المشاركات الشائعة

الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

فصل مختار من كتاب

أشعار النساء
المرزباني


أخبرنا ابن دريد قال: أخبرنا أبو الحاتم عن أبي عبيدة، قال: كان الحمارس التغلبي غيوراً، وكان لا يزوج بناته، فقعد يوماً بفناء بيته يبري وتداً، وكان رجل أدم طوالاً، فنظرت إحدى بناته إليه فقالت:
(...) يبدُّ الأسكتين بدّا
مثل ذراع الشيخ يبري وَدا
لا بدَّ أن يجرحَ أو يكدّا فقال: اسكتي فض الله فاك، فقالت الثانية:
يا منْ يدل عزَباً على عزَبْ
ممكورة الساقين خثماء الرَكب
تبادِر الزهرَ إذا (...) وَقب
دقدقة البرذون في أخرى الجلبْ
فلم يمس حتى زوجهما.
حدثني محمد بن أحمد الكاتب، قال: حدثنا أحمد بن أبي خثيمة، قال: أنشدنا مصعب بن عبد الله الزبيري لعمرة بنت الحمارس التغلبية وسمعها أبوها وهي تقول:
أنا ابنة الحماس الشيخ الأزبْ
محطوطة المتنين كبداء الرَكب
أدل من يدب بي على العجب
يدارك الرَهزَ إذا (...) وَقبْ
حمحمةَ البرذون في أخرى الجلبْ
كأنّ تحت جفنه إذا انقلبْ
رمّانةً فتتْ لمحمومٍ وَصبْ
قال: فزوجها.

حدنثي أبو عبد الله الحكيمي قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: حدثني المدائني، قال: قالت ليلى بنت الحمارس التغلبي، وأبوها يبري أوتاداً بفناء البيت:
يا مَنْ يدلُّ عَزَباً على عَزَبْ
على ابنة الحمارس الشيخ الأزَبْ
ممكورةُ الساقين خثماء الرَكبْ
تدارك الرهزَ إذا (...) وَقَبْ
دقدقة البرذون في أخرى الجلبْ
قال: فقال: أبوها: مالك رد الله فاك؟ قال: فقالت:
(...) يَبُدُّ الأسكَتينِ بَدّا
مِثل ذِراع الشيخ يبري الوَدا
لا بُدَّ أن يجرح أو يَكدَّا
فقال: مالك - لا بارك الله فيك - و الله لأزوجنك أول من يخطبك.

كتب إلي أحمد بن عبد العزيز، أخبرنا عمر بن شبة، وحدثني علي بن أبي منصور قال: أخبرنا محمد بن موسى الزبيري عن دعبل بن علي قالا: قالت عمرة بنت الحمارس من أهل الجزيرة:
أنْعتُ (...) هو (...) كُلهُ
حافِرهُ ورأسهُ وظِلهُ
أنعظ حتى طار عنه جُله
كأن حُمَّى خيبرٍ تَمُله

حدثني محمد بن أحمد الكاتب، قال: حدثنا أحمد بن أبي خثيمة، قال: أخبرنا مصعب بن عبد الله الزبيري، قال: دخلت عمرة بنت الحمارس على عبد العزيز بن مروان وعنده جارية له فقال: ما ظنك بهذه يا عمرة؟ قالت: ظني بنفسي. قال قولي فيها، فقالت:
عندَ أبي الأصبَغِ حيريةٌ
ممكورة أحسبها تشتهي
ما يشتهي الناس ولم تبتدع
داءً قديماً أصله عُدْملي
داء يداوي أهُله أهلَه
فيبرِىء الداءَ به والدَوي
لو منيت عرد امرىء ضايط
محارد النُطفَةِ عردِ المني
قد كان في عادٍ وأشياعها
وكان فيهم أسْوَة المؤتسي
قد جمع الماءَ إلى أن أتت
له ثلاثون ( حنيكاً ) فَتى
تَمنَعه النومَ أمانيُّه
وعقبٌ أوتاره ما تني
ربدَه النعْظ ففي جلده
مثل الشرى ثار بجلد الشري
يدفىء كفيه إذا قرَّتا
تبيت كفاه به تصطلي
أثارها بطلق ليّن
غمز الطبيبين لهاة الصبي
وضَمَّها وشمَّها ساعة
حتى إذا درَّتْ دُرورَ المري
انكسرت جفونها مثل ما
رنَّقَ في العين قذاة القذي
رفّع رجليها إلى نحرها
يأطرها أطرَ ثقاف القني
أخبرنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي قال: كان الفرزدق يأتي ليلى بنت الحمارس، وكان يأتيها الأحوص. فاجتمعا عندها ذات يوم، فأقبلت على الأحوص، فنفس عليها الفرزدق وقال: نصرع، فاصطرعا، فغلبه الأحوص، صرعه فضرط من تحته، فقال له الأحوص: خفض عليك يا أبا فراس، فو الله لا يعدونا فقال: ويلك فكيف لي بجرير فلقيه جرير فقال:
غدوت إلى ليلى فلم تحظ عندها
وخانك دبر ما يزال يخون
وكنتَ حرياً أن تشدَّ حتارها
كما شدَّ حرباءَ الدلاصِ قيون

حدثني أبو عبد الله الحكيمي قال: حدثنا الحرث بن أسامة، قال: حدثني المدائني أن عمرو بنت الحمارس التغلبية قالت للأخطل:
أبا مالك ماذا ترى رأى نسوة
تبدلنَ حبَّ (...) بالندَفانِ
فقال الأخطل:
أرى رأيهنَّ أن (...) بفيشلٍ
كبيض نعام في أداحي كثبانِ
حدثني علي بن هارون، قال: قالت عمرة بنت الحمارس الأعرابية في شهر رمضان:
فقدت شهراً تركَ الأحراحا
كل حِرٍ تحسبه ذباحا
مغضّناً لا يعرف الفتَّاح
ا
وجدت بخط حرمي عن ابن المزربان للشماء بنت الكميت التغلبية ترثي أباها:
هل خبرت أيَّ فتىً أبيّ
إذا الكلب لم ينبح من الليل ساريا
فهلا فداكَ الموت من لم يضر له
عدوا، ولم يطلق من الكبل عانيا
إذا صرَّ بردَيهِ حمائل سيفِه
أبى الضيمَ مجنياً عليه وجانيا
نظرتُ فلما أن تأملتُ قبرَهُ
وأرجاءَهُ أيقنت ألاّ أبا ليا
قال: ولأم طريف التغلبية في ابن عم لها يقال له فضالة:
ألا يا مقلتيًّ دعا الجمودا
ولا (...) أنْ تجودا
فقد هاجَ الحمائم يوم بُصرى
هوىً مستطرفا وهوىً تليدا
روى أبو تمام الطائي في " شعراء القبائل " لحبيبة بنت عبد العزى التغلبية:
أإلى الفتى بَرّ تَلكأ ناقتي
فكسا مناسِمَها النجيعُ الأسوَدُ
إني ورب الراقصات عشيةً
بجنوبِ مكةَ هَديُهنَّ مقَلدُ
أولي على هلكِ الطعام أليةً
أبداً ولكني أبين فأنشد
أولي: أحلف، وأبين: أبّين، وأنشد: أظهر.
وَصَّى به جَدي وعلمني أبي
نَفَضَ الوِعاءِ وكلُّ زادٍ ينْفد
بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي ابن بكر بن وائل
أخبرني أبو عبد الله الحكيمي ومحمد بن عبد الواحد قالا: أنشدنا أحمد بن يحيى ثعلب عن ابن الأعرابي عن المفضل عمه طرفة:
لا يبعدَن قومي الذين هم
سمُّ العداة وآفة الجزرِ
النازلين بكلّ معتركٍ
والطيبينَ معاقِدَ الأزرِ
وإذا همُ رَكبوا سمِعت لهم
زجلاً من التأييه والزجرِ
في غيرِ ما فحشٍ يجاء به
لمناتج المهرات والمهرِ
قال ابن الأعرابي: النازلين نصب على أنه اتبعه القوم في المعنى لأن معناه النصب، كأنها قالت: لا يبعد الله قومي النازلين. وقولها: " في غير ما فحش " يقول: يزوجرنها بعفاف من ألسنتهم لا يذكرون الفحش في الزجر.
أخبرنا ابن دريد، قال: أخبرنا أبو الحاتم قال: حدثنا يوسف، قال حدثنا جرير عن المغيرة، قال: ذكر شعر الخرنق بنت هفان عند عبد الرحمن بن أبي نعيم:
لا يبعدن قومي الذين هم
سم العداة وأفة الجزر
النازلين بكل معترك
والطيبون معاقد الأزر
فقال: ليس أولئك، أولئك المدفونون في بيت عائشة، يعني النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر رحمها الله. قال ابن دريد: وأخبرنا أيضاً أبو الحاتم عن أبي عبيدة على هذه الرواية: النازلين والطيبون.

وكتب إلي أحمد بن عبد العزيز، أخبرنا عمر بن شبة قال: قالت: خرنق بنت هفان ترثي أهلها:
لا يبعدنْ قومي الذين همُ
سَمُّ العداة وآفة الجزرِ
النازلون بكل معتركٍ
والطيبون معاقِدَ الأزرِ
إنْ يشربوا يهَبوا، وإن يدَعوا
يتواعظوا عن منطقِ الهجرِ
قومٌ إذا رَكبوا سمعتَ لهم
لغطاً من التأييه والزجرِ
والخالطين نحيتهم بِنضارهم
وذوي الغنى منهم بذي الفقرِ
هذا ثنائي ما بقيتُ عليهم
فإذا هلكت أجنَّني قبري

أخبرني محمد بن أبي الأزهر، قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوي قال: مما ينصب على الذم قول النابغة:
لعَمري وما عَمري عليَّ بهينٍ
لقد نطقتْ بطلاً عليَّ الأقارع

أقارعُ عوفٍ لا أحاوِل غيرَها
وجوهَ قرودٍ تبتغي منْ تجادعُ

ليست هناك تعليقات: