المشاركات الشائعة

الأحد، 19 ديسمبر 2010

امرأة حاسرة الجسد
عباس موسى


البابُ موصدٌ تماماً
لا… بل أنه مقفلٌ حتى…..

كومبارس

- المُشاة:

مرَّ بعض النسوةِ،… نظرن إليها من خائنة الأعين، تلكأت إحداهنَّ..غضّت أخرى… استغفرت رابعة…. انجرت إحداهنَّ حين اجتزنها بشارعٍ واحد وضحكت البقيةُ أيضاً، استمرّ الحديث عنها حتى دلفت كل واحدةٍ منهنّ البيت.
الصبيةُ المراهقون نظروا بشهوانيةٍ إلى الجسد العاري من كل شيء، تتبعوا مساحات الجسد الأنثوي… تنهدوا، حين أمسى المساء ناموا حالمين بمساحات الجسد الأنثوي ذاك.
ولدٌ صغير تاركٌ ليده التدلي من يد أمه التي تمشي بهدوء، مرّوا بالعارية تلك، لكز أُمهُ وابتسم ابتسامة كبيرة، نظرت الأم بحركةٍ خاطفة ابتسمت لكن في سرّها، نظرت إلى ابنها بجدية ومضت.
مُتدينٌ يحثُ الخطى، حين رآها حاسرة الجسد استغفر ربَه بصوتٍ مسموع:
- لا لم يعد يكفي سفور الرأس، بل سينزلون بثيابهم شيءً فشيءً حتى الأسفل؛ أسفل النار.
إنهُ آخرُ الزمان…لا بُدّ أن يظهرَ اﻟ …….. لاڊ ……….
……………………..

– الخطاط \ زُهراب\ :

/ على بعد مسافةِ صياح بائع الجوارب /
راحَ يُخطط بسرعة وجنون / امرأة حاسرة الجسد /
علّقها بقرب النهد، بل أسفل منه بعدة أصابع .

– المصوّر \ آرام كريكوريان \ :

التقط عدة صور من زوايا مختلفة محاولاً ألاّ يوقظ أعين المارة، بهدوء يُلقي ضوء فلاشه على الجسد.

- الجسد:
مساحات الشعر تبدو باردةً لا روح فيها، الرقبةُ الملساء تدنو من الروح حين تكون المسافة كافيةً
لهذا الإحساس، النهدان يبدوان في قمة عنفوانهما وكبريائهما، الفخذان رشيقتان أكثر من المعتاد تثيران الشبق.
الباب الموصد: … بل المقفل :
حين جاء من فترة الغداء استقبله الجيران من أصحاب المحالّ الأخرى:
– كيف تترك الجسد اﻟ /مني كان /عارياً ؟
لطم وجههُ باستحياءِ من الموقف الحرج، وراح يبحثُ للجسد اﻟ / مني كان / عن الثياب.

كواليس:

المشاة:

النسوة / حين دخلن فراش الزوجية أخبرت كلّ واحدةٍ منهنّ زوجها عن الخبر بشبق.
الصبية / كان كل واحد منهم قد استنم طويلاً
الولد الصغير / بكى بشدة في البيت وهو يحاول أن يكشف صدر أُمه يريد من أمه حليباً.
المتدين / يبدوا أننا يجب أن ننتظر الحواري كثيراً

الخطاط:

أخذ صورةً من آرام كريكوريان وعلّقها في غرفته المستأجرة .
المصور / آرام كريكوريان / :
يودّ أن يفضح الشارع على أنها صورة حقيقية في ذلك الشارع المحترم الذي لم تدعه الحضارة
أن يتعرّى إلى هذا الحد.



عباس موسى / كاتب سوري/

ليست هناك تعليقات: