المشاركات الشائعة

الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

من رواية
برهان العسل
لسلوى النعيمي
باب أزواج المتعة و كتب الباه

هناك من يستحضر الأرواح، أنا أستحضر الأجساد. لا أعرف روحي ولا أرواح الآخرين، أعرف جسدي وأجسادهم.هذا يكفيني. أستحضرهم وأعود إلى حكاياتي معهم عابرين في جسد عابر. لم يكونوا لي أكثر من ذلك. الأمور محددة الأفق منذ البداية.إذن ؟. أستعملهم ؟، أدوات جسدية ؟، ولم لا ؟. عشاق ؟ كلمة كبيرة. لا يمكنني أن استخدمها ولا حتى بيني وبين نفسي. كان "المفكر " هو الوحيد الذي استعملها مرة وصدمت. عشيق ؟. ليس لدي عشاق. يجب أن أجد كلمة أخرى. لم أتعب نفسي في البحث عنها. كنت أحكي له مرة عن صيقة لي التقت به في حفلة عامة. سألني بفة : هل تعلرف أني عشيق صديقتها ؟ كانت حكايته سري ولم يهزني السؤال. هزتني الكلمة : عشيق. " المفكر " عشيقي ؟. لم يخطر لي هذا أبدا. هل يمكن أن أكون عشيقة رجل لا أريد منه إلا أن يحضنني في مكان مغلق؟. هل يمكن أن أكون عشيقة رجل لا أريد منه إلا هذه الساعات المسروقة ؟.
لم أذهب أبعد في التأويل لأن " المفكر " قال لي كعادته: عندي فكرة. يقترب من السرير، أنبطح على بطني رافعة ظهري معتمدة على ذراعي، هو خلفي ولا أراه، تمرّ كفاه بإصرار، ترسمان حدودي من الكتفين إلى الفخذين لتستقرا على مؤخرتي، يشدني إليه، ألتصق به أكثر كي أمتلئ به أكثر، أدفن وجهي في الوسادة لأخنق همهمات لذتي المتوحدة مع حركاتنا وكلماتنا .كنت أعرف أن الجماع أفحشه ألذه، ومع ذلك كنت أحاول أن أكتم حتى أنيني.
يشدني إليه، وتلك الوضعية هي أكثر ما أحب، وأكثر ما يحب.
في تلك الوضعية تلتقي وجهات نظرنا مع اختلاف الزاويتين. المهم هو نقطة الالتقاء.
أخرس صواتي وأنسى الصديقات وعلوم التأويل والتفسير والفلسفة النظرية أمام كل هذا التفاهم في التطبيق العملي.
عشاق ؟.
من المؤكد أن " المفكر " كان محقا في استعمالها. عيبي أنني آتية من كوكب لغوي آخر. كوكب لغة نسائية عليّ أن أخترعها. ألجأ عادة إلى المعاجم لكنها لا ترضيني دائما. هي لغتهم ومفاهيمهم. أجد كلمة ( عشاق ) واسعة على كل أولئك الرجال الذين عرفتهم.
حتى على المفكر ؟.
عشاق ؟.
من البداية، يكون اللقاء. تتوامض العينان في لمحة وينحسم الرد في داخلي بنوع من الحدس الباتر. منذ اللحظة الأولى . حتى قبل أن يقدم لي الراغب أوراق اعتماد شهوته. ما يهمني هو رغبتي أنا. رغبتي النادرة.
أملك حسا أخلاقيا لا علاقة له بقيم العالم الذي يحيط بي. رفضتها منذ زمن لا أتذكره. هذا الحس الأخلاقي الشخصي هو الذي يزن أفعالي ويمليها عليّ وعلى حياتي: وجهي بعد الحب ولمعة عينيّ ولملمة أجزائي وجذوة الكلمات تتقد حكايات في صدري.
هكذا عرفت باكرا ما أريد : عقل متيقظ في جسد متيقظ. حتى قبل أن أقرأ في الكتب الجنسية العربية العزيزة عليّ ما يدعم مواقفي.
قال الجواب إنني لم أعرف رجلا إلا زوجي.
قال إنني أرفض كل رجل يشتهيني لأنّ لدي حسا أخلاقيا عاليا يجعلني أخاف من المجتمع ومن حكم الرجل عليّ لو قبلت عرضه.
قال إنها بقايا تربيتي الطهرانية القديمة.
قل إن هذا يشلني ويكبحني ويقيدني.
قال إنني أعد قبولي الجنسي نوعا من الخضوع.
قال إنني أخاف أن يخفت ألقي في عيني الرجل الذي أقبل به.
قال إنني لا أملك الثقة الكافية بجسدي ولا أجرؤ على تعريته أمام رجل.
قال إنني أرفض نموذج صديقتي التي تقول نعم لأي رجل وأعتبرها مستهترة رخيصة.
قلت : ربما، واعيةً أنني بعيدة عن هذا مسافات ضوئية.
قلت : ربما، كي لا أقول له : إن رفضي الجسدي له لا يعني رفضي المطلق لكل الرجال.
قلت : ربما، وأنا ألعب لعبة أتظاهر فيها بقبول تفسيراته التي تطمئنني إلى نجاح لعبتي الاجتماعية.
أن أرفض رجلا يعني أني أرفض الجميع ؟. أن أقول : " لا " لرغبة رجل يعني أني أقول : " لا " لكل الرجال ؟. تفسير ذكوري مريح للجميع وأولهم أنا.
كنت أقول : ربما، لأنني لا أريد أن أوضح للآخرين. ماذا أقول لهم ؟. إنه ليس لدي أي مرجع أعود إليه إلا نفسي وما أريده أنا ؟، ولا التقاليد ؟. لا الخوف من ألسن الناس، ولا رهبة العقاب، ونار جهنم ؟.
أعرف أنني، بعكس كل ما علمون، متعددة الأزواج بالطبع، مثل غالبية النساء ربما. ليس هذا هو التعبير الملائم. يجب أن أقول: متعددة العشاق، أو، على الأصح، متعددة الرجال.
منذ سنوات رأيت ألبرتو مورافيا في مقابلة يتحدث عن هذه التعددية الطبيعية عند المرأة ووقعت جمله علي كالوحي. أن يضع في كلماتٍ ما أعرفه نظريا وما أطبقه عمليا.بعدها قرأت المقالة نفسها عند فيلسوف فرنسي معاصر ينظّر للذة ويطبق الفكرة التعددية على كل إنسان، رجلا كان أو امرأة. قرأته بنهم سعيد مع أني لم أكن بحاجة إليه : كانت حياتي برهانا على أفكاره.
هل سمعت حديث مورافيا قبل المفكر أو بعد المفكر. لا أذكر تماما.
هل قرأت الفيلسوف الفرنسي قبل المفكر أو بعد المفكر ؟. لا أذكر تماما.
أذكر فقط أنني القيت به في عز انغماسي في قراءة كتب التراث الجنسي . صرت أتسلى بإحالة كل ما يحصل بيننا إلى النصوص القديمة، أقرأها عليه وأتفنن في فصفصتها. لم يكن يعرف منها إلا كتابا واحدا :
( رجوع الشيخ إلى صباه ).
قرأته خفية في بداية مراهقتي. أعارته لي تلميذة في المدرسة الإعدادية لم تكن صديقتي. أكبر بسنوات من بقية بنات الصف، تستعمل أحمر الشفاه و تكحل عينيها و تتناقل التلميذات حولها حكايات غامضة لم تكن تروى أمامنا نحن الأصغر سنا إلا نُتَفاً : عن آثار الضرب على جسدها، عن أهلها الذين يريدون تزويجها مرغمة، عن الصبيان الذين ينتظرونها على باب المدرسة من دون مداراة.
ما عدت أذكر كيف وقعت عيناي على الكتاب معها وكيف أعارتني إياه وهي تحلفني ألا يراه إنسان. أذكر صدمتي الأولى وخوفي من أن يضبطني أحد متلبسة بحمله. لم يكن هناك من يراقب قراءاتي و يقيد حريتها ، لكنني حدست أنني أرتكب فعلا علي أن أخفيه عن الآخرين. قرأته بسرعة أكدت لي موقفي. أذكر فقط رغبتي في الاكتشاف وخوفي مما ينفتح أمامي. عيناي تحملقان إلى الصفحات ونبضات قلبي تتسارع. أخفيته بين كتبي المدرسية أعدته إلى صاحبته في اليوم التالي. نظرت إليّ بفضول مترقب. وضعته بين يديها بجدية محايدة ولم أقل شيئا. استعادته بنوع من الخيبة أمام رد فعلي وخبأته بسرعة في حقيبتها وهي تدير لي ظهرها.
كنت صغيرة لكن عوالمي السرية كانت قد وضعت أسسها من قبل. امتلكت باكرا موهبة الازداوج وأرستها متراسا لحريتي في مواجهة نفاق العالم.
تحرت بعدها بسنوات، بالتجربة العملية، حقيقة ما كتبه شيوخي من المؤلفين العرب عن (فوائد الجماع ) كما يسمونها، جسدية ونفسية وذهنية، فهو يسكن الغضب وينفع لفرح النفس لمن طبعه الحرارة. وهو علاج شاف من ظلمة البصر والدوران وثقل الرأس وأوجاع الجنبين مما يعمي ويغلق أبواب الفكر .
أعرف أيضا ضرر ألا أفعل. قال محمد بن زكريا : من ترك الجماع مدة طويلة ضعفت أعضاء قوته وانسدت مجاريها وضمر ذكره، وقد رأيت جماعة تركوه لنوع من التقشف فبردت أبدانهم وعسرت ركاتهم ووقعت عليهم الكآبة بلا سبب، وعرفت لهم أمراض المانيخوليا وقلّت شهوتهم وهضمهم.
أمراض نفسية وجسدية ؟. الجنون والكآبة و الماليخوليا دفعة واحدة بسبب الكبت الجنسي ؟. أعاذنا الله وأبعدنا عنها جميعا.
قال ابن الأزرق : كل شهوة يعطيها الرجل نفسه فإنها تقسي قلبه إلا الجماع. ومن هنا جاء حرصي على رقة قلبي.
تدربت على أن أتحدث دائما مع الآخرين على المستوى النظري فقط عندما يتعلق الأمر بالجنس. قد أعطي أمثلة من الكتب أو من حياة غيري، أما حياتي الموازية فقد كانت مخبوءة في قمقم لا أفتحه إلا وحيدةً ليخرج من جنيُ ذاكرتي.
جاء المفكر وقلت له نعم؟.
لم أحك لأحد في البداية عن هذا الولع المعرفي. كانت هذه الكتب سري الذي لا أشارك فيه أحدا. جاء المفكر وقلت له : نعم. جاء المفكر وانفتح القمقم. في السرير حكيت له عن قراءاتي السرية. تداخل السران امتزجا نهرا واحدا.
في تلك الأيام كنت أكتفي بالتلذذ بهذه الكتب و استعادتها معه. في البداية كنت أبحث عن اسم كل وضع جنسي وأنقله له. صارت الأسماء المضحكة في أغلب الأحيان شيفرة سرية نتناقلها بيننا ببراءة ظاهرية، نطعّم بها ديننا في حضور آخرين ، ونتفنن في تمريرها في كل سياق. لم يكن ذلك سهلا : كيف يمكنك أن تلفظ كلمات مثل المقمّع والكباشي والكوري واللوي وخياطة الحب في جملة مفيدة ؟. كان جهل الآخرين عونا على اللعب نستغله من دون حرج.
كنت واثقة من أنه لا أحد يستطيع أن يتوقف عند هذه الكلمات، إلا إذا كان خبيرا بكتب الباه، يقرأها ويعيد، مثلي أنا. هذا نادر، حتى في أوساط المثقفين العارفين بأمور التراث. تأكدت منه بالتجربة العملية، وكانت طريفة في كل مرة.
مع " المفكر " أدركت قيمة ما أقرأ ووعيت أهميته. صرت أتنقل بين أحمد بن يوسف التيفاشي، وعلي بن نصر، والسموأل بن يحيى، ونصر الدين الطوسي ، ومحمد النفزاوي، وأحمد بن سليمان، وعلي الكاتبي القزويني ، والسيوطي ، والتيجاني، وكأنني بين أصدقاء. أقرأهم وأستعيدهم ، أتمزمز بنصوصهم وأترجم حياتي إلى كلماتهم. أحتفظ بها لغة سرّية لا أجرؤ على البوح بها، إلا للمفكر.
لماذا كان هذا التلاقي بين المفكر وكتبي السرية ؟
يخطر لي أنني انتقلت معه إلى مرحلة وعي جنسي ما كان يمكن أن تنفصل عن قراءاتي. تداخت التجربة العملية بقاعدة نظرية، وما كان يمكن لهذا التقاطع إلا أن يقدح شررا. كنت أتسلى بإحالة ما أعيش معه إلى مقاطع من هذه الكتب. أنقلها له أولا بأول وينظر إلي بدهشة: هذا كنز معتم لا يعرفه إلا القليلون. يجب الكتابة عنه والتعريف به.
كان المفكر سري وكانت الكتب جزءا من هذا السر.
كانت الحرية التي يكتب بها القدماء تمد لي لسانها مع صفوف الكلمات التي لا أجرؤ على استعمالها، لا شفويا ولا تحريريا. لغة مهيّجة. لا يمكنني أن أقرأ مقطعا من دون أن أتبلل. لا يمكن للغة أجنبية أن تثيرني هكذا. العرية هي لغة الجنس عندي.لا يمكن للغة أخرى أن تحل محلها وقت الحمى، حتى مع غير الناطقين بها، من دون الحاجة إلى ترجمة طبعا.
كانت الكلمات الممنوعة تحيي تاريخا من الكبت الجنسي و تحيي معه مقاومة هذا الكبت. الطريف أنني لم أكن أستعمل هذه المفردات، حتى بيني وبين نفسي. مفردات للقراءة فقط. لا للكلام ولا للكتابة. حى الآن يصعب علي أن أستعمل في لغتي كلمة من " الكلمات الكبيرة ". أتحاشاها. يمكنني أن أنقلها، وأن أستشهد بها و براءة الأطفال في عينيّ، مهما كانت ساخنة. أما أن أستعملها للحديث عني وعن تجاربي فتلك حكاية أخرى.
هذه النصوص جزء من ثقافتي. هذه النصوص جزء من مخيلتي.
هذه النصوص جزء من حياتي الجنسية. قبل المفكر، ومعه، ومن بعده، في هذ المنطقة الحساسة من تشابك التجارب من المستحيل أن تفك أي ارتباط. التداخل هنا عضوي. نعم عضوي. هل يمكن لي أن أستبدلها بأية كلمة أخرى ؟.
عرفت باكرا ما أريد و قررت أن ألعب لعبتي الخاصة. أدرجت هذا جزءا من حياتي السرية التي لا يعرفها أحد غيري. لست ملزمة بتقديم تقارير عنه لأي إنسان. لا أريد من الآخرين موافقة ، ولا صفحا ، ولا مشاركة. حياتي لي وحدي، وأسراري لي وحدي.
في البداية ما كنت أريد لهذا الارتباط أن ينفك. لم أكن أريد أن أزيح الستارعنه. أن أعلنه. لم أجرؤ يوما حتى على الحديث عنه.
كنت أعده فضيحة.
كنت أتساءل إن كانت الفضيحة في الفعل أم في إعلان الفعل ؟. كنت أدهش حتى لسؤالي وأقول لنفسي : إن معلمي القدماء كانوا أكبر من هذا السؤال.
فضيحة قلت ؟.
ما الفضيحة ؟.
هل كوني امرأة هو الذي يفخفخ قراءاتي السرية ؟.
أليس اعتباري لها سرا جزءا من تلك التربية المخصية التي ربيت عليها. لماذا يمكنني أن أتباهي بقراءة الأدب البورنوغرافي الغربي والشرقي وأخفي قراءتي للتيفاشي ؟. لماذا أعلن عن ولعي بجورج باتاي وهنري ميللر والمركيز دو ساد وكازانوفا والكاما سوترا ، وأتناسى السيوطي والنفزاوي؟. هذه حكايات قديمة على كل حال ، قراءاتي الخبيئة صارت موضة الآن، الجميع يتحدثون عنها وأولهم أنا. سري القديم انفضح واتضح.
انفضح واتضح وصار مثل غمزة بياع الزعتر، يراها الجميع.
بمرور السنوات خف تشنجي وتشنج الآخرين. المزحات والضحكات والتعليقات جاءت شيئا فشيئا. اهتماماتي بدأت تعلن عن نفسها أمام الآخرين، لا سيما بعد زمن المفكر. صارت قراءتي حكاية من حكايات المكتبة. من زملائي من يعدها لعبة، ومنهم من يتصورها انحرافا، ومنهم من يتخيل الأكمة التي تخفي ما تخفي وراءها، يحللونها ويتهامسون فيما بينهم.
انفضحت العادة السرية وما عدت بحاجة إلى التستر واخفاء الأغلفة. أفرح بكل جديد من كتبي المفضلة وأعلن فرحتي على الملأ. بل صار هناك من الزملاء من يتطوع لزف البشرى لي عندما يعثر على كتاب لا أعرفه.
بمرور السنوات صارت كتب الباه اهتماما عاديا، أو شبه عادي. مثلي مثل الزميل الذي يبحث عن كتب الطبخ ،و الزميلة التي تهتم بالخرائط القديمة. لكلّ هوسه.
عرفت باكرا ما أريد وقررت أن ألعب لعبتي الخاصة. أدرجت هذا جزءا من حياتي السرية التي لا يعرفها أحد غيري. لست ملزمة بتقديم تقارير عنها لأي إنسان. لا أريد من الآخرين موافقة، ولا صفحا ، ولا مشاركة. حياتي لي وحدي وأسراري لي وحدي.
عرفت باكرا ما أريد و لعبت لعبة سهلة : لم أخف يوما ما أفكر به نظريا، مهما كان صادما للآخرين، بعيدا عما يعتبرونه الصراط الاجتماعي المستقيم. خبأت فقط إعلان التطبيقات العملية لأفكاري. هذه وحدها خطوة خطيرة في مجتمع لا يعرف إلا التقية وإعلانات الرضوخ. ندما قلت يوما أمام الزميلات والزملاء، حول طاولة غداء، إن الزواج الأحادي خالف الطبيعة، وإن كلمات مثل الإخلاص، كذبة كبيرة، وإن الغبطة الجنسية لا يمكن إلا أن تكون مناقشة حامية لم أشارك فيها. كنت أحب أن ألقي جملا من هذا النوع، أتأمل رد فعل الآخرين.
تمرست بإخفاء حب الزوج من العشاق، كما تعلمت من مرغريت دوراس، وعن الزوج حب العشاق، كما تتقن النساء.
تعلمت أن أكون الحاسة الوحيدة لأسراري. سري لا يمكن أن يكشف لأنني لا أقوله لأحد. كل سر جاوز الإثنين شاع ؟. لا كل سر جاوزني شاع.
كان كابوسي المتكرر في لياليّ بسيناريو واحد لا يتغير : هناك جثة مخبوءة في مكان ما والقاتلة هي أنا. الجثة خبأتها بحرص وأعيش رعب اكتشافها. أحاول عبثا أن أتحايل كي لا يراها الآخرون. ولكنهم يرونها بين لحظة وأخرى. الكابوس هي هذه اللحظات التي تسبق اكتشاف الآخرين جريمتي ، لجثة كل أسراري المخبأة. كنت أفتح عينيّ في الظلام أرتعش رعبا. الجثة في الخزان، يقول المثل الفرنسي، وأنا لم أذهب أبعد في التعبير عن حياتي المزدوجة. كان كل شيء واضحا، وما كنت بحاجة إلى خبراء في تأويل الأحلام.

ليست هناك تعليقات: