الجنس وعلماء الاسلام
ابراهيم عيسى يخوض في موضوع العلاقة الجنسية التي بقيت من المحظورات على الرغم من تناولتها في كتب التراث.

حاتم عبد الهادي السيد

حديث في منطقة وعرة

هل حرم علماء الاسلام الحديث عن الجنس والفراش؟ ام انهم قد ارجعوا التحريم الى وعورة الحديث في مسالك قد تخدش الحياء العام؟ ام انهم لجهل منهم وقلة بحث لم يكلفوا انفسهم بالخوض في كتب التراث ليعرفوا اصول ومنابع هذا التحليل او التحريم؟
ان الكثير من العلماء والفقهاء لم يستحوا الحديث والكتابة عن هذا المجال بل ان منهم من تخصصوا فيه تنويرا لعامة المسلمين وتثقيفا لشبابنا المقبلين على الزواج ليتحلوا باوامر الله عز وجل ويجتنبوا نواهيه ترقية للسلوك وحفظا للفروج وتعليما للشباب بالسلوك الاسلامي القويم .
ويبقى السؤال: هل كتب علماء الاسلام عن الجنس شارحين لتفاصيله ومبرزين لادابه وفوائده في حسن المعاشرة وفي وصف كيفية معاملة الزوجة حتى على الفراش وسرير النوم؟
ان الاجابة عن هذا السؤال قد تبدو غريبة ولكن اذا علمنا بان منهم- كما يقول ابراهيم عيسى في كتابه "الجنس وعلماء الاسلام" - من تخصص في مسائل الجنس ولقد كان هناك قضاة متخصصون مثل قاضي الانكحة وقاضي النساء بل ان منهم من نظم ذلك وكان يدرسه في المساجد وحلقات الدرس في المغرب العربي على انها مناهج تعليمية.
كتب علماء الاسلام عن الجنس وتركوا لنا ما يربو على المائة كتاب في هذا المجال ومنها على سبيل المثال:
كتاب ابو العباس بابا الصنهاجي مؤلف كتاب فوائد النكاح على مختصر الوشاح للسيوطي
والروض اليانع في فوائد النكاح واداب المجامع لابي محمد عبد الله بن مسعود التمكروتي
وابوعبد الله محمد بن الحسين بن عرضون مؤلف كتاب الممتع المحتاج في اداب الازواج
واحمد بن عرضون في كتابه اداب النكاح ومعاشرة الازواج
واحمد بن حزم في كتابه طوق الحمامة
وكذلك السيوطي ابو الفضل جلال الدين السيوطي الامام والفقيه صاحب كتاب شقائق الاترنج في رقائق الغنج
وكذلك كتب النفزاوي كتاب الروض العاطر والذي يعتبر من اشهر الكتب قاطبة عن الجنس كما الف كتاب بستان الراغبين هذا ولقد تفرد ابن يامون التليدي مؤلف كتاب الجواهر المنظومة بحديثه عن مسائل الجنس وذلك لانه نظم ذلك شعرا.
ولعل المكتبة العربية زاخرة في هذا المجال فكيف يحرم علماء الاسلام الحديث عن مسائل الجنس الان في العصر الحديث؟
افتى بعض العلماء بحرمة الحديث عن الجنس والعملية الجنسية لانه في نظرهم يجلب الشهوات ويستثيرها ولعل هذا ما دفع الكاتب الصحفي ابراهيم عيسى ليؤلف كتابه الاسلام وعلماء الجنس والذى نعرض له الان.
قسم ابراهيم عيسى كتابه الى سبعة فصول:
الفصل الاول: الجنس واراء العلماء فيه
الفصل الثانى: العناق والاعناق
الفصل الثالث : قاضي الانكحة الذي صار مثلا
الفصل الرابع: اعترافات فقيه عاشق
الفصل الخامس: البلاغة فوق الفراش
الفصل السادس: قالت هيت لك
الخاتمة: ولقد جاء فيها السبب في تأليفه لهذا الكتاب وانه لا يقصد فتح الساحة للاقلام للكتابة عن الجنس والمرأة والعلاقة مع الرجل بل برر ذلك بانه يعرض للعصور الاسلامية التي احدثت نقلة تحديثية في الفكر والثقافة ومع تناقض كاتبنا وتبريراته الكثيرة للتأكيد على انه لا يدعو لتدريس الجنس وان غرضه تثقيفي بحت ومرجع هذا التناقض في رأيي هو الخوف من سطوة رجال الدين ومحاولة استدرار عطفهم او تحييدهم لذا فانه اهدى الكتاب الى شيخ الازهر في صدر الكتاب وهذا الخوف والتبرير في رأيي لم يكن ليحتاجه ولكننا نقدر موقفه فليس الحديث عن المسكوت عنه بالامر السهل خاصة وان الخطاب الديني الان يحتاج في نظري الى اعادة نظر ليساير الفكر الحديث واللغة العصرية ونقول تحديث الخطاب وليس تغيير الهدف فالدعوة الاسلامية صالحة لكن زمان ومكان ولكن كيفية الخطاب والمنهج واللغة هو ما نحتاجه الان

اول الكلام عن الجنس.
تحدث ابراهيم عيسى في الفصل الاول عن الجنس: ماهيته واغراضه ثم عرض لموضوعات شائكة عن السينما والتمثيل والقبلة وهل هي لدى الممثلين حلال ام حرام؟ الا انه يعارض المتشددين من علماء الاسلام الان وذلك في معالجة مثل هذه الامور وينحى ذلك الى المناخ الفكري والسياسي الذي ساد المجتمعات الديكتاتورية الغاشمة والتي تتحمس للتحريم والحرمان - كما يذكر - ايمانا منها بالمنطق السهل: ارفض ونم او الشيء الذي لا تفهمه تجهله ارفضه او حرمه وكانه يتهكم. يقول: ولان الانسان عدو ما يجهل فقد قرر الفكر المتطرف ان يبث الجهل بالاشياء في الناس حتى يعاودوها ومن هذه الاشياء؛ الجنس والثقافة الجنسية.
ومع انه قد اكثر فء كلامه من الحديث على انه لا يقدم ثقافة جنسية ليتحاشى مصادرة الكتاب الا انه اصاب كبد الحقيقة عند حديثه عن الحرية الثقافية المفقودة في العالم العربي. يقول: هي ثقافة دفن الامور موضع الاسئلة والاختلاف... ثقافة وأد المعرفة.. والتقتيل الاهلي للحرية ولكننا نختلف معه في مسالة التقتيل الاهلي هذه ومع ان لي ديوان شعر بعنوان اشتعال الجسد وتمت مصادرته الا انني لم اتعرض لمسالة التقتيل وان كنت حزينا وحانقا الا ان المسالة يمكن ان تأخذ من هذه الحدة بل ونضيف انها مسالة جهل بلغة الخطاب الحداثي وعدم النية في تقبل الفكر الحر المساير للتقدم بلغة العصر الحديث.
هذا ولقد دعا كاتبنا الى تدريس الثقافة الجنسية في الفصل الاول ومع انه في الفصل الاخير ينفي دعوته لمثل ذلك ولا ارى اي سبب لتخوفه هذا وهو الذي قال: ان اقامة علاقة صحيحة طبيعية بين المواطن العربي والجنس لا تستلزم كتبا مثل هذه بل تحتاج الى وعي كامل بضرورة فتح امخاخ الناس وتعليم الطلبة والتلاميذ مقدرات حياتهم والقدرة على تسليم البشر حقهم في المعرفة العلمية والعلومية والطبية بمعنى تدريس الجنس في المدارس وبناء حالة فهم للجميع واضحة لا لبس فيها ولا خوف ولا غموض ولا خجل.
وهو وان يتحرج ان يكون في وجه المدفع لينادى بذلك الا انه قد اقر بضرورة تعليم الطلاب وتبصيرهم وهذا مطلب عادل من اجل بناء مجتمع اسلامي قويم يعرف فيه الجميع السلوك القويم نحو الجنس او القنبلة الجنسية كما اسميها والتي اذا لم نحسن التعامل معها وتوجيهها الى بر الامان فاننا سنواجه انفجارا عنيفا في المجتمع وربما يؤدى الى الفوضى او الانهيار.
وكاتبنا في هذا الفصل يدافع عن كتاب رجوع الشيخ الى صباه لمؤلفه ابن كمال باشا كما يدافع عن كتاب الروض العاطر والمنسوب للنفزاوي ولا يجد اي مانع في منعهما كما نراه يثمن دراسة الباحث التونسي كريم ادريس والذي نشره بمجلة الانوال الثقافية التونسية وجاء عنوانها عن دروس الفقهاء في الجنس حيث عرض فيها لمنظومة ابن يامون والتي تهدف - كما يقول - الى الصلاح وعدم الوقوع في السفاح.
هذا ويعرض ابراهيم عيسى لدراسة كريم ادريس في حديثه عن كتاب الجواهر المنظومة فيقول: لقد قسم الفقيه ابن يامون كتابه الى عشرة اجزاء منظومة شعرا ومقسمة الى:
مقدمة .. باب البناء - الدخول بالزوجة - باب الوليمة... فصل في وقت الدخول وصفته.. اداب الجماع.. ما تمنع العروس من اكله.. اوقات الجماع.. سنة الجماع.. فصل ما يجب اتقاءه في الجماع.. فصل بعض ما على الزوج من اداب ومن امثلة هذا النظم قول الفقيه ابن يامون:

واحذر من الجماع في الثياب
فهو من الجهل بلا ارتياب

ثم يسير بنا في شرح العملية الجنسية شرحا وافيا من ملاعبة ومعانقة والتطيب والغنج واوضاع الجماع وما الى ذلك في اسلوب سلس وشعري لا يثير الغرائز ولكنه يرشد الانسان الى السلوك السليم في معاشرة الزوجة وما الى ذلك.

والاعناق والعناق

ويبدأ مؤلفنا هذا الفصل بالحديث عن روايته العراة والتي تمت مصادرتها عام 1992 لاتهامه بالاباحية الجنسية في السرد كما يحدثنا في هذا الفصل عن التراث الاسلامي ويذكر بان كتب التاريخ والتراث قد انصفت ادباء اليوم لانها جاءت صريحة بعكس الرمزية التي افرط فيها ادباء اليوم ومع ذلك تصادر اعمالهم من القوى الظلامية كما يذكر.
كما يعرض ابراهيم عيسى للامام الشافعي وانصاره الذين اخذوا عليه رحابة صدره واتساع افقه بينما رأى المجان والفتاك ان الشافعى قد خرج عن المألوف لذا حاول انصاره رفض الرواية رغم صحة ثبوت رواتها وسند اصحابها كما يذكر.
والحكاية في ان الشافعي قد وقفت عليه امرأة وفى يدها رقاع - رقعة مكتوب عليها:
اسلوا الفتى المكي هل في تزاور
وضمة محزون الفؤاد جناح
فقرأها الشافعي وكتب تحت البيت:
معاذ اله الناس ان يذهب التقي
تلاصق اكباد بهن جراح

والسؤال: ان المرأة تطلب الفتوى من الشافعي عن ضم - حضن - محزون الفؤاد وهل يعني ذنبا واثما اما جواب الشافعي فهو النفي فتلاصق الاكباد والاعناق والعناق - هنا - حلال او على الاقل لا يذهب التقوى ولا يهز الخشوع.
ثم يعرض لنا ابراهيم عيسى عن مسالة رؤية الحبيب كما يراها الفقيه ابى بكر بن العربي المعافري الاندلسى الاشبيلي عالم الاندلس فيقول في ذلك:
مشت كالغصن يثنيه النسيم
ويعدوه النسيم فيستقيم
لها ردف تعلق في لطيف
وذاك الردف لي ولها ظلوم
يعذبني اذا فكرت فيه
ويتعبها اذا راحت تقوم
وما حبي لها الا عذاب
عليه من نضارتها نعيم
يقول ابراهيم عيسى: اذا كان هؤلاء الفقهاء على قدر علمهم قد احبوا وكتبوا واقتربوا ونشروا فلا حاجة بنا الى اضافة معارف اوسع واسانيد ارفع لكى نؤكد على حرية الكتابة وعلى حرية الابداع كما يعرض لكتاب المستشرق د . لويس أنيتا جفن استاذ الادب والحضارة بجامعة نيويورك في كتابه نظرية الحب الدنيوي عند العرب والذي بدوره يعرض لاهم الاسماء التي رصعت صفحة الادب والفكر والتراث الاسلامي مثل:
محمد بن داود الاصفهاني في كتابه الزهرة
وكتاب رسالة في العشق والنساء للجاحظ
وكتاب روضة المحبين لابن القيم الجوزية
وكتاب روضة العشاق للكسائي
وكتاب الرياض للمرزباني
وكتاب عقلاء المجانين لابي القاسم الحسن بن محمد النيسابوري
وكتاب اعتلال القلوب للخرائطي
وكتاب في ذم الهوى لابن الجوزي
ومصارع العشاق لجعفر بن احمد السراج
وطوق الحمامة لابن حزم
ومنازل الاحبة ومنازلة الالباب لشهاب الدين بن سلمان بن فهد
وكتاب واضح المبين للموغولاطي وغيرها.
كما يعرض ابراهيم عيسى لاراء د. لويس جفن عن كتب الحب فيقول: لا تعتبر الاكتشافات والملاحظات الخاصة بسيكلوجية الحب بالطبع فريدة بالنسبة للعرب فكل امة وكل جيل حقا يتصارع بطريقته الخاصة واذا كان العرب في العصر الوسيط يفوقون الشعوب الاخرى في ادراكهم للموضوع فمن الواضح على اية حال ان سمات الشعر العربي وشعبية الحب بوصفها موضوعا للشعراء قد ساهمت كثيرا في تطور النظرية العربية للحب الدنيوي.

قاضي الانكحة الذي صار مثلا

وفي هذا الفصل يعرض ابراهيم عيسى لكتاب الروض العاطر للامام النفزاوي وهو اشهر كتاب عن الجنس لانه فند الجنس وشرحه واعاد النظر اليه وامعن النظر فيه حيث تغلغل في تفاصيله وتسلل الى . وهو كتاب جريء يدخل القلوب بلا خوف ويتحدث بلا وجل ويمضي بلا تردد لانه كتاب عن جنس الدنيا.
واشار لتحقيق جمال جمعة عن النفزاوي والذي حقق للكتاب ونشره هذا ولقد عرف عن النفزاوي بانه قاضي الانكحة في تونس يقول الشيخ النفزاوي في مقدمة كتابه الروض العاطر:
هذا كتاب جليل الفته بعد كتابي المسمى تنوير الوقاع في اسرار الجماع ولقد اطلع عليه وزير مولانا عبد العزيز صاحب تونس المحروسة فارسل الى لان اجتمع به ثم اخرج الكتاب وقال لي: هذا تأليفك لا تخجل فان جميع ما قلته حق وانت واحد من جماعة ليس انت باول من الف منهم في هذا العلم وهو والله ما يحتاج الى معرفته ولا يجهله ويهزا به الا كل جاهل واحمق قليل الدراية ولكن بقيت لك مسائل فقلت: ما هي؟ فقال: نريد ان تزيد فيه زيادات وهي انك تجعل فيه الادوية التي اقتصرت عليها وتكمل الحكايات من غير اختصار وتجعل فيه اسباب الجماع واسباب امتناعه
وتجعل فيه ادوية كل المعقود وما يكبر الذكر الصغير وما يزيل بخورة الفرج وما يضيقه وادوية الحمل ايضا بحيث يكون كاملا غير مختص في شيء.
وشرع النفزاوي في التأليف فجاء كتابه في كل شاردة وواردة عن الجنس والجماع واشكاله وطرائقه وغير ذلك وهذا يدل على ان علماء الاسلام قد تحدثوا في امور الجنس ولم يعتبروا هذا خروجا عن الحياء العام للمجتمع او غير ذلك.

اعترافات فقيه عاشق

وفى هذا الفصل يعرض لنا ابراهيم عيسى لكتاب طوق الحمامة لابن حزم وهو كتاب عن الحب وصفاته والعشق وهيئته وسماته كما تحدث فيه ابن حزم عن الجنس لانه كتب عن التفاصيل الانسانية فهو يحكي ويفند الجنس ويضعه في موضعه من الاهمية ويزيح اسباب التحريم والتحليل يقول ابن حزم: لقد شاهدت النساء وعلمت من اسرارهن ما لا يكاد يعلمه غيري اننى ربيت في حجورهن ونشات بين ايديهن ولم اعرف غيرهن ولا جالست الرجال الا وانا في حد الشباب
هذا ولقد تناول كتاب طوق الحمامة ثلاثين فصلا عن الحب وماهيته وعلاماته واعراضه اما الكلام عن الحب والعشق والغرام والولع والوله وحب الجواري والغلمان فهو كثير جدا كما تحدث عن احترام الحب والعواطف وسخونة الهمس ولهف العشق واختتم الكتاب بالحض على طاعة المولى عز وجل ومعنى ذلك انه لا غضاضة مطلقا في معرفة هذه الامور من اجل سعادة الانسان.

البلاغة فوق الفراش

وفى هذا الفصل يعرض لنا ابراهيم عيسى لكلام الامام السيوطي عن الجنس وهو العالم والفقيه الذي ألف: الاتقان في علوم القران والدر المنثور في التفسير بالمأثور واسرار التنزيل والالفية في القراءات العشر وعشرات من كتب الفقه والسنة كما كتب كتابه الرائع: نزهة العمر في التفضيل بين البيض والسمر حيث جمع فيه كل المختارات الشعرية والادبية بروح ونفس وعلم الفقيه والاديب ومن الاشعار التي وردت في كتابه قول البهاء زهير:
السمر لا البيض هم
اولى بعشق راحق
وان تدبرت مقالي
منصفا قلت صدق
السمر في لون المها
والبيض في لون البهق

هذا ويذكر لنا ابراهيم عيسى في حديثه عن الامام السيوطي بانه تحدث عن الغنج وهو الهمهمات والكلام الذي يصدر عن المراة اثناء عملية الجماع ولقد وضع السيوطى كتابا كاملا في ذلك بعنوان شقائق الاترنج في رقائق الغنج ولقد كتبه ردا على سؤال: هل الغنج جائز شرعا؟
وقد استمد مادة كتابه من مؤلفات ومصنفات الذين سبقوه ولقد عرض فيه الى جانب المختارات الشعرية لاراء الفقهاء عن الغنج فعرض لاراء الغزالي في كتابه احياء علوم الدين كما عرض لاراء التجاني في كتابه تحفة العروس ولاراء الزمخشري في ربيع الابرار ولابي الفرج في الاغاني وللابي في نثر الدر ولابن عبد المؤمن في شرح المقامات وكتابه جامع اللذة وهو هنا يعرض لرواياتهم واستشهاداتهم من كتب الحديث وذلك عن الغنج واهميته للرجل واستمتاع المراة به في حالة الجماع يقول: تزوج قاضي امرأة من اهل المدينة فكان اذا غشيها في القول افحشت فاشتد ذلك على القاضي ونهاها عنه فلما عاد الها صمتت عن ذلك القول ففتر نشاطه فلما رأى ذلك قال لها: عودي الى عملك الاول وقيل لامرأة: أي شيء اوقع في القلوب وقت النكاح فقالت: موضع لا يسمع فيه الا النخير والشخير يجلب الماء من غشاء الدماغ ومخارج العظام.
وهكذا يعرض لنا ابراهيم عيسى اراء العلماء والفقهاء عن اخص المسائل الجنسية بل واخص مسائل الفراش.

أشهر حادثة جنسية في التاريخ

وفى هذا الفصل يعرض لنا قصة سيدنا يوسف عليه السلام مع زليخة زوجة عزيز مصر كما يعرض لتفاسير الائمة ومنها تفسير الامام ابو عبد الله محمد بن احمد الانصاري القرطبي صاحب كتاب الجامع لاحكام القران ثم يعرض لكلام القرطبي في تفسيره الجميل عن يوسف ويذكر الروايات التي قالت بان يوسف حل سراويله حتى بلغ الاليتين وجلس منها مجلس الرجل من امرأته كما ذكر الشروح في هذا الموضوع ومع ان الحديث عن قصة سيدنا يوسف يطول شرحه كما فصل ذلك في هذا الكتاب الا انه يصف هذه القصة بانها اشهر حادثة جنسية في التاريخ تتحدث عن كيد النساء وعصمة يوسف عليه السلام.
هذا ويجيء فصل الخاتمة بشرح لاغراض واهداف تأليف استاذنا ابراهيم عيسى هذا الكتاب ومع ان الكتاب يقع في 184 صفحة من القطع المتوسط الا انه استطاع ان يحكم عرضه لاراء علماء الاسلام حول هذه الموضوعات الشائكة والتي يتحاشى الكتابة فيها الكثيرون وهى جرأة نحسده عليها وان كنا نثمن له هذا العرض الوافى ونقدره كما نحيى جرأة ناشره صاحب مكتبة مدبولى بالقاهرة والذى لم يكتف بنشره بل قدم له في اول الكتاب وتلك لعمري جرأة من مؤلف وناشر فهل تكتمل هذه بقارئ جريء.
ان عصر مصادرة الكتب وتقييد الحريات وكبت النفوس هو عصر لا ينجب مثقفين ولا يصنع علماء ونحن نطمح ان نتحرر من كل تعصب ولنناقش الامور بعقلانية العلم وبجمالية الفكر دون تعصب او انحياز عسى ان ترتقى مجتمعاتنا العربية لتعود اليها الريادة ولترفرف على اراضيها اعلام الحب والحرية متسلحين بالدين الاسلامى وبالقران والذى هو اسلس لاى نهضة فكرية او ثقافية للعالم كله ولنرفع شعار العلم والثقافة من اجل تقدم الاوطان ومن اجل سلام الانسانية السمحاء.

حاتم عبد الهادي السيد
عضو اتحاد كتاب مصر
مصر - شمال سيناء العريش