المشاركات الشائعة

الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

أحوالُ المُشتهى السبعةُ
سعد الياسري

الجَذبُ :

هذا المُكتنزُ بنبيذِ الصّلافةِ لي ؛
المُتفرِّسُ بالبداياتِ الخجولةِ مُلكٌ لِشغَفي،
هذهِ الأسرارُ تنتظرُ فضْحها على مرْأىً منَ اليدينِ والنَّظرةِ الوقحةْ .

الحَياءُ :

ألمحُ كلَّ محمومٍ تجتهدُ قُمصانكِ - عبثًا - في كبْتهِ ؛
وأقرأُ تمائمَ التنُّورةِ على فخذيكِ بالتياعٍ مقدَّسٍ .
كلُّ انثناءةِ حَياءٍ لرقبتكِ تعني: افعلْ شيئًا ؛
تعالَ ورنِّمْ بالشَّهامةِ فوقي.. تعالَ !
كلُّ محاولةٍ لإخفاءِ ارتعاشِ شفتيكِ تعني: يا ربَّ هذا المرعى؛ اقطفْني !
كلُّ غضبةٍ وتلويحٍ بالرَّحيلِ يعنيانِ: جائعةٌ.. جائعةٌ؛ سأُجَنُّ .

الدَّلالُ :

بالقويِّ منَ الدَّلالِ أنضجْتكِ ؛
الشَّاماتُ قسيماتُ اللّذَّةِ العاريةِ.. عارياتٌ مثلكِ .
الحَلَمتانِ رهينتا التَّورُّدِ الصَّلبِ.. تتحدَّثانِ إليَّ بالشَّائقِ الشَّاقِّ:
هلْ أثرٌ على إهابِ النُّورِ غيرُ قواطعي تدعكُكِ بحنانٍ ؟
هلْ حرَّاسٌ غيرُ شفتيَّ تلثمانكِ بهِياجٍ ؟
هلْ قيدٌ غيرُ كفَّيَّ الشَّبقتينِ ؟
هلْ شهقةٌ في الغيبوبةِ القصوى إلاَّكِ كـ (فْرِيَّا) • تتوهَّجُ ؟

الخَدَرُ :

أكتبُ أسماءَ اشتهائيَ على الكتفينِ والمِحزمِ ؛
على الشَّقِّ الأثيرِ،
على ظلِّ حمَّالةِ الصَّدرِ الغافي عندَ ظهركِ ،
على حدودِ سِروالكِ كافلِ الجمرِ والنَّدى ،
على مقامِ الأبيضِ المحضِ،
فيما تتمرَّغينَ بالهوَسِ كثمرةِ جوزِ هندٍ أذعنتْ أخيرًا ..
مُقشَّرةً ومثقوبةً.. سيَّالةً بفحشِ الرَّغائبِ .
أكتبُني عندَ موسمِ الشَّهدِ؛ راهبًا ينتظرُ البِشارةْ !

الشَّبَقُ :

أُرسي تحيَّتي الشَّديدةَ على الحقودينِ - نهديكِ - مُريبَيّ الطَّلَّةِ ،
على النَّاعسِ منْ ممشى العانةِ الحليقةِ أبدًا: لا زغبٌ يعيقُ السَّفرَ .
تتكوَّمينَ فوقَ مُلاءةِ الخَدَرِ.. فأقسِّمُ البلادَ:
للكامنِ في عزلتهِ.. لسادنِ النُّعومةِ: باطنُ الكفِّ ،
لجناحيّ الفراشةِ.. لرأسِ الحكمةِ النَّافرِ: اللِّسَانُ فقطْ !

الذَّروةُ :

ثمَّ صارَ كلُّ شيءٍ قصيدةً !
الآهةُ، فحيحُكِ النَّهمُ، مسامُّكِ، منبعُ العرَقِ ،
لسانُكِ - السَّمكةُ الأنقلِيسُ - كصوفيٍّ في نشاطِ الرَّعشةِ ،
عيناكِ الدُّريَّتانِ تقولانِ كلَّ فاجرٍ وبذيءٍ ،
شفتاكِ تختصرانِ عفَّةَ البتولِ وجسارةَ المُومِسِ ،
لعابيَ ينسابُ في فمكِ كخيطٍ من اللَّهبِ والبَرَدِ ،
آثارُ صفعاتي على البضِّ المشاغبِ منْ رِدفيكِ المرتجَّينِ ..
كحبَّةِ كرزٍ على عجينٍ؛ أفكِّرُ متى تتلاشى ؟
شَعرُكِ الملفوفُ - دورةً كاملةً - على كفِّيَ اليمنى ..
كلجامٍ يشدُّ فرسَ الدَّمِ الرَّاكضةِ ،
أصابعي السَّابحةُ في خمرِ فمكِ الرَّطبِ.. و لا تكتفينَ .
كلُّ شيءٍ - في خضمِّ الذَّروةِ - صارَ قصيدةً..
ثمَّ إنَّني سمعتكِ تهجِسينَ:
لا تُقلعْ عنْ هذا.. وإلاَّ هجرتُكْ !

المُنتهى :

ما الَّذي لا يشبهُ الوقتَ إنْ لمْ يكنِ الآنَ؟
ما الَّذي يشبهُ الرِّضا إنْ لمْ يكنْ هذا الشُّرودُ؟
كلُّكِ ليِّنٌ وحيٌّ؛
بربوضكِ حواسُّ الجحيمِ،
بلهاثيَ النَّارُ الصَّافيةُ،
رائحةُ الغريزةِ هيَ كلُّ ما تنفُثِينهُ في وجهيَ،
أَأفعى تقطنُ في فمكِ.. فطوَّقتِ القنديلَ؟
أمْ طفلٌ يقطنُ في فمي فيمتصُّكِ.. يمتصُّكِ؟
وفجأةً؛ تنتابنا رعدةُ الماءِ الكافرةِ ...
لا عاصمَ اليومَ منَّا سوانا؛ قُلنا معًا !
لَمْ ننتهِ إلاَّ لنبدأَ؛ قُلنا معًا !
ليسَ ما نخصِفُ بهِ على العُرْيِ غيرُ بقيَّةٍ منْ جوعٍ ينمو؛
ينمو وينمو...
ياااااهْ؛ قُلنا معًا !
وانهمكنا - في قراءةِ الحمَّى - مِنْ جديدْ .. !!

ليست هناك تعليقات: