المشاركات الشائعة

السبت، 11 ديسمبر 2010

حين في البعيد أكون
مديحة المرهش


في البعيدِ أتمنى لو يكون "الآن" معك
لا يهمني ما يمرُ أمامي من وجوهٍ،
وأموالٍ وأقوامٍ وجنسياتٍ
وبدلاتٍ رسمية.
لاتهمني السياراتُ المكيفة،
ولا ناطحات السحابِ
ولا الأبراجُ إن كانت مائلةً أو غيرَ مائلةٍ.
في البعيدِ
تتراءى لي،
فأقول:
ليتني ما صرختُ ذاك الصباحِ بوجهِكَ،
ولا ضربتُ كأسَ الشاي بالحائطِ،
ليتَ الزجاجَ ما أدمى يديك،
ولا كلماتي قلبك.
في البعيدِ " الآن" أُسرع،
ألتحفُ بكَ،
أتدثرُ بعواطفِكَ،
أطوِّل شعري إلى كعبيَّ
لنلتفَ به سوياً،
وأغسلُ جسدي من كلِ العطورِ
لتأخذَ رائحةَ جسدي بعطوره الأصلية.
ومن قبلةٍ
أصممُها على طريقتي
مطرزةً بألوانِ الشفقِ،
حِكتُها في شتاءٍ قارسِ الحب
يحنُ إلى نمنمات الدفءِ
في الغرفِ المهجورةِ،
من تلكَ القبلةِ تعرفُ
معنى أن أكونَ في " الآن " معك.
وحينَ نصيرُ في " الآن "سويا
أتعطرُ بالفدجي، عطري المفضلِ،
وأرفعُ شعري ذيلَ حصانٍ
حتى لا تعكر مزاجُكَ شعرةً
وقبلتي لا تفضي إليّكَ بأسرار
قلبي المعتقة.
فأسارعُ لأهمسَ بِحُبِكَ
فتحمرُ أذنكَ من الخجلِ،
وأخشى على نفسي
من أن تولدَ الأخرى مني
وتقطعني إرباً إربا
وتحول قلبي إلى حجرِ صوانٍ
تكسرُ الزجاج،
وتملأُ البيتَ بركامِ الغضبِ،
وتقلبُ عشراتِ الكتبِ عن رفوفها،
تهرولُ على الأدراجِ حافيةً خارج البيتِ.
وأنا كلُ آنٍ
أتمنى
لو يتحولُ الآنَ القريب بعيداً،
والآن البعيد قريباً

ليست هناك تعليقات: