السـّــــــــارية ...
السـّــــــــارية ...
علي النحوي
علي النحوي
وعلى هدى خطواتِها تجري المكان ْ !
تمشي كساريةٍ على قلبي فأفرشُ أضلعي درباً
فتختصرُ المسافة َ موجتان ْ !
من أولِّ الكحل ِ الذي يغفو على أجفانِها
أشتاق ُ حتـّى يوقظ َالعطرَ المسافرَ
صوبَ روحيَ موعدان ْ !
من ومضةِ المرآةِ بين بياضِها أمضي
لأسرق َ من شعاع ِ الشـّمس ِ أغنية ً
تبوحُ بسرّها وبسحرها
وبفتنةٍ تسريْ فيبتسمُ الزّمان ْ !
من عقدها المغرور ِ يجرحُ نحرَها النـّشوانَ
بالقبل ِ الـّتي تلتفّ طوقاً يُنبتُ الصّبواتِ
حتـّى ينتشي من طيش ِ خنصرها الشـّقيّ
ومن رغائبها الجُمان ْ !
من ظلـّها السـّكران ِ تنتفضُ الأساورُ والخلاخلُ
والمرايا تحسدُ الجدرانَ حين تلزّها
لتشدّ حجلاً يشبه ُ النـّزواتِ في ساقين ِ فرعونين ِ
يسكنُ في ارتعاشهما الأمان ْ !
وإذا سرت ْ تغشى الطريق َ سحابة ٌ ريّانة ٌ
فيبوحُ بالفوضى فترتبكُ الزّوايا
في مهبّ مسيرها / الشـّلال ِ
لا ماء ٌ سواها هاهنا
لتحفـّها بالياسمين ِ وبالبنفسج ِ ضفـّتان ْ !
لا شيءَ غيريَ هاهنا
يرعى حضورَ حبيبةٍ في نشوة ِ الميعادِ
لا حشرٌ هنا غيرُ انعطافتِها
لتجمعَ في مهبّ الريح ِ
ذيلَ عباءة ٍ مشبوبة ٍ بالرّمل ِ
يا لـّبياضها
أ سوادُ أطراف ِ العباة ِ بكفـّها أم جمرتان ْ ؟!
تمشي الهوينى والتفاتة ُخصرها
تحكي تفاصيلَ الطريق ِ
وقصة َ الباب ِ الـّذيْ صرّت أناملـَها عليه
لتفتحَ الدّنيا وتغلقَ دارة َ الخوفِ القديم ِ
وأولّ المشـوار ِ في الحبّ المغامر ِ خطوتان ْ !
تمشي فتشعلـُها الأماكنُ والمنازلُ
واختباءُ الوقتِ في أكمام ِ كفـّيها
وما أدراك ما الوقت ُالـّذي يلتفّ فوقَ شقائق ِ النـّعمان ِ
والحنـّاءُ يفتلُ ما تبقـّى من جنون ٍ
أسعرتْ نيرانـَه ُالحمراءَ في قلب ِ القيامةِ عقربان ْ !
وتلفـّتتْ خوفَ الرّقيب ِ فأحرقتْ كلّ الشـّوارع ِ والنوافذِ
فانتشيتُ بقربـِها منـّي
وفي سيارتي نفضتْ غبارَ الدّربِ مثلَ سجارةٍ
وتأوّهتْ حتـّى إذا لزّتْ حنينيَ أجّجتها رغبتان ْ !
لا تلتفتْ إلا إلى عينيّ
يا حبـّاتِ قلبيَ .. يا ضياءَ محاجريْ
خذ ْ كلّ شوقيَ .. خذ ْ رنين َ أساوريْ
ورسومَ حنـّاءٍ على أطرافِ كفيّ
تستلذ ّ بدفءِ كفـّك
هل يسيرُ الحبّ في شريان جسْرَيْ لهفةٍ
أم في وريدِ أصابع ٍ ينمو على هذيان ِ رقتها الحنان ْ ؟!
سرْ من هنا في عتمةٍ
تمحو النـّجومُ قـتامَها وضياؤنا يرعى الطريق َ
لنشعلَ الدّنيا سناً ، واهدأ لأنزعَ برقعيْ
وأزيحَ شاليَ من هناك ومن هنا
واهدأ لأختصرَ القميصَ
ولا عليك إذا بدا ساقيْ
فبعضُ العري ِ تاريخ ٌ قصيرٌ ..
هل تخافُ الاختصاراتِ الـّتي تلهو بأجسادِ النـّساءِ
وتنتهي في حضرةِ العشق ِالـّذي
تذكي مجامرَه الشـّقية َ قبلتان ْ ؟!
واهدأ لأخطفَ من بريقِك جملة ًعربية ً
تروي حكاياتِ السـّماءِ
وتستوي مابين عينيَ يا جنون مفاتنيْ
خذني فما أشقى المساءَ
بلا احتراق ٍ يبعثُ الصّلواتِ من جسدٍ
يؤرقهُ البياضُ وينشرُ الفوضى على أطرافيَ العبـِـقاتِ ..
لملمني
فأوّلُ ما يدورُ بخاطريْ
الوقتُ .. يا عمريْ الذي لا ينتهي ..
وحفيفـُنا أغصانُ توتٍ مثقلاتٍ بالغرام ِ
وليلنا يا أنت طيفٌ غادرَ الدّنيا فآوتهُ النـّجومُ
وضمـّني أخرى
فآخرُ ما يدورُ بخاطريْ
حيُّ القرامطةِ الذين ورثـتـُهمْ
فمضيتُ أهوى المستحيلَ وحسبُ أهلي أن أكونَ سفينة ً
تجري على كفـّـيـكَ يا بحراً تؤجـّجُ موجـَه المجنونَ حين يلفـّـني
كالمورياتِ القادحاتِ وما ألـذكَ صبْوتانْ !!
علي النحوي 23/3/2009م المنامة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق