المشاركات الشائعة

السبت، 11 ديسمبر 2010

شراشف

موفق مجيد
__________



- لقد عاشرت الكثير من النساء حتى اني لم اعد اتذكر عددهن..
وهو ينظر لعينيها الكبيرتين مقارنتا بعمرها قال لها ذلك ردا على سؤالها.
ردت هي بينما راحت عينيها تتفحص اجزاء جسده...
- الم اخطر في بالك ولو لدقائق؟

شراشف بيضاء معلقة على احدى الحبال المتشابكة في سطح المنزل..
ممسكتا ثوبها الاسود امرأة كبيره كانت تنظر الى تلك الشراشف الجميلة..
- ربما ستقع يوما احدى هذه الشراشف لتلم تراب الارض الاسود المنتشر بغزارة في عيون الرجال..

- لم افكر يوما بالنظر اليك لكونك صغيرة بالنسبة لي، ولكن اعدك عندما تكبرين ستلازمك عيناي اينما ذهبت..

- ولكني اشعر بأنني كبيرة بما فيه الكفاية لألملم قطرات المطر المتساقطة من اعلى الجبهات..

اغمضت المرأة العجوز عيناها وهي تنظر الى السماء، كان يدور في ذهنها الكثير من الاسئلة.. تأففت.. نظرت الى الارض. جلست القرفصاء بينما كانت تتابع حركة الشراشف الراقصة..

- لا ادري ربما لا يكفي الشعور، قد توقد ولكنها لن تصل الى اكثر من ذلك..

- انني اذوب، اتلمس ذلك.. لقد بدأت بالاشتعال خذ بيدي ارني الطريق..

اخذت قدمي العجوز تسير بها في ارجاء سطح المنزل.. رفعت احدى الشراشف.. راحت تكلمه.

- لماذا.. لم اشعر بان قدري هذا، لم ازل اتذكر كلمات اجدادي عن معنا المرأة، وكيفية التعاطي معها، لم ترتمي على جبهتي يد، لم تمس انسياب الثلج على اجزاء جسدي حرارة تموز، ولأنني لم اقترب ، لم اجرب، ايها الشرشف، ارجعني، ارجعني كي اكتوي بناره..


- لا تخافي انني بانتظارك فقط دعيها تنمو..

- ربما ولكن بدأت شفتاي ترتعشان لا اعرف لماذا، ولكن الشيء الوحيد الذي اشعر به انهما بدأتا بالاحتراق..

رمت المرأة العجوز الشرشف ، استلقت على الارض راحت عينيها تجوب السماء، تلتقط آهاتها الطيور المنتشرة على امتداد الحبال المتشابكة.

ليست هناك تعليقات: