المشاركات الشائعة

السبت، 22 يناير 2011

الكاماسوترا
1
ترجمه عن الفرنسية
كاستون فاتول


الجزء الأول

مدخل
ـ 1 ـ

تحية إلى دارما وارتا وكاما

في البدء ، خلق سيد المخلوقات الرجال والنساء ، ووضع قواعد حياتهم بالنسبة لدارما وارتا وكاما على شكل وصايا احتوتها مائة ألف فصل .

كتبت بعض هذه الوصايا التي تتعلق مثلاً بدارما ، وبشكل منفصل من قبل سوايامبو مانو ، وجمعت الوصايا المتعلقة بارتا من قبل بريهاسبتي، وشرحت الوصايا المتعلقة بكاما من قبل ناندي، تلميذ ماهاديفا في ألف فصل .

وبعد ذلك ، أعيدت صيغة الكاماسوترا هذه ( أمثال عن الحب ) التي كتبها ناندي في ألف فصل ، من قبل شفتاكيتو ، ابن اود فالاكا، بشكل مختصر في خمسمائة فصل ومن أعيدت صياغة المؤلف بالذات أيضاً بشكل أكثر اختصاراً في مائة وخمسين فصلاً من قبل ببهوافيا ، وريث منطقة بنشالا (جنوب دلهي) . كانت المائة والخمسون فصلاً مجموعة تحت سبعة عناوين أو أقسام هي:
1 ـ سد هرانا ( مسائل عامة (
2 ـ سميرا بوجيكا ( المعانقة والتقبيل.. الخ(
3 ـ كانيا سمبا يوكوتاكا ( جماع الذكر والأنثى (
4 ـ بهارياد يكاريكا ( حول الزوجية )
5 ـ باراداريكا ( حول زوجات الآخرين )
6 ـ فايسيكا ( حول المومسات (
7 ـ أوبايشكاديكا ( حول فنون الإغراء والعقاقير المنشطة )

وضع القسم السادس من هذا المؤلف الأخير بشكل منفصل من قبل دارتاكا بناء على طلب مومسات باتاليبوترا، وكذلك وضع القسم الأول من قبل شارايانا. ووضعت الأقسام الأخرى أي القسم الثاني والثالث والرابع والخامس والسابع بشكل منفصل من قبل:

سوفارنابابها (القسم الثاني )
غوتاكاموكها (القسم الثالث
كونارد
كونيكا بوترا (القسم الخامس )
كوشاومارا (القسم السابع )

وبما أن المؤلف وضع بأقسام منفصلة من قبل مؤلفين مختلفين ، كان من المستحيل تقريباً إيجاده كاملاً ، وبما أن الأجزاء التي وضعت من قبل داكاتا وغيره لا تبحث إلا بالمواد الخاصة، وكل مادة موضوعة ل فصل معين . وبما أنه أيضاً لم يكن مؤلف بابهرافيا الأصلي ذا دراسة سهلة بسبب ضخامته ، قام فاتسيايانا، لهذه الأسباب، المتعددة، بتأليف هذا الكتاب ، بحجمه الصغير وهو مختصر لجميع مؤلفات الكُتّاب الواردة ذكرهم أعلاه.
ـ 2 ـ

التوصل إلى دارما وارتا وكاما

يتوجب على الرجل ، الذي تقدر فترة حياته بمائة عام، أن يطبق تعاليم دارما وارتا وكاما في مختلف مراحل حياته بشكل أن يوافق بينها بدون أي تنافر بينها. يجب أن يحصل على العلم منذ طفولته.. في فترة شبابه وكهولته يهتم بتعاليم ارتا وكاما ، أما في شيخوخته فيتبع تعاليم دارما ويحاول أيضاً اكتساب موكشا ، أي الإغفاء عن التقمص مستقبلاً . ونظراً جهله خفايا المستقبل الغامض ، يمكنه تطبيق التعاليم الثلاثة هذه في فترات حياته المعينة . ولكننا نلاحظ شيئاً هاماً، عليه أن يعيش حياة طالب علم متدين إلى أن ينتهي تثقيف نفسه.

دارما هو الخضوع لوصايا الشاسترا ، أي كتاب الهنود المقدس ، والقيام ببعض الأعامال، كتقديم القرابين التي لم تقدم عادة بعد ، لأنها لا تختص بهذا العالم ولأنها أيضاً لا تنتج فعلاً منظوراً ، وأيضاً عدم القيام ببعض الأعمال كأكل اللحم، ويحدث غالباً لأن ذلك يختص بالدنيا وتنتج أفعالاً منظورة.

يعلّم الكتاب شروتي (الكتاب المقدس) من يختص بشرحه بتقديم تعاليم دارما آرتا هو اكتساب الفنون و الأرض و الذهب والمواشي و الثراء والخيول والأصدقاء. وعدا عن ذلك ، هو حماية المكتسبات وتكاثر ما هو محمي .

يشرح ارتا من قبل ضباط الملك والتجار الضليعين في مهنتهم .

كاما هو التمتع بالأشياء المتعلقة بالحواس الخمس ، و هي السمع واللمس والنظر والذوق والشم، يؤازرها العقل المتحد مع الروح . والنقطة الهامة هنا هو التماس الوثيق بين عضو الحاسة و غرضه ويدعى الشعور باللذة الناتج كاما .

يعلم الكاما في الكاماسوترا (أمثال عن الحب) وبفضل تجربة المواطنين العملية.

عندما تجتمع العلوم الثلاثة دارما وارتا وكاما، الأول أفضل مما يتبعه ، أي دارما أفضل من ارتا وارتا أفضل من كاما . ولكن يجب أن يتعلم الملك دوما ارتا أولاً لأن من ارتا يقتات الشعب . وكذكل، بما أن كاما موضوع اهتمام المومسات ، يجب عليهن تفضيله عن العلمين الآخرين . وهذه الأمثلة شاذة عن القاعدة العامة .

اعتراض

يقول عدة علماء إن دارتا الذي يتعلق بعدة أشياء ليست من هذه الدنيا يمكن أن يدرس في كتاب، وكذلك الحال بالنسبة لارتا لأن ممارسة تعليماته ممكن فقط بتطبيق بعض الوسائط التي لا يكتسب المرء معرفتها إلا بدراسة الكتب. أما كاما الذي، تمارس تعليماته حتى من قبل الحيوانات المنتشرة في كل مكان، لا يحتاج إلى كتاب لعرض بحوثه.

الجواب

ليس هذا صحيحاً . على اعتبار أن العلاقات الجنسية تتعلق بالرجل والمرأة ، فتتطلب بعض الوسائط المذكورة في الكاماسوترا . يعود عدم تطبيق الوسائط الخاصة الذي نلاحظه في بيئة الحيوانات إلى أنه لا يوجد قيود لها. وأيضاً لأن الأنثى غير صالحة للعلاقات الجنسية إلا في بعض الفصول. وأخيراً لأنه لم يسبق جماعهم أي نوع من الأفكار.

الاعتراض الثاني

يقول اللوكاياتيكا : «يجب الامتناع عن تطبيق الوصايا الدينية لأنها لا تحمل أي ثمر كان ، من هو الجاهل الذي ينقل ما في يديه إلى يدي الآخرين؟ ومن الأفضل أن يملك الإنسان حمامة اليوم من أن يوعد بامتلاك طاووس غداً . وقطعة نقود نحاسية نتأكد من الحصول عليها أفضل من قطعة ذهبية يشك في امتلاكها. »

الجواب

هذا ليس صحيحاً:

1 ـ لا تسمح الكتب المقدسة التي تأمر ببمارسة دارما بحمل أي شك تجاهها.
2 ـ للقرابين التي تقدم لتدمير الأعداء أو لهطول الأمطار، ثمر منظور .
3 ـ تعمل الأجرام السماوية كالشمس والقمر والنجوم والكواكب لصالح العالم بكامله .
4 ـ يؤمن استمرار العالم بتطبيق القواعد المتعلقة بطبقات الرجال الأربعة وبمراحل الحياة الأربع.
5 ـ نلاحظ أن الحبوب تبذر في الأرض بأمل حصادها في المستقبل .

لذلك من رأي فاتسيايانا وجوب إطاعة وصايا الدين .

الاعتراض الثالث

يقول من يؤمن بالقدر، الدافع الأول لجميع الكائنات : « يجب أن لا نجهد أنفسنا للحصول على الثراء ، لأننا غالباً لا نحصل عليه رغم جهودنا ، بينما أحياناً يأتينا بدون بذل أي جهد من قبلنا. لذلك تخضع الأشياء إلى سلطة القدر الذي هو سيد الربح والجهد . و هكذا رأينا بالي يصعد على عرش اندرا بفضل القدر و من ثم أزيح بفضل القدرة ذاتها و يستطيع القدر إعادته إليه. »

الجواب

هذه الحجة خاطئة . بما أن اقتناء شيء ما يتطلب في جميع الحالات بعض الجهد من قبل الرجل ، يعتبر إذاً تطبيق الوسائط اللائقة ، سبب جميع ما نقتنيه ، و بما أن تطبيق الوسائط اللائقة ضروري ( حتى إذا كان من المحتم أن يحصل ما ننتظره ) ، نرى أن الشخص الذي لا يقوم بعمل ما لا يتذوق أية سعادة .


الاعتراض الرابع

من يميل إلى الاعتقاد أن ارتا هو الغرض الرئيسي الواجب اقتناؤه يقول ما يلي: « يجب عدم التفتيش عن الملذات، لأنها تعرقل تطبيق دارما وارتا وهما بمستوى أرفع منها و لأنها محتقرة من قبل الأشخاص المحترفين .

تؤدي الملذات بالرجل إلى الهلاك و تجمعه بأناس أقل منه شأناً . تجعله يقوم بأعمال غير نظامية و تدنسه ، و تحثه على عدم الاكتراث بالمستقبل وتشجعه على الإسراف والطيش .

من المسلّم به أن الرجال الذين يستسلمون لهذه الملذات يهلكون ويورطون معهم عائلاتهم و أصدقائهم .

هكذا نرى أن الملك دنداكيا من سلالة بوجا الذي خطف ابنة كاهن براهماني بنية سيئة، قد خسر ماله و فقد مملكته .

واندرا الذي اغتصب اهاليا عنوة ، قد عوقب عقاباً صارماً. و كذلك كيشاكا الجبار الذي حاول إغراء دروبادي ، ورافانا، الذي أراد خدع سيتا ، وقد عوقبا من أجل جرائمهما .

و ذهب هؤلاء الأشخاص وكثير من أمثالهم ضحية ملذاتهم . » .

الجواب

ليس هذا الاعتراض أساس لأن الملذات ضرورية كالغذاء للحياة ورفاهية الجسد وبالتالي مشروعة تماماً. و بالإضافة إلى ذلك ، تكون الملذات نتيجة تعاليم دارما وارتا .

عدا عن ذلك يجب علينا الاعتدال والتعقل في تذوق الملذات . لا يمتنع أحد عن طهي المواد الغذائية بحجة وجود المتسولين و لا يمتنع أحد عن بذر الحبوب بحجة وجود الحيوانات التي تتلف القمح عندما ينضج.

إذاً، يتذوق الرجل الذي يقتني دارما وارتا، السعادة في هذا العالم وفي العالم الآخر. يقوم الصالحون بأعمالا لا تخيفهم نتائجها في العالم الآخر ولا خطر لها على راحتهم. يجب القيام بكل عمل يؤدي إلى اقتناء دارما وارتا وكاماسويا أو اثنين منهما أو حتى أحدهما، ولكن يجب الامتناع عن عمل يؤدي إلى اقتناء أحدها على حساب الاثنين الآخري

ليست هناك تعليقات: