المشاركات الشائعة

الخميس، 16 ديسمبر 2010

ليلة بقرب الحبيب
مقطع من رواية
لانا عبدالستار

خرجت من الجاكوزي لينة الاطراف، فقد داعبت المياه الساخنة المتدفقة من كل صوب خلايا جسدي المرهق. مشيت على الرخام الأسود تاركة خلفي آثارا بخارية لقدمي. تشرنقت المنشفة البيضاء الحريرية حول صدري وبطني ممتصة الماء المتقطر ورحت أداعب شعري بزيت الشعر وانا خارجة من الحمام مدندنة لحن أغنية عاشقة ومسكينة والنبي.

كان يومي مثقلا بالعمل كالعادة فبالرغم من ان الاعتقاد السائد ان الايروبكس هو لعب ومرح يخلو من أي مسؤولية الا انه في حقيقة الأمر يختلف كثيرا عن هذا، فمديرة النادي مدام لونا تفقدنا الاستمتاع بالعمل من شدة حرصها على ان يبقى نادي الفراشة للياقة البدنية الأفضل دوما.
يبدو ان هناك رسالة على الموبايل وثلاث مكالمات لم يرد عليها، انها ريم الرسالة تقول: لا تنسي غدا هو الرابع والعشرون من حزيران انه موعدنا مع أختصاصي الباراسيكولوجي.

كيف لي ان انسى؟. بعد ان غادرت النادي عصرا توجهت مسرعة نحو بوتيك touch me هو متخصص باللانجري وقد تعرفت عليه من ريم وانا أجوب معها الأسواق أثناء التحضير لزفافها. منذ ذلك اليوم وهذا البوتيك لا يذهب من مخيلتي فالملابس الداخلية وقمصان النوم التي يحتويها شيء يفوق التصور من حيث الفخامة والشياكة كما انها تجعل اكبر شنب يصبح كالطفل الصغير. دخلت البوتيك محرجة فهذه اول مرة سأشتري شيئا كهذا ومع ذلك لم أتردد كثيرا فمنذ وقعت عيناي عليه عرفت انني عثرت على ضالتي لانني اعرف ذوقه واعرف انه سيعجبه ويطير عقله به فهو اسود اللون بخيطين رفيعين على الكتفين مع دانتيل مخرم على الصدر، عاري الظهر مما يتيح للتاتو الذي اسفل ظهري ان يظهر بسهولة. هو من حرير خالص ينسدل برقة ليصل الكاحل بكل سلاسة فاضحا كل بروزات الجسد وانحناءاته. لم ابال للثلاثمائة دولار التي طلبتها البائعة وخرجت مسرعة فعلي الكثير من الواجب انجازه اليوم قبل ان يحل المساء.

انزلقت المنشفة الحريرية بخفة عن جسدي على أرضية غرفة النوم أمسكت بلوشن الجسم الفيرزاتشي ورحت ادهن برفق ابتداء من عنقي ومرورا بذراعي هابطة حتى أخمص قدمي فأنفه النزق قد يصل الى أي ملمتر لذلك يجب ان يكون معدا بعناية فائقة. ياله من لوشن رهيب فلرائحته الزكية مع الذرات الذهبية المجبولة به هارمنوي عجيب. لم أتردد لحظة عندما عرضته علي خبيرة التجميل اليوم بعد ان همست باذنها اريد شيئا مميزا لليلة نادرة الحدوث ابتسمت الروسية بخبث وتناولته بخفة من احد الرفوف واعطتني اياه وفي عينيها نظرة من يعطي احدهم اكسير الحياة وكان دوما يقول لي ان حاسة الشم هي الأهم والأكثر اثارة للرجل .

بدت علبة المناكير التوتية اللون بديعة. أمسكت بالفرشاة بعناية بالغة ورحت اطلي اظفرا تلو الآخر لأصابع يدي وقدمي نافخة بهدوء على كل اظفر. كان هذا اللون هو المحبب الى قلبه فقد كنت أضع منه على اظافري عندما التقينا اول مرة فعندما كنت أملأ المعلومات عنه في اوراق خاصة لمنتسبي النادي كنت اسأله عن اسمه ومهنته وعنوانه وتاريخ ميلاده بينما صرح لي فيما بعد ان عينيه كانتا تسترقان النظر إلى كل ما في وان طلاء أظفاري التوتي كان يلمع في وجهه.

تركت خصلات شعري على حريتها لم انمقها. كان ينكد علي نهاري ان سرحت شعري او رفعته كذيل فرس قائلا: احبه حرا طليقا مبللا لا تخنقي شعرك بحرارة او بامشاط قاسية التغيير. الوحيد الذي كان يرغب به هو التلوين واللون البيرغندي هو المفضل لديه كلون شعر نادية عبيد وهذه الليلة شعري مشتاق لانفه يشتمه ولأصابعه تلامسه.

كنت مصرة على ان يكون كل شيء يروق له ولذوقه هذه الليلة لذلك رحت اعد نفسي بحيث أعجبه وضعت مكياجا خفيفا بالوان برونزية فاتحة تعطي شكلا ارستقراطيا هادئا وارتديت عقدا وقرطين وأساور دقيقة متعددة تصدر صوتا لاقل حركة اتحركها. لطالما آثاره هذا الصوت خاصة وانا احرك يدي وانا اتكلم. ارتديت قميص النوم ورحت اذهب واتي أمام المرآة ناظرة الى جسدي من زوايا مختلفة لأتأكد من ان اختياري قميص النوم كان مناسبا. جلست على حافة السرير ورحت اضع قدمي في الحذاء الاسود الذي يكشف عن اصابع قدمي المطلية ويرتفع عشرة سنتمترات عن الأرض بكعب دقيق. كنت قد اشتريته اليوم عصرا أيضا بعد ان بحثت مليا عن حذاء مناسب لمقاييس الأنوثة الطاغية من نعومة وجمال .

كانت المعضلة الحقيقية في قائمة مشترياتي اليوم هي الويسكي فلم ادخل يوما مكانا يبيع المشروبات الروحية والويسكي كان مهما لحفلة الليلة قلت لريم كل شيء بيتدبر بس الويسكي كيف؟. فكرت مليا وبعدها قفزت من عينيها نظرة العبقرية وهي تقول ما النا الا بطرس المراسل دعي الامر علي. وبالفعل قامت باقناع بطرس اننا نحتاج الويسكي لوصفة علاجية واننا لا نعرف من اين نشتريه ومقابل إكرامية مغرية رايناه بعد نصف ساعة يدخل علينا بكيس ورق ملفوف بعناية بشكل اسطواني عرفنا فورا انه احضر لنا البلاك اند وايت أخذناها منه وبسرعة البرق أخفيناها في حقيبتي الرياضية دون ان نحاول حتى التأكد من محتويات الكيس الورقي.

عرجت عصرا بعد مشترياتي النسائية على سوبرماركت سيفن اليفن وملأت العربة بالمكسرات الفاخرة ورقائق الشيبس بنكهة الدجاج زيتون اسود تركي معلب وورق عنب محشي على طريقة اليلنجي محفوظ بالزيت معلب وجميع مستلزمات التبولة ولم انس بيرتي الاسلامية الخالية من الكحول. كنت وانا اجول السوبرماركت أتخيل السفرة وطريقة ترتيبها وأي صحون سأختار وأي شمع سأشعل وفجأة تذكرت الورد أمسكت بالموبايل اتصلت بغسان صاحب محل ارض وورد
ـ مرحبا غسان انا ربا.
ـ اهلين ست ربا كيف الحال؟
ـ تمام غسان الله يخليك بدي باقة ورد احمر جوري الليلة على ذوقك
ـ ولو تكرمي ست ربا اوصلها للبيت او بتمري بتاخديها ؟.
ـ رايحة اغلبك توصلها للبيت,الساعة سبعة مساء منيح؟.
ـ لا ولو احنا في خدمتك ست الكل
ـ شكرا بعذبك معي دايما

ليست هناك تعليقات: