المشاركات الشائعة

الجمعة، 17 ديسمبر 2010

أمينةٌ ببهائها، القصيدة التي عنوانها: هي
عدنان الصائغ
(1)
أمينةٌ ببهائها، الأكثر دهشةً من البحر..

(2)

أمينةٌ بغنجها، المرأةُ التي ليلها أرخبيلاتٌ وولهٌ، تترك نجمومها، على جفوني، وترحل..


(3)

أمينةٌ بخَفَرِها، وهي تطشُّ الوردَ والموسيقى، على شرفات حياتي.. وفي الخفقاتِ التي تتركينها وراءَك، تمشي أيائلُ أيامي، سكرى بحفيفِ ظلالكِ، مختلساً محابري من عينيك السارحتين كالبحر. وأحلمُ بالبحر يسرِّحُ - بين أصابعي - تأوهاتِهِ. وأقصدُ: لجينكِ. وأقصدُ: فيوضات جسدكِ أمام مراياي. وأقصدُ: ما من خمرةٍ تتعتعني أكثر من أنفاسكِ. وأقصدُ: هذه الرمال/ كلما خلعتْ موجةً/ ألبسها البحرُ موجةً اخرى... / هكذا أنا متلبِّسٌ بكِ../ وأقصدُ:


(4)

أمينةٌ بخبلها، تنحني على قميصي، تلتقطُ الموسيقى. ألتمُّ، وقريباً من شفتيكِ المبللتين بالولهِ والفودكا، تتفتقُ شقائقي عطشىً للمعنى... وفي أقصى القصيدةِ، أقصى القلبُ، يجلسُ الشاعرُ مفكّراً بثمالتها وهي تسيلُ على حوافي سريرهِ وأوراقهِ..

كم أحتاجُ من لغةٍ، لأقولَ: بهاؤك خبّلني..


(5)

أمينةٌ بلذاذاتها، تدنو..، وشهوتها تزقزقُ في غاباتِ عينيها كالعصافير..


(6)

أمينةٌ بظلالها، ودلالها، تحكُّ نهدَها بوردةِ القصيدةِ، فيفوحُ الليلُ من حلمتها.


(7)

أمينةٌ بنعاسها، تغلقُ جفنيها عن شواردِ القبلِ، وهي تمسحُ عن نهديها شهواتي العالقةَ كالمطرِ.. أقرصُ أطرافَ قلبي، كيما يهدأ قليلاً.. ناسياً الغروبَ ورائحةَ الغاباتِ العسليةِ تنبعثُ من ابطيكِ.. هذا القلبُ الملحاحُ لن يتوبَ عن حماقاتِهِ.... وحين تصطحبني الشوارعُ إليكِ. أطبعُ قبلتي الهاربةَ المرتبكةَ على ثغركِ المضمومِ كزهرةٍ لما تتفتح. وأقولُ لكِ: أحبكِ أكثر من المطرِ والأحلام..


(8)

أمينةٌ بغرينها، أشجارُكِ نوافذ خضرة.. أطلُّ منها على جذوةِ الينابيع.


(9)

أمينةُ بمكرها، يدنو فمي كعصفورٍ جائعٍ يلتقطُ الكرزَ والقبلاتِ من شفتيكِ الصغيرتين.. شفتاها المعضوضتان اللتان خانتاني كثيراً مع السجائر والكؤوسِ العابرةِ.. و أحبهما..

ماذا افعلُ لذراعيَّ، وهما يطوقانكِ، رغماً عني.


(10)

أمينةٌ بحبقها، عطرها الذي تخلفهُ وراءَها يتحولُ إلى فراشات.


(11)

أمينةٌ بأبّهتها وخِدْرها. هكذا وقفتْ ببابِ الحسنِ، فتحتْ خزانةَ الجمالِ، واختارتْ فتنتَها، ومضتْ..


(12)

أمينةٌ بخلاخيلها، وتحسّراتها. وأشتهيكِ وأنعسُ على سديمكِ/ وأقولُ: هل أستعيضُ عن جسدكِ الممنوعِ بمتعةِ الكتابةِ/ وأقولُ: بِـرِيقِ الكلامِ أكتبكِ/ وأقولُ: كلّّ سطرٍ كَتبتهُ على جسدكِ يفضحني/ وأقولُ:

.............


(13)

أمينةٌ بخببها، تحملني تأوهاتُكِ على سريرٍ من حريرٍ ساخنٍ/ ويا لها من امرأةٍ تذوبُ تحت اللسانِ/ تربّتُ على طَيْري بوجلٍ/ تأنُّ من توقها/ تَشُدِّينَني بأصابعِكِ الملتهبة/ أميلُ إلى صدركِ أكثرَ/ أستشرفُ مرتفعاتِ نهديكِ العاجيين/ وتحتَ تنورتكِ تزحفُ أصابعي/ ألمسُّ نقوشَكِ/ أكوانَكِ/ مَعارِجَ جَسَدِكِ/ عرقكِ حباتُ لؤلؤٍ/ أدقُّ بابَ حائكِ الرّغَاب/ أتحسّسُ تويجَكِ الصغيرَ بأصابعي وفمي/ يا لطعم تلك اللَّدْغة/ ألبطُ في مياهكِ/ أحكِّكِ وتحكِّينني/ أتشربُ لهاثكِ محموماً بما لمْ تفهْ به اللغةُ/ لساني في فمكِ/ يترطّبُ برضابكِ ويسكرُ/ تضطربين بين ذراعيَّ راعشةً/ تحسين دفقَ أعضائي بكِ/ فيلتمعُ جسدُكِ بأسرارهِ ومرجانهِ/ وأنتِ تحتي تتلوين/ تطحنينني بأنغامكِ وتهدّجاتهكِ/ أنسكبُ بين سفوحكِ وخلجانكِ كغيمةٍ/ كلّ خليةٍ في جسدكِ لسانٌ يلحسني/ بينما صهيلي يتصاعدُ فيكِ. ضراعةً واشتهاءً/ ويمتدُّ..

هكذا أتقدّمُ بقدحي الفارغَ إلى الليل.


(14)

وأقولُ: أنظري إلى قصيدتي، أنها مرآتُكِ.


(15)

أمينةٌ..
أمينةٌ بشرودها، وشبقها، وصلاتها، ووحدتها، وأغواءاتها، ويقينها، وشكوكها، وتضاداتها، وترملاتها، وحيرتها، وسكْرها، وسكّرها، و...
و...

أقولُ: أخذتني مني، فكيفَ أردَّني إليَّ..


(16)

كلماتي متشابهةٌ منذ أن هجرتِني، ويداي عاطلتان عن العمل. وأقولُ: ليس جسدكِ بل تلك الروحُ التي تضيئهُ. وأقولُ: كيف أصفُ خسرانَ حياتي ولغتي خسرانٌ أيضاً. أتلمّظُ قبلاتنا التي لمْ نتبادلها. فراشنا الحلمي. فراشنا الواحد الذي نِمْنَا عليه غيمتين بيضاوين. وأقولُ: كم أحتاجُ من عمرٍ وصبرٍ، لأتلمّظَ عسلكِ.. ولا أذوقه. وأقول: أريدُ أن أصلَ إلى أحضانكِ، دفعةً واحدةً، لأحدّثك عن طفولتي ومحابري اليائسة، وكمْ تحمّلَ ظهري من أكياسٍ وسياطٍ.. ولا أقول..


(17)

أمينةٌ بولعها. تضعين يدكِ في يدي، فأنسى كمْ أنا يتيمٌ وحالمٌ وحيدٌ في هذا العالم. وأقول: كلّ هذه الحياةِ المنسيةِ أورقتْ في داخلكَ لحظةَ أن طبعتْ على شفتيكَ أولى قبلها.


(18)

أمينةٌ بلحاظها. لمنْ تشيرُ خواتمي وهذه البداياتٌ مفتوحةٌ على إشاراتِ التوحيدي لا ترى من الرخامِ سوى تماهي شموعِ أصابعكِ الزعفرانية على جسدِ القصيدة.. أنا الفوضويُّ الشفّافُ كالكحولِ وأنتِ امرأةٌ لا تتكررُ في المرايا...


(19)

حياتنا
يا لحياتنا،
أبوابٌ تصطفقُ
وأصدقاء يغيبون

ليست هناك تعليقات: