخـ
ـتر لنفسك يا أخا العرفان
حور حسان قد كملن خلائقا
ومحاسنا من أجمل النسوان
حتى يحار الطرف في الحسن الذي
قد ألبست فالطرف كالحيران
ويقول لما أن يشاهد حسنها
سبحان معطي الحسن والاحسان
والطرف يشري من كؤوس جمالها
فتراه مثل الشارب النشوان
كملت خلائقها وأكمل حسنها
كالبدر ليل الست بعد ثمان
والشمس تجري في محاسن وجهها
والليل تحت ذوائب الأغصان
فتراه يعجب وهو موضع ذاك من
ليل وشمس كيف يجتمعان
فيقول سبحان الذي ذا صنعه
سبحان متقن صنعة الانسان
لا اليل يدرك شمسها فتغيب عنـ
ـد مجيئه حتى الصباح الثاني
والشمس لا تأتي بطرد الليل بل
يتصاحبان كلاهما اخوان
وكلاهما مرآة صاحبه اذا
ما شاء يبصر وجهه يريان
فيرى محاسن وجهه في وجها
وترى محاسنها به بعيان
حمر الخدود ثغورهن لآلئ
سود العيون فواتر الأجفان
والبرق يبدو حين يبسم ثغرها
فيضيء سقف القفصر بالجدران
ولقد روينا أن برقا ساطعا
يبدو فيسأل عنه من بجنان
فيقال هذا ضوء ثغر صاحبك
في الجنة العليا كما تريان
لله لاثم ذلك الثغر الذي
في لثمه إدراك كل أمان
ريانة الأعطاف من ماء الشبا
ب فغصنها بالماء ذو جريان
لما جرى ماء النعيم بغصنها
حمل الثمار كثيرة الألوان
فالورد والتفاح والرمان في
غصن تعالى غارس البستان
والقد منها كالقضيب اللدن في
حسن القوام كأوسط القضبان
في مغرس كالعاج تحسب أنه
عالي النقا أو واحد الكثبان
لا الظهر يلحقها وليس ثديها
بلواحق للبطن أو بدوان
لكنهن كواعب ونواهد
فثديهن كألطف الرمان
والجيد ذو طول وحسن في بيا
ض واعتدال ليس ذا نكران
يشكو الحليّ بعاده فله مدى الـ
أيام وسواس من الهجران
والمعصمان فان تشأ شبههما
بسبيكتين عليهما كفان
كالزبد لينا في نعومة ملمس
أصداف در دورت بوزان
والصدر متسع على بطن لها
حفت به خصران ذا أثمان
وعليه أحسن سرة هي مجمع الـ
ـخصرين قد غارت من الأعكان
حق من العاج استدار وحوله
حبات مسك جل ذو الاتقان
وإذا انحدرت رأيت أمرا هائلا
ما للصفات عليه من سلطان
لا الحيض يغشاه ولا بول ولا
شيء من الآفات في النسوان
فخذان قد جفا به حرسا له
فجنابه في عزة وصيان
قاما بخدمته هو السلطان بيـ
ـنهما وحق طاعة السلطان
وهو المطاع أميره لا ينثني
عنه ولا هو عنده بجبان
وجماعها فهو الشفا لصبها
فالصبّ منه ليس بالضجران
وإذا يجامعها تعود كما أتت
بكرا بغير دم ولا نقصان
فهو الشهي وعضوه لا ينثني
جاء الحديث بذا بلا نكران
ولقد رأينا أن شغلهم الذي
قد جاء في يس دون بيان
شغل العروس بعرسه من بعدما
عبثت به الأشواق طول زمان
بالله لا تسأله عن أشغاله
تلك اليالي شأنه ذو شان
واضرب لهم مثلا بصب غاب عن
محبوبه في شاسع البلدان
والشوق يزعجه اليه وما له
بلقائه سبب من الامكان
وافى اليه بعد طول مغيبه
عنه وصار الوصل ذا امكان
أتلومه ان صار ذا شغل به
لا والذي أعطى بلا حسبان
يا رب غفرا قد طغت أقلامنا
يا رب معذرة من الطغيان
أقدامها من فضة قد ركبت
من فوقها ساقان ملتفان
والساق مثل العاج ملموم يرى
مخ العظام وراءه بعيان
والريح مسك الجسوم نواعم
واللون كالياقوت والمرجان
وكلاهما يسبي العقول بنغمة
زادت على الأوتار والعيدان
وهي العروب بشكلها وبدرها
ونحبب للزوج كل أوان
وهي التي عند الجماع تزيد في
حركاتها للعين والأذنان
لطفا وحسن تبعل وتغنج
وتحبب تفسير ذي العرفان
تلك الحلاوة والملاحة أوجبا
اطلاق هذا اللفظ وضع لسان
فملاحة التصوير قبل غناجها
هي أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا لصب وامق
بلغت به اللذات كل مكان
مجنونة
أحمد سواركة

أجذبها من الخصر الأسفل،
فتسيل
تدفع بوابة الليل بإحدى ردفيها
وبشكل طولي ، تتعدد في المرآة ونحو النافذة
أدق على ظهرها تاريخا طويلا للرجل الشرقي
وسوءات تعلمتها في الحب
فتضحك
ترسل شعرها نحو اليمين وإلى أعلى
تخاف على الميك أب من قبلة طويلة
وتهز كتفيها على طول الكلام
هي امرأة شاخصة في جهاز جسدها المترامي
تغرف من نكسة قلبي ما يكفي لشد شفتيها لأعلى
ليست لها مرارة
ولا سوء حظ
ومهمومة بدق خطواتها على مساحات ضوء شاسع.
أحدق في بهيمة العالم
أبني شواطئ وهدنات حرب على ساقها العليا
أجهزها لحفلة المجنونات وفاسدات الرغبة
أنا لا أحبها
ولا أرتاح لذكراها
لكن أفتش عن أجزاءها بكل الطرق
أدفع صدرها لكوكب المجرات الشاربة
ونصفها للمذنب الذي لم يصل
هي كارثة في نفسي لا تنام إلاّ لتنفجر
تمدد يدي على نصفيها بلا إحساس
عادية وبلا أسرار
تعطيني وجهها ببرودة مائلة
وتقول:
مازال هنالك وقت.
أقوال خاصة
جلال حجازي

لأنني سكران. وفاتحٌ ذراعي لقبّرةٍ على الطريق، تُهتُ عن بيتِ جارتنا التي في إنتظار مائي الدافئ، لسنوات، ظللت على مخبأ مكشوف، أدلق الماء، كطفل يتبوّل في الشارع أمام العابرين. رأتني وهي تدلكُ جسدها في الحمام القريب من مخبأ السلالم، حينما كنت منهمكاً أُفرِّغُ شهواتي في التراب . قالت في رسالةٍ سرّبَتْهَا عبر النافذة، انها منذ البارحةِ وهي تحْلِقُ ابطيها وعانتها برغوةٍ بيضاء، كي تبدو انيقةً وهي تُشرعُ فخذيها لرائحة المطر، ولهاث الوعل فوق صدرها.
إنهضْ أيها الاحمق
فالطير لا تُجيد مزمزة الأنابيب وإثارة الدم، الطيرُ تجيدُ ممارسة العادة السرية في الاماكن العامة، كي تُحْدِث الشبق الذي يكفي لإنجابِ عصافير تمارس الحب في الهواء.
مداعبة الطير لإناثهِ في الهواء الطلق تثير الفتيات المراهقات وهن يُشرعنَ اثداءهن في الحدائق العامة، يعْرِكنَ أجسادهن بأطرافِ المقاعد العليا، ويعصرن أردافهن بالجينز الضيّق، يرتدين كلوتاتٍ خشنة بزوائدَ قُطْنيّة ليعشن لذة الإحتكاكِ في السير على الطرقات
إنهض أيها الأحمق - أنا
الذي أضعتُ نزواتي في الهواء
إذهبْ لإمراة تُهيئ الأخدود لرجلٍ مثلك
تجدها وحدها على المرايا
تدهنُ الحواسَ بزيتٍ معتقٍ صَنَعَتْهُ الجّدات المسنّات.
لن اتأخر كثيراً بعد الآن. سأركض نحوكِ،
كيفما كانت رغبتي التي بدّدَتْها الحيوانات البرية والطير.
اعرف أنكِ على سريرِ اللّيل ، تعانقين الشهوة بمفاتيح الحب
وإنتظار مسمارٍ ناعمٍ يحكّ أطراف حفرتك المقدسة
قالت بدلعٍ يفطر القلب
جسدى مرعى
بللتهُ الينابيع لينزلق كل هذا المعولِ بسهولةٍ وهدوء في التضاريس
أنت تعرف
أنا لا احب الصراخَ تحت وطاةِ الجنس والحراكِ الكثيف
أنا احب المواء
كي أُنْصِتَ لرعشةِ الجدران داخل الجسد
وألمحُ السر الذي يفتحُ كل هذه البراكين
نهداي نافران، نافران جداً
مرِّر بين نبعيهما لسانك الأسفل، ستخرج مني آهة عاطرة، تتبعك في السير نحو فتحةِ الأرخبيل وتتشرد ساقيَّ في الهواء.
تعال
بقبلتكَ التي ألِفْتُهَا، تذوّق طعم الشهوة،
كيف يبدو دافئاً، وشهيّاً، لن تنهض، دون ان تصرخَ بلذةٍ تقودك طيّعاً
لتمسح كل النساء السابقات من شهوتك.
أعرف
أنّك كسائر الرجال المنبوذين
ستهرع كل مساءٍ لتغرز بذرة فاسدةً في ترابِ جسدي اللعين
لكنني اعشق هذا الجسد الجحيم
أعشق ماءك الذي
يبلل الأخدود كل يوم
أيها الرّجلُ
لا تتاخر كثيرا بعد الآن
سأفتحُ البابَ، واخلع الأردية لعينيك الواسعتين
لولّاعة الجسد، ليديكَ الماهرتين في لملمةِ الشَفَرينْ
آهٍ سيدتي
لن اتأخر كثيراً بعد الآن، سأحرق البحرَ والطرقات
لهذه الجنّة بين فخذيك، لهذا المسمار الذي يتأرجح بين فخذي
ظللت يومياً أؤدي هذه الطاعةَ لجارتي المبجلة
وغادَرَت العصافيرُ والحيوانات البرية
بهو العمارةِ المظلم ومخبأ السلالم المكشوف على بيت جارتنا.
قصــــــــــائد
إفرات يروشالمي
المعروفة باسم
شيـــــز
shez

ترجمة
نائل الطوخي


كسك عضاض

"كسك عضاض"، قالها بصوت عال.
"كسك عضاض"، كررها، "وعلينا معاملة الكس العضاض كما نعامل الكلب العضاض، ليس لدينا خيار. هذا ليس أمرا شخصياً، ولا لأنني أحبك. ليس لدي أي شيء ضدك. ليست عندي أية مشكلة معك، بالعكس. أعتقد أنك ذكية وحكيمة ولطيفة ورائعة وبشوش. أعتقد أنك تملكين قوة نسائية فريدة في ليونتها. لأجل الحقيقة، إن لم يكن كسك عضاضا كنت لأدعوك على العشاء على السطح. بل إنني خططت من قبل لفعل هذا [...] تفهمين، هناك الكثير من الصفات في المرأة، الكثير من الصفات المهمة بالنسبة لي – ذكية وحكيمة ولديها حس دعابة وقدرة على الاستماع وليونة ومرونة فكرية، ولديك كل شيء، في الحقيقة، حتى القلب الطيب. ولكن للأسف، فكسك عضاض، وأنا، بتاعي يحتاج بيتاً دافئاً، بتاعي يحاج كساً مستقبلاً وليناً ومدجناً ومطيعاً."

***

"أفتح أزرار بنطلونه، أعتلي الطاولة، أعتليه، أثبت له أن كسي ليس عضاضاً أبداً، وهو يدمدم بكلمات الحب. يعدني بأنه سيفعل من أجلي كل شيء غداً، وأن كسي هو الأفضل في العالم، ويخرج بتاعه من داخلي، وينزل عليّ، ويثبت لي أن كسي هو الأفضل مذاقاً ورائحة في العالم، ويثبت لي أن عليه الآن الحرب دفاعاً عن كسي وأنه ليس مستعداً للتخلي عنه، ونقبل بعضنا البعض قبلات فرنسية تقوم بتثبيت العهد بيننا، وأقول له: تحبني صح؟ تحبني وسوف تحافظ على كسي، وأنت ترى كم أن كسي لطيف ومطيع ويسمع الكلام ومضياف، صح؟ وهو يقول "نعم نعم"، كأنه منوم مغناطيسياً يتحدث: كسك هو الأفضل في العالم."

ماما

خذي الطفلة وجففي
بقايا المني حول فمها
وبفوطة مبلولة جففي داخل فراغ فمها وبشكل جيد
جففي أسنانها الصغيرة
وغني هدهدات للصغيرة واطلبي منها أن تحلم
بالعشب – الأخضر، السماء – الزرقاء، العصافير، الزقزقة


حباً فيّ

حباً فيّ
يسلك هتلر جوهرة أولى من السلسلة
في داخل حنجرتي، ثم تأتي
جوهرة ثانية، وأخرى، وثعبان
أبيض طويل يتلوى زاحفاً إلى الداخل


ذرائع أدبية

عندما يحل يوم الدين على الآباء المغتصبين
لن تقولوا كلمة واحدة
وفي النهاية ستجلسون هادئين
وسوف تعطون مكانا لفظاعة بكاء الطفلة
ولكن حتى يأتي يوم الدين سوف تستمرون في إغلاق فمي
وفي الابتسام لي بتهذيب
ولن تنشروا قصائدي في أماكنها
وسوف تواصلون حياتكم بذرائعكم الأدبية

***

كوني فظة كوني لامبالية قليلاً
كوني قاسية وللحظة
كوني لينة للغاية
وسيري إلى حيث
لا أستطيع
الحياة
بدون ضرباتك
اركليني
اصرخي فيّ
ابصقي
اشتمي اليوم الذي ولدت فيه
اشتمي أمي
اضحكى على ذكراها
أقيمي كومة من الزبالة بجوار قبرها
ارمي خراء الكلاب على عربة اليد
ونيكيني برجليّ المفتوحتين
حيث يصبح حجر شاهد القبر بارداً بارداً
وتدخل سخونة الشمس في كسك
فرصة


لا يكبر رجال بلدي،
ولا يصلون القمم إلا بالنساء.
كلما ضاجعوا امرأة
انتصبت قاماتهم،
وارتفعت هاماتهم نحو السماء.
بهن يرتقون المجد،
ويشار إليهم بالبنان.
فلماذا تتردد إذن
وتفوّت عليك فرص العمر،
اقتنصها،
عرِّ ما تيسر لك من النساء،
وضاجع ما شئت منهن،
ولا تدع هامتك تغوص في الوحل.


توقع


افتحُ البابَ بمفتاحي،
أترددُ في الدخول،
أخشى أن لا يكونَ البيتُ بيتي،
أقفز من النافذة،
أصير في الداخل،
تماما كما توقعت
البيت ليس بيتي !!
×××
تبحث يدي عن يد تمسك بها
فلا تصطدم حتى بجدار،
فتظل في فراغ حائر.
×××
أفك طوقي،
ألبس مساً من الجنون،
وأرحل مع مجموعة من الكلاب السلوقية
خفيفة
خفيفة
عارية
حتى من عظمة
×××
أعود
وحدها حشود النمل
استفادت من الخراب،
جاءت منتشية
لتعيث فسادا،
متأهبة العدد والعدة،
انتظرتْ اللحظة المناسبة
واحتلت المكان.
×××
من أجل سلامتي
أوقف عرضي المنفرد
بطيء الوقع
سريع الهيجان
وأطبق على نفسي
وأنزل جفني.
أنا والملك
أجلسته على العرش
وتوجته،
ولما استدرت لأفرش قصره
حبا ووردا
من كثرة خيلائه
أوقعني،
فسقطت وما قمت،
وظل هو،
دون كلب وفي،
ملكاً
على كرسي.
××××
تسكن الحبيبات
سما أحبائهن بكل فخر،
وأنا الوحيدة
في الأجواء
أتخبط،
أبحث عن بوابة سماك.
×××
حبي أعطاه عمراً،
حين تخلى عنه
صار بلا حب ولا عمرٍ.
×××
رماده ليس في جرتي
فليبحث في مكان آخر.


المستحمة
صقر عليشي

هي تعرف أني هناكَ...
لذا تركت فرجةً في الستائر
تودي إلى دهشتي
وتتركني عرضة لنوايا العراءْ
*
جلستْ في مواجهتي القرفصاءْ
راحت تمرّر راحتها
بينَ.. بينْ
باعدتْ مبتسمةً وهي ترمقني
فلمحت الهدى يانعاً
وشع عليّ اليقينْ
*
بعد أن دلقت فوقها الماءَ
راحتْ تفتّش أعشابها
وتفلّي على مهلٍ...
كأنْ قد أضاعت هنالكَ
شيئاً ثمينْ
ليت أني أشاركها البحثَ، قلتْ،
لكنتُ وجدتُ لها لؤلؤاً
أو سواهُ،
وكنت عليهِ أمينْ
*
ثم تمضي أصابعها بتأنٍ
إلى الحلماتِ
فتضبطها...
تتأكدُ من جاهزيتها للعلا
والمضاءْ
ما الذي لم تحطّ يديها به
وأنا خلف نافذتي تلك...
وجهاً لوجهٍ
أمامَ ثنايا النساءْ؟!
ما الذي لم تحطّ يديها به
فتجنّحهُ...
وتذهبهُ...
وتثبت فيه السماءْ!

إبراهيم طوقان
يـــــــا شهر ايّـــــار


فل وورد ووغيد في البجامات
يا شهر ايار يا شهر الكرامات
واتلو الزبور كتابا غير ذي عوج
هيهات مثله في الفسق هيهات
اٍذ هرَ فيه من بني البطريك أبرزه
أيار يحيى به ميت الصبابات
يصور الجسم عريانا ولو كسيت
اطرافه برداء ذي بطانات
اتى الحديقه يسقيها فخلفها
ظمئى الورود الى شتى الدعارات
****
في الركن ايقونة و هناك مبخرة
وهناك نسخة انجيل وتوراة
وصورة للبتول الام تحسبها
قوادة قد خرًقت سوس البيوتات
عذراء وهي على التحقيق زانية!
فهل سمعتم عذارى ناصريات
وهل سمعتم باٍم جائها ولد
من غير وطىء (اٍحم) أم الخيانات
****
جثت على ركبتيها وهي واضعة
كفا بكف و همت بالضراعات
بنتي … أبونا اني جئت خاطئة
فهل ترى الرب يعفو عن خطيئاتي
فدمدم الاب فرحانا وقال لها
طوبى لاهل الخطايا و الخطيئات
تلى نصف اصحاح فدوخها
ذكرا ووعظا في صلب الديانات
اٍن شئت ان تكسبي طهرا و مرحمة
فجردي الجسم من ثوب الخيانات
تعرت البنت من ثوبها فبدت
في ثوب حواء تغري بالخيانات
كالرمح قامتها الهيفاء فاتنة
وجسمها البض يضوي كالثريات
الوجه كالبدر يشفي القلب منظره
ان شافها عابد عاف العبادات
رمانتا صدرها قد اَن قطفهما
ترفرفان اضطرابا كالحمامات
وبطنها االبض كالفنجان صرته
و تحته الجدي في واد و غابات
اما ابونا فقد زاغت عينه شبقا
بل كاد ينكح من خلف العوينات
وحطم المذبح الديني مقتحما
جسم الفتاة بقبلات وعضات
قالت ابونا يسوع فوقنا فيرى
فقال نامي يسوع فوق بيضاتي
عطف المسيح ورحمات الكنيسه لا
تنالها البنت الا بالنيكات
فالمجدلية لم يترك بها رمقا
من كثر ما ناكها باسم الصداقات
وقد ناكه المعمدان الفحل وهو فتى
غض وفي ايره فيض النبوات
وجاء من بعده قوم ابالسة
تلقو الفسق عنهم بالوراثات
تلك الحقيقه يا ابنتي واول ما
قامت عليه اساس للكنيسات
فتلك امك جاءت قبل واعترفت
قالت علمت و عماتي وخالاتي
اهدئي واطمئني واركبي ذكري
فعنده علم اٍيتاء المغيبات
واستل ايرا كرأس الهر تمرته
وهب كالذيب منقضا على الشاة
وراح يطعن في فرج له سنم
طعنا ازال به حصن البكارات
فصاحت البنت قد المتني ابتي
سالت دماء عفافي فوق الياتي
فزمجر العلج غضبانا وقال لها
الدم يغسل لثار الخطيئات
واهتز من فوقها من بعد والتفت
ساق بساق وعانات بعانات
وقلبا من ضروب النيك اعجبه
وحلقا حينا في سماء الملذات
باالرفق حينا وحينا في مهارشة
مكررا ومعيدا بضع مرات
حتى اتى صاحب الناقوس يقرعه
أن الى الصلاه..ابونا في السماوات
فقام عن سبع او عن ثمانيه
يرمي بمثل قذيف المنجنيقات
****
رجوت غفرانك اللهم ملتمسا
سرد الخطايا بسرد الاعترافات
عيسى الذي جاء في القران كان له
دين قوم وهذا دين عرصات


 
مي التلمساني

أوهام ايروسية



 

أحلم كل ليلة برجل غيرك. لا أحبه.
وكل صباح تنتصر عاداتي القديمة على نزوات الليل المخفية.
شديدة الولع بالعدالة وببعض القيم التابعة لها كالإخلاص لرجل هو كل رجال العالم. عندما ستموت، سيحل كل رجال العالم محلك، رغم أني أكره التعميم.
تمسك بكاحلي عنوة فانقلب نائمة على بطني. وتخور من اللذة، بينما يؤلمني كاحلي وأمور أخرى ثانوية لا تبرح ذهني المشلول.

تعودت أن أكرهك في الليل وأحبك في الصباح.

تقرأ رجوع الشيخ إلى صباه وكاموسترا، وتشاهد الأفلام الإبروسية، وتستمني في هدأة الليل بجواري فأصحو على إيقاعك السري، وتظل تجاربك معي عند حدود الجهل. يحدث هذا بنفس الإتقان وبنفس العفوية.

في العشرين قلت لنفسي سأمارس الجنس بشرط الحب وهمست لي نفسي بأني كاذبة. في الأربعين، قلت سأمارس الجنس بشروط مسبقة، وهمست لي نفسي بنفس الفكرة. في الستين بٌحّ صوتي وكنت قد أدركت أن لا فرق بينك وبين الرجال.

الغثيان بعد كل خيبة. وغضب يتفجر في غسل الصحون السابعة صباحا.

قال صديقي: كلمتُها فجاءت. بعد ذلك، عندما حاولتُ النوم وجدتها في فراشي تبتسم وتتعمد الثرثرة. لماذا تنصرف النساء بعد قضاء حاجتهن؟ لماذا يتعمدن البقاء حيث لا مكان يتسع لأجسادهن؟ فكرت: أنا كل النساء اللاتي يفرغون الرغبة في امرأة أو في غيرها، لا فرق. ترى هل دمر الحبُ زواجنا؟

ثم لماذا العنف؟ لماذا العجلة؟ لماذا ذقنك غير حليق وأصابعك متحجرة وأسنانك قاطعة؟ لماذا لا ينتظم الإيقاع؟ لماذا لا تعلو تدريجيا عن الفراش؟ لماذا تسبقنا الموسيقى؟ لماذا عندما تقرأ الكاماسوترا تنسى أن رجلا هو كاتبها؟ ولماذا عندما أقرأها لا أنسى أن رجلا هو كاتبها؟

أنت لا تراني. وأنا، لا أعرفك.

اوم على أمر واحد منذ سنوات: التفكير في الموت وتعليمك كيف تتنازل عن أنانيتك لأجلي. كلاهما واحد أسمه اليأس.

اضغط بخفة، بحركة دائرية، بأصابع مبتلة، ابتعد وعد ثانية، ببطء وثبات التصق بي، خذ نهدي بين يديك، لا تقبلني الآن، ربما فيما بعد، ابتعد بنصفك الأعلى عن صدري، دعني أتنفس بعمق، سآخذك بداخلي الآن، هل مضت خمس دقائق؟ ماذا لو جعلناها عشرة؟ ماذا لو انتظم الكون بعد عشر دقائق؟

في الفندق الذي استأجرنا غرفته بثمن باهظ، كنت سعيدة بالفراش، بلون الستائر، بمملس السجاد. هذا كل ما في الأمر. في فندق آخر، في ساق مغاير، كان لجسدينا مذاق محرم لأننا كنا ثلاثة. أنا وأنت وطفل في رحمي.

كنت ستقضي حياتك سعيدا بين فخذي امرأة مثلي، متوهما أنك ترضخ لها في الصباح وأنك ترضخها في الليل. وأنا سأقضي حياتي سعيدة بين رجلين، متوهمة أني أحب أحدهما في الصباح وأحلم بغيره في الليل. سوى أن المعادلة انتظمت معك ولم تنتظم معي أبدا.

في المرآة، أراني امرأة عارية تضاجع رجلا عاريا فيلتهب خيالي بصور أجساد غيرنا تعرف طريقها إلى اللذة. كلما اقتربنا من المرآة كلما رأيتك بشكل أوضح، عندئذ تخبو جذوة التلصص.

في لقاءات الجسد المعتادة يندر أن تخرج العمليات التكتيكية عن مناطق الهجوم التقليدية: الفم، النهد، الفرج. أنت تعودت الهجوم وأنا تعودت الدفاع، ليس من قبيل الغنج وإنما من باب الملل.

عندما تضغط على عنقي، تثبتني في الفراش فتنهار مقاومتي استعدادا للذبح. هل تستهويك ممارسة الجنس مع جثة؟

قالت أمي: هذا شيء يثير القرف.
وقالت الراهبة: هذا دنس يجب التطهر منه بالصلاة.
وقال الشيخ: هذا حرام ما لم يشرعه الزواج.
وقالت صديقتي: هذا بين النساء أفضل.
وقال صديقي: هذا شبيه بالعوم، على السطح تارة وفي العمق تارة.
هؤلاء، وغيرهم، تركوا بصمة لا تمحى على جسدي.

هل يعذبك المجهول، مثلي؟

تعرفين لماذا لم أمس امرأة غيرك؟ لأنك كل نساء العالم، ولأنك أنت. أضحك عندما تقولي لي ذلك. تعرف لماذا لم أمس رجلا غيرك؟ لأني أخاف، فقط. هكذا أجيبك كل مرة كي أفتح ثغرة في دائرة الاكتمال المملة التي نسميها حياتنا. ثم أضحك لأني ضائعة، أما أنت فعابس وجاد كما هو الحال عادة.

ضع حبة في فمك وقبلني. مرر الحبة بلسانك إلى فمي وارسم دائرة حول نهدي. مسد فخذي بيدك وبيدك الأخرى اعبث بشعري القصير الملاصق لعنقي. قبل بصوت خافت إنك لا تحبني، لا تحبني أبدا؟ يعجبني الرجل الكاذب وأنت تعجبك المرأة الفريسة. سنحاول ممارسة اللعبة على صوت موسيقى هادئة. ربما امتدت الموسيقى ما يكفي لإذابة حبة النعناع في فمي.

الثرثرة، أقصد التكرار والترهل واللا معنى ومط الوقت والتفكير في حقائق بلا أهمية، الثرثرة ضرورية لتنظيم المعرفة. أما أنت فصامت ومقتضب وعجول. أحيانا تكون ثرثارا في غير محل الثرثرة. لا أدري أي الوضعين يعذبني أكثر.

وضعتَ يدك عليّ، إلى الأبد.
اقتنصتك فاقتنصتني؟
لقاء مع شهرزاد



جبــــــــــــــــران الشداني



دخلت منزلي فوجدت زوجتي غائبة ، فأقسمت أن لا تدخله أبدا بعد اليوم ، و ناديت صانع المفاتيح ، فأمرته أن يغير مزلاج الباب ، و كتبت ورقة علقتها على داري تقول :
- اني اتزوج أية امرأة تخدمني كما خدمت شهرزاد شهريار ..

طرقت بابي أول ليلة فتاة في مقتبل العمر ، حسنة القد ، ذات نهدين معتدلين و منتصبين ، و خصر ميال قتّال ، فجلست ، و هوت بمؤخرتها البرازيلية على الأريكة ، و هي تسوى أسفل تنورتها و تتراجع بساقيها الفضيتين للخلف ، فقالت أنها تعلمت فن الحكي في المنتديات ، و سألتني خجلة إن كانت شهرزاد قد مارست الحب مع شهريار ، قلت لها حائرا ، و كيف لي أن أعرف . لكن هل تتخيلين أنهما كان يقضيان الليل متنسكين مقيمين للصلوات ، فقالت : دعني أقص عليك حكاية ..فإن استحسنتها ،عدت ليلة الغد و قد يكون بيننا ما تريد ..
فاستويت في جلستي ، و لبست "فوقية " تخفف فيها جسدي من ضيق السروال ، و أمرتها أن تحضر عنبا من الثلاجة ، و خمرا من القبو ، فقالت : ما جاء في الحكاية أن شهرزاد كانت تسكر ..فقلت لها : و من أين جمعت شهرزاد كل تلك الأخبار و الطرائف عن النساء و التجار و المغامرين، إن لم تكن سكيرة تطوف على موائد الساهرين كما أطوف عليها في سكري .
فعادت بعد لحظات و قد وضعت عليها لباسا شفافا فضفاضا ، مزركشة حواشيه بخيوط من حرير وذهب..فاختارت ركنا بجانبي ، وصبت لي كأسا من الروج ..ثم استلقت على ظهرها كأنها تريد أن تنام..
قلت : - أين الحكاية ..يا شهرزاد
قالت : تمهل ..فقد أخرس الخجل لساني ، فيم تريديني أن أتحدث حفظك الله و رعاك؟
فطربت لدعوتها و رقة حرفها ، و قلت و أنا اتجرع خمري اسفا على ما مضى من أيامي في هذه الدار :- حدثينا عن النساء الخائنات ، .. و عن الذي كان قضيبه سببا في خساراته .
الليلة الأولى :
قالت : يحكى أيها العامل السعيد .. .أنه في بلاد بعيدة ، كانت لرجل فيما مضى زوجة تسمى رقية ، و كانت محبة له ، غير أنها لم تكن ترضى بجماعه ، فزارت مسيد الفقيه سرا تطلب تميمة تصلح ما فسد من أمر بعلها ، دخلت و سلمت ، فأحنى وجهه حشمة ، و سمع حكايتها فاستغفر و ذكر ربه ، ثم بشرها خيرا إن هي نوت خيرا ، فأخذ كوبا من ماء ، و غمس فيه بعض تمائمه ، و قرأ عليه بعض السور القصار ، و طلب منها أن تسمي بالله و تشربه ، فلما رفعت خمارها و نظر إليها ، وجدها على حسن قل نظيره ، ذات عيون كحيلة ساحرة و شفاه ناعسة و ثغر عذب كحب الكرز المغمس بالشراب ، و ألقى بصره على سائر جسدها فإذا هي امرأة كاملة الأوصاف ، ذات جسد مليح ، و قد فصيح ، فقال لنفسه هذه أجمل ما رأت عيناي من نسوان ، فعاد بالكأس إليه و استبدل ماءه خمرا دون أن تدري ، فلما ظهرت نيته ، و كانت على عطشها للرجال سلمته نفسها دونما اعتراض ، و صارت تزور مسيده كلما زاد عليها الحال ، حتى جاء يوم قدر الله ان يفتضح فيه سرها أمام صبية المسيد ، فخشيت أن يصل خبرها لزوجها ، فعادت للفقيه تطلب هذه المرة تعويذة تقيها كلام الناس ، فقال لها الفقيه أن زمان الحب قد ولى ، و أن اليوم للحكمة و الحذر ، و أنه آن أوان الفراق لأن الزوج عالم بالأمر لا محالة ، فخرجت من عنده لا تدري أين تذهب ، و قادتها قدماها إلى جبل يقيم فيه ولي عرف بسحره و جبروت طلاسمه، فراحت عنده ،وقبلت التراب بين قدميه ، و أجهشت بالبكاء ، و حكت قصتها ، ثم سألته أن يبحث لها عن حيلة تنقذها من ورطتها ، فادعى بأنه على إنقاذها قادر ،و أنه يسخر لأجلها أعتى من صادق من شياطين و مردة و جان وعفاريت ، و بشرها بأن يصير زوجها مثالا في الغفلة و البلادة ، و أن لا ينتبه لمصيبته و لو ولدت له حمارا بقرنين ، غير أنه اشترط أن تقلع ملابسها و ان تعاشره عشرتها للفقيه فقالت ما يضير الغريق لو ازداد بللا ، ثم رمت ثيابها .
و هذا ما كان ، فقد عاشت سنين طويلة مع زوجها ، لا يشك في شيء،حتى أنها كانت تدخل الولي لبيتها و هو نائم ، ثم أن الفقيه اشتاق اليها ، فدعاها الى مسيده ، لكنها أبت ، و قالت ضيعتني يوم نكحني العراف ...
فانتشرت في القرية إشاعة مفادها ..أن قضيب الساحر أكبر من قضيب الفقيه ، فساءت حالة الفقيه ، و ضعفت ثقة الناس في بركته ، فقل رزقه و بطل عمله ..
سرت لذة الخمر في أوصالي ، و استلطفت حديثها الماجن ، الذي لم يات مثله ذكر في كتب الحكايا المنقحة ، فقلت :
- ياليت أمي ترى ما أنا فيه من نعيم ، تعجبني هذه الجرأة ، و تستفزني وقاحة قصك ، و لعن الله زوجتي الخائنة الى يوم الدين .. اكملي الحكاية استحلفك بالله ..و خبريني ماذا فعل الفقيه بعد أن طارت بركته ..
قالت : جاء في الحكاية أيها العامل السعيد ، أن الفقيه فكر في حيلة يثأر بها من الولي ،فادعى مع أعوانه بأن الولي دجال و كذاب و أحضروه مكبلا أمام القاضي ، و قالوا إننا إن صبرنا عليه سحر كل نسائنا ، فقال الولي مدافعا عن نفسه ، أنه أقام بمغارة الجبل معتزلا البشر منذ سنوات ، و أن لا حق لهم في محاسبته ، و قد زهد في دينهم و دنياهم ، و أنه لا يمسهم بخير أو شر ، فإن خدم يوما بعض من يلحقون به للجبل ، فتلك ضرورة تمليها لقمة العيش ، و ليس له من حرفة غير السحر و الكهانة ، علمهما له أبوه منذ صغره ، فكيف يغيرها و قد بلغ من العمر ما بلغ ، فسأله القاضي عن سر النساء اللائي أغرمن به ، ففارقن أزواجهن و نسين عيالهن ،قال أنها نعمة من بها عليه قضيبه و لم تمن بها طلاسمه ، ففكر القاضي مليا و طلب من الفقيه و أعوانه برهانا على ما ادعوه ، فاقترب منه الفقيه و همس في أذنه : ما عليك إلا أن تقيس ما له ، فإن وجدته أصغر من ما لي فهو ساحر و كذاب و ان كان اكبر فهو صادق .
فقاسوههما و كان ما للولي بحجم الحلزون النائم ، فأعدم بعدها بيومين . فكان هذا الرجل الذي أهلكه قضيبه.
تململت في مكاني و نظرت الى ما بين ركبتي متأملا ما لي ثم قلت لنفسي :
- لعنة الله على هذه الويل الذي جعلنا عبيدا لنسائنا .
و أدرك شهرزاد الصباح ، فسكتت عن الكلام المباح ، فتظاهرتُ بالنوم ، و عرفت هي ذلك ، فخرجت و هي تودعني بقبلة في الهواء.. و بقيت وحدي أفكر :
- أين كانت شهرزاد تغيب حين ينام شهريار ...

هذيان المنسيات الإيروتيكي
فاروق يوسف



1


لا يُرى الجسد العاري إلا وحيدا. عزلته فضاء محتمل يعمي المحيط بغلالة من نور، تصدر عنه. لا نظرة "اولمبيا" مانيه كانت فاحشة بقدر ما كانت متحدية، ولا زخارف غوستاف كليمت زادت الجسد غموضا حين أذابته وأخفته بغنج. الجسد، ذلك المكان المحمي بعبقرية طهره وقدسية مغزاه، كانت بداهة نسيانه دائما أقوى من كل محاولة لتوثيق المعرفة التي تنتج منه. حين لجأ الفرنسي ايف كلاين الى تسجيل لحظات ارتطام أجساد نسائه المصبوغة بالازرق بسطح اللوحة الأبيض المرمي على الارض، إنما كان يرغب في أن يمحو بفرار اولئك النسوة كثافة حضورهن المتخيل. أراد أن ينسج وهماً مرتبكا مضافا ليس إلا. عاريات كلاين لم يتركن على قماش اللوحة إلا ما يزيد من غموضهن، مثل طائر أطلقته يد ساحر، فلا الطائر علق بالهواء الواقعي ولا يد الساحر ظلت مبسوطة لكي تستعيده، فيما الطائر لا يزال مثلما هو يخفق بجناحيه محرّكا الهواء بين أهداب من كانوا شهودا لمعجزته. بالقوة نفسها لن يكون عري الجسد في حفلات كلاين صفة. هذيان ذلك الجسد هو ما يؤكد واقعيته الملتبسة. كان كلاين، ككل فنان يحتفي بانعتاق حدسه، يحيط افعاله بأبهة الشك والضجر والندم. بعكس الحال التي كان عليها الاميركي أندي وارهول، حيث كان طموحه الايقوني يسد في طريقه سبل الغزل الايروتيكي بالجسد. كان وارهول بطريقة أو بأخرى ينصب الصلبان لكل ما تقع عليه يداه: ماريلين مونرو أو علبة حساء أو الزعيم الصيني ماو. وارهول هو نوع من صنّاع الماضي المحتفى به، ولم يكن ذلك الفنان المولع بالسلطة مستعدا لتعريض ذلك الماضي أو اي جزء منه للنسيان. لذلك لم يهتم بجسد مونرو، وهي التي اتخذ منها غير مصوّر موديلا عاريا. ومن يرى الان صور مونرو تلك وهي عارية، لا بد أن تذهله براءة تحيط بجسدها كما لو أنها تحاول أن تمزج ذلك الجسد ببياض النسيان. مونرو في الصور هي غير نجمة الاغراء التي انتهت الى اليأس. الجسد العاري إذاً هو غير صفته التي تسعى الى ان تكون مصيدة لفكرة، غالبا ما تكون خليعة، وهي فكرة تخون الجمال، لأنها تهتم بمادته ولا تهتم بأثره المدوي.


2


فن الجسد صار احتفالا مكرّسا في الغرب، وموضوعا يشكل الناس العاديون مادته. في الـ"ساونا" الفنلندية على سبيل المثال، لا يسمح هنا للأفراد بالدخول، فالحضور ينبغي أن يكون جماعيا، ذلك لأن طقس العري ليس حفلا للفرجة. الموقف المناوئ للغرباء لا يمليه هنا موقف اخلاقي متزمت ومبيت، بل هو تعبير عن الالتزام لاطمئنان الجسد الى أنه سيكون منسيا، وهو اطمئنان يتيح له حرية أن يكون عاريا، من غير أن يكون موضع رقابة غريبة عنه. الـ"ساونا" الفنلدنية صورة أخرى عن الحمام التركي لكن بشروط مختلفة. ولع الرسوم الاستشراقية بحضور الجسد الشرقي كان مدعاة لغزل الكثيرين وولههم. في تلك الرسوم هناك استعراض مشكوك في امره، فضاؤه الجسد ومسافته الغيرة، هو ما دفع الكثيرين الى الشعور بالريبة ازاء واقعية تلك الصور. في الـ"ساونا" الفنلندية الان، في بلد متحرر كأسوج، لا يسمح لعيون الغرباء بتخيل استعراض لاجساد عارية. ترى كيف كان ذلك مسموحا به في مصر (على سبيل المثال) قبل قرن؟ يعكف الاطمئنان بالجسد العاري على إلهامه ولا يشظي ذلك الإلهام مثلما تفعل العين الرقيبة، التي تجد في عري الجسد مساحة لالهامها الايروتيكي، في وقت يفقد الجسد قدرته على أن يرتقي بوجوده الى المستوى الذي يحقق شروط إلهامه. الموديل العاري هو مثال بارز على الغياب القسري للالهام. صورة الجسد ليست الجسد، هي صفته وهو في حال ذهول عن أعماقه. ما نراه من الجسد ونحن في موقع الرقابة، ليس الجسد في بداهة تكوينه بل خوفه من أن يكون متاحا وعموميا.


3

ما الذي نراه في الجسد، لا منه؟ التمثال أم فكرته؟ المرآة أم شعاعها؟ نقاء الخط لدى ادغار ديغا يهب أجساد راقصاته حيزا مفتوحا على المطلق، كما لو أن ديغا، رساما ونحاتا على حد سواء، قرر أن يصف الملائكة، بجمل لا تخطئ ولا يهز الارتباك كلماتها، ليكون لتلك الجمل الصافية وقع التماهي مع الغيب. رسوم ديغا تترك المتلقي في حال من الخدر البصري الذي لا يقبل الاستفهام أو المراجعة. الامر نراه مقلوبا لدى رسّام معذّب بإلهامه الشبقي مثل تولوز لوتريك، حيث تفصح تقنيته عن امتزاج الجسد بالنظر اليه من جهة حسية. فتياته لا يسعين إلى الكمال برقتهن المبالغ في ابتذالها، بل يتماهين من خلال استعراضية فاحشة وأنيقة في الوقت نفسه مع ولع العين المتكلفة. في الحالين لا نرى الجسد إلا ملغوما بالوهم (هل أقول الكذبة؟) التي أهدر الرسام من أجلها حياته. رسوم كانت بمثابة تعليق على الجسد، تعليق يصفه وفي الوقت نفسه يرجئه.


4

غزل المصوّر المعاصر بالجسد، فيه الكثير من العذرية والبراءة، كما لو أن مياه الـ"ساونا" تسيل بعذوبة من بين ثنياته. هناك لعبة تجري بعيدا عن ادعاء العفوية أو التلقائية. لعبة تديرها العين الثالثة وهي تستضيف الجسد في حضرة فكرتها عنه. عين العدسة التي هي عين خيال لا تعتريه الشهوة، يفتنها الجسد البشري مثلما يفعل أي كيان جمالي عاكف على انسجام عناصر تشنجه غير المرئية: الشجرة، الحصاة، الغيمة، الصحراء. حياة كامنة لا يمكن فصلها عن خيالها الممزوج بذراتها، هي في الحقيقة حياة متخيلة استهوتها لحظة ظهور. الجسد من خلال عين العدسة هو مزاج الخطيئة الصافية وقد تجلى عابرا. بكثرته وقلته، بسعته وضيقه، بفقره وثرائه، بكآبته ومسرته، بحضوره وغيابه، بليونته وصلابته، بتفجره وصمته، بعفته وفجوره، بغموضه ووضوحه، بتشعبه ويسره، بخفته وثقله، وسواها من الصفات المتناقضة التي لا تستبدل وجودها البديهي بالمعاني الرمزية، التي اتخذ منها الرسامون أقنعة لوجود صارت الرسوم تقترحه. ها هو الفوتوغراف يعيدنا مرة أخرى الى الحقيقة، لا الى أشباحها. وهي الاشباح التي استطاع الرسم من خلالها أن يصنع اسطورة الجسد التي هي مرآة لامراضنا. لقد اعترض التصوير الفوتوغرافي في بداياته طريق الرسم فظهرت الانطباعية وها هو اليوم يضع الرسم في منطقة مضطربة جديدة، حين يذكّره بالجسد، في صفته موقع غرامه المنسي. علينا أن نتذكر أول دروس الرسم، حيث كان جسد تلك الالهة الاغريقية واقفا أمامنا صامتا.


5

لماري الين ستروم أسلوب فريد في استعادة خيال الجسد، في الصنيع الفني التي تشعر أن آخر قد سبقها إليه. إنها تعيد انتاج ذلك الصنيع واقعيا من خلال احضار الجسد الذي تخيله، لتؤثث الواقع به، فتجعل من ذلك الصنيع فكرة عيش محتملة. عملها يستند إلى مهارة مقلوبة. فهي تستخرج نساء رينوار العاريات، على سبيل المثال، من لوحاته لتهبهنّ حياة، هي الأخرى تتحول الى مصدر خيال من خلال الصور الفوتوغرافية. ستروم، هنا، تجهز لرينوار مفردات عمله، كما لو أنه يستعد للرسم. إنها خادمته التي حضرت بعدما استهلك حياته سعيدا ومضى الى الموت.
خيال مقلوب يمتد بفضاء الصنيع الاصلي والجسد معا خارج زمنهما. فما من لوحة تشبه أخرى وما من امرأة تشبه امرأة أخرى. لذا، فإن نساء ستروم لسن نساء رينوار. إنهن يقمن بأداء أدوارهن بعد انتهاء العرض. لا يتشبهن بقدر ما يسعين الى التسامي بلحظة الخلق الجمالي لتكون لحظة ترجمة لا لحظة اقتباس. جمالهن ليس رينوارياً بل هو صناعة مخادعة. ربما رغبت ستروم في تخيّل نساء رينوار في صفتهن نماذج (موديلات) للرسم، غير أنها سعت الى التعريف بهن، في صفتهن كائنات ما زلن على قيد الحياة. في هذا المعنى فإنها لا تستعير من رينوار نساءه، إنما فكرته عن جمال لا يتعرض للاذابة بفعل الزمن. جمال يتكرر مثل خطأ لين. في كل مرة يكون آخر. لا بد أن نساء ستروم قد شعرن بالسعادة وهنّ يقفن أو يجلسن أمام عدسة كاميرتها في مشهد تمثيلي يسافر بهن بين العصور في صفتهن ربات جمال، غير أن ماري الين ستروم هي الأكثر سعادة من بينهن، ذلك لأنها من خلالهن استعادت لحظة خلق تمنت لو أن الآخرين لم يسبقوها إليها. بين يدي هذه الفنانة يتخذ الجسد هيئته المطلقة: فكرة حياة ممكنة أبدا.


6

فرنشيسكا وودمان (1958 - 1981) ولدت في كولورادو بالولايات المتحدة، غير أنها التقطت أجمل صورها واكثرهن تعبيرا وعمقا وضراوة في روما، يوم عادت الى بلدها العائلي عام 1977. المحيط الرثّ والمتداعي كان يذكّر بسينما الواقعية الايطالية، غير انها لم تتخذ من ذلك المحيط خلفية لمشاهدها التي يغلب عليها طابع الحيطة، حيث تحضر التلقائية من جهة كونها فعلا مدبّرا في سياق المعنى. فرنشيسكا لا تلتقط صورها بالصدفة، وهي لا تدّعي البراءة في ما تفعله. إنها ترسم وتخطط وتصنع وتنسج وتؤلف، غير أنها في كل ما تفعل، تبقي قدراً هائلاً من التوتر، هو مصدر الاحساس بالمباغتة، وهو احساس من شأنه أن يبقي لحظة الخلق لينة وطرية وطازجة، كما لو أنها أفلتت لتوها من زمنها المحتدم. صورها هي عبارة عن يوميات انثى عابرة، من غير أن تلتفت الى محيطها الذي لا يزال يرافقها مثل ندم سابق. نساء فرنشيسكا وحيدات يمتزجن بالطبيعة، في محاولة لاعادة اسطورة الخصب الذاهل عن ارادته في خضم السلطة الذكورية. هذه الفنانة لا تسعى الى اعادة حواء بغواياتها الى الواجهة، بقدر ما تسعى الى ابتكار انثاها المضادة، الانثى التي لا تمارس الغواية، إنما التي هي ضحية وحدةٍ يقترحها سوء الفهم. عري نسائها، وهو فعل لا علاقة له بمفهوم الحشمة (لا يعترض عليه ولا يذكّر به ذلك لانه لا يدنو منه)، لا يستحضر تفاصيل الجسد ولا يستعرض فتنته، بل يتلوه ليذكّر به. فرنشيسكا الحاذقة في الحذف، المتمرسة في الزهد، تصل بأجساد نسائها الى مرحلة نقاء صلب، ازاءها يكون كل تفكير ايروتيكي في حالة غيبوبة. حين ألقت بنفسها من النافذة في مانهاتن، صنعت نموذجا للحقيقة التي طالما صنعتها خياليا: المرأة الوحيدة الملقاة ميتة على اسفلت الشارع. هل صنعت فرنشيسكا صورها من أجل التمهيد لنهايتها المأسوية؟ هناك صورة واحدة فقط من بين العشرات من صورها، هي الصورة الوحيدة التي رأيت فيها ابتسامة، ويا لرقة تلك الابتسامة، يا لنضارتها وسط يباس الفقر وخشونته! لم تكن فرنشيسكا لتصور نساءها إلا وهنّ في حالة غياب كامل عن أجسادهن. عري تلك الأجساد لم يكن عريا معدّاً لنزهة الابصار. من طريق ذلك التغييب كانت تقطع الطريق امام أي سوء فهم محتمل. في منزل يحترق، لا يفكر المرء بالعري، حين ينقذ امراة عارية. هناك معنى مختلف للانتصار تنجزه بداهة اللحظة المتعففة والمزهوة ببطولتها. غالبا ما تصور فرنشيسكا نساءها وهنّ محلقات أو ممتزجات بالطبيعة أو راقدات بطريقة غامضة لا تنبئ بحياة من نوع ما. لديها امرأة تغطي اجزاء من جسدها بورق الجدران، فيما الجدران من خلفها تحتاج الى الترميم أكثر مما تحتاج الى التزيين. صورة صُنعت لاغراض رمزية ليس إلا. كما التقطت فرنشيسكا سلسلة من الصور تحت عنوان "المرأة والسمكة"، كانت عبارة عن هذيان ينزلق على موسيقى مصير غامض، يطوي عنصرَي الحكاية بأسفه. حزن صورها الشفاف كان تمهيدا لنهايتها، وهي نهاية امرأة أعدت لجسدها (في صفته خيالا لانوثة مطلقة) مكائد لا تزال حتى هذه اللحظة مصدر إلهام لجيل من المصورين.
فاطمة ناعوت

دميةٌ خشبية



هَبْ أنكَ الآن في مكانٍ ما
في صحبةِ امرأة ما
سواي طبعا!
ولنفرضْ أن ساقيها ليستا من خشبٍ
ولا جزعَها من رخام
ولم تقرأِ النبيَّ
يعني:
مهرةٌ
حين تطلبُ إليها أن تكونَ مُهرةً
لينةٌ
تطيعُ السائسَ
تخلعُ اللجامَ قبل أن تدخلَ العُشبَ
وليس عندها حدوةٌ
مثل التي دقّتها أمي في قدميّ
بمساميرَ طويلة.

ساقاي أيضا طويلتان!
وخصلاتي تحكى حكايا كثيرةً
عن:
عرائسي
مئذنةِ أبي
خزائنِ أمي
وشرورِ أخي
الأولى: مخبآتٌ في غرفتي القديمة
والثانيةُ: أسقطتْ تكبيراتِ العيد ولحيةَ أبي
والثالثة: مثقلةٌ بالعقيق والتعب
والرابعةُ: لا تنتهي!

لكن مُهرتَك
لا تحفلُ إلا بـ "الآن"
والآن..
لنفرضْ أنكَ تحكى لها عن عروسٍ خشبية
كانت تخصّكَ
لا تتقنُ فنونَ المُهْرَة
وحلُمتْ أن تكونَ امرأةً
لكنها أخفقتْ
ولما حاولتْ قصَّ خيوطها
تفككتْ أوصالُها
وماتتْ غارقةً في جفافِها.

يا صحنَ الفولِ النابت
كُن شاهدًا على صمتي!
يا كأسَ الليمون المثلّج
كُن شاهدًا على ثرثرته!

الآن
اصمتا لحظةً حتى أُنهي القصيدةَ
وبعدها اسمحا لي أن أنفجرَ
كي تكملا النميمةَ عني.
سهرة حمراء.. مع بوذا


إبراهيم المصري



[align=justify]
حقائق الأشياء

لا حاجة لي.. بأوصاف زائدة...
يكفي أن تكوني في بنطلون الجينز حتى أقول: كم أنتِ رائعة...
والرشاقة وحدها تكفي.. لأنكِ فيها.. بالقميص الذي أحبُّ دائماً أن ترتديه أزرقَ مطبوعاً بالأحمر من قلوبٍ صغيرة...
وأعلم أنَّ أبيضَ قلبك شاسع.. حتى أنه يمتد بطول براءةٍ تربي الحمام والأطفال.. وتصبر حتى يحلـِّقون فوق جداول من ثرثرة الحلم...
هنا.. أراكِ أيضاً.. حمامة بيضاء.. تطير من جدول إلى جدول وتوصي الماءَ أن يكون نقيَّاً في صفاتهِ التي قد يعكرها الغضب...

أنتِ.. لا تغضبي سريعاً.. وإنما يأخذ الحبُّ يدك إلى صندوقهِ كي تحملي الهدايا إلى المسيئين...
هُم.. يصفونكِ بالجمال.. وأنا أصفكِ باسمك.. وهذا يكفي.. كي لا يخرج القمر عن مدار عينيكِ...
أنتِ.. جميلة.. ما الجديد في هذا؟؟
إلا أنْ تقبـِّليني لأعرف مذاقَ فؤادكِ المسكوب من عسل صافٍ ومن رحيل دائم في الموسيقى...
أفكر فيما لو كنتِ.. أكثرَ من امرأة.. وأقل من ملاك.. قرر أن يكون دنيويَّاً.. وهكذا اختلى بنفسه قبل أن يخرج أنثى تحمل أيضاَ حلمَ أمومةٍ لثدييها...
وتدخن أحياناً.. بمتعةِ العاشقة...
تصوري.. أفكر أنْ لا أفلت خصرك.. فأنا شغوفٌ بحقائق الأشياء.. وأنتِ على الأرض حقيقة امرأةٍ تمشي بعينين رائعتين.. أتوهم فيهما دائما جنتين من شغفٍ وحنين...
وأعرف عن صفاتك.. ما يكفي.. لكي أشعر بالرضا عن الحياة.. لأنها خبأتكِ حتى أصل مبهوراً إلى اختصارك في كلمةٍ واحدةٍ تعني.. الضوء
مرةً نكون معنا.. وأضع يدي على صدرك.. مُلتقطاً دقاتِ قلبٍ تعينني على الصلاة.. ولن أعفي جسدكِ من المشاغبة بلمس أنوثته...
لا يذهب بكِ الخيالُ بعيداً...
إنما.. أنتِ.. وما تعطين من كرم فائض.. كونك في حقيقة اليقين الذي يجعل منكِ الأنثى ومرآتها.. ويرفع صوتكِ إلى ارتطام الفراشات بأنـَّات الناي...
صوتكِ عميقٌ للغاية وأنا أفكر أنْ أسقط فيه إلى أن أصل إلى الطبقات السفلى من مياهٍ رائقة.. كأنها المرآة التي يمشط فيها الله كلَّ صباح ضفائرَ رحمته قبل أنْ يرسلها إلى الناس أمطاراً غزيرة...
أنا لا أبالغ.. ولا أحتاج إلى أوصافٍ زائدة.. لكي أحبك.


البيانولا

أخبريني.. وأنتِ تحت الماء تغتسلين.. إنْ كانت الموسيقى التي أرسلتها لتدليك جسدكِ.. دافئة ؟
أخبريني إنْ كانت الموسيقى ناعمة في التفافها على جسدك مثل لبلابٍ تهيِّجه بشرتك.. وإنْ كانت الموسيقى في مرورها على سرَّتك.. تنفخ ناياً ليقظةِ الوجد...
كنتِ تركضين على حافةِ روحي.. كأنما تسابقين نهراً في انطلاقه إلى إغاثة صحراءٍ أهملها الله في فؤادي...
إنه شاسع إلى حدِّ أنَّ أوركسترا كاملة من ذئابٍ تقيم فيه ، وتعزف في الليل على حدقاتٍ تقلبُ جمرَ شوقها إلى الجنون...
كنتُ أحملُ البيانولا وأعزف تحت نافذتك.. لحناً مجلوباً من صندوق موسيقى يرش الأزقة والقصائد.. والآن لا أعرف إنْ كانت وظيفة الـ dg.. كافية.. لكي أرش جسدك بموسيقى صاخبة حتى تخرجي من الحانة مغمورةً بعريك...
لقد تغير الزمن.. وإنْ لم يتغير نهدكِ في سباحته تحت رغوة الصابون وتحت شفاهي التي تواقع النهد ليلاً.. وفي الصباح تسبُّ أنوثته...
إنه انفصام وجهي الذي لم يتعلم الأدب.. كي يحفظ مودتنا في الجنة.. أيتها المرأة التي غامرت بعذريتها كي تفض بكارتي...
لم يكن في الجنة موسيقى كما تعلمين.. كان فيها أنْ نغطي عرينا حتى تكف الملائكة عن الضحك...
وحين هبطنا إلى الأرض.. أحببتك عارية.. ثم غطيتك بالقوانين.. ملكية خالصة لسوء أدبي...
سوف تسامحيني.. أعرف.. لكنني لن أتمكن من إعادة الزمن إلى الوراء.. إلا في حلم تكون فيه المرأة.. مستقبلَ العالم.. كما قال أراجون.. هذا الرجل الذي أحب إلسا وأهداها كتاباً لازلت أبحث عنه في عيون رجال حالمين.
end of video clip
لماذا تدوزن المغنية مؤخرتها حينما تغني.. مُترافقاً ذلك مع فم نصفِ مفتوح، تسيلُ منه قناديلُ بحر هلامية،
لم يبهرني في الحقيقة غيرُ ظلال بين نهديها.. لكن الكاميرا منهمكة في لقطاتٍ سريعة zoom in / zoom out.. كأن المغنية تمارس الجنس مع شبح،
ما يبهرني أيضاً أنَّ مُرَاهقتي لا زالت كاملة ، رغم تساقط أسنانها.. ولا أعرف إنْ أعطتني المغنية ثديها يوماً، هل سأكون قادراً على عضـِّهِ أم لا؟
ما علينا...
فأنا من عشاق الغناء الذي يفيض باللوعةِ والهجر.. لكن لماذا تهجرني المغنية هكذا.. غائبة في طريق طويل ينتهي بلقطة out of focus... فلا أتمكن من التحديق بروحي في مؤخرتها.. وأنا الذي أعاني من ضعفِ بصر مزمن، تزيده المغنية بفساتينها المثيرة خجلا وفضولاً،
لا يظن أحدكم أنَّ المغنية جميلة.. إلا أنْ تجلس على أريكةٍ واسعة ثم تبدأ في غنج.. ينتهي باغتصابِ الأزواج لزوجاتهم في غرفِ النوم...
المغنية هذه المرة كشفت كتفيها المصقولين مثل رخام مغسول بالمطر، لا أملك صورةً أكثر إبهاراً غير أن أضع يدي على كتفها، مُنتهزاً الفرصة حين تتأوه المغنية بالغرام.. فأترك يدي لانزلاقها إلى ما يحطم الأخلاق العامة...
الحقيقة أن المغنية كانت تركب حصاناً أو يختاً.. والفرق بين الاثنين هو الفرق بين الريح وممارسة الجنس فوق موجة،
ورغم كل هذا لم أفهم من المغنية شيئاً ممَّا تثرثر به عن حبيبها الغائب، الذي يظهر أحياناً في لقطاتٍ مُعتمة مفتولَ الذراعين...
الحمد لله.. أنَّ ذراعيَّ ليستا مفتولتين حتى لا أحطم المغنية النحيلة الجسد حينما أحتضنها.. وحينما تدوزن مؤخرتها، فأربت على المؤخرة بيدي قائلاً.. ما أجمل صوتك بشرط.. أن تكوني عارية تماما...
end of video clip
end of poem..



نهداكِ.. يسكران وحدهما

لا تخافي.. لن أفعل شيئاً أكثر من إيقاظ قلبكِ.. قائلاً له: صباح الخير.. سوف يجلس على السرير قائلاً: صباح النور
أبتسمُ لقلبك الذي يرد التحية ثم يفتح الباب لدخول ضوءٍ أزرق يقود البحرَ إلى عينيكِ...
أساعد قلبك على ارتداء ملابسه، ليس لأنه لا يستطيع أن يفعل ذلك.. وإنما أود أن أراه في قميص صيفي مفتوح من الصدر.. لا تخافي.. فأنا لا أقصد صدرك في أنوثته، وإنما خيالي وما يلمسُ في شروده إليكِ.. وحتى إنْ كنت أقصد صدرك، فأنا أعرفه بنهدين يسكران وحدهما مثل ينبوعين في الصحراء...
هل أنتِ في الصحراءِ أيضاً.. حتى أدعوكِ إلى الخروج منها.. إلى حياةٍ يكفي أن تلمسيها حتى نراها كرةً ملونة تلهو بها النوارس...
ليتنا نلهو مع النوارس.. أو نلهو مع القطط في بئر السلم، مثل مُراهقين يتبادلان القبلات قبل أن يصعدا إلى دروس الحساب والجغرافيا...
إنني أفكر أولا في جغرافيا روحك.. تلك التي تبدو مثل البحر في غموضه على شعابٍ مرجانية...
ثم أفكر في الحساب وأنا أعدُّ أقماراً لا تنتهي في مرورها على وجهك.. كأنها ملائكة بأرغفة الأحلام التي تبدو باردة وتحتاج إلى قلبٍ يسخنها...
افتحي قلبكِ إذن لمرور الضوء، أو لمرور أحلام تعيد تجديدَ فؤادك، وتغرس فيه نباتاتٍ ليست للظل، وإنما لانفلات شعرك الأسود مثل موجةٍ نسيها الليلُ على أصابع الفجر قبل أن يذهب للنوم...
يأخذ الليلُ قلبكِ معه إلى النوم ولا أعرفُ من منهما يحتضنُ الآخر.. أعرفُ فقط أنني أحتضنك.. كما أحتضنُ موسيقى تغفو هادئة على الصدر.. وتنتظر أن توقظيها مثل امرأةٍ توقظ رغبتها.


البيرة

يقصيني الصداع النصفي.. بيدٍ غليظة.. إلى حافةِ البكاء...
لقد شجَّ الصداع رأسي ووضع كيسَ ملح مثقوباً حتى يتغذى جذع المخ جيداً، ويصبح العمود الفقري شجرةً مِلحية تئن من نسمة...
كان دمعي مطاطياً.. يتخثرُ كلما حاولت إفراغه من إناء العين.. ويقولون.. إنني من النوع الذي يخزَّن حزنه في القلب كي لا يجوع حينما يستنفد الناس أحزانهم...
في الحقيقة.. أنا خائف من بكائي الذي يبدو كساقيةٍ مُصابةٍ بالربو..وكلما التقطتْ أنفاسها.. أفرَغتْ من فمها بركة دم.. دفعة واحدة...
لماذا الإقامة في الحزن هكذا.. كأن البيرة أصبحت شراباً مُحرَّماً بقرار دولي.. رغم أنها من حنان تسكبه الحنطة في بكائها الصامت...
أحتسي فناجين القهوة.. كأنها خطابات سوداء من ذئابٍ ضلـُّوا طريقهم إلى صدري.. ومزج القهوة بالهيل يشبه جنازةً ترفه عن نفسها بالإصرار على الذهاب ليلاً إلى المقبرة...
كلُّ شيء يبدو مُتعفناً إلى الدرجةِ التي أصبحنا فيها نحرِّمُ القبلات.. مع أن القبلات مثل البيرة تنعش طرقاً خالية من أشجار تعبئ حقائبَ المسافرين بالظل...
لا قبلات إذن ولا بيرة.. ولا حتى فودكا تضلل قلبي بأنوثتها الحادة.. وتلقيني على ظهري صريعاً مثل عصفور يظنُ قطعة الحشيش ثمرةً خالية من الكحول...
كلها أوهام تلازم الحزن.. ولا تشفيها دموع أطبقتُ عيني عليها فتسربتْ بملحها إلى الفؤاد...
هل ابتلعتَ ريقكَ مرةً.. هل كان مُرَّاً.. هل كرهتَ أن تعيد نفسك إلى جوفك بعد أن كنتَ قادراً على بصق فؤادك.. هل كرهتَ الحزن وتمنيت مثلي أن يكون فمك شغوفاً بحلوى غزل البنات.. بقبلةٍ.. بكأس بيرة تطفو رغوتها مثل هواءٍ منعش قرَّر أن يجفف الثيابَ الداخلية من عرق يسكبه القلبُ غزيراً كلما.. سلقته الحمَّى.