المشاركات الشائعة

الاثنين، 20 ديسمبر 2010

ليلة الحلاوة
السيد زرد


حلت ضفيرتها. أعادت تمشيط شعرها. تأملت وجهها في المرآة. نزعت شعيرات شذت عن خط الحاجبين. عبثت أناملها بأدوات زينتها. تأملت قوامها. مالت لليمين، ثم لليسار. انحنت. راقتها رجرجة الثديين. كشفت عن ساقيها. مسّدت خصرها .

هذا الليل طويل. تجمع ساعاته ودقائقه. تنثرها. تلملمها. تحصيها. لا ينقص منها شيء. وحدها عليها أن تنفق هذه الليلة .

سافر الأبوان الاخوة الذكور، ولا مفر من أن تنفرد بنفسها لتواجه جسدها البكر وسنوات عمرها الثلاثين .

فاجأها الغناء عن الحب والأشواق. كانت الجارة، التي ارتحل زوجها للخارج، قد أطلقت صوت المسجل. لا بد وأنها هي الأخري أبهظتها الوحدة، وأثقل عليها الليل والجسد. لكنها - بالأقل - لديها عزاء: أن رجلها سيعود، وعندها من الذكريات ما تسري به عن نفسها، إذ نالت نصيبا من ملذات الجسد. إنما هي بمَ تتعزى، وكيف تتسري؟!.. هي التي سمعت عن الحب، ولم تعشه. شهدت كل الأعراس، ولم تنل زوجا. نضج جسدها منذ أزمان، ولم يُقدم أحد علي قطف ثمراته .

مايزال الليل يراوح في مكانه. وهي مائلة " البخت " مسكورة الجناح. يمزق روحها تأسف الأهل لحالها، ومصمصات الشفاه. لا يتيحون لها فرصة للتعايش مع عنوستها وارتضاء نصيبها، مثلما لم يتيحوا لها أية إمكانية للتمرد علي أوضاعها .

أطلت من النافذة. أبصرت الجارة ترتدي ثوبا شفيفا، وتُدلي نصف الصدر خارج الثوب والشرفة المواجهة. همّت بالتراجع. اشارت الجارة بيدها المثقلة بالذهب، وتساءلت: أسافروا جميعا؟. أومأت بانكسار. تفهمت الجارة، وأشارت أن تعالي. أبت، فقررت الأخري المجيئ.

انزعجت من حضور الأخري في هذا الوقت من الليل. فرحت، إذ عثرت علي من تقاسمها ثقل الوقت .

علي السرير المرتفع، جلستا تغزلان الحكايات. خيوط الكلام الصوفية كرت. لفت، ودارت، وانتهت دائما إلي الرجل: مبعث الشقاء والبهجة. ظل الله، وطفل الشيطان. تسرسب الكلام، حتي فاض وعاء الوجد والخوف والرغبة. اقترحت الأخري، وقامتا تنفذان .

خدر رقيق يسري في ذراعها، وهي تُقلب السكر في الماء المرفوع علي الموقد. تصاعدت رائحة الليمون والسكر المذاب .

أمسكت الأخري بالعجينة تبردها - بمرح - بين يديها، ووجهها يتوهج. تغالبت علي خجلها، ومدت ذراعها . نشطت الأخري تزيل الشعيرات النابتة من الذراعين. بين آن وآخر تربت علي الصدر. تخبط علي الكفل. تطلق صوتا " قبيحا ". مالت علي الساق. تمنعت، وقد ارتفع وجيب قلبها .

رفعت ثوبها أعلي الفخذين. شرعت الأخري في إزالة شعر الساقين، وتخففت - هي أيضا - من ثيابها .

ارتفعت حرارة جسديهما المتعرقين. إرتعاشة ما ألمت بهما. تضامتا بقوة، وأجهشتا بالبكاء .

ليست هناك تعليقات: