أبواب من كتاب
المحب والمحبوب
والمشموم والمشروب
السري الرفاء
الباب التاسع عشر
الثدي
ذو الرمة:
كأنَّ الفِرنْدَ الخُسْروانيَّ لُثْنَهُبأَعطاف أَنقاءِ الكثيبِ العَوانِكِبعيداتُ مَهوى كلِّ قُرط عَقدْنَهُلِطافُ الحشا تَحت الثُدِيِّ الفَوالكِإذا غابَ عنهنَّ الغيورُ تهلَّلتْلنا الأرضُ باليوم القصير المُباركِعلي بن الجهم:
كنتُ أشتاقُ فما يحجزُنيعنكِ إلاّ حاجزٌ يُعجبنيناهدٌ في الصدر غضبانٌ علىقَبَبِ البطن وطيِّ العُكَنِشاخصاً ينظرُ إعجاباً إلىغَبَبِ الجِيد وحُسنِ الذقَنِيملأُ الكفَّ ولا يفضلُهافإذا ثنَّيْتَهُ لا يَنثنيبكر بن النطاح:
صادَتْكَ من بقرِ القُصوربيضٌ نواعِمُ في الحريرِحورٌ تَحورُ إلى رِضاكَ بأعْيُنٍ منهنَّ حُورِوكأنما بِرُضابِهنن جَنى الخمورِ على الثُغورِيَصبغنَ تُفّاحَ الخدودِ بماءِ رُمَّانِ الصُدورِالعباس بن الأحنف:
واللهِ لو أَنَّ القلوبَ كَقَلْبِهاما رَقَّ للوَلدِ الضَعيفِ الوالدُجالَ الوِشاحُ على قضيبٍ زانَهُرُمَّانُ صدرٍ ليس يُقْطَفُ ناهِدُابن المعتز:
يا غُصُناً إِن هزَّه مشيُهُخَشيتُ أن يسقُطَ رُمَّانُهارْحمْ مَلِيكاً صارَ مُسْتَعْبَداًقد ذَلَّ في حُبِّكَ سُلطانُهعلي بن الصباح:
ومَحجوبةٍ عند الوَداعِ رأيتُهاتُنَشِّفُ دمعاً بالرِداء المُمَسَّكِوتبكي حِذارَ البيْنِ منها بعبرةٍتسيلُ على الخدَّيْنِ في حُسن مَسلَكِفتحسَبُ مَجرى الدمعِ في وَجَناتهابَقيَّةَ طَلٍّ فوقَ وردٍ مُمَعَّكِوقد سَفَرتْ عن غُرّة بابِليَّةٍوصدرٍ به نَهدٌ كحُقٍ مُفَلَّكِديك الجن:
ذاتُ سَراويلَ تحتَ أَقمِصَةٍمن فِضَّةٍ حُفَّتا بفَصَّيْنِشاطِرةٌ كالغُلام فاتِكَةٌتَصلُحُ من طَبِّها لأَمريْنِقدُّ غُلامٍ وخَلْقُ جاريةٍقامتْ من الطّيبِ بينَ خَلْطيْنِعمرو بن كلثوم:
تُريكَ إذا دخلتَ على خَلاءٍوقد أَمِنَتْ عيونَ الكاشِحيناذِراعيْ عَيْطَل أَدماءَ بِكْرٍهِجانِ اللون لم تَقرأْ جَنيناوثَدياً مثلَ حُقِّ العاجِ رَخْصاًحَصاناً من أكُفِّ اللاّمِسيناومنه أخذ أبو نواس قوله:
وَلو شِئْتُ قد رَادَتْ يدِي تحتَ قَرْقَلٍمن المَسِّ، إِلا مِن يَدَيَّ، حَصانِالسروي:
وحَقِّ الخُدورِ وحَقِّ الكِلَلْوعذبِ مواقِعِ رشْفِ القُبَلْونرجِستيْنِ لَدى ورْدَتَيْنِورُمَّانتيْنِ على غُصنِ دَلْأُعاتِبُهنَّ فيُظْهِرْنَ ليحَبَابَ الدُموعِ وجمْرَ الخَجَلْمسلم بن الوليد:
فأَقسمتُ أَنسى الداعياتِ إلى الصِّباوقد فاجَأَتْها العينُ والسِّترُ واقعُفَغَطَّتْ بأَيديها ثِمارَ نُحورهاكأَيدي الأَسارى أَثْقَلَتْها الجَوامِعُابن الرومي:
صُدورٌ زانَهنَّ حِقاقُ عاجٍوحَلْيٌ زانَهُ حُسنُ اتِّساقِيقولُ الناظِرونَ، إِذا رأَوْهُ،أَهذا الحَلْيُ مِن هذي الحِقاقِوما تلكَ الحِقاقُ سوى ثُدِيٍّقُدِرْنَ من الحِقاقِ على وِفاقِنواهِدُ لا يُعَدُّ لَهنَّ عَيْبٌسوى منعِ المُحِبِّ من العِناقِوهذا من نادر معاني ابن الرومي. إلا أنه ألم بقول الأعرابي؛ ولعمري إنه أبدع واستوفى المعنى:
أَبَتِ الروادِفُ والثُدِيُّ لِقُمْصِهامَسَّ البطونِ، وأَن تَمَسَّ ظُهوراوإِذا الرِياحُ مع العَشِيِّ تناوَحتْنَبَّهْنَ حاسِدةً وهِجْنَ غَيوراغُصنٌ من الأبنوس رُكِّبَ فيمُؤْتَزِرٍ مُعجِبٍ ومُنتطقِيَهتزُّ من ناهِدَيْهِ في ثَمَرٍومن دواجي ذُراه في وَرَقِهيفاءُ زِينَتْ بحُسن مُحتَضَنٍأَوْفى عليه نُهودُ مُعْتَنَقِمحمد بن مناذر:
ولها ثَدْيانِ ما عَدَوامن حِقاقِ العاجِ أن كَعَباقُسِمتْ نِصفيْن: دِعْصَ نَقاًوقَضيباً لانَ فاضْطرَباوله:
والبطنُ ذو عُكْنةٍ لطيفُصفْرٌ وشاحاهُ جائلانِأَشرفَ من فوقِه عليهثدْيانِ مِثْلانِ ناهِدانِوابن مناذر هذا هو الذي قال له أبو العتاهية: كم تقول في اليوم من الشعر؟ فقال ابن مناذر: الخمسة والثلاثة. فقال أبو العتاهية: لكني أقول المئة والمئتين. فقال ابن مناذر: أجل، لأنك تقول:
يا عُتْبَ مالي ولَكِيا لَيْتَني لم أرَكِوأنا أقول:
سَتُظْلمُ بغدادٌ ويَجلو لنا الدُجىبمكَّةَ، ما عِشنا، ثلاثةُ أَقْمُرِإذا نَزَلوا بَطحاءَ مكّةَ أشرقتْبِيَحيى وبالفَضل بن يَحيى وجعفرِوَما خُلِقَتْ إلا لِجودٍ أكفُّهموأقدامُهم إلاّ لأَعوادِ مِنْبَرِولو أردت مثله لطال عليك الدهر.
الباب العشرون
نعت الأرداف
عبد الله بن الصمة:
لها فَخِذٌ بُخْتِيَّةٌ بَخْتريِّةٌوساقٌ إذا قامت عليها اتْمَهَّلتوخصرانِ دَقَّا في اعْتدالٍ ومَتنةٌكمتنةِ مَصقولٍ من الهِندِ سُلَّمتِوعينا أحَمِّ المُقلتينِ ومَضحكٌإذا ما جرتْ فيه المساويكُ زَلَّتِذو الرمة:
كأنَّ أَعجازها والرِيطُ يعصِبُهابين البُرين وأَعناقِ العَواهيجِأَنقاءُ ساريةٍ حلَّت عَزالِيَهامن آخر الليلِ ريحٌ غَيرُ حُرجوجِابن حازم:
يَروعُكَ حُسنُ منظَرِهِوتَخْشَعُ مِن تَجِبُّرِهِوما كِسرى بِأَتْيَهَ مِنْهُيومَ غدا لِمَفْخَرِهِهَضيمُ الكَشح يُزهاهُقضيبٌ تحت مِئْزَرِهِومطويٌّ على عُكَنٍتَظاهَرُ عند مَحْسَرِهِولحظٌ يبعثُ الحركات منك على تَذكُّرِهِفما أَدْري بأوَّلِهِسَباني أم بِأخِرِهِخالد:
ومريضِ طرفٍ ليس يَصْرِفُ طرفَهنحو امرئٍ إلا رَماه بحَتْفِهِقد قُلتُ إِذ أبصرْته مُتمايلاًوالرِدْفُ يَجذِبُ خصرَهُ من خَلفِهِيا مَن يُسَلِّمُ خصرَه من رِدفِهسَلِّمْ فؤادَ مُحبِّهِ من طَرْفِهِوقال ذو الرمة:
ضَناكٌ بَخَنْداةٌ كأنّ حِقابَهاإذا انْجردَتْ مِن كلِّ دِرعٍ ومِفْضَلِعلى عانِكٍ من رملِ بيَرين بَلَّهُأَهاضيبُ تلبيدٍ فلم يَتَهيَّلِوقال الزاهي:
أَردافُ عِينٍ وأوساطُ الزنابيرِفوق المعاقِدِ تُطوى كالطَّواميرِأنقاءُ أكثبةٍ من فوقِها قَصَبٌذُبلُ الخصورِ بِشدّاتِ الزَنانيرِيومَ السَعانينِ لاحَتْ في مَطارِفِهاتِلكَ الوجوهُ كأَمثالِ الدَنانيرِسودُ العَمائمِ صُفرٌ قد جَلَوْنَ لناألوانَ من عَلَّلوهُ بالمعاذيرِسبحانَ خالِقِها ماذا أَرادَ بهاتلكَ المحاسن في تلكَ التصاويرِذو الرمة:
أَلا لا أُبالي الموتَ إن كانَ قَبْلَهلِقاءٌ لِمىٍّ وارتجاعٌ من الوَصلِأَناةٌ كأنّ المِرْطَ حين تَلوثُهعلى دِعْصَة حمراءَ من عُجَمِ الرملِأَسيلةُ مُسْتَنِّ الوِشاحيْنِ قانِيءبأطرافها الحِنَّاءُ في سَبِطٍ طَفْلِمِنَ الواضِحاتِ البيضِ في غَيْرِ مُرهَةٍذواتِ الشفاه اللُعْس والحَدَقِ النُجْلِوهذا استثناء في صفة النساء بخلوص البياض وإيفاء الوصف حقه بتقييده في عجز البيت باللعس والكحل ما أطلقه في صدره من الوضح والبياض.
أبو عبادة:
إذا نَضَوْنَ شُفوفَ الرَّيْط آوِنَةًقَشَرْنَ عن لُؤلُؤِ البحريْن أَصدافانواصِعٌ كسيوف الهِندِ مُشعَلةٌضوْءاً ومُرهَفةٌ في الجدْلِ إِرهافاكأنَّهنَّ وقد قابَلنْ في طَرفيضِدَّيْن في الحسنِ تَبْتيلاً وإِخطافارَدَدْنَ ما خفَّفت عنه الخصورُ إلىما في المآزِرِ فاستَثْقَلْنَ أَردافاوفي ذكر السيوف تشبيه أبي تمام أعجب حيث يقول:
فما صُقِلَ السيفُ اليَماني لمَشهدٍكما صُقلتْ بالأمسِ تلكَ العوارضُ
الباب الحادي والعشرون
السوق وامتلائها والقصب وخدالتها
وهذا مسلم للمتقدمين وهم يضعون فيه الهناء مواضع النقب، ويطبقون المفصل.
قال كثير عزة:
أولات سَوالِفٍ غُرٍّ وقُبٍّمُخَصَّرةٍ وأَعجازٍ ثِقالِويَجْعلنَ الخَلاخِلَ حين تلوىبِأَسوُقِهنَّ في قَصَبٍ خِدالِعروة:
فقُمنَ بَطيئاً مَشيُهُنَّ تَأوُّداًعلى قَصَبٍ قد ضاق عنه خَلاخِلُهْكما هزَّتِ المرَّانَ ريحٌ فحرَّكتْأَعالِيَ منهُ وارْجَحنَّتْ أَسافِلُهْذو الرمة:
رَخِيماتُ الكلامِ مُبطَّناتٌجَواعِلُ في البُرى قَصَباً خِدالاكأَنَّ جلودَهُنَّ مُمَوَّهاتٌعلى أَبشارِها ذَهَباً زُلالاجَمعْن فَخامةً وخُلوصَ عِتْقٍوحُسناً بعدَ ذلكَ واعتِدالاوليس لأحد من الشعراء العرب، في نعت محاسن النساء، ما لذي الرمة من الأوصاف البارعة، بجودة سبك، وكثرة ماء، ورقة لفظ، حتى كأنه حضري من نازلة المدر لا سكان الوبر، وهو بجفوة البدو وعنجهية الصراحة فهو أعرابي مهاجر، ووحشي حاضر.
وقال الأشجع:
نَفْسي الفداءُ لِشادنٍيَهْوَى ويمنَعُهُ نِفارُهْظبيٌ يجولُ وِشاحُهُويَغُصُّ في يَدِهِ سِوارُهْابن الطثرية:
هَضيماتُ ما بين التَرائِبِ والكُلَىلِطافُ الخُصورِ صامِتاتُ الخلاخِلِعفيفاتُ أَسرارٍ، بَعيداتُ رِيَبةٍكثيراتُ إِخلافٍ، قليلاتُ نائلِمِراضُ الجُفونِ في احْوِرارِ مَحاجِرٍطِوالُ المُتونِ راجِحِاتُ الأَسافِلِالقطامي:
خَوْدُ مُنَعَّمَةٌ نَضخ العَبير بهاإِذا تَميلُ على خَلخالِها انْفَصماليستْ ترى عَجَباً إِلاّ بدا بَردٌغُرُّ المَضاحِك ذو نَوْرٍ إذا ابْتَسماذو الرمة:
ضَرجْنَ البُرودَ عن ترائب حُرَّةوعن أَعيُن قتَّلْننا كلَّ مَقتَلِإِذا ما اْلتَقَيْنَ من ثلاثٍ وأربعٍتَبَسَّمْنَ إيماضَ الغَمام المُكَلَّلِيُهادينَ جَمَّاءَ المرافِق وَعْثَةًلطيفةَ حَجْم الكعب رَيّا المُخَلْخَلِالأشجع:
جارِيةٌ تهتزُّ أَطرافُهامُشبعةُ الخَلخالِ والقُلْبأَشكو الذي لاقيْتُ من حُبِّهاوبُغضِ مَولاها إِلى رَبّيمِن بُغض مولاها ومِن حُبِّهانَزَلْتُ بين البُغض والحبِفاعْتَلجا في الصَّدر حتى اعْتلىأَمرُهما فاقْتَسما قَلبيابن هرمة:
بِنفْسِيَ صَبْحاءُ سَيفانَةٌتَكْظُّ البُرى وتُجيعُ الوِشاحاكأنَّ قلائِدَها عُلِّقَتْعلى ظَبيةٍ تَتقرّى البِطاحاحراديةٌ أَبصرتْ رامياًيُقَلِّبُ في راحَتيْه قِداحافأوْفَتْ على شَرَفٍ تَستَخيرُ طَلاً تتنسَّمُ منه رِياحا
ذو الرمة:
وَبيضاً تهادى بالعَشيِّ كأنّهاغَمامُ الثُريّا الرائحُ المُتَهلِّلُخِدالاً قَذفْن السورَ منهنَّ والبُرىعلى ناعمِ البَرْدِيِّ بل هنّ أَخدَلُنَواعمُ رَخْصاتٌ كأنّ حديثَهاجَنى الشَّهدِ في ماءِ الصَّفا مُتَشَمَّلُرقاقُ الحواشي مُنْفِذاتٌ صدورَهاوأَعجازُها عمَّا بها اللهوُ خُذَّلُأولئكَ لا يوفين شيئاً وَعدْنَهوعنهنَّ لا يصحو الغَويُّ المُضلَّلُعبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص:
هيفاءُ فيها إذا اسْتقبَلْتَها عَجَفٌعَجزاءُ غامضةُ الكعبيْنِ مِعطارُمن الأوانسِ مِثلُ الشمسِ لم يَرَهابساحةِ الدارِ لا بعلٌ ولا جارُذو الرمة:
لها قَصَبٌ فَعْمٌ خِدالٌ كأنهُمُسَوِّقُ بَرْدِيٍّ على حائرٍ غَمْرِسَقِيَّةُأعدادٍ يبيت ضجيعُهاويُصبحُ مَحبوراً وخيراً من الحَبْرِتُعاطيه برَّاقَ الثَنايا كأنهُأَقاحِيُّ وَسْمِيٍّ بِسائِفَةٍ قَفْرِكأن النَدى الشَتويَّ يَرْفَضُّ ماؤهُعلى أَشنَبِ الأَنيابِ مُتَّسِقِ الثَغرِوقال:
وفي المِرط مِن ميٍّ تَوالي صَريمةٍوفي الطَوْق ظبيٌ واضحُ الجيدِ أَحورُوبين مَلاثِ المِرْط والطوِق نَفْنَفٌهضيمُ الحشا رَأْدُ الوِشاحينِ أَصفَرُتَنوءُ بأُخراها فَلأياً قِيامُهاوتَمشي الهُوَيْنى من قريبٍ فَتُبْهَرُوفي العاج منها والدَماليجِ والبُرىقناً مالِيء للعينِ ريَّانُ عَبْهَرُخَراعِيبُ أُمْلودٌ كأن بَنانَهابَناتُ النَقا تَخْفى مِراراً وتَظهرُترى خَلْفَها نِصفٌ قناةٌ قويمةٌونِصفٌ نَقاً يَرتَجُّ أو يَتَمَرْمَرُعمر بن أبي ربيعة:سَتروا الوجوهَ بأذرُعٍ ومَعاصِمِورَنَوْا بِنُجْل للقلوبِ كَوالمِحَسروا الأَكِمَّةَ عن سواعدِ فضّةٍفكأنما ابيضت مُتونُ صوارمِ
ذو الرمة:
مِنْ كُلِّ عَجزاءَ في أَحشائها هَضَمٌكأن حَلْيَ شَواها أُلْبسَ العُشَرالَمياءُ في شَفتيْها حُوَّةٌ لَعَسٌكالشمسِ لما بَدَتْ أو تُشبهُ القمراالشماخ:
هَضيمُ الحشا لا يَملأُ الكفَّ خَصرُهاويُملأُ منها كلُ حِجل ودُمْلُجِتَميحُ بمسواكِ الأَراكِ بَنانُهارُضابَ الندى عن أَقحوانٍ مُفَلَّجِذو الرمة:
وعَيْناءَ مِبْهاجٍ كأنَّ ثِيابَهاعلى واضحِ الأَقرابِ من رمل عاجِفِتَبَسَّمُ عن أَحوى اللِّثاتِ كأنهُذُرا أُقحوانٍ من أَقاحي السَّوائِفِابن الطثرية:
من كلِّ بيضاءَ مِخماصٍ لها بَشَرٌكأنه بِذَكيِّ المِسك مَعْلوُلُتخطو على قَصَبٍ خَدْلٍ تُقلُّ بهِروادفاً كالنَّقا فيهن تَبْتيلُوالجيدُ أَتلعُ والأُطرافُ ناعمةٌوالكَشْحُ مُنهَضِمٌ والمَتْنُ مَخْذُولُذو الرمة:
أَناةٌ تلوثُ المِرْطَ عنها بدِعْصَةٍرُكامٍ وتَجْتابُ الوِشاحَ فَيَقْلَقُوتَبْسِم عن نَوْرِ الأَقاحيِّ أقْفَرَتْبِوعْساءِ معروفٍ تُغامُ وتُطْلَقُالمفجع:
أَيخفى حُبُّ علوةَ كيف يَخْفىونيرانُ الصَبابَةِ ليس تُطْفاومن مزجت له كأسُ التصابيفإني قد شَرِبْتُ الحُبَّ صِرْفاتَراها كالقضيبِ اللَّدْنِ ليناًتَمِيسُ وكالنقا تَرْتَجُّ رِدْفاولولا أَنها بَشَرٌ لقُلْنابراها اللهُ مِن ذَهبٍ مُصَفَّىفأَكْمل خَلْقَها وأَتَمَّ مِنها
مَعانِي حُسْنِها حرفاً فَحَرْفالَئِنْ راقَتْكَ مِلْءَ العينِ حُسناًلقد ساءَتْك مِلْءَ النفسِ حَتْفاه
سعد الجعدي:
أَيا ظبيةَ الوَعْساءِ أنتِ شَبيهةٌبذَلْفاءَ إِلاَّ أَنها لا تُعَطَّلُمُنعمةٌ خَودٌ يجولُ وِشاحُهاعليها ويَأْبى أن يجولَ المُخَلْخَلُالراجز:
غَرْثى الوِشاح كَزَّةُ الدَمالجِمَلاثُ مِرْطيْها كرملٍ عالجِ
الباب الثاني والعشرون
نعت القدود
ابن مقبل:
يَهْزُزْنَ للمَشْيِ أَعطافاً مُنَعَّمَةًهَزَّ الشَمالِ ضُحىً عيدان يَبْريناأو كاهتزاز رُدَيْنِيٍّ تَرادفهُأَيدي التِّجار فزادتْ متنَه لينابِيضٌ يُجرِّدْنَ من أَلْحاظِهنَّ لنابيضاً ويَردينَ ما جرَّدْنَه فيناذو الرمة:
بَيضاءُ يجري وِشاحاها إِذا انصرفتْمنها على أَهْضَمِ الكَشْحين مُنْخَضِدِيَجلو تَبسُّمُها عن واضحٍ خَصرٍتَلأْلُؤَ البرقِ عن ذي لَّجةٍ بَرِدِابن أبي البغل:
كأَنّه في اعتِدالِهِ غُصُنٌوفي السراويلِ منه أَمواجُإذا مشى كالقضِيب جاذَبَهُرِدْفٌ له كالكَثيب رَجْراجُويعلمُ اللهُ أَنني رجلٌإِليهِ مُذْ قد كَبِرتُ مُحتاجُآخر:
أَهْيَفُ القَدِّ بَديعٌ في الصورْرِدفُه دِعصٌ، وأعلاهُ قَمَرْما رَآهُ الطرفُ إِلاّ قال لياحبِسِ اللَّحظَ عليه وانْتَظِرْفَبقلبي أَثرٌ من لَحظِهِوبخَدَّيْهِ من اللحظِ أَثَرْكُلما زِدْتُ إِليهِ نظراًزادَ حُسناً عند تَكْرارِ النظَرْكشاجم:
بُلِيتُ بأَحسنِ الثَقليْن إقبالاً ومُنْصَرَفاكحدِّ السيف أَلْحاظاًوغُصنِ البانِ مُنْعَطَفايُسَوِّفُني بِنائِلهوقد أَهدى ليَ الأَسَفافآخُذُ وصلَه عِدةًويأخُذُ مُهجتي سَلَفاالعلوي البصري:
كغُصنِ البانِ يَجذِبُه كثيبٌفَيَطْلُعُ مثلَما طَلَع الرَهِيصُوأَتعَبَ رِدفُه حِقويْه حتىشكا من ثِقْلهِ الكَشحُ الخَميصُأَغار من القميصِ إِذا عَلاهُمَخافةَ أَنْ يُلامسَه القميصُومالِفَتى رماه بِسَهْم حَتفٍعن الأسقامِ والبَلْوى مَحيصُآخر:
مُعتدِلٌ في كلِّ أَعطافهِمُستَحْسَنُ القامةِ والمُلْتَفَتْلو قِيست الدنيا ولذّاتُهابِساعةٍ مِن وَصْلهِ ما وَفَتْسُلِّطَتِ الأَلحاظُ منه علىقلبي، فلو أَوْدتْ به ما اشْتَفَتْواسْتعذَبَتْ روحي هواه فماتَصحو، ولا تسلو ولو أُتْلِفَتْآخر:
وَيلي على قمرٍ أَوفى على غُصُنٍيَهتزُّ في أَهْيَفٍ قد رانهُ الترفُيكادُ من قَضَفٍ ليناً ومن ترفٍلولا أُعَوِّذُه بالله يَنْقَصِفُأبو فراس:
غلامٌ فوقَ ما أَصِفُكأنَّ قوامَه أَلِفُإِذا ما مالَ يَرْعِبُنيأَخافُ عليه يَنْقَصِفُوأُشفِقُ من تَأَوُّدِهِأَخافُ يُذِيبه التَرَفُسُروري عندهُ لُمَعٌودَهري كُلُّه أَسفُوأَمْري كلُّهُ أَمَمٌوحُبي وحدَه سَرَفُالحسين بن الضحاك:
مُحبُّكَ يبكي لطول السَّقَمتَداوَلُه فيكَ أَيدي الأَلمْتَجَنَّبْتَهُ فهو بادي الشحوبِ وأَدمعُهُ للضَنى تَنْسجِمْأيا عصْنَ بانٍ غداةَ النعيمويا قمراً لاحَ جُنْحَ الظُلَمْخَفِ اللهَ في عاشِقٍ مُدْنَفٍبِحُبكَ مما بهِ يَعْتَصِمْالواسطي:
أَبلى فُؤادي بِطول تَعذيبهْوقَدِّهِ واعْتِدالِ تَركِيبهْولاحَ من جَيْبِهِ الهِلالُ لناوالغُصُنُ النَّضْرُ من جَلابِيبِهْكَلْفَ لي كاذِباً لِيقَتُلَنيوَيْلايَ مِنهِ ومِن أَكاذيبِهْلو أَبصَرَ القَسُّ حُسنَ صورَتِهصَوَّرهُ القَسُّ في مَحاربيِهْالخبزرزي:
أَهيفُ يَحكي بقدِّه الأَلِفايَخسَرُ من لم يكُنْ بهِ كَلِفاأحسنُ مِنَ بهجةِ الخِلافة والأمْنِ لِمنْ قد يُحاذِرُ التَلَفا
لو أَبصرَ الوجهَ منه مُنَهزِمٌيَطلبُه ألفُ فارِسٍ وَقفاوقد خطأ أبو القاسم الآمدي، في كتاب الموازنة بين الطائيين، أبا تمام في قوله:
مِن الهِيفِ لو أَنَّ الخلاخيلَ صُيِّرتْلها وُشُحاً جالتْ عليها الخَلاخِلُوكذلك رد عليه قوله:
دعا قلْبُهُ: يا ناصِرَ الشوقِ دعوةَفلبَّاهُ طَلُّ الدمعِ يَجري ووابِلُهوالصواب في البيتين في يد أبي تمام. وأبو تمام قلما يؤتى من المعاني، وإنما يتعمق فيحيل. والقلب إذا أكره عمي. والخاطر إذا اعتسف تبلد. وأحسن الكلام ما أخذ عفوه، وقبل ميسوره. واللفظ صورة والمعنى روح لها، وبها يكتحل البصر أولاً، فإذا راقت وحسنت اغتفر ما دونها من خلل.
وقد أخذ على أبي تمام أبو الضياء مؤلف سرقات الآخر من الأول قوله في الحسن بن وهب:
نَبَتُّ على مواهِبَ منكَ بيضٍكما نَبتَ الحَلِيُّ على الوَلِيِّوفسر أبو القاسم الآمدي قول ذي الرمة وغلط فيه:
وليلٍ كَجِلبابِ العروس ادَّرَعْتُهُبأَربعةٍ، والشخصُ في العَيْنِ واحدُوله في تفسير شعر الطائي، في كتاب الموازنة، هفوات كثيرة.
المشاركات الشائعة
-
ابراهيم فرغلي م ا يراه النهد على جسر خشبي عتيق مطل على ضفة مياه ضحلة، تسبح قريبا منه سبع بطات، جاءت تلك الفتاة عارية كما حلم جميل، عشرين...
-
الجنس المقدّس فرح جبر كيف نكتب عن علاقة الجنس بالدين؟ من أي باب ندخل في لب هذا الموضوع المعقد والشامل؟ كيف نصل الى الاستنتاجات الوافية حو...
-
تأملات تراثية في التعابير الجمالية لجسد المرأة أ. د. علي أسعد وطفة يتأصل الجمال في طبيعة الإنسان فالله قد خلق الانسان على صورته وهو جمي...
-
قصــــــــــائد إفرات يروشالمي المعروفة باسم شيـــــز shez ترجمة نائل الطوخي كسك عضاض "كسك عضاض"، قالها بصوت عال. "...
-
الحبيب السالمي حكاية سعاد قصة قصيرة يسمونها "قحبة بلفيل" ولكني احبها سعاد غرس الله. احب ابتسامتها. احب جرأتها. صوتها. حركة يدي...
-
إبراهيم طوقان يـــــــا شهر ايّـــــار فل وورد ووغيد في البجامات يا شهر ايار يا شهر الكرامات واتلو الزبور كتابا غير ذي عوج هيهات مثله...
-
خطبة داعرة لأحد الأئمة مأخوذة من كتاب “نواضر الأيك في معرفة النيك”! تأليف الإمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الحمد...
-
رسالة حبي المدينية إلى ابنتها من كتاب الإمتاع لصالح الورداني في وصية حبيبة المدنية انه قالت لابنتها قبل أن تهدى إلى زوجها:أني أوصيك بوص...
-
نساء صنعن أيامي حازم سليمان صغيرات، كبيرات، خبيثات، طيبات، بائسات، بارعات، حنونات، قاسيات، جميلات، بشعات، صادقات، مدَّعيات، عاهرات أو ...
-
2 من كتاب : نزهة الجلساء في أشعار النساء السيوطي مهجة بنت التياني القرطبية مهجة بنت التياني القرطبية. قال في المغرب: من أهل المائة ال...
الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق