طريد اللهفة
عبد ربه محمد سالم اسليم


( 1 )
يجلسُ مع زرقةِ السماءِ المختبئةِ في حجراتِ قلبك
يذبحُ النورَ من الوريدِ إلى الوريدِ
ومن الشريانِ إلى الشريانِ
علامةُ السؤالِ الملطخِ بالابتسامةِ
لعلّ تقوى الموسيقى كهف نار ..
فأتوغلُ كالفستقِ بين هشيمِ نهديك
أمرُ شامخاً كأكواخِ الياسمينِ
وأرتلُ لهفتي ..
أقطفُ أنفاسَ الفستقِ الحلبي
وأختلسُ الضحكَ مع ظلكِ البنفسجي

( 2 )
باعتدالٍ ،
أهجي الهواءَ ، ابتسامتكِ
وأسافرُ عبرَ الخيباتِ الجميلةْ
كحجرٍ على نجمةٍ من عسلٍ منهارٍ ملقى في محيطِ الجنونِ
أحبكِ كتخمةِ الياسمين ..
أمشي على ضفافِ ضحكتكِ الماكرةْ
وأحبُ ظلكِ الكنعاني
لعلّ ثغركِ قصائد حلي وبساتين عنابْ

( 3 )
متوحشٌ .. كما النسيمُ
همجي .. كما شامةُ خدك
عندليب .. كما بكاؤك المطرز باللهفةِ
مارقٌ .. كما أمطارُ غنجك
هكذا ، أثملُ دلالَ أغنياتٍ غجريةٍ
بوسعي أن أعريك كما الشمسُ الفضيةُ
وأراقص ظلك النمشي على حوائط القلب العاجي ..!
وأختلسُ الغناءَ من عربدةِ الكروانِ
لأمنحك أنوثتي المتصدعة بين عنّابِ أناملك
أبكّرُ قبل مجيئك إلى الاستشهادِ في بحرِ القلبِ
لتهجرني مياهي الضحلة شهيداً أو طريداً لك !! ...