المشاركات الشائعة

الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

كأنك تحبني
عناية جابر



اذا كان ممكناً
تلفن لي
لأسمع صوتك

أحتاج الى مادّة
لأقيس الحب

'2
تكلّم ببطء
بطء حقيقي، لألمس
الروح في النبرة، وفي
كيان الكلمات

'3
صوتانا ليسا في مكان واحد
لكنني أحسب هذا عادلاً
كما حين تُمطر السماء
على كل العالم

'4
بمجرد أن طلع هذا الصباح
عرفت أن قلبي ينفق،
بمجرد أن طلع هذا الصباح
أريدك
رغبة كبيرة، الى درجة
لا أفهمها
حين يصل صوتك، جسدي
يظن، أنني أفهم

'5
عليك أن تصرخ في السماعة
الحلقة ضيّقة
صوتك عالق
ويرتعش'''''''''''''''''''''


6
كأنك تُحبّني، قال
قلبي، وهو يهزّ
رأسه.

7
السهو
يسمح للعين
بالتنّزه
في ما يُشبهنا

8
لو خلصت
كل القُبل
لانتبه الليل فجأة
أنه اسود جداً


9
ضغطٌ
على
باطن
اليد
الحب، الأكثر
صمتاً

10
نظرتك عليّ
طالعة
نازلة
تُذكّر
باللهفة

11
لأنني أعتقد
أنني شاعرة
لاأكفّ
عن
تعذيب نفسي.

12

القاعدون في مقهى ' الروضة' يحيون مع هذه الأشياء
يمكثون على طاولاتهم وأجسادهم تتلوى في الجهات
ولا رغبة واحدة تسعى
خارج المكان.

نزلتُ الى الشاطىء
زوارق صغيرة راسية قربهُ
نثار الزجاج يُغطّي الرمل، مسامير
أحذية مُهترئة
سنونوة حطّت على صخرة في البحر، حيث
الموجات عقدن العزم على المجيء، واللجّة
تنفتح متباطئة
الحافة السفلية للمقهى، منخورة
بالرصاص.
13
الناس الذين يعيشون هنا
يعرفون البحر جيداً
واذ يعرفونه الى هذا الحدّ
فغالباً ما حلموا بالهرب

14
قوم الشواطىء، يرون
مدناً خلف الأفق
شوارع، وناساً غريبين
البحر هو صوت باب
ينغلق خلف ظهورهم

15
حين نكون معاً
تغدو السماء، قريبة
والعالم اليفاً، مثل غرفة
عشنا فيها، وبيت لم
نغادره


16
بعد آهة صغيرة
الآن روح الحياة الصامتة
مغسولة
بطراوة اللحظة


17
ذهبت بك
كنت في الحب ، وما من شيء أقوى
يجعلني اذهب بك
كنت أنا من بدأ
ليس أنت، كنت
أنا، وكان عليّ أن
أفعل ذلك.

18
بيتك أراه من هنا
ويكون جسدك كاملاً
ووجهك الذي هو طبيعتي الحقيقية.

19
أنقر بسبابتي على نافذتك
وأنت تجمع ما تبقّى من فتات العشاء
ولا أعرف بأيّ قلب قاس
لا تفتح

20
هل أتلفتُ حياتك؟
هل فعلت؟
هل رأيتني افعل؟



21

والحب موضوع عميق، وإني لأسال نفسي من أين لي هذا
الذكاء الرائع في تذوّق الرجال؟ وكنت أنت رجلاً عادياً جيداً
غير انك تفتقر الى البساطة المُلهمة التي تجعلك تُحبني. نظرة
ثملة ـ برأيي ـ هي جوهر النظام القصير نحو عاطفة قوية.
شربتُ أمس معظم زجاجة النبيذ، والحقّ ان الحب لم يخفّ،
ذلك أنه صنف المشاعر التي يُسخّنها النبيذ. ومهما يكن من
أمر ليلة الأمس، فإنني أنفقتها كلها، وقد حشرت رأسي في
تأمل قبلة متبادلة، من دون أن آخذ موافقتك بالطبع . قلما
آخذ موافقتك. ويجدر بي أن أضيف هنا، ان احد أسرار خيبتي
هو أنك تعيش في مدينة لا تنفتح على البحر، لذلك لا تعرف نوع
تأملاتي ولا استغراقي الحنون بالأشياء. لقد رفعتُ كل التأملات
غير البحرية من راسي، واستبدلتها برعشات تفوح منها رائحة
مالحة . ما أضخمك في الليل، وحتى الآن رسالة منك لم تصل و
إنني لأشعر بالبرد، وساخطة حقاً، وقد نسيت تماماً إن كنت كتبت
لي يوماً. إن وعيي الشديد بيدي المكسورة، والحق انني أعتقد ـ على
نحو غريب ـ أنك من كسر يدي، وهي فكرة ربما، تقوم دليلاً،
على نظرتك غير الممكنة الى الحب.


22
حين يجلس المساء شديداً
مفاصله الصغيرة
عموده الفقري
أسألك ان تمكث قليلاً
ريثما يجفّ عرقي
عن فخذيّ


23
ثم ان أموراً بيننا ينبغي أن تُفسّر
وعلينا أن نكون واضحين
ودقيقين
إذ من يعرف متى
يبدأ اللعب من جديد.


24
حين ألقاك، صدفة
تحت المطر
أبكي، من الكرم الفظّ
للحياة.

25
أيّ رجل هذا
يسأل الشتاء؟

26
يد خفية على كتفي
هول الدفء يُغبّش
زجاج النافذة
على الماء الأسود
قماشة فضية
تنبسط.

27
وجهك في المياه النازلة
كما لو أستعيره

28
نحلات

النوتات كنحلات الحقول، عيونها صفراء وأجنحتها برّاقة
وعليّ الانتباه الى أن في وُسع ما قلناه أن يكون سوناتا، مع
أننا لم نـقله حقاً. كل شيء بدأ من تلك النبرة وكيف امتلكتُ
أجراسها وعلقّت كلماتك على كتفيّ، شغوفة بوزنها وبأمر
الفخ الذي له ضوء النهار. منحوتتك البيضاء ترتعش حيث
ليس إلا الحب كاملاً مُرعباً نرتدي لأجله قمصاناً نظيفة
ونسرّح شعورنا كشيء نوستالجي ونرسم بالأحمر والوردي
أدواراً لعشاق صالحين، في سراويل داخلية صامتة الإصغاء.


المدينة مليئة بمانيكانات نحيفات في الواجهات. الصيف يطوف مرّة أخرى
واذا وصلتك هذه القصيدة، مُجعدّة مُغبّرة، فهذا لأنني بأصابع دبقة
كتبتها وأرغب في ان اكون قريبة منك حين تقرأها، كأنها الحرُّ الشديد.

نكبرُ كثيراً جداً في الأيام التي يتجمّد فيها الهواء كبطيخة
في البرّاد، صلبة كناظرة مدرسة تسمع ضرب السنوات
المنتظم وتدوسه بنعل جندي. على الأقلّ إحذر سطوري
تمتدّ الى حافة نافذتك، أم أنك ترى الرضوض وتقف عاجزاً كزهرة.

* شاعرة من لبنان

ليست هناك تعليقات: