المشاركات الشائعة

السبت، 11 ديسمبر 2010

درس من كاماسوطرا
محمود درويش

بكأس الشراب المرصّع بالازود
انتظرها
على بركة الماء حول المساء وزهْر الكولونيا
انتظرها
بصبر الحصان المُعَدّ لمُْنْحَدرات الجبال
انتظرها
بذَوْق الأمير الرقيع البديع
انتظرها
بسبع وسائد محشُوّةِِ بالسحاب الخفيف
انتظرها
بنار البَخور النسائيّّ ملءَ المكان
انتظرها
برائحة الصَنْدَلِ الذَكَريّةِ حول ظهور الحيول
انتظرها
و لا تتعجّلْ، فإن أقبلتْ قبل موعدها
فانتظرها
وإن أقبلتْ قبل موعدها
وانتظرها
ولا تُجفِل الطيرَ فوق جدائلها
وانتظرها
لتجلس مرتاحةََ كالحديقة في أوْج زِينَتِها
وانتظرها
لكي تتتفّسَ هذا الهواى الغريبَ على قبلها
وانتظرها
لترفع عن ساقها ثَوبَها غيمة
وانتظرها
وخُذْها إلى شَرفة لترى قمراََ غارقاََ في الحليب
وانتظرها
وقَدّمْ لها الماء، قبل النبيذِ، ولا
تتطلّعْ إلى توْأمَيْ حَجَلِِ نائمين على صدرها
وانتظرها
ومشّ على مَهَل يَدَها عندما
تضَعُ الكأسِ فوق الرخام
كأنّكَ تحمل عنها الندى
وانتظرها
تحدّثْ إليها كما يتحدّثُ ناسُُ
إلى وَتَرِِ خائفِِ في الكمان
كأنكماََ شاهدانِ على ما يُعِدُّ غدُُ لكما
وانتظها
ولمِّع لها لَيْلَها خاتماََ خاتماََ
وانتظرها
:إلى أن يقولَ لَكَ الليل:
لم يَبْقَ غير كما في الوجود
فخُذْها، برِفْقِِ، إلى موتكَ المُِْشْتَهى
وانتظره..!

ليست هناك تعليقات: