المشاركات الشائعة

الجمعة، 10 ديسمبر 2010

سهرة حمراء.. مع بوذا


إبراهيم المصري



[align=justify]
حقائق الأشياء

لا حاجة لي.. بأوصاف زائدة...
يكفي أن تكوني في بنطلون الجينز حتى أقول: كم أنتِ رائعة...
والرشاقة وحدها تكفي.. لأنكِ فيها.. بالقميص الذي أحبُّ دائماً أن ترتديه أزرقَ مطبوعاً بالأحمر من قلوبٍ صغيرة...
وأعلم أنَّ أبيضَ قلبك شاسع.. حتى أنه يمتد بطول براءةٍ تربي الحمام والأطفال.. وتصبر حتى يحلـِّقون فوق جداول من ثرثرة الحلم...
هنا.. أراكِ أيضاً.. حمامة بيضاء.. تطير من جدول إلى جدول وتوصي الماءَ أن يكون نقيَّاً في صفاتهِ التي قد يعكرها الغضب...

أنتِ.. لا تغضبي سريعاً.. وإنما يأخذ الحبُّ يدك إلى صندوقهِ كي تحملي الهدايا إلى المسيئين...
هُم.. يصفونكِ بالجمال.. وأنا أصفكِ باسمك.. وهذا يكفي.. كي لا يخرج القمر عن مدار عينيكِ...
أنتِ.. جميلة.. ما الجديد في هذا؟؟
إلا أنْ تقبـِّليني لأعرف مذاقَ فؤادكِ المسكوب من عسل صافٍ ومن رحيل دائم في الموسيقى...
أفكر فيما لو كنتِ.. أكثرَ من امرأة.. وأقل من ملاك.. قرر أن يكون دنيويَّاً.. وهكذا اختلى بنفسه قبل أن يخرج أنثى تحمل أيضاَ حلمَ أمومةٍ لثدييها...
وتدخن أحياناً.. بمتعةِ العاشقة...
تصوري.. أفكر أنْ لا أفلت خصرك.. فأنا شغوفٌ بحقائق الأشياء.. وأنتِ على الأرض حقيقة امرأةٍ تمشي بعينين رائعتين.. أتوهم فيهما دائما جنتين من شغفٍ وحنين...
وأعرف عن صفاتك.. ما يكفي.. لكي أشعر بالرضا عن الحياة.. لأنها خبأتكِ حتى أصل مبهوراً إلى اختصارك في كلمةٍ واحدةٍ تعني.. الضوء
مرةً نكون معنا.. وأضع يدي على صدرك.. مُلتقطاً دقاتِ قلبٍ تعينني على الصلاة.. ولن أعفي جسدكِ من المشاغبة بلمس أنوثته...
لا يذهب بكِ الخيالُ بعيداً...
إنما.. أنتِ.. وما تعطين من كرم فائض.. كونك في حقيقة اليقين الذي يجعل منكِ الأنثى ومرآتها.. ويرفع صوتكِ إلى ارتطام الفراشات بأنـَّات الناي...
صوتكِ عميقٌ للغاية وأنا أفكر أنْ أسقط فيه إلى أن أصل إلى الطبقات السفلى من مياهٍ رائقة.. كأنها المرآة التي يمشط فيها الله كلَّ صباح ضفائرَ رحمته قبل أنْ يرسلها إلى الناس أمطاراً غزيرة...
أنا لا أبالغ.. ولا أحتاج إلى أوصافٍ زائدة.. لكي أحبك.


البيانولا

أخبريني.. وأنتِ تحت الماء تغتسلين.. إنْ كانت الموسيقى التي أرسلتها لتدليك جسدكِ.. دافئة ؟
أخبريني إنْ كانت الموسيقى ناعمة في التفافها على جسدك مثل لبلابٍ تهيِّجه بشرتك.. وإنْ كانت الموسيقى في مرورها على سرَّتك.. تنفخ ناياً ليقظةِ الوجد...
كنتِ تركضين على حافةِ روحي.. كأنما تسابقين نهراً في انطلاقه إلى إغاثة صحراءٍ أهملها الله في فؤادي...
إنه شاسع إلى حدِّ أنَّ أوركسترا كاملة من ذئابٍ تقيم فيه ، وتعزف في الليل على حدقاتٍ تقلبُ جمرَ شوقها إلى الجنون...
كنتُ أحملُ البيانولا وأعزف تحت نافذتك.. لحناً مجلوباً من صندوق موسيقى يرش الأزقة والقصائد.. والآن لا أعرف إنْ كانت وظيفة الـ dg.. كافية.. لكي أرش جسدك بموسيقى صاخبة حتى تخرجي من الحانة مغمورةً بعريك...
لقد تغير الزمن.. وإنْ لم يتغير نهدكِ في سباحته تحت رغوة الصابون وتحت شفاهي التي تواقع النهد ليلاً.. وفي الصباح تسبُّ أنوثته...
إنه انفصام وجهي الذي لم يتعلم الأدب.. كي يحفظ مودتنا في الجنة.. أيتها المرأة التي غامرت بعذريتها كي تفض بكارتي...
لم يكن في الجنة موسيقى كما تعلمين.. كان فيها أنْ نغطي عرينا حتى تكف الملائكة عن الضحك...
وحين هبطنا إلى الأرض.. أحببتك عارية.. ثم غطيتك بالقوانين.. ملكية خالصة لسوء أدبي...
سوف تسامحيني.. أعرف.. لكنني لن أتمكن من إعادة الزمن إلى الوراء.. إلا في حلم تكون فيه المرأة.. مستقبلَ العالم.. كما قال أراجون.. هذا الرجل الذي أحب إلسا وأهداها كتاباً لازلت أبحث عنه في عيون رجال حالمين.
end of video clip
لماذا تدوزن المغنية مؤخرتها حينما تغني.. مُترافقاً ذلك مع فم نصفِ مفتوح، تسيلُ منه قناديلُ بحر هلامية،
لم يبهرني في الحقيقة غيرُ ظلال بين نهديها.. لكن الكاميرا منهمكة في لقطاتٍ سريعة zoom in / zoom out.. كأن المغنية تمارس الجنس مع شبح،
ما يبهرني أيضاً أنَّ مُرَاهقتي لا زالت كاملة ، رغم تساقط أسنانها.. ولا أعرف إنْ أعطتني المغنية ثديها يوماً، هل سأكون قادراً على عضـِّهِ أم لا؟
ما علينا...
فأنا من عشاق الغناء الذي يفيض باللوعةِ والهجر.. لكن لماذا تهجرني المغنية هكذا.. غائبة في طريق طويل ينتهي بلقطة out of focus... فلا أتمكن من التحديق بروحي في مؤخرتها.. وأنا الذي أعاني من ضعفِ بصر مزمن، تزيده المغنية بفساتينها المثيرة خجلا وفضولاً،
لا يظن أحدكم أنَّ المغنية جميلة.. إلا أنْ تجلس على أريكةٍ واسعة ثم تبدأ في غنج.. ينتهي باغتصابِ الأزواج لزوجاتهم في غرفِ النوم...
المغنية هذه المرة كشفت كتفيها المصقولين مثل رخام مغسول بالمطر، لا أملك صورةً أكثر إبهاراً غير أن أضع يدي على كتفها، مُنتهزاً الفرصة حين تتأوه المغنية بالغرام.. فأترك يدي لانزلاقها إلى ما يحطم الأخلاق العامة...
الحقيقة أن المغنية كانت تركب حصاناً أو يختاً.. والفرق بين الاثنين هو الفرق بين الريح وممارسة الجنس فوق موجة،
ورغم كل هذا لم أفهم من المغنية شيئاً ممَّا تثرثر به عن حبيبها الغائب، الذي يظهر أحياناً في لقطاتٍ مُعتمة مفتولَ الذراعين...
الحمد لله.. أنَّ ذراعيَّ ليستا مفتولتين حتى لا أحطم المغنية النحيلة الجسد حينما أحتضنها.. وحينما تدوزن مؤخرتها، فأربت على المؤخرة بيدي قائلاً.. ما أجمل صوتك بشرط.. أن تكوني عارية تماما...
end of video clip
end of poem..



نهداكِ.. يسكران وحدهما

لا تخافي.. لن أفعل شيئاً أكثر من إيقاظ قلبكِ.. قائلاً له: صباح الخير.. سوف يجلس على السرير قائلاً: صباح النور
أبتسمُ لقلبك الذي يرد التحية ثم يفتح الباب لدخول ضوءٍ أزرق يقود البحرَ إلى عينيكِ...
أساعد قلبك على ارتداء ملابسه، ليس لأنه لا يستطيع أن يفعل ذلك.. وإنما أود أن أراه في قميص صيفي مفتوح من الصدر.. لا تخافي.. فأنا لا أقصد صدرك في أنوثته، وإنما خيالي وما يلمسُ في شروده إليكِ.. وحتى إنْ كنت أقصد صدرك، فأنا أعرفه بنهدين يسكران وحدهما مثل ينبوعين في الصحراء...
هل أنتِ في الصحراءِ أيضاً.. حتى أدعوكِ إلى الخروج منها.. إلى حياةٍ يكفي أن تلمسيها حتى نراها كرةً ملونة تلهو بها النوارس...
ليتنا نلهو مع النوارس.. أو نلهو مع القطط في بئر السلم، مثل مُراهقين يتبادلان القبلات قبل أن يصعدا إلى دروس الحساب والجغرافيا...
إنني أفكر أولا في جغرافيا روحك.. تلك التي تبدو مثل البحر في غموضه على شعابٍ مرجانية...
ثم أفكر في الحساب وأنا أعدُّ أقماراً لا تنتهي في مرورها على وجهك.. كأنها ملائكة بأرغفة الأحلام التي تبدو باردة وتحتاج إلى قلبٍ يسخنها...
افتحي قلبكِ إذن لمرور الضوء، أو لمرور أحلام تعيد تجديدَ فؤادك، وتغرس فيه نباتاتٍ ليست للظل، وإنما لانفلات شعرك الأسود مثل موجةٍ نسيها الليلُ على أصابع الفجر قبل أن يذهب للنوم...
يأخذ الليلُ قلبكِ معه إلى النوم ولا أعرفُ من منهما يحتضنُ الآخر.. أعرفُ فقط أنني أحتضنك.. كما أحتضنُ موسيقى تغفو هادئة على الصدر.. وتنتظر أن توقظيها مثل امرأةٍ توقظ رغبتها.


البيرة

يقصيني الصداع النصفي.. بيدٍ غليظة.. إلى حافةِ البكاء...
لقد شجَّ الصداع رأسي ووضع كيسَ ملح مثقوباً حتى يتغذى جذع المخ جيداً، ويصبح العمود الفقري شجرةً مِلحية تئن من نسمة...
كان دمعي مطاطياً.. يتخثرُ كلما حاولت إفراغه من إناء العين.. ويقولون.. إنني من النوع الذي يخزَّن حزنه في القلب كي لا يجوع حينما يستنفد الناس أحزانهم...
في الحقيقة.. أنا خائف من بكائي الذي يبدو كساقيةٍ مُصابةٍ بالربو..وكلما التقطتْ أنفاسها.. أفرَغتْ من فمها بركة دم.. دفعة واحدة...
لماذا الإقامة في الحزن هكذا.. كأن البيرة أصبحت شراباً مُحرَّماً بقرار دولي.. رغم أنها من حنان تسكبه الحنطة في بكائها الصامت...
أحتسي فناجين القهوة.. كأنها خطابات سوداء من ذئابٍ ضلـُّوا طريقهم إلى صدري.. ومزج القهوة بالهيل يشبه جنازةً ترفه عن نفسها بالإصرار على الذهاب ليلاً إلى المقبرة...
كلُّ شيء يبدو مُتعفناً إلى الدرجةِ التي أصبحنا فيها نحرِّمُ القبلات.. مع أن القبلات مثل البيرة تنعش طرقاً خالية من أشجار تعبئ حقائبَ المسافرين بالظل...
لا قبلات إذن ولا بيرة.. ولا حتى فودكا تضلل قلبي بأنوثتها الحادة.. وتلقيني على ظهري صريعاً مثل عصفور يظنُ قطعة الحشيش ثمرةً خالية من الكحول...
كلها أوهام تلازم الحزن.. ولا تشفيها دموع أطبقتُ عيني عليها فتسربتْ بملحها إلى الفؤاد...
هل ابتلعتَ ريقكَ مرةً.. هل كان مُرَّاً.. هل كرهتَ أن تعيد نفسك إلى جوفك بعد أن كنتَ قادراً على بصق فؤادك.. هل كرهتَ الحزن وتمنيت مثلي أن يكون فمك شغوفاً بحلوى غزل البنات.. بقبلةٍ.. بكأس بيرة تطفو رغوتها مثل هواءٍ منعش قرَّر أن يجفف الثيابَ الداخلية من عرق يسكبه القلبُ غزيراً كلما.. سلقته الحمَّى.



ليست هناك تعليقات: