المشاركات الشائعة

الجمعة، 24 ديسمبر 2010

رجل اختزل نفسه في عضوه!


وجيهــة الحــويدر


لا... لست انا..لماذا قبلت بها وبكل ما تحلم به معي؟؟ كيف اتدارك هذه المصيبة قبل أن تتفاقم وتلوك سنوات عمري المتبقية؟؟ انا لم أُخلق لكي اقضي حياتي كلها مع امرأة واحدة.. انا اؤمن بالتعددية.. وحرية الجسد.. مثل "ميلان كونديرا" ذلك الرجل الذي لم يحتمل احد ظله.. كان يعرف ان النساء في الفراش لسن سواسية..
تلك المرأة التي تلف شباكها حولي تدرك ذلك جيدا اني لست لها وحدها.. لذلك زواجاتي السابقة لم تستمر.. انا لست من هؤلاء الرجال الذين يخادعون انفسهم ويصرّون على كبح مشاعرهم، واحيانا خنقها كي ترضى عنهم زوجاتهم والآخرون..
كيف اشرح لها ذلك؟؟ كيف اخبرها بأني ما زلت اضاجع النساء اللاتي يعرضن انفسهن علي بدون تردد وبدون ذرة خجل أو حياء..؟؟ كيف اقول لها اني حاليا اهوى امرأة اخرى..؟؟ وأني اضاجعها كلما سنحت لي الفرصة.. انا اعرف نفسي جيدا.. انا رغبتي في النساء قصيرة الأمد، وكثير ممن عبرن بدربي لم تتعدَ صلتي بهن حدود الجسد... وبعدها لا اذكر حتى اسمائهن.. انا أنتهي لو واصلت مع زوجتي هذا النمط من الحياة.. آآآآآه.. الزوج المخلص الملتزم لأمرأته!!! لا..لا.. لن استمر.. كانت امرأة مثيرة ومحيرة حين عرفتها في البدء.. لكن بعد أن تطورت علاقتي بها اصبحت مثل سائر النساء.. بهت كل شيء بيننا.. اقحمتني في دوامة الروتين وفي عش وعصافير وفراش دائم بيننا.. هذا ليس انا.. هذا ليس أنا..

فجأة سَمِعَ صوت المفتاح وهو يتحرك في مكانه الذي اعتاده... توقفت هواجسه فنهض من مقعده بروية وكأنه ينتظر قدر وخيم التداعيات، واذا بالباب ينفتح وتدخل المرأة التي سرقت منه حرياته وصفاء ذهنه وعربدته التي يتلذذ بها.. ولجت غرفة الجلوس وهي ممسكة بيد طفلتها التي لم تبلغ التاسعة بعد، وفي اليد الأخرى كانت تحمل كيسا فيه بعض الاغراض التي تبضعتها من البقالة..

ركضت الطفلة مسرعة الى والدها فجلس على ركبتيه ليحملها وينهض بها معه، ويلف بها في فضاء الغرفة، وكأنه لم يرها منذ سنوات طويلة.. طفلته هي السبب لمواصلة كل شيء يقوم به.. ملهمته في ابداعاته الشعرية والنثرية.. معظم نجاحاته كانت بإيحاء من حبه المندلق لأبنته.. زوجته كانت تدعمه دائما وتسانده في كل ما يقوم به.. لكنه يظل ينظر اليها كقيد يحجبه عن عالم النساء المتأجج، ويمنعه عن الخوض في اسراره المثيرة.. ذاك العالم الذي يجد نفسه فيه.. فهو لا يحس ولا تتحرك قرحيته الابداعية سوى حين يكون بين احضان انثى .. فكل انثى بالنسبة له "مصباح الكون" ولا بد أن يستدل على نورها، ويفترش فخذيها، ويحتسي رحيقها، ويرتشف حلمتيها، ويتدغدغ بتحسسها حتى الثمالة...

انزلَ ابنته على الارض وهي فرحة بتلك اللفة الجميلة والتي تنتظرها منه كل يوم حين تعود مع والدتها من المدرسة. قبـّلته ابنته في الخد بطرواة ناعمة واتجهت الى غرفتها لتقوم بشؤونها اليومية الصغيرة..

اتت زوجته اليه وألقت عليه بنظرات لم يعرفها قط.. شعر بقشعريرة في جلده المزدحم بالشعر المجعد الداكن.. اراد ان يهرب بنفسه عن اجواء المكان لكنه لم يستطع ان يحرك ساكنا.. ظلت زوجته تحدّق فيه للحظات. كانت نظراتها كالسياط الملتهبة من شدة حدتها.. حينها ادرك ان ايامه معها قد شارفت على الإنتهاء.. لكن وجد انه لا بد ان يثقب جدار الصمت .. ويسأل ببلادة
- ما بك؟؟
اجابت ببرود قاتل
- الآن تيقنت..
من نبرة صوتها عرف ان هذه هي اللحظة التي عبرت به لمئات المرات كلما ادركت امرأة انها ليست الوحيدة في حياته.. يعرف كل التقاسيم .. ويفهم كل تفاصيلها التراجيدية.. لكنه لا يحس ابدا بمرارة الألم الذي يسقيه لنسائه مهما اظهر تعاطفه معهن..

واصلت كلامها بسكينة وثبات بعد ان تنفست الصعداء وقالت:
-الآن تيقنت انك رجل لا يرى من المرأة سوى جسدها.. لن تجد سوى ما اردت ان تراه لنفسك.. افخاذا... ونهودا.. وفروجا ملتفة بشعر مبعثر بفوضوية على العانة.. هذا كل ما هنالك لك من النساء.. فطوبى لك يا من اختزلت نفسك في عضوك الهائم بلا بوصلة.. طوبى لك وللفروج التي تلعقها..


* كاتبة سعودية

ليست هناك تعليقات: