2
من كتاب
بلاغات النساء
ابن طيفور
" المدائني " قال كانت حمزة امرأة عمران بن حطان الحروري جميلة فائقة الجمال وكان دميماً شديد الدمامة فقالت له يوماً إنا لعلى خيرٍ إن شاء الله أعطيت مثلي فشكرت وابتليت بك فصبرت فقال عمران مثلي ومثلك ما قال الأحوص:
إن الحسام وإن ورثت مضاربه
إذا ضربت به مكروهة فصلا
" أحمد " بن معاوية بن بكر عن الأصمعي قال قال أبو الجنيد الأعرابي رأيت بطريق مكة أعرابية تبيع الحرض لم أرَ قط أجمل منها فوقفت أنظر إليها متعجباً من جمالها إذ أقبل شيخٌ قصير فأخذ بأذنها فسارها فقلت من هذا قالت زوجي قلت كيف رضي مثلكِ مثله قالت إن لي قصة ثم قالت:
أيا عجبي للخود يجري وشاحهاتزف إلى شيخٍ من القوم تنبالدعاها إليه أنه ذو قرابةٍفويلُ الغواني من بني العم والخال
" وقالت " هند بنت عصم السدوسية وكانت عند ربيعة بن غزالة الكندي وكان عنيناً تشتاق بلادها:
ألا أرى ماء الصبح شافياًنفوساً إلى أمواه بقعاء نزعاًفمن جاء من ماء الشبال بشربةٍفإن له من ماء لينة أربعاًوقد زادني وجداً ببقعاء أننارأينا مطايانا بلينة ظلعاً
" قال " رجل يرقص ابنه ويعرض بزوجته:
وهبته من ذات ضغنٍ خبة
قصيرة الأعضاء مثل الضبة
تعيا كلام البعل الاسبة
فقالت:
وهبته من مرعشٍ من الكبر
شر نفحٍ وريده مثل الوتر
بئس الفتى في أهله وفي الحضر
" وقالت " امرأة رقصت ابنها وعرضت بزوجها:
وهبته من ذي ثفالٍ خب
يقلب عيناً مثل عين الضب
ليس بمعشوق ولا محب
فقال زوجها:
وهبته من سلفع أفوك
سرح إلى جارتها ضحوك
ومن هبل قد عسا حنيك
أشيب ذا رأسٍ كرأسِ الديك
" وقال " قيس بن عاصم ينزي أنباله وأمه منفوسة بنت زيد الخيل جالسة تسمع:
أشبه أبا أمك أو أشبه عمل
وأرقاً إلى الخير زناء في الحبل
ولا تكونن كهلوفِ وكل
فقالت منفوسة:
أشبه أخي أو أشبهن أباكا
أما أبي فلن تنال ذاكا
تقصر أن تناله يداك
" أحمد " بن معاوية بن بكر عن الأصمعي قال اتهم أعرابي امرأته وجاءت بولده أبيض وكان بنوه سوداً فقال لتقعدن مقعد القصي من ذوي القاذورة المقلى أو تحلفي بربك العلي أني أبو ذيالك الصبي قد رابني ببصر رخي ومقلة كمقلة الكركي قالت فقامت تمشط رأسه فقال:
لا تمشطي رأسي ولا تفليني
ما باله أحمر كالهجين
ليس كألوان بني الجون
فردت عليه فقالت:
أن له من قبلي أجداداً
بيض الوجوه سادة أنجاداً
ما ضرهم يوم لقوا عباداً
أن لا يكون لونهم سواداً
وقال أعرابي رقص ابنه وعرض بامرأته:
وهبت من أمة سوداء
ليست بحسناء ولا جملاء
كأنها خلفة خنساء
فقالت امرأته:
وهبته من أشمط المفارق
ليس بمعشوقٍ ولا بعاشق
وليس إن فارقني بنافق
" قال " قالت امرأة ضربها زوجها فقيل لها لم ضربك فقالت طلب عندي ما لم يحلفه فضربني حتى ألثقني بالدم ولقد هجوته فقلت:
فأنت الداء ليس له دواءوأنت الفقر ليس له انجبار
ولو مصت النضار تمج مسكاًلخبث المسك بعدك والنضار
أنشدني حماد عن أبيه قال أنشدني إدريس بن أبي حفصة لجارية له بدوية يقال لها جمل تهجوه:
يا جمل لو كنت عند الله مسلمةلما ابتليت بشيخٍ مثل إدريسلما ابتليت بشيخٍ لا حراك بهأبقى لك الدهر منه شر ملبوسيلقاك منه الذي تهوين رؤيتهعند اللقاء بأدبار وتنكيسأمسى وأصبح مما لا يبوح بهمما تحبين رأساً في المفاليس
إسحاق قال قال ربيعة بن رميح أخبرني شيخٌ من أهل الحجاز أنه حضر رجلاً من الأعراب وامرأته قد حكما بينهما حكمين بعد تطاول من الشر فحكم بفرقتهما فقالت لزوجها فيما تقول أما والله إن كنت بخيلاً على ما ملكت مقتراً إذا أنفقت مناناً إذا وهبت تفلاً إذا باشرت فقال زوجها وأنت والله إن كنت لظاهرة الكسل ميتاء العمل كريهة المقبل شختة المخلخل " قال " إسحاق الموصلي أنشدني بعض الأعراب لامرأة تذم زوجها:
إني ندمت على ما كان من عجبيواقصر الدهر عني أي اقصارفليتني يوم قالوا أنت زوجتهأصابني ذو نيوب سمه ضارييا رب إن كان في الجنات مدخلهفاجعل أميمة رب الناس في النار
قال الأصمعي كان شيخ من بني سعد باليمامة ذا مال فجمع بين أربع نسوة وكان تفلاً مفركاً ففركته جمع وأصلح بينهن بغضة فرصدهن ذات ليلة وهن يتحدثن ويذكرنه فقالت إحداهن:
قلن جميعاً في فنون عيبهوغيبه لا مأثم في غيبهقالت الثانية:
اقمر عيني ببياض شيبةوشف جسمي طول شم جيبهقالت الثالثة:
اللؤم والخيبة حشو ثوبهفبي فحل الموت صبحاً أو بهفقالت الرابعة:
يا ليت ما ينالني من سيبهتطليقه تخرج من قلبيهفأصبح فطلقهن جميعاً " قال " الجعدي نزل رجل على امرأة من بني ثعلبة بن يربوع فأحسنت قراه فلما غدا عنها هجاها وذكر أنها سامته نفسها:
ووالله ما أرضى الذي قد رضيتهلنفسي فكفى لأسقيت من القطرفإني امرؤٌ أعطيت ربي اليةأرى زانياً ما لاح لي وضح الفجر
فقالت الثعلبية وهي جهيرة وكانت جهيرة شاعرة:
لحا الله قوماً أنت فيهم فأنهملئام مساعيهم سراع إلى الغدرفلو كنت حراً يا لعين وقلت ليجميلاً ضعفت عن الشكر
" المدائني " قال لما زفت ابنة عبد الله بن جعفر " وكانت هاشمية جليلة " إلى الحجاج بن يوسف ونظر إليها في تلك الليلة وعبرتها تجول في خديها فقال لها بأبي أنت وأمي مما تبكين قالت من شرف اتضع ومن ضعة شرفت.
" وقال المدائني " قال الحجاج لابنة عبد الله أن أمير المؤمنين عبد الملك كتب إليّ بطلاقك فقالت هو والله أبر بي ممن زوجنيك " حدثنا " عبد الله بن شبيب قال حدثني الزبير بن بكار قال حدثني أيوب بن سلمة قال تزوجت عصيمة بنت زيد النهدية رجلاً من قومها يكنى أبا السميدع واسمه سعيد بن سالم فأبغضته بغضاً شديداً فتأذته فليمت في ذلك فقالت:
يقولون لم تأخذ عصيمة مهرهاكان الذي يلحى عصيمة لاعبولو مارسوا ما كنت فيه لأحرجواورائي ولم يطلب إلى المهر طالبكأن رياحاً من سعيد بن سالمرياح طبة بالت عليها الثعالبفإن انفلت منه فإني حبيسةطوال الليالي ما عاد الله راغب
" أنشدنا " أبو محلم الأعرابي لامرأة في زوجها تذمه:
من عذيري من بعل سوءيراني وأراه بأعين البغضاءتتهادى منا الضمائر وحياًبقلى يسكن في الأحشاءغاض مكنون ما عليه احتوينافي قلوب إلى الفراق ظماءنتنائى حديث أثر وعينبادداً أنسه عن الأهواءفكلانا على أسى البغض مبدٍكاذب الود من لسان رياءرجل لو تخبر اللؤم لؤماًكان أو زائداً ولي اللواءمليء عين من الفواحش كاسيالوجه من سوءة سليب حياءيا لقومي داء عياء فأنى
لي بحمل داء عياءليت لي حية ببعلي صماء
وأحبب بالحية الصماءإن بدت كان دونها لي حجابمن حفيف الغراق أو من رقاءأين ابن الحمام أين لقدأحرزه منه اليوم واقي القضاء
" إسحاق " إبراهيم الموصلي عن أبي عبيدة قال كانت أم شبيب بنت قيس بن الهيثم السلمي عند جارية بن بدر الغداني ثم حلف عليها بشر بن شفاف فقالت:
بدلت بشراً بلاء أو معاقبةمن فارس كان قدماً غير غوارفليتني قبل بشرٍ كان ضاجعنيداعٍ إلى الله أو داعٍ إلى النار
قال قال أبو الجراح الأعرابي وقع بين امرأة يقال لها ميثاء " قال أبو الجراج وقد رأيتها " وبين زوج لها يقال له خطام من بني مجاشع لحأ فقالت ميثاء تدعو عليه:
يا رب رب البيت والحجاج
رزقت ميثاء من الأزواج
هجاجة من أحمق الهجاج
عفنججاً يضل في العجاج
لا يعرف الديك من الدجاج
أجرأ من ليثٍ بليلٍ داج
عند المناجاة وعند الحاج
" وقال " استعدت امرأة هشام بن طلبة بن قيس بن عاصم واختلعت منه عند إبراهيم بن هشام المخزومي ونسبته إلى العجز عنها فلحقها عنده فقال:
من ذا الذي يمنع مني أقلقي
وإني لم أعجز ولم أطلق
أحمل أيراً مثل أير الابلق
ضخم الدينى عظيم المفرق
يصك قرطاس العجان الابرق
يترك ملساء الأديم الأخلق
واهية الخرق رحيب المفتق
قال فأجابته أمها:
إن هشاماً كاذب لم يصدق
زل هشاماً عمن مزل مزلق
وضرطته طامح لم تعشق
ضرح الشموس عن فلو مرهق
يا بن هشام ذي الفروع السمق
والحسب المحض الذي لم يمذق
إن الخبيث كاذب لم يصدق
قال فسأل عن أمها وعن خبرها فذكر له أنها ظالمة فردها إليه " الأصمعي " قال أخبرني يزيد بن ضبة مولى ثقيف قال مرت أعرابية بنادي قومٍ من بني عامر وفيهم غلام حديث السن ظريف فنكس الكوم رؤوسهم وجعل الغلام يرمقها فدنت منهم فمازحتهم وأقبلت على الغلام فقالت:
شهدت وبيت الله أنك طيب الثناياوأن الخصر منك لطيفوأنك مشبوح الذراعين خلجموإنك إذا تخلو بهن عنيفوإنك نعم الكمع في كل حالةوانك في رمق النساء عفيفنمتك إلى العليا عرانين عامروأعمامك الغر الكرام ثقيفأناسٌ إذا ما الكلب أنكر أهلهفعندهم حصنٌ أشم منيفلمن جاءهم يخشى الزمان وريبهرحيق وزاد لا يصان وريففبيت بني غيلان في رأس يافعوبيت ثقيف فوق ذاك منيفوكان الذي يرمقها من بني معتب بن ثقيف وأمه إحدى بنات عامر بن جعفر بن كلاب. فقال لها زوجها من عنيت، قالت إياك، قال كذبت وبيت الله ما أنا الذي عنيت ولا خصري بلطيف ولا قتلتك أو لتخبريني، قالت الصدق يضرني عندك فأخذت عليه موثقاً أن لا يخبر به الناس فأعطاها ذلك فخبرته فطلقها وأفشى خبرها فقالت:
غدرت بنا بعد التصافي وخنتناوشرمصاً في خلة من يخونهاوبحت بسرٍ كنت أنت أمينهولا يحفظ الأسرار إلا أمينها
قال أحمد بن معاوية بن بكر الباهلي حدثني داوود بن داوود قال كان لذي الإصبع العدواني أربع بنات وكن يخطبن فلا يزوجهن وكانت أمهن تأمره بتزويجهن وتقول إنهن يردن الأزواج فيسألهن فيستحين فيقلن لا نريد حتى خرج ليلة إلى متحدث لهن فاستمع عليهن وهن لا يعلمن فقلن تعالين فلنتمن ولتصدق كل واحدة منا فقالت الكبرى:
ألا ليت زوجي من أناس ذوي غنىحديث الشباب طيب الروح والعطرطبيب بأدواء النساء كأنهخليفة جانٍ لا ينام على هجر
فقلن لها أنت تحبين رجلاً من قومك فقالت الثانية:
الأهل أراها مرة وضجيعهاأشم كنصل السيف غير مهند
لصوق بأكباد النساء وأصلهإذا ما انتمى من أهل سرى ومحتدي
فقلن لها أنت تحبين رجلاً من قومك فقالت الثالثة:
ألا ليته يملأ الجفان نديهلنا خفنة تشقي بها الناب والحزربه حكمات الشيب من غير كبرةتشين فلا الفاني ولا الضرع الغمرفقلن لها أنت تحبين رجلاً شريفاً وقيل للرابعة وهي الصغرى تمني قالت ما أريد شيئاً قلن والله لا يبرحن حتى نعرف ما في نفسك قالت زوج من عود خير من القعود فلما سمع أبوهن مقالتهن زوجهن أربعة فمكثن برهة ثم اجتمعن عنده فقال للكبرى يا بنية ما مالكم قالت الإبل قال وكيف تجدونها قالت خير مال نأكل لحومها مزعاً ونشرب ألبانها جرعاً وتحملنا وضعفتنا معاً قال فكيف تجدين زوجك قالت خير زوجٍ يكرم الحليلة ويعطي الوسيلة قال مال عميم وزوجٌ كريم وقال للثانية ما مالكم قالت البقر قال وكيف تجدونها قالت خير مال تألت الفناء وتملأ الإناء وتودك السقاء ونساء مع نساء قال كيف تجدين زوجك قالت يكرم أهله وينسى فضله قال حظيت ورضيت ثم قال للثالثة ما مالكم قالت المعزى قال وكيف تجدونها قالت لا بأس بها نولدها فطماً ونسلخها أدماً قال كيف تجدين زوجك قالت لا بأس ليس بالبخيل الحتر ولا بالسمح البذر قال جدوى مغنية ثم قال للرابعة ما مالكم قالت الضان قال وكيف تجدونها قالت شر مال حوف " أي جلود " لا يشبعن وغنم لا ينفعن وصم لا يسمعن وأمر مغويتهن يتبعن قال فكيف تجدين زوجك قالت زوجٌ يكرم نفسه ويحترم عرسه قال أشبه أمره بعش بزه.
" قال " وأنشدني مروان بن أبي حفصة لامرأة من آل أبي حفصة كانت أمة لهم تهجو زوجها:
وما ظربان لبد الفطر متنهمتى يشأ يلمم بصب فيصطدبأنتن من ريح الهجين وازعإذا ما غد في مدرع متبددله قدمان تحثوان على أستهإذا أحسن الفتيان مشى التأدد
قال الأصمعي حدثني عيسى بن عمر قال كنت بالبادية فتضيفت امرأة فدخلت الخباء فجعلت تريغ زوجها عن قراي ويريغها فسمعتها تقول أنا ابنة الأخيل المعم المخول إن كنت تجهلني فعني فاسأل قال فقال الزوج انا ابن بلال صاحب العين والخال قال فاتتني بقرص مثل فرسن الحلة قال فجعلت الملم منها مثل أثباج القطا الكدري قال الكلبي امرأة يقال لها أم الورد تزوجت برجل فعجز عنها فتقدمت إليّ وإلى اليمامة فقالت له والله ما يمسكني بضم ولا بتقبيل ولا بشم ولا بزعزاع ليسلي همي يطيج منه فتحي في كمي قال ففرق بينهما ثم تزوجت رجلاً آخر فرضيت وحظيت وزوجت أخاها أخت زوجها فعجز عنها فقالت تهجو أخاها:
يا عمرو لو كنت فتى كريماً
أو كنت ممن يمنع الحريما
أو كان رمح استك مستقيماً
نكت به جارية هضيما
ناك أخوها أختك الغليما
بذي خطوطٍ يغلق المشيما
إذا أحفت نومها الأريما
واحتدرت من ظهره العتيما
سمعت من أصواتها نئيماً
" الهيثم " قال مدح قتادة بن مغرب يزيد بن المهلب فأعطاه وملأ يديه وتزوج بنت يزيد الحنفي فلما بنا بها فركها من ليلتها فلما أصبح طلقها وقال:
وتجهزي للطلاقِ وارتحليذاك دواءٌ للرامح الشمسلليلةٍ حين بنت طالقةألذ عندي من ليلة العرسبت لديها بشر منزلةٍلا أنا في نعمةٍ ولا فرسيهذا على الخسف لا قضيم لهوبت ما إن يسوغ لي نفسي
قال فالحقها بأهلها وبلغها قوله فشدت عليها ثيابها وأتت باب يزيد بن المهلب فاستأذنت عليه فدخلت وقتادة عنده فقالت:
حلفت فلم أكذب والا فكل ماملكت لبيت الله أهديه حافيةلو أن المنايا أعرضت لاقتحمتهامخافة فيه أن فيه لداهيةوكيف اصطباري يا قتادة بعدماشممت العدى من فيك أدمى سماخيهفما جيفة الخنزير عند ابن مغربقتادة إلا ريح مسكٍ وغالية
وقال العتبي حدثني أبو أحمد قال سئل أعرابي عن امرأته وكان حديث عهد بتزويج قال فقال أفنان أثلة وجنى نحلة ومس رملة وكأنني آيب في كل ساعة من غيبة قال وسئلت عنه فقالت أفنان الجنة وحسن الروضة وطيب الحياة في نعمة مقيمة.
العتبي قال حدثنا أبو سليمان قال سُئلت امرأة عن زوجها فقالت كان والله جمل ظعينة وليث عرينة وجار يجر وظل صخرة " وخطب " صالح بن محمد بن إسماعيل بن صالح بن علي الهاشمي أم جعفر بنت علي الهاشمية من ولد أبيه فرد عنها فقال من شدة الغيظ وكانت قبله عند ابن عمٍ لها:
يا شوصة في فؤاديويا قذي في جفونييا قية في سلاحيا فضلة المأفوناتأمروني بتزويجهافأين أين يمينيوزوجها كان منهافي غيضةٍ من قرون
فقالت:
ارجع بغيظك عنالست لي بقرينولست صاحب ديناولست صاحب دينيا صيحة " يا بياض في الأصل "يا سلحة المبطونمطيته العبد بعلاًبكل عودٍ متينتروم ملكي بعقلواهٍ وحمقٍ حرون
" الأصمعي " قال قال أعرابي لامرأته إنك لتخمطين العيش خمطاً لأنك إنما تطلين من أير ذي عجزاً وطرموسة حمراء فقالت له قبح الله ما مننت به عليّ أتمن علي بعصبة نصفها في استك أو طرموسة ثلثاها رماد وكأنك اشتريت سطية أو رومية أو ملأت يدي من حلية وأنشد لامرأة تهجو زوجها من نساء الحضر:
يحب النكاح أبو صالحوليس يطاوعه أيرهوقد أمسك البخل من كفهفأصبح لا يرتجى خيرهفيا ليت ما في حري في أستهوملكني رجلٌ غيره
" قال " لقيط بن بكير قالت طارقة وهي مولاة لأهل بيت من امرء القيس بن زيد وكان تزوجها مولى لبني كلب يقال له ثابت وكنيته أبو الفصيل فخطب مولاة أخرى من مواليات بني امرؤ القيس وكانت تتهم بالسحر وكان يقال لها نجود وبلغها ذلك فجعلت تقول:
لا خار ربي لأبي الفصيل .
ولا وقاه عثرة الذلول
بدل مني أخبث البدول
هوجاء مقاء كبشه الغول
تحمل رفغاً واسع الفضول
مثل إهاب الميحة المبخول
ببيتٍ فيه الذئب أو يقيل
وقالت:
الما قرورا أهل ذا البقع كلهولا تقربا سحارة البردانتعول عيالاً لست أنت ولدتهموأمهم في البيت غير حصان
" وحدثني " محمد بن سعد عن العتبي قال حدثني محمد بن جعفر رجل من أهل الحديث قال بلغني أن امرؤ القيس بن حجر كان رجلاً مفركاً تزوج من امرأة من طي فلما دخل بها سبق إلى قلبها منه ما كان يسبق إلى قلوب النساء فأيقظته من نومه فقالت يا فتى الفتيان أصبحت فاغدة قال فقام فإذا الليل معتكر فلما وضع جنبه عادت له فقالت يا فتى الفتيان أصبحت فاغدة فقام فإذا الليل على حاله فعلم أن ذلك ضجرٌ منها فجعل يقول أصبح ليلاً برق له الصبح قال لها يا هذه قد رأيت ما صنعت منذ الليلة فأنت الطلاق فأخبريني ما كرهت مني قالت والله منك ثقل صدرك وخفة عجزك وإنك سريع الهراقة بطيء الأفاقة قال أفلا أخبرك عن نفسك قالت بلى ولو استعفيتك ما أعفيتني قالت أنت والله ناتئة الجبهة حديدة الركبة واسعة الثقبة سريعة الوثبة قبيحة النقية قال فجعل يقول لها لعنك الله وتقول له لعنك الله " وقال " أحمد بن الحارث عن أبي الحسن المدايني قال كان يزيد بن هبيرة المحاربي أول أمير ولي اليمامة لعبد الملك بن مروان فتزوج امرأة من ولد طلبة بن قيس بن عاصم المنقري فقالت:
للبس عباءة وتقر عينيأحب إليّ من لبس الشفوفوبكر يتبع الأظعان صبأحب إليّ من بغل زفوفوبيتٍ تخفق الأرواح فيهأحب إليّ من قصرٍ منيف
" وقال " أبو الحسن تزوج رجل من بني جسر امرأة من ولد طلبة بن قيس وكان الرجل دعياً فرفع إلى يزيد بن هبيرة ففرق بينهما وقالت وهي عنده:
لقد كنت عن حجر بعيداً فساقنيصروف النوى والسابقات إلى حجريقولون فرش من حرير وإنماأرى فرشهم عندي كحامية الجمر
وإني لأستحي تميماً وغيرهامن إنكاحهم إياي عبد بني جسر
" قال " أبو الحسن تهاجت امرأتان من العرب كانتا عند رجل سمينة ومهزولة فقالت تزحزحي عني يا مرونة إن البراذين إذا جرينه من الجياد ساعة أعيينه قالت السمينة يا بنت مهراس قفي أقول لك ما أقبح الوجه وما أذلك فلو ركبت جندياً أقلك ولو أردت ظله أظلك " قال " أبو الحسن زوجت هند بنت بن عامر الأسلمي ابنتين لها واحدة في بني قشير وأخرى في بني أبي بكر كلاب فقالت:
لقد أرسلت ليلى أثر هندفلم أدرك بذلك من نصيبلعمرك ما ابنة السلمى ليلىبفاحشة المحل ولا كذوبولا مشأة في يوم ريحتحدث عن أحاديث المعيب
" قال " أبو محمد عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي قاضي فارس عن الشرقي بن القطامي قال تزوج رجل من همدان ابنة عمٍ له وكان لها محباً فلم يلبث أن ضرب عليه البعث إلى أذربيجان فأصاب بها خيراً واستفاد جارية وفرساً فسمى الفرس الورد والجارية حبابة ثم قفل البعث ولم يقفل هو فأتاه ابن عمٍ له فقال ما يمنعك من القفول قال أخشى ابنة عمي أن تحول بيني وبين هذه الجارية وقد هويتها فأنشأ يقول وكتب به إليها:
ألا لا أبالي اليوم ما صنعت هندإذا بقيت عندي حبابة والوردشديد نياط المنكبين إذا جرىوبيضاء مثل الريم زينها العقدفهذا لأيام الهياج وهذهلموضع حاجاتي إذا انصرف الجند
فكتبت إليه امرأته:
لعمري لئن شطت بعثمان دارهوأضحى غنياً بالحبابة والوردألا فاقرأه مني السلام وقل لهغنياً بفتيان غطارفة مردإذا شاء منهم ناشئ مد كفهإلى كفل ريان أو كعثب نهدبحمد أمير المؤمنين أقرهمشباباً وأغزاكم خوالف في الجندفما كنتم تقضون حاجة أهلكمقريباً فيقضوها على النأى والبعدفأرسل إلينا بالسراح فإنهمناناً ولا ندعو لك الله بالرشدإذا رجع الجند الذي أنت منهمفزادك رب الناس بعداً على بعدفلما وصلت أبياتها إليه باع الجارية وأقبل مسرعاً فوجدها معتكفة على مسجدها وصلاتها فقال يا هند فعلت ما قلت قالت الله أجل في عيني وأعظم من أن أركب له مأثماً ولكن كيف وجدت طعم الغيرة فإنك غظتني فغظتك " وقال المدائني عن أبان بن تغلب قال قالت أعرابية لابنتها أزوجك فامتنعت عليها حيناً ثم قالت يا أمة إن كنت لا بد فاعلة فجنبيني ذا السن الكبير لا أتعجله فإن فيه قلة النشاط وعجزة الولد واجعلي عمود رغبتك في ذا الخلق الحسن ولابس ثوب الشكر وإن كان لا شيء خير من الكبير ذي الحدة وإذا أرسلت فأرسلي حكيماً " قال " فليتني كنت عزباً ما فاتتني حتى أتزوجها " قال " أبو الحسن نشزت أم الصريح بنت أوس وأختها أم إياس وهم من كندة التي في بني كليب بن يربوع على أبي الصريح الكليبي فقالت:
كان الدار يوم تكون فيهاعلينا حفرة ملئت دخاناًفليتك في سفين بني عبادطريداً لا نراك ولا تراناوليتك غائب بالهند عناوليت لنا صديقا فاقتناناولو أن النذور تكف منهلقد أهديتها ماية هجاناً
" وقالت " أم الصريح وكانت هي وأم أياس أختها عند أخوين من بني كليب وكانت الحلال الكلبية ضرة لأم اياس فكانت تفاخرها فقالت أم الصريح غيرة لأختها أم إياس إلا أربعي يا بنت أم قيس أتعدين محصناً بأوس والخطفي بالأشعث بن قيس ما ذاك بالعدل ولا بالكيس فردت عليها الحلال إذا كليب زخرت في الظم ركبت في عرنينها الأشم مالك من خال ولا ابن عم غير هذين فاصبري للذم واعترفي بالرفقة الأصم رفقة ذي شقاشق هلقم " وقال " تزوج العجاج دهناً بنت مسحل من بني مالك بن سعد بن زيد مناة فنافرته إلى إبراهيم بن عربي والي اليمامة وزعمت أنها بكر وأنه معها على فراشها امرأة لا تصل إلى النساء فقال إبراهيم لعلك تعازين الشيخ وتمنعينه فقالت والله إني لأقيم له صلبي وأرخي له بادي فقال العجاج والله إني لآخذها العقيلا الشغزبيه فقال إبراهيم الشغزبية التي أهلكتك انطلقا فقد أجلته سنة فقال العجاج:قد زعمت دهناً وظن مسحل
أن الأمير بالقضاء يعجلعن كسلالى لي والحصان يكسلعن الضراب وهو طرف هيكل
فقالت الدهنا:
أقسم لا يمسكني بضمولا بتقبيل ولا بشمولا بغز يسلي غمييطير منه فتحي في كمي
فندم العجاج فقال:
إن تكن الدهنا غدت في دارها
عامدة لفلج أستارها
فلم أكن مللت من جوارها
كان ضوء الشمس في حفارها
وعجز يرتج في اسمرارها
فقالت الدهنا:
والله لولا كرمي وخيريوخشيتي عقوبة الأميرورهبة الجلواذ والترتورلجلت عن شيخ بني البعيرجول قلوص صعبة عسيرتضرب حنوي قتب مأسور
فمكث سنة ثم جاء بهن ضعيف وقال:
وفالق الحب والنوىلقد مددنا يدنا تحت الكرىتحت رواق الليل والله يرىلم أرَ كالله شهيداً يدرى
" وأنشدني " عبد الله بن شبيب قال قال مصعب الزبيري قالت امرأة توصي ابنتها:
لا تنكحي شيخاً إذا بال ضرط
أملاً اني تحت حصية شمط
رخو الدلاة عاجزاً إذا افترط
والتمسي أمرد يستاف الغلط
لمثله تتخذ الخود النقط
إذا تدانى ساعة ثم أمعط
يجبذ جبذ البعير نفسه إذا انحط
قال فرد عليها الزوج:
يا رب شيخٍ بفوديه الشمط
محتلج المتنين محبوك الوسط
يحمل جرداناً كمحراش الخبط
إذا استدر عرقه ثم امعط
بفيشلة فيعا كالرأس العطط
لو زاحمت ركن جدار لسقط
إذا رآها الأمرد البرك ضرط
أو صادفت جارية ذات نقط
ظلت تفرى جلدها من الفرط
ولم تسمع حفظ رحلها من الفلط
وقال امرأة تزوجت غلاماً غراً فقالت:
ويلك يا سلمى رأيت بعلي
شنظيرة انكحنيه أهلي
غشمشماً يحسب رأسي رجلي
لم يدر نيك النساء قبلي
" قالت جارية " من الأعراب في زوجها وزوج أختها:
أسيود مثل القرد لا خير عندهوآخر مثل الهر لا حبذاهمايشينان وجه الأرض إن يمشيا بهاوتخرى إذا ما قيل من فاهما
" يقول الشارح " وقد ورد في الأصل بعد الخبر السابق خمسة أبيات لامرأتين يذما زوجيهما وقد سبق ورودها قبل ذلك فأغفلناها الآن تفادياً من التكرار " ولبعض " المحدثات تذم زوجها:
يا من يلذذ نفسه بعذابيويرى مقارنتي أشد عذابمهما يلاقي الصابرون فإنهميؤتون أجرهم بغير حسابلو كنت من أهل الوفاء وفيت ليإن الوفا حلى أولي الألبابما زلت في استعطاف قلبك بالهوىكالمرتجي مطراً بغير سحابيا رحمتي لي في يديك ورحمتيلي منك يا شيناً من الأصحابيا ليتني من قبل ملكك عصمتيأمسيت ملكاً في يد الأعرابهل لي إليك إساءة جازيتهاإلا لباسي حلة الآداب
المشاركات الشائعة
-
ابراهيم فرغلي م ا يراه النهد على جسر خشبي عتيق مطل على ضفة مياه ضحلة، تسبح قريبا منه سبع بطات، جاءت تلك الفتاة عارية كما حلم جميل، عشرين...
-
الجنس المقدّس فرح جبر كيف نكتب عن علاقة الجنس بالدين؟ من أي باب ندخل في لب هذا الموضوع المعقد والشامل؟ كيف نصل الى الاستنتاجات الوافية حو...
-
تأملات تراثية في التعابير الجمالية لجسد المرأة أ. د. علي أسعد وطفة يتأصل الجمال في طبيعة الإنسان فالله قد خلق الانسان على صورته وهو جمي...
-
قصــــــــــائد إفرات يروشالمي المعروفة باسم شيـــــز shez ترجمة نائل الطوخي كسك عضاض "كسك عضاض"، قالها بصوت عال. "...
-
الحبيب السالمي حكاية سعاد قصة قصيرة يسمونها "قحبة بلفيل" ولكني احبها سعاد غرس الله. احب ابتسامتها. احب جرأتها. صوتها. حركة يدي...
-
إبراهيم طوقان يـــــــا شهر ايّـــــار فل وورد ووغيد في البجامات يا شهر ايار يا شهر الكرامات واتلو الزبور كتابا غير ذي عوج هيهات مثله...
-
خطبة داعرة لأحد الأئمة مأخوذة من كتاب “نواضر الأيك في معرفة النيك”! تأليف الإمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الحمد...
-
رسالة حبي المدينية إلى ابنتها من كتاب الإمتاع لصالح الورداني في وصية حبيبة المدنية انه قالت لابنتها قبل أن تهدى إلى زوجها:أني أوصيك بوص...
-
نساء صنعن أيامي حازم سليمان صغيرات، كبيرات، خبيثات، طيبات، بائسات، بارعات، حنونات، قاسيات، جميلات، بشعات، صادقات، مدَّعيات، عاهرات أو ...
-
2 من كتاب : نزهة الجلساء في أشعار النساء السيوطي مهجة بنت التياني القرطبية مهجة بنت التياني القرطبية. قال في المغرب: من أهل المائة ال...
الاثنين، 20 ديسمبر 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق