المشاركات الشائعة

الجمعة، 17 ديسمبر 2010


￿ شرتو البيا ￿ كو
١
آل شيء ممكنٌ ..
في ذلك الليل الذي يثقبهُ صوتُ المطرْ
آلُّ شيءٍ ممكنٌ ..
حينَ يكون المرءُ بالكونياكِ مغسولاً
وبالأحزان مغسولاً
وبالمجهول مسكوناً
وحين المرءُ لا يرضى بأن يبقى حجرْ ..
فلماذا ؟
تستشيرينَ الفناجينَ ، لماذا ؟
تطرحينَ الأسئلهْ ..
ولماذا ؟
جئتِ صوبَ البحر ،
إن آنتِ تخافينَ السفرْ ..
٢
آلُّ شيءٍ ممكنٌ ..
ما بينَ تشرينَ ، وتشرينَ ،
وما يحدثُ في داخل نهديكِ طبيعيٌّ
آهذا السُكر الدافق من قلب الثمرْ ..
فاترآي أمركِ للهِ .. ونامي
إن نهديكِ يجيئان إلى الدنيا قضاءً وقدرْ ..
ويموتان قضاءً وقدرْ ..
٣
سوفَ يأتي الحبُّ في موعده ..
فالبسي قُفْطانكِ المصريَّ ..
لا أدري لماذا ..
أذآرُ الآنَ حقولَ القطن في الدلتا ..
وشمسَ القاهرهْ ..
فاجلسي حيثُ تحبينَ ..
فكونشرتو البيانو
سوفَ يُلغي الوقتَ ..
يلغيكِ ..
ويلغيني
ويلغي العُقدَ الأولى التي نحملها منذ الولادهْ
سيجيءُ الحبُّ في موعدهِ ..
ويجيءُ الجنسُ في موعدهِ ..
إن آونشرتو البيانو
يمسحُ الأشياءَ بالكافور والزيتِ ،
يذيبُ الثلجَ عن وجه البحيراتِ ..
ويأتي بالفراشاتِ الغريباتِ ،
ويأتي بالحقولْ ..
فاترآي الأمرَ طبيعياً .. وسهلاً ..
إن آونشرتو البيانو
يتولى هو إيجادَ الحلولْ ..
سيجيءُ الحبُّ في موعده ..
والبيانو ..
سينادينا إلى غرفته المائيةِ الشكل ،
ولا أعلمُ ما سوفَ يقولْ ..
٤
آلُّ شيءٍ ممكنٌ ..
في ذلك الليل الذي يثقبه صوتُ المطرْ
إن تشايكوفسكي ..
يمر الآن آالعصفور من ساحاتِ بطرسبرغ ،
يأتي من ممرات جبال الألبِ ،
ينساب آحُلم أخضر من حيّ مونبارناسَ ،
تشايكوفسكي ..
يمرُّ الورقَ الأصفرَ من غابات أوروبا ..
يُصلي في أياصوفيا ..
ويبكي في رحاب النجفِ الأشرفِ ،
ما بين المرايا .. والقبابِ الذهبيهْ ..
٥
آلُّ شيءٍ ممكنٌ ..
في ذلك الليل الذي يثقبهُ صوتُ المطرْ ..
فالبسي قُفْطانكِ الكرديَّ ..
لا أدري لماذا ..
أذآرُ الموصلَ أيام الربيعْ
وحقولَ القضيبِ المائيَّ في الأهوار ،
لا أدري لماذا ..
تحضر الآن إلى بالي بساتينُ الرصافهْ
و ( الشناشيلُ ) التي تملأ شط الأعظميهْ
والكتاباتُ التي يكتبها اللهُ .. بوردٍ وذهبْ ..
عند لحظاتِ الغروبْ ..
فوق شَعْر النخل في شط العربْ ..
٦
يا صباحَ الفُلِّ .. هل أنتِ بخير ؟
إنَّ آونشرتو البيانو
أشعلّ النارَ لنا .. ثم ذهبْ ..
البرتقالة
١
يُقشرني الحب آالبرتقالةِ ..
يفتحُ في الليل صدري ،
ويتركُ فيهِ :
نبيذاً ، وقمحاً ، وقنديلَ زيتْ
ولا أتذآرُ أني انذبحتُ
ولا أتذآر أني نزفتُ
ولا أتذآر أني رأيتْ ..
٢
يُبعثرني الحبُّ مثلَ السحابةِ ،
يلغي مكانَ الولادةِ ،
يلغي سنسنَ الدراسةِ ،
يلغي الإقامة ، يلغي الديانة ،
يلغي الزواجَ ، الطلاقَ ، الشهودَ ، المحاآمَ ،
يسحبُ مني جوازَ السفرْ ..
ويغسلُ آلَّ غبار القبيلة عني
ويجعلني ..
من رعايا القمرْ ..
٣
يُغيرُ حبكِ طقسَ المدينةِ ، ليلَ المدينةِ ،
تغدو الشوارع عيداً من الضوءِ تحت رذاذ المطرْ
وتغدو الميادينُ أآثرَ سحرا
ويغدو حمامُ الكنائس يكتبُ شعرا
ويغدو الهوى في مقاهي الرصيف
أشدّ حماساً ، وأطولَ عمرا ..
وتضحكُ أآشاكُ بيع الجرائدِ حين تراكِ ..
تجيئينَ بالمعطفِ الشتوي إلى الموعد المنتظرْ ..
فهل صدفة أن يكونَ زمانكِ
مرتبطاً بزمان المطرْ ؟ ..
٤
يُعلمني الحبُّ ما لستُ أعلمُ ،
يكشفُ لي الغيبَ ، يجترحُ المعجزاتْ
ويفتحُ بابي ويدخلُ ..
مثلَ دخول القصيدةِ ،
مثلَ دخول الصلاةْ ..
وينثرني آعبير المانوليا بكلِّ الجهاتْ
ويشرحُ لي آيف تجري الجداولُ ،
آيف تموجُ السنابلُ ،
آيف تُغني البلابلُ والقبراتْ
ويأخذ مني الكلامَ القديمَ ،
ويكتبني بجميع اللغاتْ ..
٥
يقاسمني الحبُّ نصف سريري ..
ونصفَ طعامي ،
ونصفَ نبيذي ،
ويسرق مني الموانيءَ والبحرَ ،
يسرقُ مني السفينهْ
وينقرُ آالديكِ وجهَ الشراشفِ ،
يصرخُ فوق قباب المساجدِ .
يصرخُ فوقَ سطوح الكنائس ..
يوقظ آلَّ نساءِ المدينهْ ..
٦
يعلمني الحبُّ آيف تكونُ القصائدُ مائية اللون ،
آيف تكون الكتابة بالياسمينْ ..
وآيف تكونُ قراءةُ عينيكِ ..
عزفاً جميلاً على الماندولينْ
ويأخذني من يدي .. ويُريني بلاداً
نهودُ جميلاتها من نحاس ..
وأجسادهنَّ مزارعُ بُنٍّ ..
وأعينهنَّ غناءُ فلامنكو حزينْ
وحينَ أقولُ : تعبتُ
يمدُّ عباءتهُ تحت رأسي
ويقرأ لي ما تيسرَ من سورة الصابرينْ
٧
يفاجئني الحبُّ مثلَ النبوءة حين أنامْ
ويرسمُ فوق جبيني
هلالاً مضيئاً ، وزوجَ حمامْ
يقولُ : تكلمْ !!
فتجري دموعي ، ولا أستطيعُ الكلامْ
يقولُ : تألمْ !!
أجيبُ : وهل ظلَّ في الصدر غير العظامْ
يقولُ : تعلمْ !!
أجاوبُ : يا سيدي وشفيعي
أنا منذ خمسينَ عاماً
أحاولُ تصريفَ فعل الغرامْ
ولكنني في دروسي جميعاً رسبتُ
فلا في الحروب ربحتُ ..
ولا في السلامْ ..
تجليات صوفية
١
عندما تسطع عيناكِ آقنديل نحاسي ،
على باب ولي من دمشقْ
أفرشُ السجادةَ التبريزَ في الأرض وأدعو للصلاةِ ..
وأنادي ، ودموعي فوق خدي : مددْ
يا وحيداً .. يا أحدْ ..
أعطني القوةَ آي أفنى بمحبوبي ،
وخذ آل حياتي ..
٢
عندما يمتزجُ الأخضرُ ، بالأسودِ ، بالأزرق ،
بالزيتي ، بالوردي ، في عينيكِ ، يا سيدتي
تعتريني حالة نادرة ..
هي بين الصحو والإغماءِ ، بين الوحي والإسراءِ ،
بين الكشف والإيماء ، بين الموت والميلادِ ،
بين الورق المشتاق للحبِّ .. وبين الكلماتِ ..
وتناديني البساتينُ التي من خلفها أيضاً بساتينُ ،
الفراديسُ التي من خلفها أيضاً فراديسُ ،
الفوانيسُ التي من خلفها أيضاً فوانيسُ ..
التي من خلفها أيضاً زوايا ، وتكايا ، ومريدونَ ،
وأطفال يغنونَ .. وشمعٌ .. وموالدْ ..
وأرى نفسي ببستان دمشقي ..
ومن حولي طيورٌ من ذهبْ ..
وسماءٌ من ذهبْ
ونوافيرُ يثرثرنَ بصوتٍ من ذهبْ
وأرى ، فيما يرى النائمُ ، شباآين مفتوحين ..
من خلفهما تجري ألوفُ المعجزاتِ ..
٣
عندما يبدأ في الليل ، احتفالُ الصوت والضوءِ ..
بعينيكِ .. وتمشي فرحاً آل المآذنْ ..
يبدأ العرسُ الخرافيُّ الذي ما قبلهُ عرسٌ ..
وتأتي سفنٌ من جزر الهند ، لتهديكِ عطوراً وشموسا ..
عندها ..
يخطفني الوجدُ إلى سبع سماوات ..
لها سبعة أبوابٍ ..
لها سبعةُ حراس ..
بها سبعُ مقاصيرَ ..
بها سبعُ وصيفاتٍ ..
يقدمنَ شراباً في آؤوس قمريهْ ..
ويقدمن لمنْ مات على العشق ،
مفاتيحَ الحياةِ السرمديهْ ..
وإذا بالشام تأتيني .. نهوراً.. ومياهاً..
وعيوناً عسليهْ ..
وإذا بي بين أمي ، ورفاقي ،
وفروضي المدرسيهْ ..
فأنادي ، ودموعي فوق خدي :
مددْ !.
يا وحيداً ، يا أحدْ
أعطني القدرة آي أصبحَ في علم الهوى ..
واحداً من أولياء ( الصالحيهْ ) ...
٤
عندما يرتفعُ البحرُ بعينيكِ آسيفٍ أخضر في الظلماتِ
تعتريني رغبة للموتِ مذبوحاً على سطح المراآبْ
وتناديني مسافاتٌ ..
تناديني بحيراتٌ ..
تناديني آواآبْ ..
عندما يشطرني البحرُ إلى نصفين ..
حتى تصبحَ اللحظة في الحبِ ، جميع اللحظاتِ ..
ويجيءُ الماءُ آالمجنون من آل الجهاتِ ..
هادماً آل جسوري ..
ماحياً آل تفاصيل حياتي ..
يتولاني حنين للرحيلْ
حيث خلف البحر بحرٌ ..
ووراءَ الجزر مدٌّ .. ووراءَ المدِّ جزرٌ ..
ووراءَ الرمل جناتٌ لكل المؤمنينْ
ومناراتٌ ..
ونجمٌ غيرُ معروفٍ ..
وعشقٌ غيرُ مألوفٍ ..
وشعرٌ غيرُ مكتوبٍ ..
ونهدٌ .. لم تمزقهُ سيوفُ الفاتحينْ
٥
عندما أدخلُ في مملكة الإيقاع ، والنعناع ، والماءِ ،
فلا تسعجليني ..
فلقد تأخذني الحالُ ، فأهتزُّ آدرويش على قرع الطبولْ
مستجيراً بضريح السيد الخضر .. وأسماءِ الرسولْ ..
عندما يحدث هذا ..
فبحقِّ الله ، يا سيدتي ، لا توقظيني ..
واترآيني ..
نائماً بين البساتين التي أسكرها الشعرُ ، وماء الياسمينْ
علني أحلمُ في الليل بأني ..
صرت قنديلاً على باب ولي من دمشقْ ..
٦
عندما تبدأ في عينيكِ آلاف المرايا بالكلامْ
ينتهي آلُّ آلامْ ..
وأراني صامتاً في حضرة العشق ،
ومن في حضرة العشق يجاوبْ ؟
فإذا شاهدتني منخطفَ اللون ، غريب النظراتِ ..
وإذا شاهدتني أقرأ آالطفل صلاتي ..
وعلى رأسي فراشاتٌ ، وأسراب حمامْ ..
فأحبيني ، آما آنتِ ، بعنفٍ وجنون ..
واعصري قلبيَ ، آالتفاحةِ الحمراءِ ، حتى تقتليني ...
وعلى الدنيا السلامْ ...


حين أحبكِ ...
يتغرُ – حين أحبكِ – شكلُ الكرة الأرضيهْ ..
تتلاقى طرقُ العالم فوق يديكِ .. وفوقَ يديهْ
يتغيرُ ترتيبُ الأفلاكْ
تتكاثرُ في البحر الأسماكْ
ويسافرُ قمرٌ في دورتيَ الدمويهْ
يتغيرُ شكلي :
أصبحُ شجراً .. أصبحُ مطراً ..
أصبحُ ضوءاً أسودَ ، داخلَ عين إسبانيهْ ..
* * *
تتكونُ – حينَ أحبكِ – أودية وجبالْ
تزدادُ ولاداتُ الاطفالْ
تتشكلُ جزرٌ في عينيكِ خرافهْ ..
ويشاهدُ أهلُ الأرض آواآبَ لم تخطرْ في بالْ
ويزيدُ الرزقُ ، يزيدُ العشقُ ، تزيدُ الكتبُ الشعريهْ ..
ويكونُ اللهُ سعيداً في حجرته القمريهْ ..
تتحضرُ – حينَ أحبكِ – آلافُ الكلماتْ
تتشكلُ لغة أخرى ..
مدنٌ أخرى ..
أممٌ أخرى ..
تُسرعُ أنفاسُ الساعاتْ
ترتاحُ حروفُ العطف .. وتحبلُ تاءاتُ التأنيثِ ..
وينبتُ قمحٌ ما بين الصفحاتْ
وتجيءُ طيورٌ من عينيكِ .. وتحملُ أخباراً عسليهْ
وتجيءُ قوافلُ من نهديكِ .. وتحملُ أعشاباً هنديهْ
يتساقط ثمرُ المانغو .. تشتعلُ الغاباتْ
وتدق طبولٌ نوبيهْ ..
* * *
يمتليءُ البحرُ الأبيضُ – حينَ أحبكِ – أزهاراً حمراءُ
وتلوحُ بلادٌ فوق الماءْ
وتغيبُ بلادٌ تحت الماءْ
يتغيرُ جلدي ..
تخرجْ منهُ ثلاثُ حماماتٍ بيضاءْ
وثلاثُ ورودٍ جوريهْ
تكتشفُ الشمسُ أنوثتها ..
تضعُ الأقراطَ الذهبيهْ
ويهاجرُ آلُّ النحل إلى سُرتكِ المنسيهْ
وبشارع ما بين النهدينْ ..
تتجمعُ آلُّ المدينهْ ..
* * *
يستوطنُ حزن عباسيٌّ في عينيكِ ..
وتبكي مدنٌ شيعيهْ
وتلوحُ مآذنُ من ذهبٍ
وتضيءُ آشوفٌ صوفيهْ
وأنا الأشواقُ تحولني
نقشاً .. وزخارفَ آوفيهْ
أتمشى تحت جسور الشَعْر الأسودِ ،
أقرأ أشعاري الليليهْ
أتخيل جزراً دافئة ومراآبَ صيدٍ وهميهْ
تحمل لي تبغاً ومحاراً .. من جزر الهند الشرقيهْ ..
* * *
يتخلصُ نهدكِ – حين أحبكِ – من عُقدتهِ النفسيهْ
يتحولُ برقاً . رعداً . سيفاً . عاصفة رمليهْ ..
تتظاهرُ – حينَ أحبكِ – آلُّ المدن العربيهْ
تتظاهرُ ضد عصور القهر ،
وضد عصور الثأر ،
وضدَّ الأنظمة القبليهْ ..
وأنا أتظاهرُ – حينَ أحبكِ – ضد القبح ،
وضدَّ ملوكِ ملح ،
وضدَّ مؤسسة الصحراءْ ..
ولسوفَ أظلُّ أحبكِ حتى يأتي زمنُ الماءْ ...
ولسوفَ أظلُّ أحبكِ حتى يأتي زمنُ الماءْ ...
قراءة في نهدين إفريقيين
أعطيني وقتاً ..
آي أستقبلَ هذا الحب الآتي من غير استئذانْ
أعطيني وقتاً ..
آي أتذآرَ هذا الوجهَ الطالعَ من شجر النسيانْ
أعطيني وقتاً ..
آي أتجنبَ هذا الحبَّ الواقفَ في نصفِ الشريانْ
أعطيني وقتاً ..
حتى أعرفَ ما اسمكِ ..
حتى أعرفَ ما اسمي ..
حتى أعرفَ أين ولدتُ ،
وأينَ أموتُ ،
وآيفَ سأبعثُ عصفوراً بين الأجفانْ
أعطيني وقتاً ..
حتى أدرسَ حالَ الريح ،
وحالَ الموج ،
وأدرسَ خارطة الخلجانْ ..
* * *
يا امرأة تسكنُ في الآتي ..
يا حبَّ الفلفل والرمانْ ..
أعطيني وطناً يُنسيني آلَّ الأوطانْ
أعطيني وقتاً ..
آي أتفادى هذا الوجهَ الأندلسيَّ ، وهذ الصوتَ الأندلسيَّ ،
وهذا الموتَ الأندلسيَّ ..
وهذا الحزنَ القادمَ من آلّ مكانْ ..
أعطيني وقتاً يا سيدتي
آي أتنبأ بالطوفانْ ..
* * *
يا امرأةً ..
آانوا آتبوها في آتب السحرْ
من قبلكِ آان العالمُ نثراً ..
ثم أتيتِ فكان الشعرْ
أعطيني وقتاً ..
آي أستوعبَ هذا النهدَ الراآضَ نحوي مثلَ المهرْ ..
آرويٌّ نهدكِ مثل النقطة فوق السطرْ ..
بدويٌّ .. مثل جبوبِ الهال ،
ومثلَ القهوة فوق الجمرْ ..
وقديمٌ مثل نحاس الشام ..
قديمٌ مثل معابد مصرْ ..
وأنا مهتمٌّ بالتاريخ ،
وعصر يُخرجني من هذا العصرْ
وأنا بدويٌّ .. أخزنُ في رئتي الريحَ ،
وأخزنُ في شفتي الشمسَ ،
وأخزن في أعصابي الثأرْ ..
فانكسري فوق سرير الحبِ ، انكسري
مثل دواة الحبرْ ..
وانتشري .. آالعطر الهنديّ
فإني اللحمُ .. وأنتِ الظفرْ ..
* * *
أعطيني الفرصة ..
آي ألتقطَ السمكَ السابحَ تحت مياه الخصرْ
قدماكِ على وبر السجادةِ .. حالة شِعْرْ
ويداكِ .. على البطن المتحمس للأطفال ،
قصيدة شِعرْ ..
أعطيني الفرصة ..
آي أآتشف الحدَّ الفاصلَ بين يقين الحبّ ..
وبين الكفرْ ..
أعطيني الفرصة ..
حتى أقنع أني قد شاهدتُ النجمَ
وآلمني سيدنا الخُضْرْ ..
* * *
يا امرأة .. يسقطُ من فخذيها البلحُ الأشقرُ ..
مثلَ النخلة في الصحراءِ ..
يتكلمُ نهدكِ سبعَ لغاتٍ ..
وأنا أحترفُ الإصغاءْ ..
أعطيني الفرصة ..
آي أتجنبَ هذا الحبّ العاصفَ ،
هذا الحبَّ الجارفَ ..
هذا الحبَّ الشتويَّ الأجواءْ
أعطيني الفرصة حتى أقنعَ ، حتى أؤمنَ ، حتى أآفرَ .
حتى أدخلَ في لحم الأشياءْ ...
أعطيني الفرصة .. حتى أمشيَ فوقَ الماءْ ..
* * *
أعطيني الفرصة ..
آي أتهيأ قبل نزول البحرْ ..
فكثيفٌ ملحُ البحر العالقُ بين السُرة .. والنهدين
وآثيفٌ سمكُ القرش القادمُ .. لا أدري من أينْ ؟
أعطيني الفرصة آي أتنفسَ ..
إن حشيشَ البحر خرافيٌّ تحت الإبطينْ
أعطيني الفرصة ..
حتى أقرأ حظّي في عينيكِ المغلقتينْ ..
فأنا سيدتي لم أتعودْ ..
أن أتقمصَ في رجلينْ ..
* * *
يا ذات الوجه الإفريقيِّ ، المأساوي ، السنجابي ..
يا امرأة تدخل في ترآيب النار ، وفي ترآيب الأعشابِ ..
أعطيني الفرصة آي أتهيأ ..
آي اتأقلمَ ..
آي أتعودَ ..
آي أتأآد من ماهية إعجابي ..
أعطيني عشرَ دقائقَ .. خمسَ دقائقَ ..
حتى يهدأ زبدُ الجنس ، وتهدأ حربُ الأعصابِ ..
* * *
أعطيني الفرصة آي أرتاحَ ..
وعند الفجر ، سأعطيك جوابي ..


أحبكِ .. أحبكِ .. والبقية تأتي
حديثك سجادة فارسيهْ ..
وعيناكِ عصفورتان دمشقيتان ..
تطيرانِ بين الجدار وبين الجدارْ ..
وقلبي يسافرُ مثل الحمامة فوقَ مياه يديكِ ،
ويأخذ قيلولة تحت ظل السوارْ ..
وإني أحبكِ ..
بكن أخاف التورط فيكِ ،
أخافُ التوحد فيكِ ،
أخافُ التقمص فيكِ ،
فقد علمتني التجارب أن أتجنب عشق النساء ،
وموجَ البحارْ ..
أنا لا أناقش حبكِ .. فهو نهاري
ولستُ أناقشُ شمسَ النهارْ
أنا لا أناقش حبكِ ..
فهو يقرر في أي يوم سيأتي . وفي أي يوم سيذهبُ ..
وهو يحددُ وقتَ الحوار ، وشكلَ الحوارْ ..
* * *
دعيني أصب لك الشاي ،
أنتِ خرافية الحسن هذا الصباحَ ،
وصوتكِ نقشٌ جميلٌ على ثوب مراآشيهْ
وعقدكِ يلعبُ آالطفل تحت المرايا ..
ويرتشفُ الماء من شفة المزهريهْ
دعيني أصب لكِ الشاي ، هل قلتُ إني أحبكِ ؟
هل قلتُ إني سعيدٌ لأنك جئتِ ..
وأن حضوركِ يُسعدُ مثلَ حضور القصيدهْ
ومثل حضور المراآب ، والذآريات البعيدهْ ..
* * *
دعيني أترجم بعض آلام المقاعد وهي ترحب فيكِ ..
دعيني ، أعبرُ عما يدور ببال الفناجين ،
وهي تفكر في شفتيكِ ..
وبال الملاعق ، والسُكريهْ ..
دعيني أضيفكِ حرفاً جديداً ..
على أحرف الأبجديهْ ..
دعيني أناقضُ نفسي قليلاً
وأجمعُ في الحب بين الحضارة والبربريهْ ..
* * *
- أأعجبك الشايُ ؟
- هل ترغبينَ ببعض الحليبِ ؟
- وهل تكتفين آما آنتِ دوماً - بقطعة سُكرْ ؟
- وأما أنا فأفضل وجهكِ من غير سُكرْ ..
.......................................................................
.......................................................................
.......................................................................
أآرر للمرة الألفِ أني أحبكِ ..
آيف تريديني أن أفسرَ ما لا يُفسرْ ؟
وآيف تريدينني أن أقيسَ مساحة حزني ؟
وحزنيَ آالطفل .. يزدادُ في آل يوم جمالاً ويكبرْ ..
دعيني أقولُ بكل اللغات التي تعرفينَ ولا تعرفينَ ..
أحبك أنتِ ..
دعيني أفتشُ عن مفرداتٍ ..
تكون بحجم حنيني إليكِ ..
وعن آلماتٍ .. تغطي مساحة نهديكِ ..
بالماء ، والعشب ، والياسمينْ
دعيني أفكرُ عنكِ ..
وأشتاقُ عنكِ ..
وأبكي ، وأضحكُ عنكِ ..
وألغي المسافة بين الخيال وبين اليقينْ ..
* * *
دعيني أنادي علكِ ، بكل حروف النداءِ ..
لعلي إذا ما تغنيت باسمكِ ، من شفتي تولدينْ
دعيني أؤسس دولة عشق ..
تكونين أنتِ المليكة فيها ..
وأصبحُ فيها أنا أعظم العاشقينْ ..
دعيني أقودُ انقلاباً ..
يوطدُ سلطة عينيكِ بين الشعوبِ ،
دعيني .. أغيرُ بالحب وجهَ الحضارةِ ..
أنتِ الحضارةُ .. أنتِ التراث الذي يتشكل في باطن الأرض
منذ ألوفِ السنينْ ..
* * *
أحبكِ ..
آيفَ ترديني أن أبرهن أن حضوركِ في الكون ،
مثل حضور المياهِ ،
ومثل حضور الشجرْ
وأنكِ زهرة دوار الشمس ..
وبستان نخل ..
وأغنية أبحرت من وترْ ..
دعيني أقولك بالصمتِ ..
حين تضيقُ العبارةُ عما أعاني ..
وحين يصيرُ الكلامُ مؤامرة أتورط فيها .
وتغدو القصيدة آنية من حجرْ ..
* * *
دعيني ..
أقولكِ ما بين نفسي وبيني ..
وما بين أهداب عيني ، وعيني ..
دعيني ..
أقولكِ بالرمز ، إن آنتِ لا تثقينَ بضوء القمرْ ..
دعيني أقولك بالبرق ،
أو برذاذ المطرْ ..
دعيني أقدمُ للبحر عنوانَ عينيكِ ..
إن تقبلي دعوتي للسفرْ ..
لماذا أحبكِ ؟
إنَّ السفينة في البحر ، لاتتذآرُ آيف أحاط بها الماءُ ..
لا تتذآرْ آيف اعتراها الدوارْ ..
لماذا احبكِ ؟
إن الرصاصة في اللحم لا تتساءلُ من أينَ جاءتْ ..
وليست تُقدمُ أيَّ اعتذارْ ..
* * *
لماذا أحبكِ .. لا تسأليني ..
فليسَ لديَّ الخيارُ .. وليس لديكِ الخيارْ ..
تناقضات ن . ق الرائعة
١
وما بين حبّ وحبٍّ .. أحبكِ أنتِ ..
وما بين واحدة ودعتني ..
وواحدةٍ سوف تأتي ..
أفتشُ عنكِ هنا .. وهناكْ ..
آأنَّ الزمانَ الوحيدَ زمانكِ أنتِ ..
آأنَّ جميعَ الوعود تصبُّ بعينيكِ أنتِ ..
فكيفَ أفسّرُ هذا الشعورَ الذي يعتريني
صباحَ مساءْ ..
وآيف تمرينَ بالبال ، مثلَ الحمامة ..
حينَ أآونُ بحضرة أحلى النساءْ ؟.
٢
وما بينَ وعدين .. وامرأتين ..
وبينَ قطار يجيء وآخرَ يمضي ..
هنالكَ خمسُ دقائقَ ..
ادعوكِ فيها لفنجان شاي قبيلَ السفرْ ..
هنالكَ خمسُ دقائقْ ..
بها أطمئنُّ عليك قليلا ..
وأشكو إليكِ همومي قليلا ..
وأشتمُ فيها الزمانَ قليلا ..
هنالكَ خمسُ دقائقْ ..
بها تقبلينَ حياتي قليلا ..
فماذا تسمينَ هذا الشتتَ ..
هذا التمزقَ ..
هذا العذابَ الطويلا الطويلا ..
وآيف تكونُ الخيانة حلاً ؟
وآيف يكونُ النفاقُ جميلا ؟...
٣
وبين آلام الهوى في جميع اللغاتْ
هناكَ آلامٌ يقالُ لأجلكِ أنتِ ..
وشعرٌ .. سيربطه الدارسونَ بعصركِ أنتِ ..
وما بين وقتِ النبيذ ووقتِ الكتابة .. يوجد وقتٌ
يكونُ به البحرُ ممتلئاً بالسنابلْ
وما بين نقطة حبر ..
ونقطة حبر ..
هنالكَ وقتٌ ..
ننامُ معاً فيه ، بين الفواصلْ ..
٤
وما بين فصل الخريف ، وفصل الشتاءْ
هنالكَ فصلٌ أسميهِ فصلَ البكاءْ
تكونُ به النفسُ أقربَ من أيّ وقتٍ مضى للسماءْ ..
وفي اللحظات التي تتشابهُ فيها جميع النساءْ
آما تتشابهُ آلُّ الحروف على الآلة الكاتبهْ
وتصبحُ فيها ممارسة الجنس ..
ضرباً سريعاً على الآلة الكاتبهْ
وفي اللحظاتِ التي لا مواقفَ فيها ..
ولا عشقَ ، ولا آرهَ ، لا برقَ ، لا رعدَ ، لا شِعرَ ، لا نثرَ ،
لا شيءَ فيها ..
أسافرْ خلفكِ ، أدخلُ آلَّ المطاراتِ ، اسألُ آلَّ الفنادق عنكِ ،
فقد يتصادفُ أنكِ فيها ...
٥
وفي لحظاتِ القنوطِ ، الهبوطِ ، السقوطِ ، الفراغ ، الخواءْ .
وفي لحظات انتحار الأماني ، وموتِ الرجاءْ
وفي لحظات التناقض ،
حين تصير الحبيباتُ ، والحب ضدّي ..
وتصبحُ فيها القصائدُ ضدّي ..
وتصبحُ – حتى النهودُ التي بايعتني على العرش – ضدّي
وفي اللحظات التي أتسكع فيها على طرق الحزن وحدي ..
أفكر فيكِ لبضع ثوان ..
فتغدو حياتي حديقة وردِ ..
٦
وفي اللحظاتِ القليلةِ ..
حين يفاجئني الشعرُ دونَ انتظارْ
وتصبحُ فيها الدقائقُ حُبلى بألفِ انفجارْ
وتصبحُ فيها الكتابة فعلَ خلاص ..
وفعلَ انتحارْ ..
تطيرينَ مثلَ الفراشة بين الدفاتر والإصبعينْ
فكيفَ أقاتلُ خمسينَ عاماً على جبهتينْ ؟
وآيفَ أبعثر لحمي على قارتينْ ؟
وآيفَ أجاملُ غيركِ ؟
آيف أجالسُ غيركِ ؟
آيفَ أضاجعُ غيركِ ؟ آيفْ ..
وأنتِ مسافرة في عروق اليدينْ ...
٧
وبين الجميلات من آل جنس ولون .
وبين مئات الوجوه التي أقنعتني .. وما أقنعتني
وما بين جرح أفتشُ عنهُ ، وجرح يفتشُ عني ..
أفكرُ في عصركِ الذهبي ..
وعصر المانوليا ، وعصر الشموع ، وعصر البخورْ
وأحلم في عصركِ الكانَ أعظمَ آلّ العصورْ
فماذا تسمينَ هذا الشعورْ ؟
وآيفَ أفسرُ هذا الحضورَ الغيابَ ، وهذا الغيابَ الحضورْ
وآيفَ أآونُ هنا .. وأآونُ هناكْ ؟
وآيف يريدونني أن أراهمْ ..
وليس على الأرض أنثى سواكْ
٨
أحبكِ .. حين أآونُ حبيبَ سواكِ ..
وأشربُ نخبكِ حين تصاحبني امرأة للعشاءْ
ويعثر دوماً لساني ..
فأهتفُ باسمكِ حين أنادي عليها ..
وأشغلُ نفسي خلال الطعامْ ..
بدرس التشابه بين خطوط يديكِ ..
وبينَ خطوط يديها ..
وأشعرُ أني أقومُ بدور المهرج ..
حين أرآزُ شالَ الحرير على آتفيها ..
وأشعرُ أني أخونُ الخقيقة ..
حين أقارنُ بين حنيني إليكِ ، وبين حنيني إليها ..
فماذا تسمين هذا ؟
ازدواجاً .. سقوطاً .. هروباً .. شذوذاً .. جنوناً ..
وآيف أآونُ لديكِ ؟
وأزعم أني لديها ..


دعوة إلى حفلة قتل
ما لعينيكِ على الأرض بديلْ
آلُّ حبٍّ غيرُ حبي لكِ ، حبّ مستحيلْ
فلماذا أنتِ ، يا سيدتي ، باردة ؟
حين لا يفصلني عنكِ سوى
هضبتيْ رمل .. وبستانيْ نخيلْ
ولماذا ؟
تلمسينَ الخيلَ إن آنتِ تخافين الصهيلْ ؟
طالما فتشتُ عن تجربةٍ تقتلني
وأخيراً .. جئتِ يا موتي الجميلْ ..
فاقتليني .. نائماً أو صاحياً
أقتليني .. ضاحكاً أو باآياً
أقتليني .. آاسياً أو عارياً ..
فلقد يجعلني القتلُ وليا مثل آلّ الأولياءْ
ولقد يجعلني سنبلة خضراءَ .. أو جدولَ ماءْ ..
وحماماً ...
وهديلْ ..
أقتليني الآنَ ...
فالليلُ مملٌّ .. وطويلْ ..
أقتليني دونما شرطٍ .. فما من فارق ..
عندما تبتدىءُ اللعبة يا سيدتي ..
بين من يَقتلُ .. أو بين القتيلْ ...


قصة قصيرة ..
لا تقنطي أبداً من رحمةِ المطر ..
فقد أحبكِ في الخمسينَ من عمري ..
وقد أحبكِ ، والأشجارُ يابسة والثلج يسقط في قلبي ، وفي شَعَري
وقد أحبكِ ، حين الصيفُ غادرنا
فالأرضُ من بعدهِ ، تبكي على الثمر
وقد أحبكِ ، يا عُصفورتي ، وأنا
محاصرٌ بجبال الحزن والضجر ..
قد تحملُ الريحُ أخباراً مُطمئنة لناهديكِ ، قُبيلَ الفجر ، فانتظري ..
لن تخرجي من رهان الحبّ خاسرة عندي تُراثي .. وعندي حكمة الشجر ..
فاستمتعي بالحضاراتِ التي بقيتْ
على شفاهي ، فإني آخرُ الحضر ..
* * *
قرأتُ شعري عليها .. وهي نائمة فما أحسستُ بتجريدي ، ولا صوري
ولا تحمَّسَ نهداها لقافيةٍ
ولا استجابا لقيثار ولا وتر ..
هززتها من ذراعيها .. فما انتبهتْ
ناديتُ : يا قطتي البيضاءَ .. يا عمري
قومي .. سأهديكِ تيجاناً مُرصعة وأشتري لكِ ما في البحر من درر ..
وأشتري لكِ بلداناً بكاملها ...
وأشتري لكِ ضوءَ الشمس .. والقمر ..
* * *
ناديتُ .. ناديتُ .. لكنْ لم يُجبْ أحدٌ
في مخدع الحبّ ، غيرُ الريح أزحتُ أثوابها عنها .. فما أآترثتْ
آأنها يئستْ مني .. ومن خطري ..
* * *
وآان ليلي طويلاً .. مثلَ عادتهِ
وآنتُ أبكي على قبرين من حجر ..
الحب في الجاهلية
شاءتِ الأقدارُ ، يا سيدتي ،
أن نلتقي في الجاهليهْ !! ..
حيثُ تمتدُّ السماواتُ خطوطاً أفقيهْ
والنباتاتُ ، خطوطاً أفقيهْ
والطتاباتُ ، الدياناتُ ، المواويلُ ، عروضُ الشعر ،
والأنهارُ ، والأفكارُ ، والأشجارُ ،
والأيامُ ، والساعاتُ ،
تجري في خطوطٍ أفقيهْ ..
* * *
شاءتِ الأقدارُ ..
أن أهواكِ في مجتمع الكبريتِ والملح ..
وأن أآتبَ الشعرَ على هذي السماءِ المعدنيهْ
حيث شمسُ الصيف فأسٌ حجريهْ
والنهاراتُ قطاراتُ آآبهْ ..
شاءتِ الأقدارُ أن تعرفَ عيناكِ الكتابهْ
في صحارى ليس فيها ..
نخاة ..
أو قمرٌ ..
أو أبجديهْ ...
* * *
شاءتِ الأقدارُ ، يا سيدتي ،
أن تمطري مثلَ السحابهْ
فوق أرض ما بها قطرة ماءْ
وتكوني زهرة مزروعة عند خطِ الإستواءْ ..
وتكوني صورة شعرية في زمان قطعوا فيه رؤوسَ الشعراءْ
وتكوني امرأة نادرة في بلاد طردتْ من أرضها آلَّ النساءْ ..
* * *
آهِ يا سيدتي ..
يا زواجَ الضوءِ والعتمة في ليل العيون الشرآسيهْ ..
يا ملايينَ العصافير التي تنقرُ الزمان ..
من تنورة أندلسيهْ ..
شاءتِ الأقدارُ أن نعشقَ بالسرِّ ..
وأن نتعاطى الجنسَ بالسرِّ ..
وأن تنجبي الأطفالَ بالسرِّ ..
وأن أنتمي – من أجل عينيكِ –
لكلّ الحرآاتِ الباطنيهْ ...
* * *
شاءتِ الأقدارُ يا سيدتي ..
أن تسقطي آالمجدليهْ ..
تحت أقدام المماليكِ ..
وأسنانَ الصعاليكِ ...
ودقات الطبول الوثنيهْ ..
تكوني فرساً رائعة ..
فوق أرض يقتلونَ الحبّ فيها ..
والخيولَ العربيهْ ...
* * *
شاءتِ الأقدارُ أن نذبحَ يا سيدتي
مثلَ آلاف الخيول العربيهْ ..


وصفة عربية لمداواة العشق
تصورتُ حبكِ ..
طفحاً خفيفاً على سطح جلدي ..
أدوايهِ بالماء .. أو بالكحولْ
وبررتهُ باختلافِ المناخْ ..
وعللته بانقلاب الفصولْ ..
وآنتُ إذا سألوني ، أقولْ :
هواجسُ نفس ..
وضربة شمس ..
وخدشٌ صغيرٌ على الوجهِ .. سوفَ يزولْ ...
* * *
تصورتُ حبكِ .. نهراً صغيراً ..
سيحيي المراعي .. ويروي الحقولْ ...
ولكنهُ اجتاحَ بر حياتي ..
فأغرقَ آلَّ القرى ..
وأتلفَ آلَّ السهولْ ..
وجرَّ سريري ..
وجدرانَ بيتي ..
وخلفني فوق أرض الذهولْ ..
* * *
تصورتُ في البدءِ ..
أن هواكِ يمرُّ مرورَ الغمامهْ
وأنكِ شط الأمانْ
وبرُّ السلامهْ ..
وقدرتُ أن القضية بيني وبينكِ ..
سوفَ تهونُ آكلِّ القضايا ..
وأنكِ سوف تذوبينَ مثلَ الكتابة فوق المرايا ..
وأن مرورَ الزمانْ ..
سيقطعُ آلَّ جذور الحنانْ
ويغمرُ بالثلج آلَّ الزوايا
* * *
تصورتُ أنَّ حماسي لعينيكِ آان انفعالاً ..
آأي انفعالْ ..
وأنَّ آلامي عن الحبِّ ، آان آأيّ آلام يُقالْ
وأآتشفُ الآنَ .. أني آنتُ قصيرَ الخيالْ
فما آان حبكِ طفحاً يُداوى بماء البنفسج واليانسونْ ..
ولا آان خدشاً طفيفاً يُعالجُ بالعشب أو بالدهونْ ..
ولا آان نوبة بردٍ ..
سترحلُ عند رحيل رياح الشمالْ ..
ولكنهُ آانَ سيفاً ينامُ بلحمي ..
وجيشَ احتلالْ ..
وأولَ مرحلةٍ في طريق الجنونْ ..
وثة من علم ربي .. ￿ إن الأ
١
يذوب الحنانُ بعينيكِ مثلَ دوائر ماءْ
يذوبُ الزمانُ ، المكانُ ، الحقولُ ، البيوتُ ،
البحارُ ، المراآبُ ،
يسقطُ وجهي على الأرض مثلَ الإناءْ
وأحملُ وجهي المكسَّر بين يديَّ ..
وأحلمُ بامرأةٍ تشتريهِ ..
ولكنَّ من يشترونَ الأواني القديمة ، قد أخبروني
بأنَ الوجوهَ الحزينة لا تشتريها النساءْ
* * *
٢
وصلنا إلى نقطة الصفر ..
ماذا أقولُ ؟ وماذا تقولينَ ؟
آلُّ المواضيع صارتْ سواءَ ..
وصارَ الوراءُ أماماً ..
وصار الأمامُ وراءْ ..
وصلنا إلى ذروة اليأس .. حيث السماءُ رصاصٌ ..
وحيثُ العناقُ قصاصٌ ..
وحيثُ ممارسة الجنس ، أقسى جزاءْ ..
* * *
٣
تُحبين .. أو لا تحبينَ ..
إنَّ القضية تعنيكِ أنتِ على أيّ حالْ
فلستُ أجيدُ القراءة في شفتيكِ ..
لكي أتنبأ في أيّ وقتٍ ..
سينفجرُ الماءُ تحت الرمالْ
وفي أيّ شهر تكونينَ أآثرَ عُشباً ..
وأآثرَ خصباً ..
وفي أيّ يوم تكونينَ قابلة للوصالْ
* * *
٤
تريدينَ .. أو لا تريدينَ ..
إنّ الأنوثة من علم ربي ..
ولو آنتُ أملكُ خارطة الطقس ،
آنتُ قرأتكِ سطراً .. فسطراً
وبراً .. وبحراً ..
ونهداً .. وخصراً ..
وآنتُ تأآدتُ من أي صوب .
تهبُّ رياح الجنوب ،
ومن أيّ صوبٍ ، تهب رياحُ الشمالْ
وآنتُ اآتشفتُ طريقي
إلى جزر التبغ ، والشاي ، والبرتقالْ ..
* * *
تحبينَ .. أو لا تحبينَ ..
إنّ السنسنَ ، الشهورَ ، الأسابيعَ ،
تمرقُ آالرمل من راحتينا ..
أحاولُ تفسيرَ هذا التشابه في الحزن في نظريتنا ..
أحاولُ تفسيرَ هذا الخرابِ ..
الذي يتراآمُ شيئاً .. فشيئاً على شفتينا ..
أحاولُ أن أتذآرَ عصرَ الكلام الجميلْ
وعصرَ المياهِ وعصرَ النخيلْ
أحاولُ ترميمَ حبكِ .. رغمَ اقتناعي
بأنَّ التصاقَ الزجاج المكسّر ضربٌ من المستحيلْ ..
* * *
تجيئينَ .. أو لا تجيئينَ ..
إنّ القضية لا تستحقُّ الوقوفَ لديها طويلاً ..
ولا تستحق الغضبْ ..
لقد أصبحَ الماءُ مثلَ الخشبْ
لقد أصبحَ الماءُ مثلَ الخشبْ
وآلُّ النساء دخلنَ حياتي
أتينَ .. ورحنَ .. بغير سببْ !!
تكذيب رسمي لسيدة ثرثارة ..
لماذا تقولينَ للناس إني حبيبك ؟ ...
في حين لا أتذآر أني ...
وتروينَ أشياء مرتْ بظنكِ أنتِ ،
ولكنها لم تمر بظني ؟
* * *
لماذا تقولين ما لا يقالْ ؟
وتبنينَ آل قصورك فوق الرمالْ
وتستمتعينَ بنسج أقاصيصَ فاقتْ حدودَ الخيالْ
لماذا تقولين : إني خدعتكِ ..
إني ابتززتكِ ..
إني اغتصبتكِ ..
في حين لا أتذآر أني ..
فهل تفعلينَ الذي تفعلينْ ؟
ترى من قبيل التمني ..
* * *
لماذا تغشينَ في ورق الحبِّ ؟.
تحترفينَ الفضيحة ،
تحترفينَ الإشاعة ،
تحترفينَ التجني ..
لماذا تقولينَ :
إن بقايا الأظافر فوق ذراعكِ مني ...
وإن النزيفَ الخفيفَ بزاوية الثغر مني ...
وإن شظايا الزجاج المكسر ما بين نهديكِ .. مني ..
* * *
لماذا تقولين هذي الحماقاتِ ؟
في حين لا أتذآرُ أني رأيتكِ ..
لا أتذآرُ أني اشتهيتكِ ..
لا أتذآرُ أني لمستكِ ...
لا أتذآرُ أني ..
فهل تفعلينَ الذي تفعلينْ ؟
تُرى من قبيل التمني ..
* * *
لماذا تسيئينَ فهمَ حناني ؟
وتخترعينَ آلاماً عن الحبِّ ما مرَّ فوقَ لساني
وتخترعينَ بلاداً إليها ذهبنا ..
وتخترعينَ فنادقَ فيها نزلنا ..
وتخترعينَ بحاراً ..
وتخترعين مواني
وتخترعين لنفسك ثوباً
من الورد ، والنار ، والأرجوان ..
لماذا ، على اللهَ سيدتي ، تكذبينْ ؟
وهل تفعلينَ الذي تفعلينْ ؟
ترى من قبيل التمني ..
* * *
لماذا تقولينَ ؟
إن ثلاثة أرباع شعري ..
عن الحبِّ ، آانت إليكِ ..
وإني اقتبستُ حروفَ الكتابة من شفتيكِ ..
وإني تربيتُ مثلَ خروفٍ صغير على رآبتيكِ ..
لماذا تجيدينَ فن الروايةِ ؟
تختلقينَ الزمانَ ..
المكانَ ..
الوجوهَ ..
الحوارَ ..
الثيابَ ..
المَشَاهِدَ ..
في حين لا أتذآر وجهكِ بين حطام الوجوهِ ،
وبين حطام السنينْ ..
ولا أتذآر أني قرأتكِ ..
في آتب الورد والياسمينْ
فهل تكتبينَ السيناريو الذي تشتهينْ ؟
لكي تطمئني ..
وهل تفعلينَ الذي تفعلينْ ؟
تُرى ، من قبيل التمني ...
* * *
لماذا تقولين بين الصديقاتِ والأصدقاءْ ؟
بأني اختطفتكِ ..
- رغم احتجاج رجال القبيلةِ ،
رغم نباح الكلابِ ، وسخط السماءْ -
لماذا تعانينَ من عقدة النقص ؟
تختلقين الأآاذيبَ ..
تنتحرينَ بقطرة ماءْ ..
وتستعملينَ ذآاءك حتى الغباءْ ..
لماذا تحبين تمثيل دور الضحيةِ ؟
في حين ليس هناك دليلٌ ..
وليس هناك شهودٌ ..
وليس هنا دماءْ ..
* * *
لماذا تقولينَ :
إنكِ مني حملتِ .. وأَجهضتِ ..
في حين لا أتذآرُ أني تشرفتُ يوماً بهذا اللقاءْ
ولا أتذآرُ من أنتِ .. بين زحام النساءْ
ولا ربط الجنسُ بيني وبينكِ ..
لا في الصباح .. ولا في المساءْ
ولا في الربيع .. ولا في الشتاءْ
فكيف إذن تزعمينْ
بأنيِّ .. وأنيِّ .. وأنيِّ .
وهل آان حملكِ مني
تُرى من قبيل التمني ؟ ...


سأبدأ من أول السطر ..
سأبدأ من أول السطر .. إن آنتِ تعتقدينْ
بأنيِّ سقطتُ أمام التحدي الكبيرْ !!
سأبدأ من أول الخصر .. إن آنتِ تعتقدينْ
بأني تلعثمتُ ، مثلَ التلاميذ ، فوق السريرْ ..
سأبدأ من قمة الصدر .. إن آنتِ تعتقدينْ
بأني تصرفتُ آالأغبياءْ
أمام دموع المرايا .. وشكوى الحريرْ ..
سأبدأ من شفتيكِ نزولاً ..
إذا آنتِ تخشينَ من غربة الليل والزمهريرْ
سأبدأ من قدميكِ صعوداً ..
إذا آان لا بدَّ لي أن أموتَ ..
لأربحَ هذا الرهانَ الكبيرْ !!
راسبوتين العربي
صراخُكِ دونما طائلْ
ورفضكِ دونما طائلْ
أنا القاضي بأمر اللهِ ، والناهي بأمر اللهِ ،
فامتثلي لأحكامي ،
فحبي دائماً عادلْ ..
أنا المنحازُ آلياً إلى نهديكِ ..
والعصريُّ والحجريُّ ..
والمدنيُّ والهمجيُّ ..
والروحيُّ والجنسيُّ ..
والوثنيُّ والصوفيُّ ..
والمتناقضُ الأبديُّ ..
والمقتولُ والقاتلْ ..
أما المكتوبُ بالكوفيِّ .. فوق عباءة العشّاق ..
والعلنيُّ والسريُّ ..
والمرئيُّ والمخفيُّ ..
والمجذوبُ ، والمسلوب ، والحشّاشُ ، والمتعهرُ الفاضلْ .
أنا الممتدُّ مثل القوس بين الثلج والتفاح ،
بين النار والياقوتِ ،
بين البحر والخلجان ..
والموجودُ والمفقودُ
والمولودُ آالأسماك عند سواحل الكلماتْ
أنا المتسكعُ الغجريُّ تأخذني خطوط الطول في سفر إلى الأعلى .. وتأخذني خطوط العرض في سفر إلى الأحلى .. فأسقط مثلَ درويش أما تقاطع الفخذين .. والطرقاتْ ..
وأستلقي على ظهري
وتنزلُ فوقيَ الآياتْ ...
أنا القديسُ تأتيني نساءُ العالم الثالثْ
فأغسلهنَّ بالكافور والحنّهْ ..
وأغمرهنَّ بالبرآاتْ ..
وأعطي آلَّ واحدة بنفسجية .. وموالا ..
وأرزفهنَّ أطفالا ..
وأزرعهنَّ آالأشجار في الغاباتْ
وأوصيهنَّ أن يحفظنَ أشعاري
فشعْري يُدخلُ الجنَّهْ ...
الإستقالة
١
.. وحاولتُ بعد ثلاثينَ عاماً من العشق أن أستقيلا
وأعلنتُ في صفحات الجرائدِ أني اعتزلتُ قراءة ما في عيون النساءِ ..
وما في رؤوس النساءِ .. وما تحت جلد النساءِ ..
وأغلقتُ بابي .. لعليّ أنامُ قليلا ..
وأغمدتُ سيفي .. وودعتُ جندي ..
وودعتُ خيلي التي رافقتني زماناً طويلا ..
وسلّمتُ مفتاحَ مكتبتي للصغارْ
وأوضحتُ آيفَ يُصرَّفُ فعْلُ الهوى
وآيف تصيرُ الحبيبة شمساً ..
وآيف تصيرُ يداها نخيلا ..
٢
وحاولتُ إقناعَ شَعْركِ أن لا يطولَ آثيراً على آتفيكِ ..
وأن لا يكونَ جداراً من الحزن فوق حياتي ..
ولكنَّ شَعْركِ خيّبَ آلّ الظنون ، وظلّ طويلا ..
وأوصيتُ جسمكِ أن لا يثيرَ خيالَ المرايا ..
ولكنَّ جسمكِ خالفَ آلّ الوصايا .. وظلّ جميلا ..
وحاولتُ إقناعَ حُبكِ أنَّ إجازة عام ..
على البحر .. أو في أعالي الجبال .. تُفيدُ الرصيفْ
ولكنّ حبكِ ألقى الحقائبَ فوق الرصيفْ
وأخبرني أنهُ لا يريدُ الرحيلا ..
٣
وحاولتُ إقناعَ نهديكِ .. باللين حيناً .. وبالعنف حيناً ..
بأنيَ خسرتُ الرهانْ ..
وأنَّ الحصانَ الذي آان يحرثُ أرضَ الكواآب ..
ملَّ الوثوبَ .. وملّ الصهيلا ..
ولكنّ صدركِ ظلّ يُقاتلُ شبراً فشبراً ..
وبرّاً وبحراً .. إلى أن رماني قتيلا ..
٤
وحاولتُ أن أستريحَ آكلِّ الخيول التي أنهكتها الحروبْ
أليس له الحقُّ أن يستريحَ المحاربْ ؟
وحاولتُ حذفَ مدينة بيروتَ من ذآرياتي
وإلغاءَ آلِّ الشوارع فيها ..
وآل المطاعم .. آلَّ المسارح فيها ..
وحاولتُ أن أتجنبَ آلَّ المقاهي التي عرفتنا آلينا
وتشعرُ بالشوق نحو آلينا
وتحفظ – رغم مرور الزمان – خطوطَ يدينا
وحاولتُ نسيانَ آلِّ الضواحي الجميلةِ ما بينَ صيدا وبين جُبيلَ ،
ونسيانَ رائحةِ البرتقال ، وصتِ الجنادبْ
ولكنَّ حبكِ ما زال يرفضُ آلَّ الحلولْ
ويقتحم النفسَ في آخر الليل ، مثلَ صفير المراآبْ ..
٥
آتبتُ خطاباً طويلاً لبيروتَ ..
أعلمتها فيه ، أني اتخذتُ قراري
وسلمتُ مفتاحَ بيتي إليها .. ومفتاحَ داري ..
وأعطيتُ دوري لغيري ،
وأعلنتُ أني استقلتُ من المسرحيهْ
وودعتُ وجهَ حبيبي المصوَّرَ فوق قماش الصواري
وفوق الرمال ، وفوق المحار وقلتُ وداعاً :
أيا وردة الليل ، يا دفترَ الحلم ، يا خاتمَ الشمس ،
يا بحرُ ، يا شعرُ ، يا أبجديهْ
وداعاً لكلِّ الحبيبات في رأس بيروتَ .. والأشرفيهْ ..
٦
شرحتُ لبيروتَ
أنَّ ثلاثينَ عاماً من العشق تكفي ..
ولكنها اعتذرتْ عن قبول اعتذاري ..
يوميات مريض ممنوع من الكتابة ..
١
ممنوعة أنتِ من الدخول ، يا حبيبتي ، عليَّهْ ..
ممنوعة أن تلمسي الشر اشفَ البيضاءَ ، أو أصابعي الثلجيَّهْ
ممنوعة أن تجلسي .. أو تهمسي .. أو تترآي يديكِ في يديهْ
ممنوعة أن تحملي من بيتنا في الشامْ ..
سرباً من الحمامْ
أو فلة .. أو وردة جوريهْ ..
ممنوعة أن تحملي لي دمية أحضنها ..
أو تقرأي لي قصة الأقزام ، والأميرةِ الحسناءِ ، والجنيهْ
ففي جناح مرضى القلب يا حبيبتي ..
يصادرون الحبَّ ، والأشواقَ ، والرسائلَ السريهْ ..
٢
لا تشهقي .. إذا قرأتِ الخبرَ المثيرَ في الجرائد اليوميهْ
قد يشعر الحصانُ بالإرهاق يا حبيبتي
حين يدقُّ الحافرَ الأولَ في دمشقْ
والحافرَ الآخرَ في المجموعة الشمسيهْ ..
٣
تماسكي .. في هذه الساعات يا حبيبتي
فعندما يقررُ الشاعرُ أن يثقب بالحروفِ ..
جلد الكرة الأرضيهْ ..
وأن يكون قلبه تفاحة يقضمها الأطفالُ في الأزقةِ الشعبيهْ ..
وعندما يحاولُ الشاعرُ أن يجعل من أشعاره أرغفة .. يأآلها الجياعُ للخبز وللحريهْ
فلن يكونَ الموتُ أمراً طارئاً ..
لأن من يكتبُ يا حبيبتي ..
يحملُ في أوراقه ذبحتهُ القلبيهْ ..
٤
أرجوكِ أن تبتسمي .. أرجوك أن تبتسمي ..
يا نخلة العراق ، يا عصفورة الرصافة الليليهْ
فذبحة الشاعر ليستْ أبداً قضية شخصيهْ
أليسَ يكفي أنني ترآتُ للأطفال بعدي لغة وأنني ترآت للعشاق أبجديهْ ..
٥
أغطيتي بيضاءْ ..
والوقتُ ، والساعاتُ ، والأيامُ آلها بيضاءْ
وأوجهُ الممرضات حولي آتبٌ أوراقها بيضاءْ
فهل من الممكن يا حبيبتي ؟
أن تضعي شيئاً من الأحمر فوق الشفة الملساءْ
فمنذ شهرٍ وأنا .. أحلم آالأطفال أن تزورني
فراشة آبيرة حمراءْ ..
٦
أطلب أقلاماً فلا يعطونني أقلامْ ...
أطلبُ أيامي التي ليس لها أيامْ
أسألهمْ برشامة تدخلني في عالم الأحلامْ
حتى حبوبُ النوم قد تعودتْ مثلي على الصحو .. فلا تنامْ ..
٧
إن جئتني زائرة ..
فحاولي أن تلبسي العقود ، والخواتمَ الغريبة الأحجارْ
وحاولي أن تلبسي الغابات والأشجارْ ..
وحاولي أن تلبسي قبّعة مفرحة آمعرض الأزهارْ
فإنني سئمتُ من دوائر الكلس .. ومن دوائر الحَوّارْ ..
٨
ما يفعلُ المشتاقُ يا حبيبتي في هذه الزنزانة الفرديّهْ
وبيننا الأبوابُ ، والحرّاسُ ، والأوامرُ العرفيهْ ..
وبيننا أآثرُ من ألفَ سنةٍ ضوئيهْ ..
ما يفعلهُ المشتاقُ للحبّ ، وللعزف على الأنامل العاجيّهْ
والقلبُ لا يزالُ في الإقامة الجبريّهْ ..
٩
لا تشعري بالذنبِ يا صغيرتي .. لا تشعري بالذنبْ ..
فإنّ آلَّ امرأةٍ أحببتها ..
قد أورثتني ذبحة في القلبْ ..
١٠
وصيّة الطبيب لي :
أن لا أقولَ الشعرَ عاماً آاملاً ..
ولا أرى عينيكِ عاماً آاملاً ..
ولا أرى تحوّلاتِ البحر في العين البنفسجيّهْ
الله .. آم تضحكني الوصيّهْ ..
ي ￿ إلى الأمير الدمشقي توفيق قبا
( ١٩٧٣ – ١٩٤٩ )
******** النهاية ********

ليست هناك تعليقات: